فقدت مصر فجر الخميس الماضى فناناً موهوباً بمعنى الكلمة، وهو النجم خالد صالح الذي خطف القلوب في السنوات الأخيرة بمجموعة من الأدوار المتميزة جداً. خالد صالح كان موهوباً بالفطرة، كانت بدايته في مسلسل "حوارى وقصور" في نهاية التسعينيات وعرفه الناس أكثر حينما جسد شخصية الشاعر مأمون الشناوى في مسلسل "أم كلثوم" عام 2000، ولفت الأنظار بشدة في دور القاضى في فيلم "محامي خلع". وكان هذا الدور بدايته الحقيقية في مشوار النجومية، كان لوناً جديداً ونجوميته لم تتجاوز عشر سنوات. قدم خلالها العديد من الأفلام والمسلسلات الناجحة وتنوعاً شديداً في الأدوار تفوق علي نفسه في تجسيد شخصية السياسي الفاسد في فيلم "عمارة يعقوبيان" وظهر كفنان متمكن تماماً من أدواته في فيلم "حرب إيطاليا" حيث جسد شخصية رجل أعمال فاسد. وفي "تيتو" الذى جسد فيه شخصية الضابط الفاسد، ولا ننسى أبرز أدواره شخصية أمين الشرطة "حاتم" في فيلم "هى فوضى" الذي جمع فيه بين الشر والفساد والطمع والرومانسية بشكل أذهل كل من شاهد هذا الفيلم. كما تفوق علي نفسه أيضاً في فيلم "الريس عمر حرب" الذي جسد فيه شخصية صاحب نادى القمار رجلاً بلا قلب ولا يعرف الرحمة. كما جسد بشكل مذهل شخصية العبيط في فيلم "الحرامى والعبيط" والرجل الحشاش في فيلم "خلى الدماغ صاحي" والمزور والنصاب في فيلم "ابن القنصل" مع أحمد السقا. وآخر أدواره في السينما شخصية شيخ المجاهدين في فيلم "الجزيرة 2". ويعرض هذا الفيلم في عيد الأضحى واستطاع خالد صالح في سنوات قليلة أن يكون إحدى الظواهر في السينما المصرية بالتنوع في الأدوار وإقناع المشاهد بأي شخصية يجسدها. وفي التليفزيون قدم العديد من المسلسلات الناجحة جسد خلالها مجموعة من الشخصيات المتباينة في مسلسلات "تاجر السعادة" و"سلطان الغرام" و"9 شارع جامعة الدول". ولا ننسي شخصية محمد الريان التي قدمها منذ عامين في مسلسل "الريان" وفضح من خلاله فترة الانفتاح في السبعينيات، وكيف استطاع تكوين إمبراطورية الريان في الثمانينيات، وعلاقته بكبار رجال الدولة. وآخر مسلسلاته "حلاوة الروح" الذي عرض في رمضان الماضى، ونستطيع القول إن خالد صالح كان حالة فريدة في السينما والتليفزيون فنان بمواصفات مختلفة. لم يكن وسيماً أو فارع الطول والتلقائية والبساطة كانتا طريق للنجومية، لم يتحمل قلبه العليل كل هذا الجهد الذي بذله في السنوات الأخيرة. رحم الله تاجر السعادة والريس عمر حرب خالد صالح.