اكتسب موهبته بمهل وتريث .. استغرق سنوات يتابع فيها الحركة الفنية ويشارك بشكل هاو حقيقي حتى أضافت كل منها لمخزونه الفني الذي اكتسب نضجا انطلق مرة واحدة حين اتجه للاحتراف في سن السادسة والثلاثين حيث كانت أول أعماله عام 1998 بمشاركته في فيلم " جمال عبد الناصر " من إخراج محمد فاضل حيث قام بدور رجل المخابرات في هذه الفترة صلاح نصر .. ثم دور " مأمون الشناوي " في مسلسل أم كلثوم عام 1999.. ليبدو من لقطات بسيطة في أول إطلالة عمرا من الخبرة في أدائه ، ليتفرغ تماما للتمثيل في عام 2000 فيقدم فيلم "النمس" ثم يقدم في 2001 أفلام " كرسي في الكلوب " و " خلي الدماغ صالح " و " شرم برم " .. ليشارك في عدة أفلام من 2002 إلى 2005 مثل " محامي خلع والنعامة والطاووس وميدو مشاكل وخالي من الكوليسترول وفتح عينيك" لتكون أبرز أفلام هذه الفترة " تيتو وأحلى الأوقات وحرب أطاليا وملاكي الإسكندرية " لنرى ممثلا يستجلب قدراته العميقة بعشق بكر .. في تنوع لا يأبه كثيرا لبطولة كاملة بقدر إشبع هذا العشق ، وتأتي السنوات سريعا بمزيد من النضج الفني والتألق بأفلامه الأربعة المتتالية من 2006 إلى 2008 بأدواره المميزة في أفلام " عمارة يعقوبيان" حيث قام بدور رئيس مجلس الشعب .. وهي "فوضى وحين ميسرة والريس حرب " وربما أبرزهم على الإطلاق فيلمي " هي فوضى والريس عمر حرب " حيث كانت بدايته مع أدوار البطولة .. ففي فيلمه " هي فوضى " من إخراج خالد يوسف قدم شخصية أمين الشرطة " حاتم " المستغل لسلطته بفساد وظلم يصلا لمداهما حتى قيام ثورة ضده .. مما كان يعتبر صورة مصغرة استباقية لثورة 2011 بتجسيده طغيان الشرطي الفاسد بعمق مبدع محترف .. ليتجسد بعدها الشيطان ذاته في فيلم "الريس عمر حرب" لخالد يوسف ويبرز تركيزه على أدائه الهادىء بتعبيرات وجهه وعينيه ، فيكتسب خالد صالح سريعا محبة وتعلق الناس به لتأتي بطولاته الدرامية في مسلسلات " سلطان الغرام ، تاجر السعادة ، 9 جامعة الدول " تزيدهم تعلقا ليكون آخرها مسلسل " فرعون " عام 2013 ، وتشمل سنواته السينمائية الثلاث الأخيرة أفلام " ابن القنصل وكف القمر والمصلحة وفبراير الأسود " وآخرها فيلم "العبيط والحرامي" عام 2013 مع خالد الصاوي وإخراج محمد مصطفى . ويتنوع رصيد خالد صالح الفني ليشمل عددا من الأعمال المسرحية الجادة والأعمال الإذاعية ، إلا أن رصيده الإنساني بحد ذاته جانب آخر يضيء تاريخه ..فله مشاركات خيرية واسعة بالإضافة لدوره النضالي في ثورة يناير 2011 وأدواره الجادة بحد ذاتها غير الساعية للربح والصيت بالإضافة لشروعه في إنشاء مؤسسة ثقافية تهتم بالمسرح وتقديمه جوائز لشباب الفنانين في مهرجان المسرح القومي الأخير حتى أشاد وزير الثقافة بدوره محييا له … ليتركنا سريعا خالد صالح في عمر 50 عاما أنين قلبه الذي تزايد حيث أجرى أخيرا عملية قلب مفتوح بمركز مجدي يعقوب للقلب بأسوان ليغادرنا فجر اليوم تاركا حزنا صادقا بدا في نفوس الجميع وتعكسه بتلقائية صفحات الأفراد في مواقع التواصل الاجتماعي .. فيرحل عن عالمنا هذا الزائر المسرع .. المقترب مع همسة عشق فنية ستبقى في الأعماق طويلا .