من فوق خشبة مسرح الجامعة كان إطلاق خالد صالح لموهبته، المسرح هو عشق خالد، لكن الظروف الحياتية أبعدته عن طريق الاحتراف لوقت طويل، فقط أدوار متناثرة من وقت إلى آخر غير كافية لإظهار موهبته وقدرته التمثيلية، لكنها كانت كحجر المرساة، تذكره دائما أنه ممثل وهذا هو طريقة، حتى الفيلم الذى حاز من خلاله على مساحة واسعة عام 2001 وحمل عنوان «خلى الدماغ صاحى» وتصدر بطولته إلى جانبه مصطفى شعبان، وداليا مصطفى، وكارولين خليل، تأليف منى الصاوى وإخراج محمد صلاح أبو سيف، إلا أن الفيلم لم يحظَ بالجماهيرية التى تسمح بأن يلمع اسم خالد وباقى فريق العمل من الممثلين الذين يبحثون عن انطلاقاتهم. خالد يستطيع أن يتقمص أى شخصية، ويقدم أداءً يقنع المشاهد أنه لو وجدت هذه الشخصية فى الواقع فلن تكون مختلفة عما يقدمه خالد أمامهم، لكنه يصل إلى مستويات مختلفة عندما يقدم شريرا أو شخصية لها بعد نفسى، هذا العام قرر خالد أن يجدد ويظهر بشكل مختلف فى لقائه الرمضانى بجمهوره الذى أصبح عادة سنوية، فيتعاون مع المخرج محمد على والمؤلفين ياسر عبد المجيد وعمرو الشامى، من خلال مسلسل «فرعون»، الشخصية الأقرب إلى الفتوة منها إلى رجل الأعمال، خالد بارع فى تقديم مثل هذه الشخصيات، الأداء الباهر لشخصية فرج خنزيرة فى مسلسل «أحلام عادية» عام 2005 كان لافتا، اختياره لطبقة الصوت وطريقة الكلام كان جديدا وفى محلة، وظل صدى الشخصية يتردد طويلا، بعد هذا التاريخ بأربع سنوات تحديدا عام 2008 تقاسم بطولة مسلسل «بعد الفراق» مع هند صبرى، واستمر يقدم مسلسلًا كل عام. فى رمضان عام 2009 قدم مسلسل «تاجر السعادة»، ثم «موعد مع الوحوش»، ثم «الريان»، وأخيرا العام الماضى «9 جامعة الدول». الدراما التليفزيونية أحيانا تكون أكثر قدسية عند خالد من السينما، يحرص على لقاء جمهوره، ومسلسل هذا العام يحمل بداية قوية وراءها كثير من الأحداث والتطور فى الشخصية سيترجمه خالد كعادته بطريقته الخاصة. السينما سبقت الدراما فى بداية الانتشار عند خالد، فقبل دوره فى «أحلام عادية» بعام قدم شخصية «إبراهيم» فى فيلم «أحلى الأوقات» بنظريته أن كيلو الكباب أهم من الورد الذى كانت تطلبه منه زوجته يسرية، الزوج المنفعل فى الفيلم الاجتماعى الخفيف ضمن جمهورا لا بأس به، وظل الكباب والورد حديث مواقع التواصل الاجتماعى يطلق رواده النكات على هذا الموضوع من الفيلم، عام 2005 قدم خالد أربعة أفلام للسينما هى «خالى من الكوليسترول»، والفيلم لم يحقق نجاحا جماهيريًّا على الرغم من فكرته وتنفيذه الجيدين، و«فتح عينيك»، والفيلمان الأخيران كانا المتممين لبداية انطلاق وشهرة خالد صالح نجم الصف الأول، وهما «ملاكى إسكندرية»، و«حرب أطاليا»، بعدهما بدأ الجمهور يتتبع خالد وأدواره حتى وصل إلى فيلم «عمارة يعقوبيان» ودوره الصغير، لكنه كما هى العادة حظى باهتمام ناطح باقى نجوم الفيلم، وهم من الأسماء الكبيرة، وهذا إن دل على شىء فإنما يدل على قوة تأثير هذا الممثل حتى لو لم يكن فى الصدارة. عام 2007 اختاره الراحل يوسف شاهين لبطولة فيلمه الأخير «هى فوضى» فى دور أمين الشرطة المرتشى الذى يستغل منصبه وعلاقاته لتحقيق أهدافه ولو كان على حساب الآخَرين، أمين الشرطة حاتم ظل نموذجا لاستبداد جهاز الشرطة فى السنوات اللاحقة. بالطبع مسيرة خالد لم تتوقف، ما إن يبهر جمهوره بدور أو أدائه شخصية، حتى يفكر فى أخرى، هو نفسه لا ينبهر ولا يتحدث كثيرا عن أدوراه، يتخطى الصعاب ويصنع المعجزة، يكفيه فقط عدة مشاهد فى أى عمل حتى يظهر وبترك أثره على العمل كله.