حالة من الحزن الشديدة يعيشها الوسط الفني حاليا بعد تلقي خبر وفاة الفنان خالد صالح أثناء إجراءه عملية قلب مفتوح في مركز مجدي يعقوب بأسوان. وفي إحدى الشهادات التي أجريناها "محيط" عنه: قال مهندس الصوت جاسر خورشيد: "عرفته كفنان وصديق من مشاركته للمرة الأولى بدور صغير في فيلم "جنة الشياطين" للمخرج أسامة جرجس فوزي وإنتاج وبطولة محمود حميدة مع الفنانة لبلبة وكان ذلك في أواخر التسعينيات. منذ هذه اللحظة أيقنت أنه إنسان على خلق، متواضع، وصديق، خصوصا أن طبيعة العمل تجبرنا على أن نقضي أكثر من 15 ساعة كل يوم مع بعضنا البعض. استمرت العلاقة مع خالد صالح على مدار سنين، وتقابلنا مع عمل فني آخر عام 2004 في فيلم "ملاكي إسكندرية" مع المخرجة ساندرا نشأت، وإنتاج وائل عبدالله، وحصل وقتها على دور ومساحة أكبر كمحرك للأحداث والذي قام بأداءه ببراعة كعادة خالد صالح. ومنذ عدة سنوات تقابلت مع صديقي الفنان خالد الصاوي، واقترحت عليه عمل فيلم على غرار الأفلام الأجنبية التي تجمع بين قضبي تمثيل يكونا البطل والمحاور الرئيسية في الموضوع، واقترحت عليه أنه لا يوجد شخصيتان يصلحان لذلك على الساحة سوى خالد صالح وخالد الصاوي، وبالفعل تحمس الصاوي للفكرة بشكل كبير وطلب مني البدء فورا في كتابة فكرة إلا أن الظروف السياسية التي كانت تمر بها مصر حالت دون حدوث ذلك في وقتها، وفاجأنا الصاوي هو والراحل خالد صالح بفيلم "الحرامي والعبيط"، والذي استهلك فيه الفكرة ولم تأتي على المستوى المطلوب". واصل خورشيد: "أذكر لخالد صالح موقفه الجريء الشجاع الغير مفهوم في وقتها حينما كان جميع فناني مصر ما بين موالي لنظام مبارك أو ملتزم بالصمت في الأيام الأولى من ثورة 25 يناير، إلا أن خالد صالح كان من أول من أعلنوا على الهواء في فيديو مسجل أنه يؤيد مطالب الشعب المشروعة، وأنه مع ما يحدث في التحرير الآن، بل وأنه سوف يتجه للتحرير فور انتهاءه من التسجيل للبرنامج، وهذا ما حدث بالفعل، فخالد صالح لم ينقطع عن التواجد في ميدان التحرير طوال أيام الثورة الثمانية عشر أو خلال كل المشاركات الفعالة مثل اعتصام وزارة الثقافة الذي كان هو النواة والمسمار الذي دق نعش حكم الإخوان وكان شرارة لثورة 30 يونيو. بحب خالد صالح في مشاركته في كل أدواره سواء في الأدوار الصغيرة التي قام بها في بداية مشواره الفني، أو أدوار البطولة التي قام بها ببراعه: "ملاكي إسكندرية"، "حرب اطاليا"، "تيتو"، "الريس عمر حرب"، "هي فوضى"، "حين ميسرة".. أدواره متنوعة تتميز بأسلوب خالد صالح في أداءه سواء كانت أدوار شر معلن منذ البداية مثل شخصيته في "الريس عمر حرب" أو "تيتو" أو "حرب أطاليا"، أو شخصياته التي تحمل أبعاد إنسانية أخرى مثل "هي فوضى" الذي كان يلعب فيه دور الحبيب الرومانسي وعلى النقيد فهو يجسد الشر بعينه، أو "ملاكي إسكندرية" الذي نكتشف في آخر الفيلم أنه كان المحرك لكل أحداثه. وداعا خالد الصديق.. الفنان.. الوطني.. المخلص.. إن لله وإن إليه راجعون".