لم يدر ابن العاشرة من عمره انه سيلقى مصيرا بشعا على يد ابن عمه بسبب رفضه الزواج من شقيقته، نحره وسط الزراعات بقلب بارد ثم لاذ بالفرار، قبل أن يتمكن رجال المباحث من القبض عليه. تفاصيل الحادث البشع تعود إلى سنوات عديدة مضت، تفتحت خلالها عينا عبد الجواد على حب ابنة عمه، كان يراها كثيرا بحكم القرابة بينهما فتشتعل جذوة الحب فى قلبه، ولكنه حب من طرف واحد، لم تواته الشجاعة للإفصاح عن مشاعره، اكتفى برسم أوهامه فى مخيلته لعدة سنوات، كلما رآها أو سمع اسمها ذاب عشقا وابتسمت له الدنيا، قرر التقدم لخطبتها لخشيته من أن يتقدم آخر ويسرق فرحة عمره خصوصا أنها بلغت من الأنوثة مبلغها وأتمت سبعة عشر ربيعا. انطلق عبدالجواد من مدينة طنطا حيث يقيم قاصدا منزل عمه فى محافظة المنوفية، ارتدى أفضل ثيابه ليبدو فى أبهى حالاته، نبضات قلبه تتسارع كلما اقترب من منزل معشوقته. فى ردهة واسعة جلست زوجة عمه أمامه تنظر إليه بدهشة وتسترق النظر إلى زيارته التى جاء محملا بها والتساؤلات تدور برأسها، هذه أول مرة يأتى فيها عبدالجواد بهذا الشكل الرسمى، لحظات من الصمت مرت قبل ان يقطعه تلعثم لسانه وهو يطلب يد ابنتها للزواج، ووجهه يتصبب عرقا من الخجل، بادرته بالرفض قائلة إنها تعتبره مثل ابنها ولكنها تفضل زواجها من شخص يقيم بالقرب منها حتى تتمكن من رؤية ابنتها باستمرار خصوصا أنها الابنة الوحيدة لها، نزل عليه الجواب كالصاعقة، حاول إقناعها بحبه الشديد لابنتها وأنه سيعمل على إسعادها بشتى الطرق، لم تلق لكلامه بالا وصممت على الرفض طالبة منه نسيان هذا الأمر. خرج والغضب يملأ جوارحه وهو يرى حلم حياته يتسرب من بين يديه، هداه تفكيره أن يفتح الموضوع مرة ثانية فذهب الى ابن عمه «هليل» صاحب ال 10 سنوات والذى كان يعمل غنامًا، وأعلمه بأنه تقدم للزواج من شقيقته ولكن والدته رفضته، وأنه جاء إليه طالبا منه التدخل باعتباره رجل البيت، وللمرة الثانية يتم رفضه على يد الطفل «هليل»، تركه غاضبا وانصرف محملاً بالكراهية للجميع، بعد تفكير عميق قرر الانتقام ممن سلبوه حبه وحولوا حياته لجحيم، ذهب إلى «هليل » مرة أخرى مستغلا وجوده وسط الزراعات ليرعى الاغنام وطلب منه العدول عن قراره ومساعدته فى خطبة شقيقته، ومع إصرار الغلام على موقفه اعماه الغضب عن صلة الرحم بينهما و أخرج من طيات ثيابه سكينا ونحره بدم بارد لينهي حياته قبل أن تبدأ باسم الحب ،هز الصراخ والعويل المكان بعد رؤية الأهالى للطفل الصغير مذبوحا، انطلقوا خلف القاتل للامساك به ولكنه نجح فى الهرب، بعد نصب الأكمنة له نجحت مباحث شبين الكوم فى القبض عليه وتقديمه إلى العدالة ليلقى جزاءه على جريمته البشعة. انتهت حياة هليل بسبب الحب الأعمي الذي سيطر علي ابن عمه الذي أراد أن يتزوج شقيقته ولكن رفضهما له حوله الي وحش ادمي لا يرى ولا يسمع سوي صوت الشيطان.. قتل هليل وقبع عبدالجواد خلف أسوار السجن ورفضت العروس الزواج بعد مقتل شقيقها وأغلقت الأم بابها علي نفسها وابنتها تنتظر الموت. هكذا تحول الحب الذي تنعم به القلوب إلي قاتل يمسك سكينا يذبح بها ويسفك الدماء.