الدكتور محمد فريد رئيس هيئة الرقابة المالية يلقي كلمة رئيسية في الدورة الخامسة من مؤتمر أخبار اليوم العقاري    شاهد بالصور والفيديو | كشف أخطر وكر تجسس في إيران.. ضبط متفجرات ومسيّرات داخل مبنى استخدمه عملاء الموساد بمدينة ري    رضا عبدالعال: أفشة كان الأنسب للمشاركة مع الأهلي بعد إصابة إمام عاشور وليس زيزو    ضبط 195 مخالفة تموينية متنوعة في الفيوم.. ومصادرة كميات من الدقيق والسماد والزيت مجهول المصدر    تحرير 147 مخالفة متنوعة في حملة مرورية بالغربية    ذكريات تترات الدراما تضيء المسرح الكبير.. ليلة حنين وعشق للدراما المصرية بالأوبرا    فيلم "ريستارت" يحصد 1.6 مليون جنية ضمن إيرادات أمس    رابط الاستعلام عن المقبولين بوظيفة معلم مساعد العلوم وموعد امتحاناتهم    «درس جيد للجميع»| «بيسكوف» يصف رد الفعل الدولي على الهجمات الإسرائيلية    السوداني: حكومة الاحتلال لا تعترف بالقوانين الدولية وترتكب الجرائم منذ السابع من أكتوبر 2023    تموين الأقصر: صرف 37 مليون رغيف و1708 أطنان دقيق مدعم في أسبوعين    انطلاق البرنامج الصيفي بقصر ثقافة أحمد بهاء الدين بأسيوط    طريقة عمل كفتة الفراخ، فى خطوات بسيطة    محافظ المنوفية ورئيس الجامعة يفتتحان المعهد الفني للتمريض الجديد بمنشأة سلطان    النائب حازم الجندي: مبادرة «مصر معاكم» تؤكد تقدير الدولة لأبنائها الشهداء    تنسيق الجامعات.. 6 أقسام متاحة لطلاب الثانوية ب حاسبات حلوان    مصرع طفل أسفل عجلات قطار الصعيد عند مزلقان دماريس بالمنيا    «استئناف المنيا» تؤيد عقوبة الإعدام شنقًا ل قاتل عروس بني مزار    اليوم .. محاكمة 15 متهمًا بالانضمام لجماعة إرهابية في مدينة نصر    «التنظيم والإدارة» يتيح الاستعلام عن موعد امتحانات المتقدمين لشغل 3500 وظيفة معلم مساعد مادة العلوم    الكرملين: روسيا مستعدة للوساطة بين إيران وإسرائيل    الاتحاد الأوروبي: ملتزمون بتكثيف الجهود لتهدئة الصراع بين إيران وإسرائيل    «وحشتنا القاهرة».. إلهام شاهين تعلن عودتها من العراق    وزير الثقافة: لا مساس بحرية الإبداع.. والتوصيات تركز على جودة المحتوى ودعم الإنتاج والتوزيع الدرامي    ما هي علامة قبول الطاعة؟.. أستاذ بالأزهر يجيب    كيف تنظم المرأة وقتها بين العبادة والأمور الدنيوية؟.. عضو بمركز الأزهر تجيب    إسرائيل تستعد لإطلاق رحلات جوية لاستدعاء العسكريين والعاملين في الصناعات الدفاعية من الخارج    «الصحة»: الدولة تسير في مسار مالي لتحفيز الأطباء وتحسين بيئة العمل بالمستشفيات الحكومية منذ 11 عامًا    محافظ المنوفية يدشن قافلة طبية متكاملة بمنشأة سلطان ضمن احتفالات العيد القومي    المصرف المتحد سابع أكبر ممول لإسكان محدودي ومتوسطي الدخل ب3.2 مليار جنيه    «هيئة الدواء» تقدم.. نصائح لتقليل الإصابة بمرض النقرس    عميد «علوم سياسية الإسكندرية» يُكرّم الملحقين الدبلوماسيين الجدد من خريجي الكلية (صور)    شوبير يكشف سبب تبديل زيزو أمام إنتر ميامي وحقيقة غضبه من التغيير    رئيس مجلس النواب يضع مجموعة قواعد لمناقشة مشروع خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية    محافظ سوهاج يدعو المواطنين للإبلاغ عن وقائع الغش في امتحانات الثانوية العامة بالأدلة    توقيع عقد ترخيص شركة «رحلة رايدز لتنظيم خدمات النقل البري»    الدخول ب 5 جنيهات.. 65 شاطئًا بالإسكندرية في خدمة المصطافين    القبض على 3 متهمين بسرقة كابلات من شركة بكرداسة    أسعار النفط تقفز وسط تصاعد المخاوف من تعطل الإمدادات    أحمد السقا يرد برسالة مؤثرة على تهنئة نجله ياسين بعيد الأب    بدء تسليم دفعة جديدة من وحدات مشروع جنة بالمنصورة الجديدة.. 6 يوليو    محافظ أسوان: 14 ألف حالة من المترددين على الخدمات الطبية بوحدة صحة العوضلاب    الينك الأهلي: لا نمانع رحيل أسامة فيصل للعرض الأعلى    الاثنين 16 يونيو 2025.. البورصة المصرية تعاود الارتفاع في بداية التعاملات بعد خسائر أمس    أحمد فؤاد هنو: عرض «كارمن» يُجسّد حيوية المسرح المصري ويُبرز الطاقات الإبداعية للشباب    الرئيس الإيراني: الوحدة الداخلية مهمة أكثر من أي وقت مضى.. ولن نتخلى عن برنامجنا النووي السلمي    انتصار تاريخي.. السعودية تهزم هايتي في افتتاحية مشوارها بالكأس الذهبية    أسعار الحديد والأسمنت اليوم الاثنين 16-6-2025.. هبوط كبير تجاوز 900 جنيه    "عايزة أتجوز" لا يزال يلاحقها.. هند صبري تشارك جمهورها لحظاتها ويكرمها مهرجان بيروت    مدرب بالميراس يتوعد الأهلي قبل مواجهته في مونديال الأندية    بعد تعرضها لوعكة صحية.. كريم الحسيني يطلب الدعاء لزوجته    3 أيام متواصلة.. موعد إجازة رأس السنة الهجرية للموظفين والبنوك والمدارس (تفاصيل)    عمرو أديب: كنت أتمنى فوز الأهلي في افتتاح كأس العالم للأندية    "بعد لقطة إنتر ميامي".. هل يلقى حسين الشحات نفس مصير محمد شريف مع الأهلي؟    مجموعة الأهلي| شوط أول سلبي بين بالميراس وبورتو في كأس العالم للأندية    هل الزيادة في البيع بالتقسيط ربا؟.. أمين الفتوى يرد (فيديو)    إيران تعلن اعتقال عنصرين تابعين للموساد الإسرائيلى جنوب طهران    أمين الفتوى: الله يغفر الذنوب شرط الاخلاص في التوبة وعدم الشرك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فى عيد الحب.. الشِّعر هو الطريق القصير لقلب حبيبتك.. امرؤ القيس: أغَرَّكِ مِنِّى أنَّ حُبَّكِ قَاتِلِى.. نزار قبانى: أحبينى بعيدا عن بلاد القهر والكبت.. وفؤاد حداد: ياريتنى أعمى أشربك بالَّْلمسْ

"الحب - أعزك الله - أوله هزل وآخره جد، دقت معانيه لجلالتها عن أن توصف، فلا تدرك حقيقتها إلا بالمعاناة. وليس بمنكر فى الديانة ولا بمحظور فى الشريعة، إذ القلوب بيد الله عز وجل وقد أحب من الخلفاء المهدبين والأئمة الراشدين كثير" هكذا يتحدث القاضى والفقيه ابن حزم الأندلسى عن الحب فى مقبل كتابه "طوق الحمامة"، ويستفيض الإمام فى سرد شواهد وأحوال المحبين، مستشهدا بالرقيق من أبيات الشعر.
"الشعر والحب" ثنائية لا فكاك منها، فلكى تكون محبا عظيما لا مفر أمامك من الشعر، قيثارة الحب وأوتار القلوب، الشعر هو الطريق الأرقى والأقصر لقلب حبيبتك، والسلوى عن الفراق والمعين على ويلات الحب.
وللحب حالات منها القرب والشوق والبعد والغرام والدلال واللقاء، لا يعرفها إلا العشاق من الشعراء، فهم العالمون بها والخبيرون، فمن أدرى بالحب والوله من مجنون ليلى أو جميل بثينة أو نزار قبانى، أستاذ مدرسة العشق.
ففى هذا العالم الملىء بالأخطاء، كما يقول الشاعر أحمد عبدالمعطى حجازى، وهذه الحياة والصعوبات التى نقابلها يوميا فى حياتنا، لا يبقى لنا إلا الحب ننشده، وليس لنا إلا الشعر يعلو بأرواحنا، لذا نطلب منك أيها القارئ العزيز، أن تصغى لنبرات القلوب المحترقة هذه، ولأهات العاشقين وتكتب قصيدتك، وتقول فى أذن من تحب فى عيد الحب: "فقط أحبك".
قيس بن الملوح:
العاشق الذى أفناه عشقه، هكذا كان حال "مجنون ليلى" فى التاريخ العربى، وعلى المستوى الشعبى كذلك، واختلطت حكاياته الحقيقة بالخيال، لكنه يظل رمزا عربيا مهما للتماهى فى المحبوب:
لَقد هَمَّ قيسٌ أنْ يَزجَّ بِنفْسِهِ
ويَرْمِى بها مِنْ ذُرْوَة الجَبَلِ الصَّعْبِ
فلا غرو أن الحب للمرء قاتل
يقلِّبُهُ ما شاءَ جَنْبَاً إلى جَنْبِ
أنَاخَ هَوَى لَيْلَى بِهِ فَأذابَهُ
ومن ذا يطيق الصبر عن محمل الحب
فيسيقه كأس الموت قبل أوانه
ويُورِدُهُ قَبْلَ المَماتِ إلى التُّرْبِ
امرؤ القيس:
الرقة الموجودة فى لغة أمير شعراء العرب "امرؤ القيس" الأمير الذى مات فى البلاد الغربية، تلفت الانتباه بشدة، فقبل مجىء الإسلام بنحو مائة وخمسين عاما كتب "أغرك منى أن حبك قاتلى"
أفاطِمَ مَهْلاً بَعْضَ هَذَا التَّدَلُّلِ
وإِنْ كُنْتِ قَدْ أزْمَعْتِ صَرْمِى فَأَجْمِلِي
أغَرَّكِ مِنِّى أنَّ حُبَّكِ قَاتِلِي
وأنَّكِ مَهْمَا تَأْمُرِى القَلْبَ يَفْعَلِ
وإِنْ تَكُ قَدْ سَاءَتْكِ مِنِّى خَلِيقَةٌ
فَسُلِّى ثِيَابِى مِنْ ثِيَابِكِ تَنْسُلِ
وَمَا ذَرَفَتْ عَيْنَاكِ إلاَّ لِتَضْرِبِي
بِسَهْمَيْكِ فِى أعْشَارِ قَلْبٍ مُقَتَّلِ
ابن زريق البغدادى:
هذه القصيدة وجدت فى رقعة تحت رأس ابن زريق البغدادى بعد موته، حيث كان قد ترك بغداد وسافر خلف الرزق إلى بلاد الأندلس، وكانت زوجته المسماة "قمر" قد ألحت عليه ألا يغادر، لكنه لم يسمع لقولها أملا فى البحث عن حياة أفضل لهما، فلما أحس بقرب أجله بعيدا عن حبيبته، كتب قصيدته/ وصيته المسماة "دمعة لفراق قمر".
أستَودِعُ اللَهَ فِى بَغدادَ لِى قَمَراً
بالكَرخِ مِن فَلَكِ الأَزرارَ مَطلَعُهُ
ودَّعتُهُ وَبوُدّى لَو يُوَدِّعُنِي
صَفوَ الحَياةِ وَأَنّى لا أَودعُهُ
وكم تشفَّع فى أن لا أفارقه
وللضرورة حالٌ لا تُشَفِّعُه
وَكَم تَشبَّثَ بى يَومَ الرَحيلِ ضُحَىً
وَأَدمُعِى مُستَهِلّاتٍ وَأَدمُعُهُ
لا أَكُذبُ اللَهَ ثوبُ الصَبرِ مُنخَرقٌ
عَنّى بِفُرقَتِهِ لَكِن أَرَقِّعُهُ
إِنّى أَوَسِّعُ عُذرى فِى جَنايَتِهِ
بِالبينِ عِنهُ وَجُرمى لا يُوَسِّعُهُ
رُزِقتُ مُلكاً فَلَم أَحسِن سِياسَتَهُ
وَكُلُّ مَن لا يُسُوسُ المُلكَ يَخلَعُهُ
وَمَن غَدا لابِساً ثَوبَ النَعِيم بِلا
شَكرٍ عَلَيهِ فَإِنَّ اللَهَ يَنزَعُهُ
اعتَضتُ مِن وَجهِ خِلّى بَعدَ فُرقَتِهِ
كأساً أَجَرَّعُ مِنها ما أَجَرَّعُهُ
كَم قائِلٍ لِى ذُقتُ البَينَ قُلتُ لَهُ
الذَنبُ وَاللَهِ ذَنبى لَستُ أَدفَعُهُ
أَلا أَقمتَ فَكانَ الرُشدُ أَجمَعُهُ
لو أَنَّنِى يَومَ بانَ الرُشدُ اتبَعُهُ
محمود حسن إسماعيل:
شاعر الكوخ محمود حسن إسماعيل يخاطب محبوبته راجيا أن تنقذ من الضياع، نقرأ هذه الأبيات من قصيدة "أنت دير الهوى وشعرى صلاة":
أقبلى قبل أن تميل بنا الريح
ويهوى بنا الفناء المعجل
زورقى فى الوجود حيران
شاك ، مثقل باسي
شريد مضلل
أزعجته الرياح واغتاله الليل
بجنح من الدياجير مسبل
أقبلى يا غرام روحى فالشط
بعيد والروح باليأس مثقل
أنت نبعى وأيكتى وظلالي
وخميلى وجدولى المتسلسل
أنت لى واحة أفيء إليها
وهجير الأسى بجنبى مشعل
أنت ترنيمه الوجود بشعري
وأنا الشاعر الحزين المبلبل
أنت كأسى وكرمتى ومُدامي
والطلا من يديك سكر محلل
أنت فجرى على الحقول حياة
وصلاة ونشوة وتهلل
أبو القاسم الشابى:
المعروف عن الشاعر أبى القاسم الشابى قوله الشهير "إذا الشعب يوما أراد الحياة"، لكنه كان محبا للحياة بصورة كبيرة، وأحدث ثورة فى الرومانسية العربية، رغم انه مات فى سن 26 سنة، نقرأ من قصيدة "صلوات فى هيكل الحب":
كلما أبْصَرَتْكِ عيناى تمشين
بخطوٍ موقَّعٍ كالنشيدِ
خَفَقَ القلبُ للحياة ، ورفّ الزّهرُ
فى حقل عمرى المجرودِ
وانتشتْ روحى الكئيبة بالحبِّ
وغنتْ كالبلبل الغرِّيدِ
أنتِ تُحِيينَ فى فؤادى ما قد
ماتَ فى أمسى السعيدِ الفقيدِ
وَتُشِيدينَ فى خرائب روحى
ما تلاشى فى عهدى المجدودِ
من طموحٍ إلى الجمالِ إلى الفنِّ،
إلى ذلك الفضاءِ البعيدِ
وتَبُثِّين رقّة الشوق، والأحلامِ
والشّدوِ، والهوى ، فى نشيدي
بعد أن عانقتُ كآبة أيَّامى
فؤادي، وألجمتْ تغريدي
أنت أنشودة الأناشيد، غناكِ
إله الغناءِ، ربُّ القصيدِ
الشاعر الرومانى أوفيد (قيثارة الحب) ترجمة على كنعان
الشاعر الرومانى الكبير "أفيد" تم نفيه بسبب دعوته للحب فى كتابيه "فن الهوى" و"قيثارة الحب" وكتب أيضا "هيرويديس" وهى رسائل وهمية من امرأة لمحبيها، نطالع فى هذه المقطوعة صورة المحارب العاشق الذى يهزمه الحب:
إن المحارب القديم يخطب ودك هادئا متمالك النفس
ويخضع لكثير مما لا يستطيع أى مجند احتماله.
فهو لا يحطم الباب ولا يحرقه ولا يحاول أبدا
أن يستخدم أظافره فى تخميش وجنتى حبيبته
ولا يخرق ملابسه، ولا يمزق ثوب السيدة
ولا ينتزع خصلة شعر لينهمر فيض الدموع.
الفتيان الملتاعون يرتكبون حماقات كهذه فى حالات الطيش
وصاحبنا سيتحمل بهدوء أحد الوخزات.
وهو يشتعل، ويا للأسف، ببطء مثل قش بليل
ومثل خشب قطع حديثا فوق منحدر شاهق.
هذا الحب أشد رسوخا، وذاك أوفر عذوبة
لكنه أقصر؛ فأسرعى لقطف الثمار لأنها سريعة الزوال.
نزار قبانى
نزار قبانى "شاعر المرأة"، نطالع له هذه "القصيدة المتوحشة" كما سماها، والتى يطالب حبيبته أن تحبه بعيدا عن القهر والحرب والموت الذى تعيش فيه أوطاننا المسلوبة
نزار قبانى "القصيدة المتوحشة"
أحبينى .. بلا عقد
وضيعى فى خطوط يدي
أحبينى .. لأسبوع .. لأيام .. لساعات..
فلست أنا الذى يهتم بالأبد..
أنا تشرين .. شهر الريح،
والأمطار .. والبرد..
أنا تشرين فانسحقي
كصاعقة على جسدي..
أحبينى ..
بكل توحش التتر..
بكل حرارة الأدغال
كل شراسة المطر
ولا تبقى ولا تذري..
ولا تتحضرى أبدا..
فقد سقطت على شفتيك
كل حضارة الحضر
.....
أحبينى .. ولا تتساءلى كيفا..
ولا تتلعثمى خجلا
ولا تتساقطى خوفا
أحبينى .. بلا شكوى
أيشكو الغمد .. إذ يستقبل السيفا؟
وكونى البحر والميناء..
كونى الأرض والمنفى
وكونى الصحو والإعصار
كونى اللين والعنفا..
أحبينى .. بألف وألف أسلوب
ولا تتكررى كالصيف..
إنى أكره الصيفا..
أحبينى .. وقوليها
لأرفض أن تحبينى بلا صوت
وأرفض أن أوارى الحب
فى قبر من الصمت
أحبينى .. بعيدا عن بلاد القهر والكبت
بعيدا عن مدينتنا التى شبعت من الموت..
"الملكة" بابلو نيرودا
شاعر شيلى العظيم الحاصل على نوبل، والتى اغتيل بعد أحداث انقلاب شيلى، وصاحب الغزليات الآثرة للقلب فى ديوانيه" عشرون قصيدة حب وأغنية ياس" و"قصائد القبطان" نقرأ له هذه الغزلية من ترجمة: ماهر البطوطى:
لقد أعلنتك ملكة
ثمة فتيات أطول منك
أطول
وثمة فتيات أصفى منكِ
وثمة فتيات أجمل منك
ولكنكِ أنتِ الملكة
حين تخطرين فى الطرقات
لا يتعرف عليكِ أحد
لا أحد يرى تاجك البللوري
لا أحد يرى البساط الأحمر
الذى تخطرين عليه حين تمرين
البساط الذى لا وجود له
وحين تظهرين
تهدر جميع الأنهار فى جسدي
وتهز النواقيس عنان السماء
وثمة نشيد يملأ الدنيا
طولا وعرضا
أنتِ وأنا فحسب،
أنتِ وأنا فحسب يا حبيبتي
نسمعه.
محمود درويش "أحبك أكثر"
"الحبيبة الوطن" الثنائية التى أسرت الشاعر الراحل محمود درويش .. "الحب والنضال".. "ريتا والاحتلال".. كيف تستطيع أن تعشق ولا تكون مقاومة العدو خيارك أيضا، من هذا المنطلق نقرأ هذه النص:
تكبّر.. تكبرّ!
فمهما يكن من جفاك
ستبقى، بعينى و لحمي، ملاك
و تبقى، كما شاء لى حبنا أن أراك
نسيمك عنبر
و أرضك سكر
و إنى أحبك.. أكثر
يداك خمائل
و لكننى لا أغني
ككل البلابل
فإن السلاسل
تعلمنى أن أقاتل
أقاتل.. أقاتل
لأنى أحبك أكثر!
غنائى خناجر ورد
و صمتى طفولة رعد
و زنيقة من دماء
فؤادي،
و أنت الثرى و السماء
و قلبك أخضر..!
و جزر الهوى، فيك، مدّ
فكيف، إذن، لا أحبك أكثر
و أنت، كما شاء لى حبنا أن أراك:
نسيمك عنبر
و أرضك سكر
و قلبك أخضر..!
وإنّى طفل هواك
على حضنك الحلو
أنمو و أكبر !
رياض صالح الحسين (اثنان)
أنت وحبيبك مشردان فى الشوارع يطاردكما القهر خائفين مذعورين من الغد، هذا كان حال الشاعر السورى رياض صالح الحسين فى كثير من قصائد الحب، نقرأ له هذه النص:
كانا اثنين
يمشيان معًا
فى الشوارع المهجورة
منه تفوح رائحة التبغ
و منها تتساقط أوراق الليمون
و عند المنعطف
كنجمتين
سقطا
كانا اثنين..
أحدهما يغني
و الآخر يحب الإصغاء
فجأة توقف عن هذا
و توقفت عن ذاك
عندما انكسر المزمار
كانا اثنينأهدته قلمًا للكتابة
و أهداها حذاء خفيفًا للنزهات
بالقلم كتب لها: "وداعًا"
و بالحذاء الخفيف جاءت لتودعه
"الحلزونة" فؤاد حداد
الشاعر المصرى الشامى المسلم المسيحى الشيوعى .. هو فى الآخر الإنسان فقط .. يطلب من حبيبته أن تبقى معه مبدعا صورة من أروع صور الشعر العربى "يا ريتنى أعمى أشربك باللمس"
أنا وحبيبتى فى قميص باكمام
عينيها ترعش من جمالْ المنظرْ
بلعت ريقى ييجى ميت مرهّ
وكل مرهّ ينقطع صوتِى
بذلت مجهودْ الجبابره وأخيرًا
قلت لها خليكى هنا ويًايا
حتروحى فينْ ويّا الهوى ويّاه
قالت لى ياه
قلت لها يايا ويايا
واحْنا بقينا فى آخر الدنيا يا
والزنبلك داير على الفاضي
ردّيت كأنى من بعيد مش سامعْ
يا لابسه من تحت الودع تنَوَّرْهْ
معسله زى القمر فى الشمسْ
باام الليالى الهاطله المشمورهْ
ياريتنى أعمى أشربك بالَّْلمسْ
والاَّ أشمك من بيار الأمسْ
قالت حتقلب جدّ يا مسكينْ
قلت لها أستاهل حدودْ الموتْ
أنا الحرامى سارق السكينْ
سلّمت نفسى إنْ هذا الصوت
بكا شفايفى من شفايفكمْ
غاوى العطش أفضل أشم الليلْ
والاَّ أموتْ الظهرْ شايفكم
صلاح عبد الصبور
جارتى مدت من الشرفة حبلاً من نغم
نغم قاس رتيب الضرب منزوف القرار
نغم كالنار
نغم يقلع من قلبى السكينه
نغم يورق فى روحى أدغالاً حزينه
بيننا يا جارتى بحر عميق
بيننا بحر من العجز رهيب وعميق
و أنا لست بقرصان، ولم اركب سفينه
بيننا يا جارتى سبع صحارى
و أنا لم ابرح القرية مذ كنت صبيا
ألقيت فى رجلَى الأصفاد مذ كنت صبيا
أنت فى القلعة تغفين على فرش الحرير
و تذودين عن النفس السآمه
بالمرايا الفارس الأشقر فى الليل الأخير
(أشرقى يا فتنتي)
(مولاى !!)
( أشواقى رمت بى )
(آه لا تقسم على حبى بوجه القمر
ذلك الخداع فى كل مساء
يكتسب وجهاً جديد ..
جارتى ! لست أميراً
لا ، ولست المضحك الممراح فى قصر الأمير
سأريك العجب المعجب فى شمس النهار
أنا لا املك ما يملأ كفى طعاما
وبخديك من النعمة تفاح وسكر
فاضحكى يا جارتى للتعساء
نغّمى صوتك فى كل فضاء
و إذا يولد فى العتمة مصباح فريد
فاذكرينى ..
زيته نور عيونى وعيون الأصدقاء
ورفاقى الطيبين
ربما لا يملك الواحد منهم حشوَ فم
و يمرون على الدنيا خفافاً كالنسم
ووديعين كأفراخ حمامه
وعلى كاهلهم عبء كبير وفريد
عبء أن يولد فى العتمة مصباح
صلاح جاهين
العظيم خفيف الروح الذى أبدع أجمل أغانى السندريلا سعاد حسنى "الدنيا ربيع" و"يا واد يا تقيل"، ومن منا لم يتعلم الحب من كلماته، يطلب من حبيبته أن تخبئه فى شعورها الحرير.. وأى دفء أكثر من هذه
احنا النهارده إيه فى أيام السنه
شتا والا صيف
وفين أنا
إيه اللى وصّلنى هنا
أنا صاحب البيت والا ضيف
صوتى انحبس
ما اقدرش اقول
ما عرفش حاجه عشان اقول
ما اعرفش غيرك انتى بس
يا بت ياللى فى حبك العقل اتهوس
مكان غريب
كأنه سجن كأنه مخدع لحبيب
كأنه بير
شباك حديد وعليه ستاير من حرير
والريح بينفد منه زى المسامير
الريح عوى
قلبى انقبض
قلبى اتلوى
الشمس تلج اصفر شعاعها صاروخ هوا
الضلمه تلج اسود كتير
ألوف ألوف القناطير
خبينى فى شعورك يا بت
أحسن عروقى اتخشِّبت
شعرك خشن زى الحِرام الصوف يا بت
خبينى فيه م الزمهرير ..
عبد الرحمن الأبنودى
أغنية "التوبة" لعبد الحليم حافظ وغيرها من روائعه كتب كلماتها الشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودى، نطالع له هذه القصيدة:
و ساعة الليل .. تقول هيّ
تلعلع ضحكة الأشياء ..
غنا و تفاريح
و يسمع هوّ كِنّه بيسمع الدنيا
و نده الريح
قليل الحجم صوتها .. جميل
كإنُّه بيسمع الغلة ف سبلها
و العيدان بتميل !
معاها الكون يقل يقل
يا دوب على قد خِلّ و خل
بيزرع كل ما بيحب قمح و فول
لكن هى ساعة ما تقول
بتزرع روحه ..
خضرة .. و ضل
زمن بيدور
ولا بيعطل .. ولا مكسور !
.....................
أمل دنقل "شىء فى قلبى يحترق"
إذ يمضى الوقت ... فنفترق
و نمدّ الأيدي
يجمعنا حبّ
و تفرّقها .. طرق
.. ولأنت جوارى ضاجعه
و أنا بجوارك ، مرتفق
و حديثك يغزله مرح
و الوجه .. حديث متّسق
ترخين جفونا
أغرقها سحر
فطفا فيها الغرق
و شبابك حان جبليّ
أرز ، و غدير ينبثق
و نبيذ ذهبى وحدي
مصطبح منه ومغتبق
و تغوص بقلبى نشوته
تدفعنى فيك .. فتلتصق
و أمدّ يدين معربدتين
فثوبك فى كفّى ..
مزّق
و ذراعك يلتفّ
و نهر من أقصى الغابة يندفق
و أضمّك
شفة فى شفة
فيغيب الكون ، و ينطبق
و تموت النار
فنرقبها
بجفون حار بها الأرق
خجلى !
و شفاهك ذائبه
و ثمارك نشوى تندلق


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.