امرأة القبيلة المتمردة .. أشعار مختارة ل سعاد الصباح محيط – سميرة سليمان سعاد الصباح " يقولونَ: / إني كسرتُ بشعري جدارَ الفضيلهْ/ وإنَّ الرجالَ همُ الشعراءْ / فكيفَ ستولدُ شاعرةٌ في القبيلهْ؟؟/ وأضحكُ من كلِ هذا الهراءْ/ وأسخرُ ممنْ يريدونَ في عصرِ حربِ الكواكبِ../ وأدَ النساءْ../ وأسألُ نفسي:/ لماذا يكونُ غناءُ الذكورِ حلالاً/ ويصبحُ صوتُ النساءِ رذيلهْ؟ " كلمات كتبها د. سعاد الصباح الشاعرة والكاتبة والناقدة الكويتية، صوت المرأة العربية التي تثور على الأدوارالنمطية للمرأة وعلى تهميش الرجل لها، تجمع في قصائدها بين جرأة الأنثى ورقتها، تكتب عن نفسها قائلة: "إنها في معركة كبرى مع التاريخ لم تحسم، وإنها الأمطار والبرق وموسيقا الينابيع ونعناع البراري". الحب تيمة أساسية في كل قصائدها حتى الوطنية منها، تسعى لتغيير الرجل الذي لن يكون إلا بالحب تقول عن الحب في قصيدتها "إيمان" من ديوان "أمنية" : قولي لمن كان هواك وهواه قدرا أحبك الحب الذي تريده وأكثرا أقولها وأزدهي بقولها بين الورى فإنما الحب من الإيمان إن تطهرا يبارك الله به الأرض, ويهدي البشرا ولدت سعاد محمد الصباح في الكويت عام 194 حاصلة على بكالوريوس اقتصاد من جامعة القاهرة، ودكتوراه اقتصاد من جامعة ساري جلفورد 1981. تشارك في عديد من الهيئات والمنظمات العربية والدولية ومنها عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة حقوق الإنسان، ومجلس الأمناء لمنتدى الفكر العربي، وجمعية الصحفيين الكويتية، ورئيسة شرف جمعية بيادر السلام النسائية. أسست دار سعاد الصباح للنشر والتوزيع، ورصدت جملة من الجوائز باسمها واسم الشيخ عبد الله المبارك الصباح لتشجيع الإبداع الفكري والعلمي والأدبي. من مؤلفاتها : "التخطيط والتنمية في الاقتصاد الكويتي" و"دور المرأة" و"أضواء على الاقتصاد الكويتي" وغيرها. من دواوينها الشعري: ديوان "من عمري"، "أمنية "، "إليك يا ولدي"، "فتافيت امرأة "، "في البدء كانت الأنثى"، "برقيات عاجلة إلى وطني"، قصائد حب "، و"امرأة بلا سواحل". ومن ديوانها "امراة بلا سواحل" نتوقف عند "القصيدة السوداء" ومن أجواها نقرأ: قد كسرتني الحربُ ياصديقي ولخبطتْ خرائط الوجدان وحطَّمتْ بوصلة القلب، فلا زَرْعٌ.. ولا ضَرْعٌ.. ولاعُشبٌ.. ولا ماءٌ.. ولا دفءٌ.. ولاحنانْ.. قد شوَّهتني الحرب ُ ياصديقي والحربُ كم تُشَوِّهُ الإنسانْ.. فهل هناك فرصة ٌ أخرى..لكي تُحِبَّتي؟ وليس في عينيَّ إلا مَطَرُ الأحزان... أين ترى نذهبُ ، ياصديقي؟. وما هناكَ بوصة ٌ واحدة ٌ نملكُها في عالم ِ الارض ِ ، ولا في عالم ِ السّماءْ... وما الذي نفعلُ في بلادِ؟ يَصْطَفُّ فيها الناسُ بالطابور ِ.. كي يَسْتَنشِقُوا الهواءْ!! من دواوينها وتحت عنوان "عام سعيد" نقرأ عامٌ سعيدْ.. إنِّي أفضِّلُ أن نقول لبعضِنَا: "حُبٌ سعيد" ماأضيقَ الكلماتِ حينَ نقولُها كالآخَرينْ أنا لاأريدُ بأن تكونَ عواطفي منقولةً عن أمنياتِ الآخرينْ.. أنا أرفضُ الُحبَّ المعبَّأ في بطاقاتِ البريدْ.. إنّي أحبُّكَ في بداياتِ السَّنةْ.. وأنا أحِبُّكَ في نهاياتِ الّسَّنةْ.. فالُحبُّ أكبرُ من جميع الأزمنَةْ والُحبُّ أرحبُ من جميع الأمكِنَةْ ولذا أفضِّلُ أن نقول لبعضِنا "حُبٌّ سعيد" حُبٌّ يثورُ على الطقوس المسرحيَّةِ في الكلامْ حُبٌّ يثورُ على الأصول ِ.. على الجذورِ ِ .. على النظامْ.. حُبٌّ يحاولُ أن يُغَيِّرَ كلَّ شيءٍ في قواميسِ الغَرَامْ!!... ويتجلى لديها حب الرئيس المصري جمال عبد الناصر حين نقرأ قصيدتها المعنونة "عندما رحل ناصر" مصر يا أمي, ويا همي, ويا خير المهاد لمن الصرخة في الليل دوت في كل واد؟ لمن الدنيا ادلهمت, وكسا الشمس السواد؟ وارتدى الصبح على مشهده ثوب الحداد؟ لا تقولي: أسلم الناصر للموت القياد بعد أن كان منى العرب, وآمال البلاد لا تقولي: تعب الساهد من طول السهاد إنه كان على أيامنا خير عتاد لا تقولي: سقط الفارس عن ظهر الجواد وسجا الحلم المرجى, وهوى الصرح وماد أنه كان لنا النبض الذي يغدو الفواد إنه كان الذي علمنا معنى الجهاد بيدٍ تبني وتعلي... ويدٍ فوق الزناد كان أحدوثة خير, لم ترد من عهد عاد كان أسطورة مجد ما روتها شهرزاد سوف يبقى في حنايانا إلى يوم المعاد وتقول في قصيدتها "من قتل الكويت" منْ قتلَ الكويتْ؟ ينفجرُ السؤالُ في عقلي، وفي قلبي.. كنهرٍ من لهبْ كيفَ تموتُ وردةٌ بلا سببْ؟ كيفَ تموتُ نخلةُ بلا سببْ؟ هل أعجميٌّ يا ترى قاتلها؟ أم عربيٌّ جاء من أرضِ العربْ؟ .. وتقول في قصيدتها "السمفونية الرمادية" يا أحبابي: كان بودّي أن أُسْمِعَكُمْ شيئاً من موسيقى القلبْ لكنَّا في عصرٍ عربيٍّ فيهِ توقّفَ نَبْضُ القلبْ يا أحبابي: كيف بوُسْعي ؟ أن أتجاهلَ هذا الوطَنَ الواقعَ فيِ أنيابِ الرُعْبْ ؟ أن أتجاوزَ هذا الإفلاسَ الروحيَّ وهذا الإحباطَ القوميَّ وهذا القَحْطَ .. وهذا الجَدْبْ . أحبابي: يا أرجو أن أتعلَّمَ منكمْ كيف يُغنّي للحرية مَنْ هُوَ في أعماقِ البئرْ أرجو أن أتعلّم منكمْ كيف الوردةُ تنمُو من أَشْجَارِ القهرْ لا هذا عصرُ الشِعْرِ ، ولا عصرُ الشُعَراءْ هل يَنْبُتُ قمحٌ من جَسَد الفقراءْ ؟ هل يَنْبُتُ وردٌ من مِشْنَقَةٍ ؟ أم هل تَطْلَعُ من أحداقِ الموتى أزهارٌ حمراءْ؟ هل تَطْلَعُ من تاريخ القَتلِ قصيدةُ شعرٍ أم هل تخرُجُ من ذاكرةِ المَعْدنِ يوماً قطرةُ ماءْ تتشابهُ كالُرّزِ الصينيّ .. تقاطيعُ القَتَلَهْ مقتولٌ يبكي مقتولاً جُمجُمةٌ تَرْثي جُمْجُمةً وحذاءٌ يُدفَنُ قُرْبَ حذاءْ لا أحدٌ يعرِفُ شيئاً عن قبر الحلاّجِ فنِصْفُ القَتلى في تاريخِ الفِكْرِ ، بلا أسماءْ