فشلت فى إثنائه عن أفعاله الصبيانية وإهانته لها أمام أعين الجميع، سواء الأهل أو الأصدقاء أو الغرباء، تحولت حياتها الزوجية إلى سجن كبير، وزوجها إلى جلاد متوحش يتلذذ فى ضربها وإهانتها، تركت المنزل مرات عدة لمنزل والدها ولكنها كانت تعود مرة أخرى مغلوبة على أمرها بعد تحايل من الأهل وإقناعها أن الحياة لا تسير على وتيرة واحدة، فلابد أن توجد المشكلات الأسرية فلا يخلو منزل منها باختلاف تفاصيلها.. أقنعها أصدقاؤها أن تعيش فى جحيم الزوج أفضل من أن تحصل على لقب مُطلقة فرضخت لهم، ومع كثرة المشاكل بحثت الزوجة عن سبيل للخروج من تعاستها وصولاً إلى الراحة الأبدية فلم تجد مفراً سوى الانتحار للهروب من جحيم الحياة، فتسللت وخرجت من المنزل وهرولت حافية القدمين وعلامات الضرب ترتسم على جسدها وقفزت فى النيل وقبعت فى القاع حتى أخرجها رجال الإنقاذ جثة هامدة. تزوجت «نهى» من رجل يكبرها بسنوات قليلة تقدم لخطبتها من والدها، شاب فى العقد الثالث من العمر ارتسمت على ملامح وجهه الحماس والجد والتعب من أجل تكوين نفسه وبناء عش زوجية له ولشريكة حياته فى جو تغمسه السعادة، وأمام حماسه وثقته وإصراره على تكوين نفسه وبيته والحفاظ على شريكة حياته، وافق الأب والابنة على الزيجة. مرت الأيام الأولى من الزواج فى جو هادئ حتى ظهر الوجه القبيح للزوج المتهور الذى كانت يداه تسبق لسانه ويلقن الزوجة علقة موت، إضافة إلى سبها بأقبح الألفاظ على أتفه الأسباب، ولم تهنأ على زواجها وعادت إلى منزل والدها بعد مرور شهور قليلة من ليلة العمر التى تتمناها كل فتاة، شاكية تغير المعاملة والضرب والإهانة التى تتعرض لها بصفة مستمرة، تركتها والدتها حتى هدأت وبدأت تتحدث إليها وتؤكد لها أن البيوت لا تخلو من المشاكل وعليها أن تتحمل وتصبر، وعادت الزوجة إلى منزلها وأخذت وعداً من زوجها بتهذيب خلقه وعدم التعرض لها وإهانتها، وتمر الأيام بطيئة، ومع أول مشكلة تهور الزوج ولقن زوجته علقة ساخنة كادت تفارق الحياة بسببها، حتى تمكن الجيران من إنقاذ جسد الزوجة النحيل من قبضته وساءت حالتها النفسية، واتصل أحد الجيران بوالد الفتاة وأخبره بما حدث، وسرعان ما حضر أهل الزوجة المكلومة واصطحبوها معهم كى تهدأ، وهنا تدخل الأب وقرر رفع المعاناة عن كاهل نجلته وتخليصها من حياتها الناقمة عليها وأخبرها أنه عازم على تطليقها كى تتحسن حالتها الصحية وتستجيب للعلاج. ذهب الزوج وأهله إلى منزل زوجته وحاول إشراك وسطاء لإقناع الزوجة بالرجوع للمنزل مرة أخرى وأقسم لها أنه يحبها ويريد أن يكمل حياته معها وبارك الأهل الصلح ونجحوا فى إقناعها بالعودة للمنزل، وعادت مرة أخرى حتى نشبت بينهما مشادة وكالعادة لقن الزوج زوجته علقته المعتادة، أقسمت على عدم العودة للمنزل مرة أخرى ورفضت الذهاب إلى منزل والدها وتسللت وهربت من المنزل وهرولت فى الشوارع حتى وصلت إلى النيل وقررت حينها التخلص من مشقة الحياة وتعاستها والحصول على الراحة الأبدية، فقفزت فى المياه ربما تكون أرحم عليها من الجميع، بعد فشل المارة فى الإمساك بها، وتم إخطار أجهزة الأمن واستطاع رجال الإنقاذ انتشال جثتها. اختارت «نهى» بإرادتها أن تحتضن النيل وتسكن فى مياهه، وتذوب روحها مع قطراته، لتغتسل من عذابات الحياة على يد زوج لا يرحم وأب وأم لا يهمهما سوى أن تبقى فى منزل زوجها ولا تصبح مطلقة، تحولت «نهى» إلى «عروس النيل» وخرجت جثتها مبتسمة، ربما تقول للجميع إنها سعيدة الآن، أخيراً نالت السعادة!