خبير نفسى: المصريون..حدث "يجيبهم" وآخر "يوديهم"!

"تتسارع الأحداث كثيراًوتتقلب معها أحوال المصريين جميعاً، ومع تعاقب الأحداث التي ننسى قديمها ونظل نتكلم ونثرثر عن حديثها، تختلف اهتماماتنا بين الحين والآخر، فقبل الثورة تركزت اهتماماتنا في مباريات كرة القدم وكل جديد في عالم الفن والسينما والعروض الخاصة بشركات الهواتف المحمولة، أما الآن فنحن بصدد أحداث ما بعد الثورة المتلاحقة والتي تحتاج نموا سياسيا لدى المصريين"، هذا ما أكده الاستشاري النفسي مدير مركز إشراق للاستشارات النفسية والتدريب تامر جمال ل"بوابة الوفد الإلكترونية" بشأن ما آلت إليه أحوال المصريين الآن في ظل وقوع الكثير من الأحداث المتلاحقة منذ الثورة.
أكد جمال أن اهتمام وتركيز كل المصريين الكبير منهم والصغير على السياسة الداخلية والخارجية، في هذه الفترة الانتقالية تحديداً أمر هام وطبيعي للغاية، وغير مضر من الناحية النفسية، حيث يعد الشعب في مرحلة نموه السياسي؛ يقول : "الشعب المصري في سنة أولى سياسة، ويتمثل الخوف في قابلية الشعب للاستهواء نظراً لتلاحق الأحداث، بمعنى حدث " يجيبهم" وحدث " يوديهم "، بسبب خوف المصريين قبل الثورة من الحديث في الأمور السياسية الخاصة بشئون البلاد في ظل النظام السابق الفاسد، واعتقدوا أن كلامهم في السياسة لن يغير شيء لذلك تعد السياسة شيئاً جديداً على الشعب المصري يجب الإلمام والوعي الكافي بها".
وأشار جمال إلى أن ازدياد حالة الألم النفسي على ما يحدث في مصر حالياً من حوادث بلطجة وانفلات أمني واعتداءات كأحداث ماسبيرو تجعل أذهان المصريون تفكر دائماً في "فلول" مبارك ونظامه وأيديهم المخربة التي تريد الدمار لمصر وشعبها، وتجعلهم يريدون التخلص منها بأقصى سرعة، وسيحدث ذلك بالفعل مع انتهاء الفترة الانتقالية التي تعد من أصعب الفترات على المصريين، لكنهم قادرين على تخطيها بإيمانهم بإمكانياتهم.
وينصح الأخصائي النفسي المصريين بالتالى عند سماع الأخبار غير السارة أولها؛ "الثبات الانفعالي" عند سماع الأخبار السيئة وخاصة التي تنشر بالصحف الصفراء التي تهتم بالإثارة ونشر الأخبار الخاطئة عادة، وتحرى معرفة الهدف الصحيح وراء نشرها كإثارة الفتن بين الشعب المصري، وثانياً: "قبول الآخر" يقول اخصائي الارشاد النفسي:" بالماضي لم يسمع صوت إلا لأنصار الحزب الوطني والفاسدين بينما تواجد السلفيين والإخوان باقي التيارات السياسية في السجون في ظل قمع الحريات، لذلك لا نتقبل كثيراً سماع هؤلاء الأشخاص بعد تواجدهم على الساحة الآن، والصحيح هو أن نستمع للآراء، وأصحاب العقائد المختلفة، فنحن الآن بحاجة إلى أن نرفع شعار مصر فوق الجميع"، كما شدد جمال على "الثقة" في إمكانيات الشعب المصري الذي يستطيع أن يفعل الكثير حالياً بشبابه النشيط المثابر والذي كان يعاني من الإهمال والتضليل والتشويش المتعمد من قبل النظام السابق.
وحول تميز الشخصية المصرية أضاف جمال :" الأصالة هي معدن المصريين، وهي المزية التي تحميه من هذه التغيرات المتلاحقة والتقلبات السريعة، وهي أيضاً التي أكدت خلال الثورة أن المصري الأصيل لم يُفقد أو يمُت في ظل النظام البائد".
وفي النهاية ؛ شدد الاستشاري النفسي تامر جمال على إحتياج المصريين في الفترة القادمة للوعي السياسي، واصفاً الفترة المقبلة أنها فترة "الالتفاف على الثورة" – على حد قوله – بسبب نزول "فلول" الوطني فى الانتخابات المقبلة في الدوائر الانتخابية المختلفة تحت شعارات أخرى بهدف تضليل الشعب والتحايل عليه، كما وجه رسالة للمرشحين بالانتخابات البرلمانية القادمة ينصحهم فيها وأتباعهم بالابتعاد عن ممارسة الأعمال القذرة بالسياسة من أجل تحقيق مصالحهم الشخصية.