لقد مر المغرب والمشرق العربيان بالعديد من التجارب الوحدوية والاشتراكية ونظم الاقتصاد الموجه، وتحولت بعض الدول التي نشأت فيها مطلع القرن الماضي بعض الصناعات والجامعات وإنشاء البنوك إلى دول أُمم فيها كل شيء لتتحول إلى احتكار الدولة العسكرية ولا تزال بعض أنظمتها سارية المفعول، بينما دول أخرى أخذت بالاقتصاد الحر، لكنها لم توجه طاقاتها البشرية ومداخيلها لبناء كلي يقوم على إنشاء تعليم متطور، واقتصاد لا تحتكره الدولة فقط، ونفس الأمر في المغرب العربي، إذ اتجهت الجزائر إلى النظام اليوغوسلافي القديم بنظرية «التسيير الذاتي» والغالب عليها نظام اشتراكي معتدل، لكنه غير مرن، وكذلك ليبيا التي أصبحت ملكاً مشاعاً للرئيس القذافي، وباستثناء تونس والمغرب اعتمادهما على الصناعة السياحية، فالقطاعان لم يستفيدا، أو ينفذا إلى الدول المتقدمة.. الأمة العربية تعيش أزمة وجود وهوية وصراعات خلّفت العديد من الخسائر وتحوّلت من بيئات جاذبة إلى طاردة، وهي مشكلة لا منظور لحلها في الأفق القريب.. http://www.alriyadh.com/2012/09/03/article764807.html