التفجير الانتحاري الأخير في سلسلة التفجيرات الانتحارية التي حدثت أدى إلى مقتل 25 شخصا. في إسلام أباد نفسها اقدم اسلاميون راديكاليون على أخذ شرطيين كرهينة واحتموا داخل مسجد. \r\n \r\n المواجهة ما بين الرئيس مشرف ورئيس القضاء في المحكمة العليا الذي أقاله الرئيس لا تزال دون حل. اقالة الرئيس لكبير القضاة أدت الى دفع جماهير غفيرة للتظاهر وكانت النتيجة مقتل الكثيرين وأعداد القتلى مرشحة للزيادة. أحد المسؤولين في المحكمة العليا اغتيل بصورة «غامضة» في منزله. \r\n \r\n كبار المسؤولين الحكوميين يتحدثون بصوت خافت عن «الحوادث المؤسفة» الأخيرة، وهؤلاء يعملون على طمأنة المستثمرين الأجانب من خلال التركيز على قوة الاقتصاد الباكستاني وثماني سنوات من الاستقرار الحكومي أي منذ استيلاء مشرف على الحكم في عام 1999. \r\n \r\n الرئيس الأميركي بوش ينظر للجنرال مشرف على انه حليف رئيسي في «الحرب على الإرهاب» في أفغانستان وفي مطاردة عناصر «القاعدة» واصطيادهم. \r\n \r\n الحقيقة ان التطرف الإسلامي في تزايد في باكستان مما دفع الغرب لاحتضان مشرف وحكومته ففكرة وقوع باكستان نووية في أيدي الأصوليين شيء أشبه بالكابوس لواشنطن وحلفائها. \r\n \r\n الحكومة البريطانية بحاجة ماسة لتعاون باكستان من أجل منع تكرار الهجمات الارهابية داخل بريطانيا. الجنرال مشرف الرجل القوي الموالي للغرب بدا وكأنه أفضل خيار متاح لتجنب هذه الاحتمالات المثيرة للفزع. \r\n \r\n هذا الوضع ربما يتغير قريبا. واشنطن تشعر بقلق عظيم حول ما يقال من قيام «القاعدة» بإعادة تنظيم نفسها داخل باكستان من أجل التقاط الأنفاس لاستئناف نشاطها الدموي. صناع السياسة المتنفذون في واشنطن توصلوا بدورهم الى استنتاج بأن هناك عناصر داخل الحكومة الباكستانية لا تزال تقدم العون والمساعدة لحلفائها السابقين في طالبان الذين يقاتلون الآن الناتو في أفغانستان، يقول فليب غوردون من معهد بروكنينغ في واشنطن والذي زار باكستان مؤخرا ان باكستان تقوم حقيقة بمساعدة طالبان وهذا شيء كارثي للولايات المتحدة من الصعب علينا كسب الحرب في أفغانستان في الظروف العادية الحالية، وبدون تعاون باكستان فإن احراز أي نصر يبدو مستحيلا. ان دور باكستان في الحرب على الارهاب يبدو ضبابيا ومعقدا ولا تزال الحكومتان الأميركية والبريطانية راغبتين في إعطاء مشرف فرصة الاستفادة من الشك. \r\n \r\n الحكومة الباكستانية أقدمت على مطاردة واعتقال الكثير من الإسلاميين في أنحاء البلاد المختلفة وفقدت المئات من جنودها في هذه العملية والعديد من كبار المسؤولين في القاعدة تم اعتقالهم وقتل غيرهم على التراب الباكستاني وان كان البعض يعتقد ان اسامة بن لادن لا يزال يقيم متخفيا داخل باكستان. \r\n \r\n تزايد الأزمة السياسية في باكستان يمكن أن يدفع القوى العربية للوقوف ضد الجنرال مشرف. ففي هذا العام يسعى مشرف لكي يعاد انتخابه لمنصب الرئيس لفترة ثالثة من قبل البرلمان وذلك قبل إجراء الانتخابات العامة مما سيساهم في اضافة المزيد من الضعف للديمقراطية في هذا البلد. \r\n \r\n الرئيس يظهر ترددا واضحا في التخلي عن منصب قائد الأركان، وفي نفس الوقت نجد أن قادة أكبر حزبين سياسيين في البلاد ممنوعان من دخول البلاد. الآمال التي عقدت على قيام الرئيس بالسعي الى مصالحة مع هذه الأحزاب تراجعت بسرعة مع حدوث عمليات القتل في كراتشي، وكلما قطع الجنرال مشرف ذلك الخيط الرفيع الفاصل ما بين المستبد والطاغية أصبح من الصعب بصورة أكبر على الحكومات الغربية احتضانه. ليس السبب شعور الغرب بالاحراج على دعمه نظاما عسكريا وانما لتراجع شعبيته. هذه الظروف غير المواتية لمشرف ستجعل من الصعب عليه تقديم التعاون المطلوب حول أفغانستان وحول الإرهاب والتطرف الداخلي وهو تعاون يريده الغرب بل ويتوقعه منه. \r\n \r\n المواجهة التي حصلت داخل وحول «المسجد الأحمر» في اسلام أباد بين الإسلاميين والشرطة ربما تقوي الانطباع بأن البديل الوحيد المتاح لمشرف وحكومته هو القادة الإسلاميون وهو ما يروج له مشرف على المسرح الدولي من أجل دفع المجتمع الدولي لتقديم الدعم له ومساعدته على البقاء في السلطة. \r\n \r\n والحقيقة ان هناك تذمرا شعبيا ضد الحكومة يقوده كبير القضاة المقال من المحكمة العليا. زعماء هذه المواجهة أناس محترمون يحظون بتأييد واسع في صفوف أبناء الطبقة الوسطى. \r\n \r\n ان بقاء فترة طويلة غير شرعية من الحكم العسكري سيقوي دون شك الدعم للإسلاميين الذين بدأ نجمهم بالبزوغ وبدأوا يحصلون على المزيد من الشعبية والنفوذ. \r\n \r\n يقول البعض في المعارضة الباكستانية ان زيارة بسيطة من السفراء الأميركيين والبريطانيين والغربيين لأقطاب المعارضة ستكون كافية لأن تدفع مشرف لحزم حقائبه هذا لن يكون بالشيء الجيد وان كان ممكنا. \r\n \r\n ولكن إذا تشبث مشرف بالسلطة فإن الولاياتالمتحدة وحلفاءها سيبدأون بالنأي بأنفسهم عن الرئيس الباكستاني، وربما يستوجب عليهم أيضا إعادة النظر في سياسة تقديم الدعم له. \r\n \r\n عندما شكل الرئيس بوش سياسته الخاصة لمحاربة الارهاب، فإن بوش بدا وكأنه يقبل فكرة دفع الولاياتالمتحدة لثمن بعيد المدى للدكتاتوريين إذا تعاونوا معه وقدموا الدعم المطلوب. \r\n \r\n التفاؤل الساذج الذي ساد حول تعزيز الديمقراطية حول العالم تلقى ضربة قاضية بعد التجربة الدامية التي عاشها العراق وأفغانستان، وعلينا ان نتذكر جيدا نه كلما لجأت الولاياتالمتحدة لدعم الأنظمة الدكتاتورية، ازدادت المشاعر المعادية لأميركا، وعليه سيتوجب على الولاياتالمتحدة ان تدعم الحركات الديمقراطية. \r\n \r\n ان باكستان بلد له تاريخ هش في الديمقراطية وبه الكثير من المؤسسات الناشطة في المجتمع المدني بما فيها المحاكم التي تتمتع بشيء من الاستقلالية. \r\n \r\n ان من المؤسف ان تغض واشنطن الطرف عن ذبح الديمقراطية في باكستان، لقد حان الوقت لنتوصل الى خاتمة تقول لا بد من اسدال الستار على نظام مشرف. \r\n