وقامت الطائرات الاميركية في الصباح نفسه بغارة جوية على منشآت خارج مدينة قندهار استهدفت منزل الملا عمر الذي كان قد غادره في اللحظات الاخيرة قبل القصف. وفي البيان الاول الذي ادلى به الجنرال ريتشارد بيرز الذي كان قد تم تعيينه رئيساً لاركان الحرب، اكد على ان القوات الاميركية لها الآن مطلق الحرية في التحرك والانتشار في افغانستان كلها من دون ان تلقى مقاومة تذكر من قبل طالبان. \r\n \r\n \r\n كما اكد الجنرال في البيان نفسه ان عمليات اخرى ستجري في المستقبل القريب. وفي لقاء ثان مع رجال الاعلام رفض الجنرال الاميركي الافصاح عما اذا كانت هناك عمليات متكررة بالارتفاع نفسه واكتفى بالقول ان هناك عمليات ستكون مرئية واخرى ستكون غير مرئية. \r\n \r\n \r\n بالفعل كانت هناك اشياء غير مرئية، فالهجوم الذي تم تصويره وعرضه على جميع القنوات التلفزيونية الاميركية سبقه هجوم آخر، وبمعنى اصح سبقته عمليات استطلاعية عديدة قامت بها قوات خاصة هي التي قامت بإعلام القوات المهاجمة بأن الساحة خالية تماماً من قوات طالبان، وبالتالي لم تكن القوات التي هبطت بالمظلات ورآها المشاهدون على شاشات تلفازاتهم هي الاولى. \r\n \r\n \r\n اذن العملية كانت عبارة عن مسرحية استعراضية او «شو»، كما عبر احد المشاهدين. مع ذلك فإن هناك من يعتقد ان تلك العملية كانت ضرورية من اجل بناء الثقة بالنفس لدى اولئك الشبان الذين التحقوا حديثاً بالقوات المسلحة الاميركية، لكن يبقى هناك سؤال اساسي مطروح، هو: لماذا تم تصوير هذه العملية؟ \r\n \r\n \r\n اما فيما يخص الهجوم الثاني على منطقة خارج مدينة قندهار، فإن الجنرال بيرز قد اخفى عن الصحافيين حقيقة ان كارثة كادت ان تقع اذ ان قوات دلتا التي نفذت الهجوم تعرضت بدورها بعد ذلك إلى هجوم مضاد ادى إلى وقوع اصابات عديدة في صفوف رجالها، فبعد ان تم قصف جميع المنشآت والمنازل كلها باستثناء منزل الملا عمر على امل العثور بداخله على معلومات مفيدة، دخلت قوات «دلتا» ولم تعثر على اي شيء ذي قيمة كبيرة. \r\n \r\n \r\n ولدى خروجها تعرضت لنيران غزيرة اطلقتها قوات طالبان التي بدت لفترة قصيرة وكأنها هي المتفوقة إلى ان جاءت قوات اميركية اخرى وطائرات قامت بقصف المنطقة كلها، مما ارغم قوات طالبان على التراجع. \r\n \r\n \r\n ويقوم المؤلف في هذا السياق بالتذكير بفشل الهجوم الاميركي في مقديشو بالصومال عام 1993 وبمنظر ذلك الجندي الاميركي الذي سحله المتظاهرون في الشوارع مما اثار الذعر في اميركا وتكاثرت الانتقادات الخاصة بارسال جنود للقتال قبل ان يتم اعدادهم الاعداد الكافي لذلك ومن دون تقديم اية مساندة لهم، ان مخططي الحرب في افغانستان اعترتهم الخشية من تكرار المشاهد نفسها، بل وخشوا ايضاً ان يكون هجوم طالبان بالقرب من قندهار بمثابة بداية هجوم بري ضد القوات الاميركية. \r\n \r\n \r\n لكن العديد من الخبراء المتمرسين عابوا على العملية الضوضاء التي احاطت بها بالاضافة إلى بطئها الذي اتاح لقوات طالبان فرصة الاستعداد والهجوم. بكل الاحوال بدا للكثيرين ان تلك الحرب لم تكن هي الحرب التي تخطط لها القيادة العسكرية، وانها تختلف بشكل واضح عن التصورات الاولية للمعارك، لاسيما وان قوات طالبان قد اثبتت انها قادرة على المفاجأة وعلى القتال بضراوة. \r\n \r\n \r\n وفي اللقاء الصحافي الذي اعقب تلك المعارك لم يشر دونالد رامسفيلد او الجنرال بيرز إلى شراسة المعارك التي جرت أو إلى مقاومة طالبان، وانما جرى تقديم الوعود لرجال الاعلام باطلاعهم على تطورات المعارك بمجرد الحصول على التفاصيل.. ولم ينس رامسفيلد ان يعيب على الصحافيين انهم قاموا بنشر اخبار المعارك التي دارت دون انتظار عودة القوات. \r\n \r\n \r\n لقد استمرت محاولات البحث عن اسامة بن لادن لكن من دون جدوى.. وقد كان اكثر ما يخشاه الاميركيون هو ان يظهر ابن لادن فجأة على شاشة قناة الجزيرة مما سيكون بمثابة ضربة موجعة ومهولة للولايات المتحدة. \r\n \r\n \r\n البوابة الخلفية \r\n \r\n \r\n في نوفمبر 2001 وتحت ضغط قوات تحالف الشمال المدعومة من قبل القوات الاميركية الخاصة بالمقاتلين والمعدات وبعد القصف الاميركي العنيف، اضطرت قوات طالبان والقاعدة للانسحاب إلى منطقة قندوز بشمال افغانستان وقد كان مع هذه القوات ضباط من الجيش الباكستاني وعملاء للمخابرات ومتطوعون اختاروا القتال في صفوف طالبان. والمعروف ان باكستان كانت هي الحليف العسكري والاقتصادي لنظام طالبان في حربها ضد تحالف الشمال. \r\n \r\n \r\n ثم ان للعديد من العسكريين الباكستانيين روابط وثيقة شخصية وعقائدية مع طالبان منذ فترة الحرب ضد القوات السوفييتية. وبما ان الطريق إلى كابول كان مغلقاً وهدفاً للقصف الاميركي فقد كان الانكفاء إلى قندوز يوفر الفرصة لقوات طالبان وحلفائها لاجراء مفاوضات للاستسلام كما كانت تفعل دائماً القبائل الافغانية. \r\n \r\n \r\n لكن بمجرد بداية المفاوضات رفضت الادارة الاميركية استمرارها لتستولي قوات تحالف الشمال بتاريخ 25 نوفمبر على قندوز مع اسر اربعة آلاف من قوات طالبان والقاعدة. لقد سارع الرئيس بوش بالاعلان عن هذا الانتصار، ووعد بتقديم قادة طالبان والقاعدة للمحاكمة. وقد نشرت بعض التقارير الصحافية في الفترة التي سبقت سقوط قندوز في يد قوات تحالف الشمال ان طائرات حربية باكستانية كانت تتوجه إلى قندوز من اجل ترحيل الباكستانيين الموجودين في المنطقة. \r\n \r\n \r\n وعلى الرغم من نفي الادارة الاميركية والسلطات الباكستانية لهذا الامر، فإن تقارير صحافية اخرى اصرت على القول ان ادارة بوش قد سمحت بعمليات اجلاء الباكستانيين عن طريق قندوز. لكن تكشف فيما بعد ان عدداً كبيراً من مقاتلي طالبان والقاعدة قد تسللوا مع تلك القوات الباكستانية التي تم ترحيلها عن منطقة قندوز ليفلتوا بذلك من كماشة الحصار الذي كان مضروباً عليهم. \r\n \r\n \r\n لقد وافقت الادارة الاميركية على طلب الرئيس الباكستاني مشرف انقاذ الباكستانيين الذين كانوا يتواجدون في قندوز، وذلك بحجة ان قتل المئات بل والآلاف من العسكريين الباكستانيين لابد وان يكون له اثره الكبير على نظام الحكم في اسلام اباد. \r\n \r\n \r\n ذلك هو ما قاله الجنرال مشرف لواشنطن من اجل اقناعها للقيام بعملية اجلاء الباكستانيين من المنطقة المحاصرة وبما يسمح للباكستانيين ان يسحبوا معهم اصدقاءهم ومعارفهم من رجال طالبان والقاعدة الذين كان من بينهم قادة لاشك بإن الرئيس الباكستاني كان يطمح في ان يكون لهم دور في حكومة افغانية بعد انتهاء الحرب، ويضيف لنفسه بالتالي ورقة يستطيع استخدامها مع الولاياتالمتحدة. \r\n \r\n \r\n والواقع ان الادارة الاميركية لم تسمح فقط بإجلاء الباكستانيين، بل انها ايضاً طلبت من القوات الاميركية تأمين مرور اولئك الذين يتم اجلاؤهم حتى وصولهم إلى الحدود الباكستانية. ولقد اثار ذلك غضب تلك القوات الاميركية نفسها، كما اغضب تحالف الشمال، الذي كان يأمل في اعتقال كبار الضباط الباكستانيين وعملاء المخابرات. \r\n \r\n \r\n وقد عرف شهر ديسمبر 2001 منعطفاً في الحرب بافغانستان اذ استولت قوات تحالف الشمال بمساعدة الاميركيين على كابول. وتم الاعلان في مؤتمر صحافي عقدته بعض القوى الباكستانية عن تعيين قرضاي رئيساً للحكومة المؤقتة.. لكن لم يكن ذلك كافياً اذ كان ينبغي اتخاذ عدد كبير من الاجراءات كي تستطيع الحكومة تسيير شئون البلاد. \r\n \r\n \r\n وكان في مقدمة الاجراءات المطلوبة سحب اسلحة الميليشيات العديدة وتحديد وضع طالبان. وفي الوقت نفسه لم تكن اللعبة قد انتهت مع ابن لادن لاسيما وانه لم يكن هناك من يعرف مكان وجوده على الرغم من تصريح رامسفيلد في يناير 2002 بانه لا يزال في افغانستان. \r\n \r\n \r\n اثناء الحرب في افغانستان تعددت المحاولات الاميركية للقضاء على قوات طالبان والقاعدة، كان بعض هذه المحاولات يعرف درجة كبيرة من النجاح بينما كان الفشل الذريع هو مصير بعضها الآخر، مثل تلك المحاولة التيجرت في شهر مارس عام 2002 والتي سبقتها خلافات حادة بين القيادات العسكرية الميدانية حول الخطة التي ينبغي اتباعها من اجل السيطرة على طريق رئيسي وطرد قوات تابعة للقاعدة من قمة احد الجبال. \r\n \r\n \r\n بكل الاحوال فشل الهجوم فشلاً ذريعاً اذ سقط منذ بدايته عدد من القتلى في صفوف القوات المهاجمة وفر البعض الآخر بعد ان القوا اسلحتهم وتخلصوا من الاعتدة التي كانوا يحملونها حتى يستطيعوا الجري بسرعة للاحتماء من نيران القوات المعادية المتمركزة في مواقعها. \r\n \r\n \r\n ولولا المساعدة التي قدمتها قوات استرالية كانت موجودة في المنطقة لانتهت المعركة بإبادة جميع القوات التي قامت بالهجوم. لكن القيادة العسكرية الاميركية حرصت على التعتيم التام فيما يخص المساعدة التي قدمها الاستراليون ولم يتم الاعلان عنها حتى اليوم حفاظاً على سمعة القوات الاميركية. \r\n \r\n \r\n وتمت ممارسة التعتيم نفسه بالنسبة لتكلفة الحرب في افغانستان، حيث ان هذه التكلفة قد فاقت بكثير ما تم الاعلان عنه، كما دفع الاميركيون لقيادة تحالف الشمال ولعدة قبائل ملايين الدولارات لقاء المساعدات التي كانوا يقدمونها لهم. \r\n \r\n \r\n ويذكر احد رجال الاستخبارات المركزية انه قد تم في نوفمبر 2001 دفع مليون دولار لاحد كبار القادة في تحالف الشمال من اجل ان تهاجم قواته قوات طالبان بالغرب من «مزار الشريف» غير ان القوات المهاجمة اضطرت للتراجع امام المقاومة التي اظهرتها قوات طالبان وفي فترة ما بعد ظهر اليوم نفسه تم دفع مليون دولار آخر للقائد نفسه من اجل تجميع قواته ومعاودة الهجوم من جديد. \r\n \r\n \r\n ويذكر احد الاختصاصيين في ميدان الاستخبارات ان الولاياتالمتحدة استخدمت نحو خمسين من الاقمار الصناعية لدعم عملياتها العسكرية مما استوجب كلفة اضافية بلغت حوالي 25 مليون دولار. كذلك يعيب العديد من العاملين في مجال الاستخبارات على واشنطن نقص وضوح رؤيتها سواء اكان ذلك فيما يخص الصعيدين العسكري أم السياسي لوضع نهاية للحرب في افغانستان. \r\n \r\n \r\n كذلك هناك شكوك بان البيت الابيض لا يحصل على المشورة الصحيحة ويقارن البعض في هذا السياق بين ما كان يجرى اثناء حرب الخليج لعام 1991 والحرب في افغانستان، ففي الحالة الاولى كان التنسيق كاملاً بين وزير الدفاع ديك تشيني وكولن باول الذي كان آنذاك قائداً للجيوش، بينما يسود العكس تماماً في الحالة الثانية بالاضافة إلى الخلافات الداخلية. ان احدهم قد لخص الموقف في افغانستان والتدخل الاميركي وسياسة اميركا في محاربة طالبان بالقول: «عميان يقودون عمياناً». \r\n \r\n \r\n نفوذ زعماء الحرب \r\n \r\n \r\n في 18 ديسمبر 2002 قدم دونالد رامسفيلد تقويماً فيه الكثير من التفاؤل للوضع في افغانستان، اذ قال ما مفاده: «لقد انتخب الافغانيون حكومة، وانتهى حكم طالبان، انتهى تنظيم القاعدة، ولم تصبح افغانستان بعد مستقرة بشكل تام، كما تحتاج إلى اموال طائلة من اجل اعادة اعمارها، ثم ان هناك مجابهات داخلية حيث يريد كل طرف انهاء الطرف الآخر.. لكن توجد الظاهرة نفسها في نيويورك او سان فرنسيسكو مع ذلك كله فأنا متفائل». \r\n \r\n \r\n وبعد عام ونصف العام من ذلك التصريح لا تزال حركة طالبان تتمتع بقوة كبيرة في العديد من مناطق افغانستان ولا تزال تؤوي العديد من عناصر تنظيم «القاعدة»، والقوات الاميركية التي يزيد عددها على عشرة آلاف جندي لا تزال منتشرة في الجبال على حدود باكستان للبحث عن اسامة بن لادن وقيادة القاعدة والملا عمر. \r\n \r\n \r\n في الوقت نفسه يقتصر نفوذ قرضاي على العاصمة كابول على الرغم من انه يحاول القضاء على نفوذ جنرالات الحرب المحليين الذين يسيطرون بالفعل على الاقاليم ويتحكمون بها. كما ان انتاج الهيرويين يتزايد والجرائم واعمال العنف تثير الرعب لدى السكان خارج كابول. \r\n \r\n \r\n ويحذر تقرير صادر عن برنامج الاممالمتحدة للتنمية جرى نشره في شهر مارس 2004 من ان افغانستان ستصبح من جديد ارضاً خصبة للارهاب ما لم تتزايد المعونات المكرسة للتنمية بها. \r\n \r\n \r\n ان الوضع المضطرب في افغانستان غدا موضوعاً سياسياً في الحملة الانتخابية الرئاسية الاميركية فادارة بوش تعتبر ما حدث في افغانستان بمثابة نجاح لها وانه دليل على تصميم الرئيس بوش على محاربة الارهاب. هذا مع ان هذه الادارة قد تلقت تحذيرات عديدة من منظمات دولية ومن الحلفاء ومن العسكريين في افغانستان بل من مصادر في البنتاغون، تؤكد كلها ان الاوضاع في افغانستان تتدهور بايقاع سريع. \r\n \r\n \r\n وقد ندد ريتشارد كلارك مستشار الامن القومي السابق لشئون الارهاب في كتاب صدر له مؤخراً بالقراءة التي تم تقديم ما جرى في افغانستان على اساسها بانه خطأ ارتكبه البنتاغون من حيث الاسلوب الذي اتبع في الحرب هناك من خلال الاعتماد في الفترة الاولى على الطيران وبحيث ان القوات البرية لم تأخذ مواقعها الا بعد سبعة اسابيع من عمليات القصف الجوي. \r\n \r\n \r\n ويستمر كلارك في تحليله ليقول بإن الرئيس جورج دبليو بوش يعتبر الحرب في افغانستان بمثابة مرحلة من مراحل اعداد الحرب ضد العراق الذي كان اهتمامه ينصب عليه اكثر من اي شيء آخر. وعلى الرغم من كل التحذيرات فإن بوش لم يغير من منهجه في التعامل مع الحرب في افغانستان، وذلك لاسباب ثلاثة. \r\n \r\n \r\n السبب الاول هو ان الرئيس الاميركي لا يريد ان يتورط في افغانستان بعملية غزو حقيقي باعداد كبيرة من القوات، كما تورط السوفييت سابقاً. وثانياً كان يريد الاحتفاظ بالعدد الاكبر من قواته لحربه في العراق، اما السبب الثالث فهو ان دونالد رامسفيلد وزير دفاعه كان يريد ان تكون افغانستان مجرد حقل تجارب لاثبات نظريته القائلة انه بوسع قوات برية صغيرة وبمساعدة الطيران ان تكسب المعركة. \r\n \r\n \r\n والنتيجة ان الولاياتالمتحدة قد نجحت فقط في اعادة الاستقرار لمدينتين او ثلاث مدن وان الرئيس قرضاي ليس سوى رئيس بلدية عمدة كابول، العاصمة. وقد دعم رأي كلارك تقرير آخر اعده احد كبار العسكريين المتقاعدين كانت وزارة الدفاع الاميركية طلبت منه تولي الاوضاع في افغانستان التي زارها مراراً وقدم تقريره في مطلع عام 2004. \r\n \r\n \r\n يتضمن هذا التقرير في الواقع انتقادات شديدة لاستراتيجية اميركا في باكستان التي وضعتها الادارة الاميركية الحالية. وخاصة في اللجوء إلى عمليات القصف الجوي المكثفة بغية قتل بن لادن والقضاء على تنظيم القاعدة. \r\n \r\n \r\n في الوقت الذي يفترض فيه ان تقوم القوات الخاصة بمثل هذه المهمات التي جرى اعدادها لتنفيذها والقصف الجوي يلحق ايضاً الخسائر بالمدنيين الذين بلغ عدد الضحايا منهم اكثر من الف ضحية. وقد بلغت حدة الانتقادات الموجهة لوزارة الدفاع حداً جعلت المسئولين فيها يعيدون التقرير العسكري للمتقاعد الكبير الذي اعده من اجل ان يخفف من حدته. \r\n \r\n \r\n لكن هذا لا يمنع حقيقة وجود عدد من رجال الادارة الاميركية لا يزالون يؤيدون ما جاء في التقرير.. وهذا ما دعا احد كبار المسئولين الاميركيين إلى التعليق على ذلك بالقول ان ما يزعج في هذا التقرير هو انه يعكس الحقيقة إلى اصحاب القرار لا يريدون ان يروها مكتوبة. \r\n \r\n \r\n البوصلة تتجه للعراق \r\n \r\n \r\n على الرغم من الحرب في افغانستان فإن اهتمام الادارة الاميركية قد تحول من تلك البلاد إلى العراق وبدأت بسحب القوات الخاصة التي يتحدث عناصرها اللغة العربية وارسالها إلى العراق برفقة عاملين في اجهزة الاستخبارات. لكن هذا لم يمنع الاميركيين من استمرارهم في التعامل مع رؤساء القبائل الذين يعملون في انتاج وتوزيع الهيروين والافيون. \r\n \r\n \r\n ويرى العديدون في واقع الامر ان الولاياتالمتحدة لا تبحث في افغانستان عن انشاء دولة ونظام سياسي افضل للشعب الافغاني، وانما تريد ان تقضي على تهديد الارهاب لها. وهذا هو رأي «بارنت روبن» احد كبار الاكاديميين المتخصصين في الشئون الافغانية. \r\n \r\n \r\n وكان قد نشر هذا الرأي في شهر ابريل 2004 واكد فيه ايضاً بان واشنطن قد ادخلت زعماء الحرب وزعماء القبائل الافغانية في حسابات حربها ضد الارهاب والنتيجة هي «ان الحكومة الافغانية التي تم تشكيلها اساساً في مدينة بون بالمانيا انما تعتمد على قاعدة نفوذ جنرالات الحرب». \r\n \r\n \r\n وفي الحقيقة لا يتمتع الرئيس الافغاني قرضاي بشعبية كبيرة، هذا على الرغم من ان الافغانيين ينظرون اليه على انه لا يسرق ولا يتاجر في المخدرات وانه برأيهم مجرد رئيس «ضعيف يحميه جنرالات الحرب المحليين بفضل الاموال الاميركية». \r\n \r\n \r\n