عاصم الجزار: "الجبهة الوطنية" يعكس الهوية المصرية ويدعو لتفعيل المشاركة السياسية الواعية    متحدث "مياه الجيزة": عودة المياه تدريجيًا.. وحل الأزمة خلال ساعات    رئيس حزب الجبهة: الدول التي تسقط لا تنهض مجددًا وتجربة مصر العمرانية الأنجح    ترامب : نرفض اعتراف بريطانيا بدولة فلسطين    برلماني: كان الأولى إغلاق السفارات الإسرائيلية ولكنهم ينفذون أجندة صهيونية    الأهلي يهزم إنبي 2-0 استعدادا لانطلاق مباريات الدوري    أمن أسوان يبحث لغز العثور على جثة شاب بين العمارات بمنطقة الصداقة    مدير "بروكسل للبحوث": فرنسا فقدت ثقتها في حكومة نتنياهو    خبراء ودبلوماسيون: أمريكا تعترف بالمجاعة فى القطاع بعد كلمة الرئيس بشأن فلسطين    يبدأ العمل بها 1 أكتوبر .. تعرف علي أسباب إنشاء المحاكم العمالية بالمحافظات واختصاصاتها    «شيكودى» يغيب عن بتروجت 3 أشهر للإصابة    ترامب: عقوبات جديدة على روسيا ما لم تنه الحرب في 10 أيام    المؤبد لتاجر وتغريمه مبلغ 200 ألف جنيه للاتجار في الهيروين بالقليوبية    «التعليم» تحدد موعد بداية العام الدراسي الجديد 2025-2026.. (الخريطة الزمنية)    إصابة 3 أشخاص بطلقات نارية فى مشاجرة بمدينة إدفو بأسوان    السفير المصرى لدى لبنان يعزي النجمة فيروز في وفاة نجلها زياد الرحباني    "جالي فيروس".. صبري عبد المنعم يكشف تطورات حالته الصحية    عمرو دياب vs تامر حسني.. من يفوز في سباق «التريند»؟    السياحة: وضع خطة تسويقية متكاملة لمتحف الحضارة    خالد الجندي : الذكاء الاصطناعي لا يصلح لإصدار الفتاوى ويفتقر لتقييم المواقف    أمين الفتوى : الشبكة ليست هدية بل جزء من المهر يرد فى هذه الحالة    ما الذي يُفِيدُه حديث النبي: (أفضل الأعمال الصلاة على وقتها)؟.. الإفتاء توضح    هل يُحاسب الطفل على الحسنات والسيئات قبل البلوغ؟    تحذير عالمي| سرطان الكبد يهدد جيل الشباب    لمرضى التهاب المفاصل.. 4 أطعمة يجب الابتعاد عنها    سعر ومواصفات 5 طرازات من شيرى منهم طراز كهرباء يطرح لأول مرة فى مصر    الغندور: صفقة تاريخية على وشك الانضمام للزمالك في انتقال حر    نقابة المهن التمثيلية تهنئ الفائزين بجوائز الدولة التقديرية فى الفنون والآداب    رئيس جامعة برج العرب في زيارة رسمية لوكالة الفضاء المصرية    نصائح للاستفادة من عطلات نهاية الأسبوع في أغسطس    مبابي ينتقل لرقم الأساطير في ريال مدريد    حكم الرضاعة من الخالة وما يترتب عليه من أحكام؟.. محمد علي يوضح    محافظ الدقهلية يهنئ مدير الأمن الجديد عقب توليه منصبه    بدء انتخابات التجديد النصفى على عضوية مجلس نقابة المهن الموسيقية    من أجل قيد الصفقة الجديدة.. الزمالك يستقر على إعارة محترفه (خاص)    ضخ المياه بعد انتهاء إصلاح كسر خط رئيسى فى المنصورة    تأجيل محاكمة المتهم بإنهاء حياة شاب بمقابر الزرزمون بالشرقية    38 قتيلا حصيلة ضحايا الأمطار الغزيرة والفيضانات العارمة فى الصين    برلمانية تطالب بإصدار قرار وزاري يُلزم بلم شمل الأشقاء في مدرسة واحدة    وزارة الأوقاف تعقد (684) ندوة علمية بعنوان: "خيرُكم خيرُكم لأهله وأنا خيرُكم لأهلي"    وزير الدفاع يلتقي رئيس هيئة الأركان المشتركة الباكستانية - تفاصيل المناقشات    النقابات العمالية تدشن لجنة الانتقال العادل لمواجهة التحول الرقمي    وزير العمل: مدرسة السويدي للتكنولوجيا تمثل تجربة فريدة وناجحة    20% من صادرات العالم.. مصر تتصدر المركز الأول عالميًا في تصدير بودرة الخبز المُحضَّرة في 2024    أمين الفتوى: مخالفات المرور الجسيمة إثم شرعي وليست مجرد تجاوز قانوني    خاص.. الزمالك يفتح الباب أمام رحيل حارسه لنادي بيراميدز    "ياعم حرام عليك".. تعليق ناري من شوبير على زيارة صلاح للمعبد البوذي    حتى لا تسقط حكومته.. كيف استغل نتنياهو عطلة الكنيست لتمرير قرارات غزة؟    الأمراض المتوطنة.. مذكرة تفاهم بين معهد تيودور بلهارس وجامعة ووهان الصينية    بالأرقام.. رئيس هيئة الإسعاف يكشف تفاصيل نقل الأطفال المبتسرين منذ بداية 2025    مقتل وإصابة خمسة أشخاص في إطلاق نار بولاية نيفادا الأمريكية    «بيفكروا كتير بعد نصف الليل».. 5 أبراج بتحب السهر ليلًا    منال عوض: تمويل 16 مشروعا للتنمية بمصر ب500 مليون دولار    مجمع إعلام القليوبية يطلق أولى فعاليات الحملة الإعلامية «صوتك فارق»    أُسدل الستار.. حُكم نهائي في نزاع قضائي طويل بين الأهلي وعبدالله السعيد    أسعار الأسماك اليوم الثلاثاء 29 يوليو 2025 في شمال سيناء    الكهرباء: الانتهاء من الأعمال بمحطة جزيرة الذهب مساء اليوم    السيطرة على حريق بمولد كهرباء بقرية الثمانين في الوادي الجديد وتوفير البديل    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هل الديمقراطية الأميركية هشة إلى هذا الحد؟، 9 من المحافظين الجدد ينجحون في توريط
نشر في التغيير يوم 18 - 10 - 2004


\r\n
وكانت الرسالة الأساسية في هذا الاطار تعني ان البيت الابيض سوف يتولى ادارة أية أزمة يمكن أن يكون لها اثارها على اعادة انتخابات جورج دبليو بوش رئيسا للولايات المتحدة الأميركية للمرة الثانية في الثاني من شهر نوفمبر 2004.ان ما تكشف عن فضيحة سجن أبو غريب يمكنه في حالة تركه من دون تحقيق، ان يزيد من شكوك الاميركيين حول حكمة شن الحرب على العراق.
\r\n
\r\n
كذلك كان ينبغي على البيت الابيض والبنتاغون ان يعملا معا من اجل منع الكونغرس ووسائل الاعلام من الكشف عن أسرار مثيرة من بينها اذاعة اسماء لعناصر من رجال الاستخبارات الأميركية عملوا سرا في سجن ابو غريب اذ استخدموا اسماء غير اسمائهم الحقيقية.
\r\n
\r\n
لقد كان البيت الابيض يعلم منذ شهر يناير 2004 ما كان يجري في سجن أبو غريب. بل كان المسئولون في الادارة الأميركية يعلمون أيضا بأنه تم تصوير عدد من عمليات التعذيب والاهانة التي جرت فوتوغرافيا وبواسطة الفيديو، وان الصور المأخوذة يمكن ان تصل يوما ما الى الجمهور، لكن العسكريين تجاهلوا امكانية تورط الكبار في احداث أبو غريب، ووجهوا اتهاماتهم الى افراد من الشرطة العسكرية بأنهم هم الذين ارتكبوا تلك الجرائم.
\r\n
\r\n
ليست حرب رامسفيلد
\r\n
\r\n
لقد ساد المفهوم القائل ان الحرب في العراق انما هي حرب رامسفيلد وان صرامته ادت الى ضرب أهداف غير مناسبة والى قتل ابرياء. لكن لم يكن التدخل الذي قام به ديك تشيني، نائب الرئيس الاميركي، من اجل اخفاء أهمية ما جرى في سجن أبو غريب طبيعيا، بل انه كان يدل على عمل مشترك على مستوى القمة. وكان جورج دبليو بوش يقول «اخرجوهم من جحورهم!»، أو «نريدهم أحياء أو أموات»، وقد كان رامسفيلد، وزير الدفاع، هو الشخص الذي أعد العدة للقيام بذلك وتنفيذا لتعليمات الرئيس.
\r\n
\r\n
ولقد كان رامسفيلد هو الذي يتولى عقد المؤتمرات الصحافية الشائكة ويواجه سيل الاسئلة المحرجة التي يوجهها له الصحافيون، ولم يتم خرق هذه القاعدة بالنسبة لما جرى في سجن أبو غريب. ولكن الرئيس جورج دبليو بوش ونائبه ديك تشيني لم يتركاه وحده، بل كانا معه طوال الوقت. ان رامسفيلد هو الذي قام بالعمل القذر واحتفظ بالاسرار كلها، لكنه شكل في الواقع فريقا واحدا مع رجلي البيت الابيض، أي بوش وتشيني.
\r\n
\r\n
لكن لم يكن رامسفيلد، هو الذي شجع وحده بوش على شن الحرب ضد النظام العراقي السابق ورئيسه صدام حسين، ولكن كانت هناك أصوات أخرى تدفع في الاتجاه نفسه مثل جيفري كمب، الجمهوري والذي كان احد الخبراء في شئون الشرق الأوسط في عهد الرئيس الأميركي الاسبق رونالد ريغان. لقد كان يرى ان معالجة قضية صدام والقضاء عليه سوف يؤدي الى انهاء جملة المشكلات التي تعاني المنطقة منها.
\r\n
\r\n
وقد كانت قراءته للمنطقة بعد الاطاحة بصدام تفيد أن سوريا سوف تنتهي وايران ستحيط بها القوات الأميركية، اما المتشددون فانهم سوف يقدمون التنازلات للمعتدلين. كذلك سيتم الوصول الى تسوية نهائية للصراع بين الفلسطينيين واسرائيل. فضلا عن ان نهاية نظام صدام حسين ستعني ايضا نهضة اقتصادية للعراق وقيام حكومة موالية للغرب فيه.
\r\n
\r\n
ان هذه التوقعات المتفائلة كلها كانت بمثابة أحلام تدغدغ طموحات بوش، وكان يسعى الى تحقيقها.لذلك حاول بكل الوسائل أن يقنع العالم كله بضرورة التخلص من صدام حسين كهدف أول. وقد حاول من اجل ذلك تخفيف مخاوف الأوروبيين بشكل خاص في افق الامل بأن يحظى المشروع الأميركي بمساندتهم العملية من خلال ارسال قوات، لكن لم يكن هناك من يؤيد جورج دبليو بوش في طموحاته سوى توني بلير، رئيس الوزراء البريطاني.
\r\n
\r\n
لكن على الرغم من التوقعات المتفائلة فان الجميع لم يكونوا واثقين من أن الرئيس الاميركي سيحقق ما يصبو اليه بشكل كامل، أي الاطاحة بصدام حسين وبنظامه بأقل خسائر ممكنة في صفوف القوات الأميركية وبأقل كلفة على الصعيد المادي ثم اقامة نظام ديمقراطي وموال في توجهاته للغرب، ان الطريق طويل من اجل تحقيق مثل هذه الاهداف، كما عبر احد المطلعين على حقيقة الاوضاع في العراق وفي منطقة الشرق الأوسط، والطريق ليس طويلا فحسب، ولكن نهايته لم تكن معروفة.
\r\n
\r\n
وفي سبيل تحقيق جورج دبليو بوش لما طمح اليه من اهداف قام بنقل عدة مخططات كانت مصممة اصلا للتنفيذ ضد تنظيم القاعدة ومجموعات متطرفة اخرى. كي ينفذها ضد نظام صدام حسين، كذلك حاولت الادارة الأميركية ان تجعل شروط منظمة الامم المتحدة لازالة العقوبات المفروضة على العراق اكثر صعوبة، وذلك كي يصعب على صدام حسين ايضا القبول بهذه الشروط، وكان الفرنسيون قد حاولوا اقناع صدام بضرورة قبول جميع الشروط التي تفرضها الأمم المتحدة «حتى لا تكون هناك ذريعة للأميركيين في ضرب العراق».
\r\n
\r\n
في الواقع، كانت هناك داخل الادارة الأميركية معارضة شديدة من قبل الجميع لعملية اطالة نظام التفتيش الدولي الذي تبنته منظمة الامم المتحدة، ذلك ان الاميركيين لم يكونوا يثقون كثيرا في التفتيش الدولي، لذلك لم يتحمسوا لعودة المفتشين بعد انسحابهم.. هذا فضلا عن ان عدم حماسهم كان يعود ايضا الى رغبتهم في التخلص من صدام حسين ومن نظامه كأحد اولوياتهم.
\r\n
\r\n
آلية تزوير الوثائق
\r\n
\r\n
من جهة اخرى، كانت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة قد لجأتا منذ عام 1997 الى تبني آلية تزوير الوثائق وتوجيه الاتهامات الكاذبة حيال العراق. لكن كان لمثل هذه الممارسات اثرها السيئ بالنسبة للرأى العام العالمي. ويقول احد مستشاري الرئيس الاميركي السابق كلينتون بهذا الشأن بأن بريطانيا كانت تقدم وثائق لا مصداقية لها وان برنامج الدعاية البريطاني كان معروفا لدى عدد محدود من كبار مسئولي الادارة الاميركية في واشنطن.
\r\n
\r\n
ولكن بما ان الاستعدادات كانت تجري على قدم وساق من اجل شن الحرب على العراق فانه لم تكن هناك رغبة في اثارة القلاقل مع لندن التي كانت مشاركتها في تلك الحرب ضرورية.ويؤكد احد المسئولين السابقين في الاستخبارات الاميركية انه كان يوجد واحد على الاقل في فريق التفتيش من المؤيدين لشن الهجوم على العراق ولذلك كان يزود بريطانيا بتقارير غير دقيقة وكان جزءاً من هذه التقارير «يتسرب» الى الصحافة.
\r\n
\r\n
كما كانت تتم اجتماعات سرية عديدة تشارك فيها المخابرات البريطانية في منازل بمنطقة واشنطن. واذا كان نظام الدعاية البريطاني قد اصبح معروفا لدى اعضاء فريق التفتيش الدولي، فان البعض وجهوا تهامهم ايضا الى بعض العاملين السابقين في وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية بأنهم كانوا يساهمون هم ايضا في «فبركة» الوثائق المزورة.
\r\n
\r\n
امام مثل هذا الوضع وجه السناتور الأميركي «روكفلر» الذي كان من مؤيدي شن الحرب على العراق، سؤالا الى مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي عن حقيقة هذه الوثائق التي تردد بأنها مزيفة والتي تهدف الى خداع الرأي العام العالمي وطلب توضيح سبب عدم الكشف عن انها وثائق مزيفة منذ البداية وبالطبع انتهى الامر عند هذا الحد ولم تصدر أية توضيحات.
\r\n
\r\n
هناك الكثير من الاسرار التي عرفتها فترة رئاسة جورج دبليو بوش، ونحن لا نعرفها وربما لن نعرفها في أي يوم من الايام. وهناك العديد من الاسئلة المهمة التي لم يتم حتى مجرد طرحها. كيف فعلوها؟ أي الحرب؟ كيف تيسر لثمانية أو تسعة من المحافظين الجدد في الادارة الاميركية ممن كانوا يعتقدون ان الحرب في العراق هي الرد على الارهاب الدولي ان يمضوا في طريقهم حتى شن الحرب؟
\r\n
\r\n
كيف استطاعوا ان يعيدوا توجيه نهج الحكومة ويعيدوا ترتيب الاولويات الاميركية وان يدفعوا نحو ارساء السياسات التي كانوا قد أرسوها منذ زمن بعيد بهذه السهولة؟ كيف تغلبوا على البيروقراطية وأرهبوا الصحافة ومختلف وسائل الاعلام وضللوا الكونغرس وسيطروا على العسكريين؟ هل الديمقراطية الأميركية هشة الى هذا الحد؟
\r\n
\r\n
التحدي الكبير
\r\n
\r\n
في معرض الاجابة عن هذه التساؤلات وغيرها مما يصب في الاطار نفسه يشرح مؤلف هذا الكتاب سيمور هيرش الهدف الذي سعى اليه بالقول: «لقد حاولت في هذا الكتاب أن أقدم توصيفاً لبعض الآليات التي استخدمها البيت الأبيض مثل الاعتماد على أحمد الجلبي ورفض الاستماع الى أي رأي مخالف وصعوبة التطرق الى عمليات عسكرية انتهت بالفشل وعجز الرئيس الأميركي ومساعديه، أو عدم رغبتهم في التمييز بين المسلمين الذين ساندوا العمليات الارهابية وبين أولئك الذين نبذوها. ان فهم السنوات القليلة الماضية فهماً كاملاً سيكون بمثابة تحد كبير للصحافيين ورجال السياسة والمؤرخين.
\r\n
\r\n
لقد كانت هناك عيوب واضحة كثيرة، فتلاعب الإدارة الأميركية وتحريفها للمعلومات الخاصة بعلاقة نظام صدام حسين مع القاعدة وتهديده للأمن القومي للولايات المتحدة الأميركية هي أمور لم تكن أسراراً بالكامل في واشنطن. مع ذلك جاء في تقرير لجنة مجلس الشيوخ التي يسيطر عليها الجمهوريون بتاريخ 4 يوليو 2004 بأن الاخطاء الكبيرة إنما تم افتراضها من قبل وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية وليس من قبل البيت الأبيض.
\r\n
\r\n
وقد ردّ بعض أعضاء مجلس الشيوخ من الديمقراطيين على هذا التقرير بتقرير رفضوا فيه ما جاء في تقرير اللجنة وأشاروا إلى أن القضية الرئيسية المتعلقة بسوء استخدام إدارة جورج دبليو بوش لصلاحياتها وللدور الذي لعبه أحمد الجلبي في فترة ما قبل الحرب سيتم التعرض لهما في تقرير لاحق سيتم نشره بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية.
\r\n
\r\n
نا تبرز أيضاً أسئلة جوهرية أخرى مثل: لماذا لم يأخذ الديمقراطيون موقفاً أكثر قوة وجذرية؟ ما هو مدى التأثير الذي يمارسه البيت الأبيض على الأعضاء الجمهوريين في لجنة مجلس الشيوخ؟ لماذا لم تذهب الصحافة أكثر في معالجتها للموضوع؟ ما يمكن قوله حول هذه التساؤلات كلها هو التأكيد على أن أعمال اللجنة الداخلية لمجلس الشيوخ كانت أكثر أهمية بكثير من النتائج التي أفصحت عنها.
\r\n
\r\n
وفي أغسطس 2004 كان جورج دبليو بوش لا يزال يتواصل حربه في العراق، والدلائل كلها تؤكد بأنه سوف لن يكسبها. إن قيام الولايات المتحدة باستثمار مليارات الدولارات في نشاطات الأقمار الصناعية والتجسس الالكتروني والملايين التي لا يعرف أحد عددها والتي تمّ منحها لأولئك الذين أدلوا بمعلومات، وعملية نشر أكثر القوات الخاصة تدريباً وتأهيلاً، كل هذا قد آل إلى الفشل في الحصول على معلومات دقيقة بشأن التمرد المقاومة الجاري في العراق اليوم ضد الاحتلال الأميركي.
\r\n
\r\n
لم يكن هذا هو الفشل الوحيد الذي آلت إليه حرب جورج دبليو بوش في العراق، بل ان هذه الحرب قد فشلت في تقديم المعلومات الدقيقة بأن صدام حسين ونظامه لم يكونا يمتلكان أسلحة دمار شامل، أو انه كان لصدام علاقات فعلية مع تنظيم «القاعدة» الذي يترأسه أسامة بن لادن.
\r\n
\r\n
وفي ربيع وصيف 2003 كان «المتمردون» على الوجود الأميركي في العراق كاستمرار للحرب يعملون عبر شبكة من الخلايا التي يضم كل منها شخصين أو ثلاثة أشخاص بحيث لا يمكن اختراقهم ولا يؤدي وقوع أحد العناصر في قبضة الجيش الأميركي إلى خسائر فادحة بالنسبة لرفاقهم الآخرين. لكن بعد عام من ذلك، أي في ربيع وصيف 2004 أصبحت هذه الخلايا تضم عشرة أشخاص أو خمسة عشر شخصاً باستطاعتهم أن يضربوا في أي وقت وحيثما أرادوا، وحيث انه قد بدا واضحاً للعيان بأن أجهزة الاستخبارات الأميركية ومن يساعدها على صعيد جمع المعلومات لا تزال عاجزة عن معرفة أي معلومات دقيقة عنهم.
\r\n
\r\n
وبعد أن ظهرت لواشنطن ألاعيب أحمد الجلبي وانه ليس قادراً على أن يكون البديل الذي يتمتع بمصداقية لدى العراقيين، قررت الإدارة الأميركية الاستغناء عنه والمراهنة على إياد علاوي رئيس الحكومة العراقية المؤقتة الحالي. لكن من الواضح أيضاً بأن إدارة جورج دبليو بوش لا تمتلك أي استراتيجية للابقاء على علاوي في موقعه بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية في مطلع شهر نوفمبر 2004، في حال فوز الرئيس الحالي بالتجديد لفترة رئاسية ثانية.
\r\n
\r\n
لقد كان العسكريون الأميركيون يأملون أن يؤدي نقل السلطة من الحاكم الأميركي إلى حكومة عراقية مؤقتة إلى الحد من العمليات الأميركية ضد الخارجين على طاعتها والمصرين على مقاومتها بالحديد والنار، وذلك على اعتبار أن العراقيين قد أخذوا زمام الموقف بأيديهم وانهم قد أصبحوا بالتالي المسئولين عن ضبط الأمن في بلادهم.
\r\n
\r\n
وبالفعل كانت خطة الأميركيين هي انكفاءهم إلى منطقة مطار بغداد والتمركز فيها بانتظار اتخاذ قرارات أخرى وحيث تكون مهمتهم خلال «الفترة الانتقالية» هي بالتحديد حماية قواتهم، إلا أن جورج دبليو بوش أمر قواته في نهاية صيف 2004 بشن الهجوم على قوات القائد الشيعي مقتدى الصدر في مدينة النجف، الأمر الذي لابد وأن تكون له نتائجه.
\r\n
\r\n
في المحصلة، يمكن القول بأن المستنقع العراقي الذي وجدت القوات الأميركية نفسها فيه لن ينتهي، حسب رؤية مؤلف ها الكتاب، إلا بحالة واحدة هي تغيير القيادة في واشنطن، ويقصد بذلك ازاحة جورج دبليو بوش عن مقاليد السلطة في الولايات المتحدة الأميركية. وهذا ما عبّر عنه أحد الخبراء الأوروبيين بالقول إن تغيير الموقف يتطلب في واقع الأمر أن تمتلك الإدارة الأميركية رؤية استراتيجية واضحة للأحداث، وأن يحظى الأميركيون باحترام الآخرين لهم، «إذن الأميركيون لا يحظون بالاحترام الآن»، حسب تعبير هذا الخبير الأوروبي.
\r\n
\r\n
وفي معرض الحديث عن موقف الأوروبيين، يرى سيمون هيرش بأنهم في أوروبا يميلون إلى الاعتقاد بإمكانية الوصول الى حل للوضع المأزوم، بل والمتفجر القائم في العراق اليوم. لكن هذا الحل يتطلب بالضرورة أن تبدي إدارة جورج دبليو بوش استعدادها للتفاوض مع جيران العراق، وبالتحديد مع كل من سوريا وإيران.
\r\n
\r\n
لكن الواضح ان الإدارة الأميركية ترفض مثل هذا الرأي، لكن هذا الرفض لم يمنع أحد وزراء خارجية بلد من بلدان الاتحاد الاوروبي في إصراره على القول بأن تجنب الفوضى القائمة في العراق يستدعي بالضرورة اللجوء إلى الجيران، كما انه لابد أيضاً من تحقيق أمر جوهري يتمثل في المحافظة على وحدة العراق وعدم تمزيقه الى عدة دويلات مما سيزيد من الفوضى.
\r\n
\r\n
أما الحل الذي يمكنه ان يحقق هذه الأهداف كلها فإنه يتم تحديده في عقد مؤتمر دولي حول العراق تقول فيه المجموعة الدولية كلمتها، وخاصة يتم التصدي لأي محاولات داعية للاستقلال، وهذا ينطبق على الأكراد الذين يبدو انهم الأكثر حماساً لنيل استقلالهم، كما ينطبق على أي جماعات أو أقليات أخرى.
\r\n
\r\n
وإذا كانت الحرب في العراق هي التي تشد أنظار العالم اليوم، فإنه لا تزال هناك حرب أخرى مشتعلة في أفغانستان ولا يزال هناك جنود أميركيون يموتون أو يصابون وأفغانيون وغيرهم يلاقون المصير نفسه، لكن هذه الأمور كلها التي تشهدها الساحة الأفغانية منذ بداية الحرب الأميركية في هذه البلاد في أواخر عام 2001، يتم التعتيم عليها إلى درجة كبيرة وخاصة عن الصحف ومختلف وسائل الإعلام.
\r\n
\r\n
وفي الصيف الماضي صيف 2004 ورغم وجود عدة آلاف من الجنود الأميركيين (17 ألف جندي) الى جانب ستة آلاف وخمسمئة آخرين تابعين للحلف الأطلسي، رغم هذا كله فإن حركة «طالبان» التي أنهت الحرب الأميركية سيطرتها على السلطة لا تزال في واقع الأمر تسيطر على مناطق كبيرة في جنوب أفغانستان وفي شرقها.
\r\n
\r\n
ولا يزال حامد قرضاي الذي نصبته الإدارة الأميركية القائمة رئيساً لأفغانستان لا يجرؤ أبداً على الظهور علناً في وسط العاصمة الأفغانية كابول دون حماية أمنية مشددة توفرها القوات الأميركية، وكان البعض قد أطلقوا عليه صفة رئيس بلدية عمدة كابول.
\r\n
\r\n
كذلك لم يتم اجراء انتخابات برلمانية في أفغانستان كما كان مقرراً في السابق، وطال قرار التأجيل الانتخابات الرئاسية أيضاً، لكن بكل الحالات ينبغي القول إنه بحدوث هذه الانتخابات أو بتأجيلها أو بإلغائها فإن الديمقراطية لا ترفرف على ربوع أفغانستان.
\r\n
\r\n
وفي مواجهة مثل هذه الحالة يبدي الأوروبيون خشيتهم الكبيرة بأن يحدث انهيار سياسي في أفغانستان سيكون له آثار ضارة كبيرة خاصة بالنسبة لحلف شمال الأطلسي (الناتو) الذي خضع لطلبات واشنطن الملحة، بل ولضغوطها، وغامر بسمعته عبر دخوله في «الورطة» الأفغانية التي لا يبدو أنها ستجد حلولاً في الأفق المنظور.
\r\n
\r\n
إن جورج بوش لا يزال يكرر القول كما يفعل طيلة حملته للانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة إن السياسات التي انتهجها قد جعلت الولايات المتحدة أكثر أمناً، وحلّ السلام، وانتشرت الحرية في العراق وأفغانستان، بل انهما عمّا العالم كله. ولا يتردد الرئيس في التأكيد بأن العراق وأفغانستان يشهدان اليوم حكم قادة أقوياء ويشدد على القول بأنه ينبغي على الولايات المتحدة أن تواجه أعداءها في العالم كي لا يكون عليها مواجهتهم في أراضيها.
\r\n
\r\n
لكن الرئيس بوش لم يذكر أي شيء خلال هذه الحملة الانتخابية عن عدم وجود أسلحة دمار شامل في العراق، وانه كان قد شن حربه ضد العراق على أساس وجودها فيه كحجة رئيسية شكّلت مبرراً للحرب، ولم يذكر أي شيء أيضاً عن تزايد عدد القتلى بين عناصر القوات المسلحة الأميركية في العراق، والصمت نفسه أيضاً حيال الضحايا من المدنيين في العراق وأفغانستان أو عن انهيار كافة مظاهر الحياة المدنية في عراق اليوم الذي تسوده الفوضى.
\r\n
\r\n
لقد بعث بوش الخوف في نفوس الأميركيين طيلة شهور عديدة، وذلك بالتحذير من خطر صدام حسين وترسانته الحربية، ثم يصل بعد ذلك إلى التصريح في أغسطس الماضي بأن هذا كله لا يهم، إذ «لا يزال أمامنا متسع من الوقت لنجد هذه الأسلحة»، على حد قوله حرفياً، بل انه يجرؤ على القول إن أميركا لن تسمح أبداً باستخدام التعذيب، لكن ماذا يمكن القول عن صور الكلاب وهي تهاجم المساجين في أبو غريب؟!
\r\n
\r\n
وما يؤكده مؤلف هذا الكتاب في السطور الأخيرة من كتابه هو ان العديدين في أميركا يعتقدون أن جورج دبليو بوش يكذب وانه يلوي الحقائق لنيل مكسب سياسي.وما بين 11 سبتمبر 2001 وأبو غريب، هناك غابة من الأسرار، انكشف بعضها.. وما خفي كان أعظم!
\r\n
\r\n


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.