بوش يدفع ثمن مساعدة باكستان إدوارد لوسي حذرت وكالات المخابرات الاميركية الادارة الاميركية الاسبوع الماضي بأنها اعادت الولاياتالمتحدة الى اجواء الخطر المتزايد والسبب الاكبر في ذلك هو ان تنظيم القاعدة وجد ملاذا آمنا له في باكستان لكي يعيد فيه بناء قيادته. لكن رغم ذلك لا توجد مؤشرات تدلل على ان واشنطن تخطط لتغيير موقفها الداعم للنظام العسكري في باكستان- وهذا الموقف كما يقول النقاد هو الذي وفر لتنظيم القاعدة فرصة يحتاج لها لالتقاط انفاسه. يقول كبار المسؤولين في ادارة بوش إنهم يثقون في تعهد برويز مشرف بإجراء انتخابات حرة ونزيهة في وقت لاحق من هذا العام رغم ان الحاكم العسكري لباكستان له سجل موثق في تغيير الدستور لكي يتناسب مع احتياجاته اما قرار الجنرال مشرف بالالتزام بقرار المحكمة العليا اعادة كبير القضاة افتخار تشودري الى منصبه الذي فصله منه الجنرال مشرف في شهر مارس الماضي واثار اضطرابات شعبية عارمة فتعتبره ادارة بوش كدليل اثبات على حسن نواياه. فقد قال ناطق بلسان وزارة الخارجية الاميركية ان الرئيس مشرف حليف قوي في الحرب على الارهاب وهو ملتزم بعملية تغيير ديمقراطي في باكستان بما في ذلك ما هو اهم بالنسبة لنا اجراء انتخابات حرة ونزيهة وشفافة وهذا شيء يخدم مصالح كل الاطراف. لكن قلة خارج اطار ادارة بوش يعتقدون ان الجنرال مشرف سوف يحجم عن التلاعب بالانتخابات القادمة الا اذا اصرت واشنطن على ذلك. لكن بدلا من ان تصعد ادارة بوش ضغوطها على الجنرال مشرف من اجل ان يقتحم ويهاجم الملاذات الامنة للارهاب داخل باكستان وتحديدا انهيار اتفاقية السلام الاسبوع الماضي بين اسلام اباد والمجلس القبلي لاقليم وزيرستان الشمالي الواقع على حدود افغانستان يقول منتقدو ادارة بوش ان العلاقات الاميركية الباكستانية عادت الى المرحلة المألوفة التي كانت فيها الولاياتالمتحدة سعيدة بتقديم مبالغ ضخمة كمساعدات للنظام (10 مليارات دولار منذ عام 2001 حسب معلومات مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية) وان 90 بالمائة من هذه المساعدات مخصصة للاغراض غير المدنية ما دامت هناك ادلة اثبات على استعمالها في مكافحة الارهاب. قالت ادارة بوش الاسبوع الماضي انها ستقدم 750 مليون دولار اضافية على مدى السنوات الخمس القادمة كمساعدات للولايات الحكومية في المناطق القبلية القابلة للاشتعال ومن ضمنها 300 مليون دولار قوات حرس الحدود المكلفة بحراسة الحدود الباكستانية - الافغانية ولم تقدم الولاياتالمتحدة الا 13 مليون دولار كمساعدة للجنة الانتخابات الباكستانية. يقول جورج بيركوفيتش في مؤسسة كارنجي في واشنطن «يوجد فصل جوهري بين هدف الادارة قصير المدى بالحصول على اقصى قدر ممكن من تعاون الجنرال مشرف في الحرب على الارهاب وهدفها بعيد المدى لدمقرطة باكستان فكما كان حاله دائما ان الامل الوحيد للجنرال مشرف بالبقاء في السلطة يتوقف على ارضاء ادارة بوش. لكن هذه الظاهرة اصبحت اكثر تعقيدا لان الجنرال مشرف يفقد حلفاءه الداخليين بسرعة بعد ان استعدى تحالفا يضم ستة احزاب اسلامية بسبب اصداره اوامر باقتحام المسجد الاحمر في اسلام اباد في وقت سابق من الشهر المنقضي ففي هذا المركز المنيع للقوى الراديكالية قتل مالا يقل عن 200 شخص. هناك كثيرون يحثون الجنرال مشرف على عقد صفقة مع بي نظير بوتو رئيسة الوزراء السابقة التي تعيش في المنفى التي ما زال حزبها العلماني الحزب الباكستاني التقدمي اكبر المنظمات السياسية في باكستان وما زالت السيدة بوتو تصر على ان يخلع الجنرال مشرف زيه العسكري قبل ان توافق على أية صفقة سياسية تشتمل على عودتها الى باكستان وأما ادارة بوش فقد التزمت الصمت ولكن فريدريك غرير عالم فرنسي يقول ان ادارة بوش تقدم خدمة متواضعة لفكرة دمقرطة باكستان ومن الواضح ان المسؤولين في ادارة بوش لا يعتقدون أن السيدة بوتو تستطيع السيطرة على الجيش ولذلك فإن الادارة لا تذهب الى ابعد من ذلك فليس هناك اي دليل يثبت ان الاحداث الاخيرة في باكستان قد دفعت واشنطن لاعادة تقييم موقفها. لكن هناك مؤشرات على حدوث احتكاك بين واشنطن واسلام اباد ففي الاسبوع الماضي قال مسؤولون اميركيون إنهم لن يستبعدوا القيام بتوجيه ضربة عسكرية على معسكرات تنظيم القاعدة داخل باكستان اذا ما وصلتهم معلومات استخبارية عملياتية وعلى الفور اصدرت وزارة الخارجية الباكستانية بيانا وصفت فيه التعليقات الأميركية بأنها غير مسؤولة وخطيرة وقال وزير الخارجية الباكستاني خورشيد كاسوري لمحطة «سي . ان. ان» هناك بعض الناس يتحدثون بلا مسؤولية عن شن هجمات على المناطق القبلية في باكستان من قبل الولاياتالمتحدة فلتقدم لنا الولاياتالمتحدة المعلومات الاستخبارية العملياتية وستجدون ان باكستان لن تكون قاصرة عن القيام بواجبها. على مدى 6 سنوات تقريبا منذ هجمات 11 سبتمبر الارهابية على الولاياتالمتحدة كان التعاون بين نظام مشرف وادارة بوش قادرا على الصمود تحت كل انواع التوتر ويقول حسين حقاني وهو دبلوماسي باكستاني سابق يعيش في المنفى ويمارس التدريس في بوسطن «حتى الان ظلت الولاياتالمتحدة سعيدة ما دامت باكستان تقدم لها مساعدات تكتيكية قصيرة الامد - السماح بالتحليق في اجوائها- منح تأشيرات دخول عملاء المخابرات - ولكنني آسف للقول بأن الامر يحتاج لتعرض الولاياتالمتحدة لهجوم ارهابي آخر حتى تقوم واشنطن بإعادة تقييم دعمها غير المشروط للنظام العسكري في باكستان». عن صحيفة الوطن القطرية 1/8/2007