أكد مسئولون أمريكيون أن قوة أمنية في منطقة الحدود الباكستانية- تدعمها الولاياتالمتحدة حيث تفتقر للقانون- ربما تساعد مقاتلي حركة طالبان، وان هذا الدعم ربما يدفع الكونجرس إلى تجميد بعض المساعدات المالية الأمنية لإسلام أباد، وقال اصف علي زرداري الجمعة إن باكستان طلبت رسميا من الأممالمتحدة إجراء تحقيق في اغتيال بوتو. ومن شأن العلامات على أن القوة الأمنية الاتحادية في باكستان تساعد طالبان وجماعات مرتبطة بتنظيم القاعدة على العبور إلى أفغانستان- أن تزيد خيبة أمل الولاياتالمتحدة إزاء خطط باكستان للتوصل إلى اتفاقات سلام مع مقاتلين في تلك المنطقة التي يعتقد أن أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة مختبئا بها. وقال السناتور كارل ليفن رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ "لا يمكننا الاعتماد على باكستان لوقف عبور الإرهابيين تلك الحدود رغم التصريحات القوية لزعمائها." وقال ليفن وبعض المسئولين الدفاعيين الأمريكيين إن مقاتلي طالبان ربما يحصلون على مساعدة من الجيش الباكستاني أيضا. وأعدت الولاياتالمتحدة العام الماضي برنامجا لتوفير تدريب وعتاد لقوات الأمن الاتحادية التي يتم تجنيدها من المناطق القبلية لمواجهة المتشددين الإسلاميين. وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) العام الماضي إن واشنطن تخطط بموجب البرنامج لتوفير أدوات مثل خوذات وسترات واقية من الرصاص لقوات الأمن الاتحادية، ولكنها لن تزودها بأسلحة أو ذخائر. ويتزايد القلق بين القادة العسكريين الأمريكيين والمسئولين الدفاعيين بسبب الشكوك بشأن ولاء قوات الأمن الاتحادية وتأثير اتفاقات السلام التي تبرمها باكستان مع جماعات مرتبطة بالقاعدة في مناطقها القبلية على الأمن. وقال مسئولون من طالبان وباكستان إن طائرات أمريكية دون طيار قتلت عددا من مقاتلي حركة طالبان خلال الأسابيع الأخيرة في سلسلة من الضربات الجوية استهدفت على ما يبدو مخابئ آمنة في باكستان. غير أن باكستان ترفض علنا السماح للجيش الأمريكي بالقيام بعمليات داخل أراضيها. ولم يفصح الأميرال اريك اولسون قائد القوات الأمريكية المسئولة عن مكافحة الإرهاب عن مدى تأثير رفض باكستان على قدرة قواته على محاربة القاعدة، لكن جنرالا آخر أشار إلى أنه ينبغي لباكستان أنتدرك عدم قدرتها على محاربة التنظيم وحدها. باكستان تطلب التحقيق في اغتيال بوتو ومن جهة أخرى، قال اصف علي زرداري- أرمل رئيسة وزراء باكستان الراحلة بينظير بوتو- الجمعة إن باكستان طلبت رسميا من الأممالمتحدة إجراء تحقيق في اغتيال بوتو. وتولى زرداري زعامة حزب الشعب الباكستاني بعد مقتل زوجته في هجوم انتحاري بالأسلحة والقنابل أثناء تجمع انتخابي في مدينة روالبندي يوم 27 ديسمبر/كانون الأول. وفاز حزب الشعب الباكستاني بالانتخابات التي جرت في فبراير/شباط؛ ويرجع السبب في ذلك جزئيا إلى موجة التعاطف مع الحزب، وشكل ائتلافا مع ثلاثة أحزاب أخرى بعد التغلب على الحلفاء السياسيين للرئيس برويز مشرف. وقال زرداري إن وزير الخارجية شاه محمد قريشي سيسافر إلى نيويورك ليناقش المسألة بصفة شخصية مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. وكان مشرف عارض أي تحقيق للأمم المتحدة في اغتيال بوتو، وحملت الحكومة السابقة زعيم حركة طالبان الباكستانية بيت الله محسود مسؤولية الضلوع في مؤامرة اغتيال بوتو. واصدر محسود نفيا لهذا الاتهام من معقله في المناطق القبلية بجنوب وزيرستان القريبة من الحدود الأفغانية. وطلبت الحكومة في وقت سابق المساعدة من شرطة سكوتلاند يارد البريطانية لتحديد كيفية اغتيال بوتو رغم انه لم يطلب من الشرطة البريطانية التحقيق لمعرفة هوية مرتكب الجريمة. وأيدت شرطة سكوتلاند يارد استنتاج الحكومة الأولي بان رأس بوتو ارتطمت بشدة في سيارتها أثناء الهجوم. وتساور حزب الشعب الباكستاني شكوكا بالغة بشأن ما توصلت إليه الحكومة، ويشك فيما إذا كان محسود هو الجاني الحقيقي. وساورت بينظير بوتو المخاوف طويلا من أن يتآمر أعضاء في المؤسسة الباكستانية على قتلها بعد عودتها من سنوات المنفى في أكتوبر/تشرين الأول. وألقت الشرطة القبض على أربعة متشددين إسلاميين على الأقل للاشتباه في ضلوعهم في اغتيال بوتو. (رويترز)