محمد صلاح: مدافعو الزمالك هم من جاملوا نهضة بركان وليس الحكم    برشلونة يعزز موقعه في وصافة الدوري الإسباني بثنائية أمام ألميريا    فاروق جعفر: واثق في قدرة لاعبي الزمالك على التتويج بالكونفدرالية.. والمباراة لن تكون سهلة    تحرك جديد.. سعر الحديد والأسمنت اليوم الجمعة 17 مايو 2024 بالمصانع والأسواق    بعد ارتفاع عيار 21.. سعر الذهب اليوم الجمعة 17 مايو 2024 بالصاغة (تحديث الآن)    يوسف زيدان يهاجم داعية يروج لزواج القاصرات باسم الدين: «عايزنها ظلمة»    مدارس النصيرات بغزة في مرمى نيران الاحتلال ووقوع شهداء    فصائل عراقية تعلن استهدف موقع إسرائيلي حيوي في إيلات بواسطة الطيران المسير    «واجبنا تجاه المنافع المشتركة والأماكن والمرافق العامة» .. موضوع خطبة اليوم الجمعة    " بكري ": كل ما يتردد حول إبراهيم العرجاني شائعات ليس لها أساس من الصحة    مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 17 مايو في محافظات مصر    سيد عبد الحفيظ ل أحمد سليمان: عايزين زيزو وفتوح في الأهلي (فيديو)    جهاد جريشة: لا بد من محاسبة من تعاقد مع فيتور بيريرا.. ويجب تدخل وزرارة الرياضة والرابطة    لمدة خمس أيام احذر من هذه الموجة شديدة الحرارة    بعد اختفائه 12 يومًا.. العثور على جثة الطفل أدهم في بالوعة صرف بالإسكندرية    برج الجدى.. حظك اليوم الجمعة 17 مايو: "جوائز بانتظارك"    أحمد السقا يكشف عن مفاجأة لأول مرة: "عندي أخت بالتبني اسمها ندى"    شريف الشوباشي: أرفض الدولة الدينية والخلافة الإسلامية    محافظ جنوب سيناء ووزيرة البيئة يوقعان بروتوكول أعمال تطوير مدخل منطقة أبو جالوم بنويبع    محافظ الغربية: تقديم الخدمات الطبية اللائقة للمرضى في مستشفيات المحافظة    كارثة تهدد السودان بسبب سد النهضة.. تفاصيل    تركيب المستوى الأول من وعاء الاحتواء الداخلي بمفاعل محطة الضبعة النووية    شروط الحصول على المعاش المبكر للمتقاعدين 2024    بعد الانخفاض الأخير لسعر كيلو اللحمة البلدي.. أسعار اللحوم اليوم الجمعة 17-5-2024 في الأسواق    ورشة عمل إقليمية تحت عنوان «الذكاء الاصطناعي مدخلاً لإعادة هندسة منظومة التعليم»    طارق مصطفى: استغللنا المساحات للاستفادة من غيابات المصري في الدفاع    حسين الشحات : نحترم تاريخ الترجي ولكننا نلعب على الفوز دائما    المظهر العصري والأناقة.. هل جرَّبت سيارة hyundai elantra 2024 1.6L Smart Plus؟    60 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات بمحافظات الصعيد.. الجمعة 17 مايو 2024    ترقب المسلمين لإجازة عيد الأضحى وموسم الحج لعام 2024    بعد ساعات من انتشار الفيديو، ضبط بلطجي الإسماعيلية والأمن يكشف ملابسات الواقعة    ماذا قالت نهاد أبو القمصان عن واقعة فتاة التجمع وسائق أوبر ؟    قوات الإنقاذ تنتشل جثة مواطن سقط في مياه البحر بالإسكندرية    الدراسة بجامعة القاهرة والشهادة من هامبورج.. تفاصيل ماجستير القانون والاقتصاد بالمنطقة العربية    براتب 1140 يورو.. رابط وخطوات التقديم على وظائف اليونان لراغبي العمل بالخارج    عاجل - واشنطن: مقترح القمة العربية قد يضر بجهود هزيمة حماس    فتحي عبد الوهاب وهاني خليفة أبرز المكرمين.. صور    للرجال على طريقة «البيت بيتي».. أفضل طرق للتعامل مع الزوجة المادية    براميل متفجرة.. صحفية فلسطينية تكشف جرائم إسرائيل في غزة    لا عملتها ولا بحبها.. يوسف زيدان يعلق على "مناظرة بحيري ورشدي"    كلمت طليقى من وراء زوجي.. هل علي ذنب؟ أمين الفتوى يجيب    انقسام إسرائيلي حول غزة يعقد سيناريوهات إنهاء الحرب    كمال الدين رضا يكتب: الكشرى والبط    مصر ترفض مقترح إسرائيلي بشأن معبر رفح    اسكواش - خماسي مصري في نصف نهائي بطولة العالم    بعد عرضه في «كان» السينمائي.. ردود فعل متباينة لفيلم «Megalopolis»    «السياحة» تلزم شركات النقل بالسداد الإلكتروني في المنافذ    تعرف على.. آخر تطورات الهدنة بين إسرائيل وحماس    كاميرا ممتازة وتصميم جذاب.. Oppo Find X7 Ultra    بنده السعودية.. أحدث عروض الهواتف المحمولة حتى 21 مايو 2024    الأمير تركي بن طلال يرعى حفل تخريج 11 ألف طالب وطالبة من جامعة الملك خالد    ميلاد الزعيم.. سعيد صالح وعادل إمام ثنائي فني بدأ من المدرسة السعيدية    طريقة عمل بيكاتا بالشامبينيون: وصفة شهية لوجبة لذيذة    للحفاظ على مينا الأسنان.. تجنب تناول هذه الفواكه والعصائر    تنظم مستويات السكر وتدعم صحة العظام.. أبرز فوائد بذور البطيخ وطريقة تحميصها    لا عملتها ولا بحبها ولن نقترب من الفكر الديني.. يوسف زيدان يكشف سر رفضه «مناظرة بحيري ورشدي»    نتيجة الصف الرابع الابتدائى الترم الثانى.. موعد وطريقة الحصول عليها    أعطيت أمي هدية ثمينة هل تحق لي بعد وفاتها؟.. أمين الفتوى يوضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تفجيرات بلاك ووتر تستبيح دماء المسلمين في باكستان
نشر في الشعب يوم 08 - 12 - 2009

تكشفت بعض الخيوط السرية لإستراتجية "الانسحاب" التى بشر بها القديس أوباما الحائز على جائزة نوبل للسلام في أفغانستان، وتمثلت في توريط الحليف الباكستاني أكثر في المستنقع الأفغاني وتسخين الجبهة الداخلية عبر سلسلة تفجيرات ضد الجيش بعضها ينسب إلى طالبان باكستان مثل الذي وقع صباح اليوم الثلاثاء قرب مقر للاستخبارات في مدينة مولتان بإقليم البنجاب وخلف 12 قتيلاً على الأقل وإصابة 30 جريحاً، وبعضها يظل غامضاً لمن لا يعلم شعاب وخفايا سياسة واشنطن القذرة التى لا تتورع عن استخدام عناصر منظمة القتل الشهيرة "بلاك ووتر" وغيرها في عمليات قتل للمدنيين لإنجاح مخطط انسحابها من أفغانستان.
في حين قضى ثلاثة أشخاص في غارة لطائرة بدون طيار تابعة للاحتلال الأمريكي بمنطقة سبلغا قرب ميران شاه مركز إقليم وزيرستان، دوى تفجيرين استهدفا مقرا للاستخبارات العسكرية الباكستانية في مدينة مولتان وأصاباه بأضرار جسيمة.
وأكد مسئولو مخابرات باكستانيون أن الطائرة بدون طيار أطلقت صاروخين على موقع لتنظيم القاعدة وطالبان في قرية أسباغلا التي تقع على بعد 12 كلم جنوب شرقي ميرانشاه على الحدود الأفغانية.
ويأتي التفجيران والغارة بعد تفجيرات هزت مدينتي لاهور وبيشاور أمس وخلفت نحو 50 قتيلا و150 جريحا، حيث نفذ تفجيرا لاهور بحقيبة مفخخة ودراجة نارية مفخخة، في حين وقع تفجير بيشاور بقنبلة أمام مدخل محكمة محلية، فيما أكد مراقبون باكستانيون أن أصابع منظمة "بلاك ووتر" جلية جداً في كلا المدينتين .
أصابع "بلاك ووتر" ودماء بيشاور
وكان قيادي بارز في تنظيم القاعدة في أفغانستان ، قد اتهم شركة "بلاك ووتر" الأمريكية لخدمات القتل والمهام القذرة، بالوقوف وراء التفجيرات الدامية التي شهدتها مدينة "بيشاور" الباكستانية مؤخراً، وأسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، بينهم عدد كبير من النساء والأطفال.
وجاء في تسجيل صوتي منسوب لمسئول عمليات القاعدة في أفغانستان، مصطفى أبو اليزيد، أن ""المجاهدين لا يمكن أن يكونوا مسئولين عن مثل هذه الهجمات، لأنهم يقاتلون من أجل حماية أرواح وكرامة مسلمين آخرين".
وأكد أبو اليزيد، الذي يُعتقد أنه الرجل الثالث في تنظيم القاعدة، في تسجيل بُث على عدد من المواقع الإلكترونية، أن :"المجاهدين لا يستهدفون إلا الجيش وقوات الأمن للدولة المرتدة والاستخبارات، المسئولين عن سفك دماء المستضعفين في سوات وزيرستان وبيشاور وخيبر وغيرها".
كما أكد أن :"المجاهدين يختارون أهدافهم بكل عناية ودقة، وتكون بعيدة عن الأماكن التي يرتادها عوام الناس، كمركز قيادة الجيش الباكستاني ومقرات الاستخبارات العسكرية، وثكنات تدريب القوات الخاصة بمكافحة الإرهاب".
وتابع قائلاً إن :"مثل هذه التفجيرات من فعل أعداء الله الصليبيين وأولياؤهم في الحكومة"،مشيراً إلى أن تلك التفجيرات :"جزء من الحرب القذرة التي يمارسونها ضد المسلمين".
وقال أبو اليزيد، في بداية التسجيل الصوتي: "ننكر هذه التفجيرات التي تستهدف أسواق المسلمين، ونتبرأ منها، فإن المجاهدين خرجوا للجهاد في سبيل الله لنصرة شعوبنا المظلومة لا قتلها، ومن المستحيل أن يقوم المجاهدون بمثل هذا العمل الدنيء".
وتابع قائلاً: "الجميع يعرف اليوم ماذا تفعل بلاك ووتر والمجموعات الإجرامية التي استباحت باكستان، بتأييد من هذه الحكومة الفاسدة المجرمة وأجهزتها الأمنية، فهم يرتكبون هذه الأفعال البشعة ثم يتهمون بها المجاهدين، عبر أبواقهم الإعلامية لتشويه صورة المجاهدين".
وساق أبو اليزيد مؤشرات واضحة تبين أن هذه التفجيرات من فعل بلاك ووتر وشقيقاتها، من بينها :"أن هذه السياسة تكررت في العراق وأفغانستان وهاهم الأمريكان الأنذال ينقلونها إلى باكستان"، كما أنها "تتزامن مع زيارات لمسئولين أمريكيين لباكستان".
وأشار القيادي بالقاعدة إلى أن :"هؤلاء المسئولين يستغلون تلك التفجيرات في تصريحاتهم الإعلامية، ليقولوا إن المسئولين عنها هم الإرهابيون لتبرير عمليات القصف التي تقوم بها الطائرات الأمريكية داخل الأراضي الباكستانية".
قوات الانسحاب والهزيمة..!
وأكد مراقبون أن الرئيس الأميركي باراك أوباما واقع بين خيارات قاسية تجاه سبل التعامل مع مشاهد الهزيمة "الفيتنامية" الجديدة في أفغانستان، والتي أدت إلى الدفع بتوريط النظام الباكستاني في هذه الحرب، والتسبب في تفجير الاستقرار في باكستان.
من جهته أكد الكاتب الأميركي روبرت هاديك في مقال له في العدد الأخير من فورين بوليسي تحت عنوان "نار الحرب الأفغانية تلهب أميركا" إن :"التمويل الموجه من أجل الحفاظ على تنفيذ عمليات برية مكثفة في كل من العراق وأفغانستان يمكنه خلق مخاطر غير محمودة العواقب على القوات البرية، والجوية خلال العقد القادم، وما بعده".
وأضاف : "إن زيادة عدد القوات في العراق من قبل الرئيس الأميركي السابق جورج بوش كانت مغامرة إستراتيجية تسببت في نضوب ما تبقى من القوات البرية المقاتلة، وفي هذه الظروف يعتبر طلب قائد القوات الأميركية في أفغانستان ماكريستان زيادة القوات تصعيداً سيؤدي بالقوات البرية إلى خوض معركة مفتوحة إلى أجل غير مسمى".
من ناحية ثانية يرى النائب الديمقراطي جون كيري في مقال كتبه في واشنطن بوست إن :"أفغانستان تختلف عن العراق، ويجب علينا لذلك السبب إلا نتوقع أن تحقق زيادة عدد القوات الأميركية في هذا البلد نفس النتائج التي حققتها في العراق، ففي العراق لعبت يقظة القبائل السنية الواسعة النطاق دوراً حاسماً في تحقيق النجاح، أما في أفغانستان فإن بنية القبائل الأفغانية تعرضت للإضعاف بعد عقود من الحروب المتواصلة، علاوة على أن طالبان، وعلى النقيض من عناصر تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين لها جذور عميقة في المجتمع البشتوني".
هذا المأزق صعد إلى السطح بعد اجتماع أوباما مع كبار قادة الاحتلال العسكريين الذين وضعوه في صورة الوضع الصعب، والحاجة الماسة إلى زيادة عديد قوات الاحتلال الأميركية 40 ألف جندي، وقولهم له أن :"إرسال هذه القوات الإضافية ليس لتحقيق النصر، وإنما لتجنب الهزيمة".
غير أن هذا الخيار الذي يعني الزج بالمزيد من جنود الاحتلال في ميادين المواجهة مع مجاهدي طالبان، وإنفاق أموال إضافية ترهق الخزينة، والاقتصاد الأميركيين، ليس بالأمر السهل في ضوء استمرار تواجد أكثر من 150 ألف جندي للاحتلال يواجهون مقاومة شرسة في العراق ويصعب تخفيض عددهم، خوفا من تدهور الوضع هناك، وانهيار، وسقوط ما تبقى من هيبة الاحتلال العسكرية، خاصة على أبواب إجراء الانتخابات التشريعية التي تراهن عليها واشنطن بان تؤدي إلى فوز الفريق السياسي الموال للاحتلال بنسبة كبيرة من المقاعد، وبالتالي تعزيز وجوده في الحكم، وترسيخه قبل الانسحاب الأميركي المقرر عام 2011.
توريط الجيش الباكستاني
ويبدو أن الإدارة الأميركية التي تدرك صعوبة الأمر بعد فشل إستراتيجية أوباما في السيطرة على الوضع في أفغانستان رغم إرسال ثلاثين ألف جندي إضافي، وتخصيص المزيد من الدعم لحكومة العميل حميد كرزاي، قررت سلسلة من الخطوات الجديدة لمواجهة التحديات المتزايدة أبرزها:
دراسة إرسال 40 ألف جندي أميركي إضافي لتدعيم القوات المتواجدة في أفغانستان.
التركيز على استمرار الجيش الباكستاني في حربه ضد طالبان في إقليم وزيرستان المحاذي للحدود مع أفغانستان لأجل إحكام السيطرة عليه، وقطع إمدادات الدعم التي تحصل عليها طالبان أفغانستان من باكستان، وتوفير الأمن لخطوط إمداد قوات احتلال حلف الأطلسي عبر الأراضي الباكستانية.
ولأجل ذلك قررت واشنطن توريط الجيش الباكستاني في مواجهة دموية مع طالبان باكستان، مع دعم النظام الباكستاني مادياً، وسياسياً، وهو ما برز خلال زيارة وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إلى إسلام آباد، وإطلاقها تصريحات تشيد بدور النظام، والجيش الباكستاني في محاربة ما أسمته ب"الإرهاب".
إعطاء الحل السياسي الأولوية لإيجاد مخارج للانسحاب ، حيث أعلنت كلينتون أن الهدف هو ضرب القاعدة، وإجراء حوار مع طالبان من دون تفريق بين طالبان متشددة، ومعتدلة، وذلك خلافاً لما كانت عليه سياسة واشنطن في السابق.
تخصيص أكثر من مليار ونصف المليار دولار لأجل رشوة مجاهدي طالبان، وكذلك زعماء العشائر التي توفر الاحتضان، والدعم لطالبان، وذلك في محاولة لتكرار الأسلوب الذي اعتمده قائد قوات الاحتلال الأميركية في العراق من خلال دفع الأموال الطائلة التي نجحت في استمالة العديد من رموز العشائر العراقية، وتنظيم ما يسمى ميليشيا الصحوة لدعم حكومة الاحتلال العراقية، وقوات الاحتلال الأميركية في الحرب ضد قوى المقاومة العراقية.
ويبدو أن الرهان الأميركي الأخير يتركز على النجاح في إضعاف طالبان، وعزل المقاومة شعبياً من خلال تعزيز عديد قوات الاحتلال الأميركية من جهة، وضخ الأموال لاستمالة العشائر الأفغانية، وخاصة البشتون منهم حيث تحظى طالبان بنفوذ كبير من جهة ثانية.
فوضى باكستان من تداعيات هزيمة واشنطن
وعلى الجبهة السياسية تظل تداعيات هزيمة الاحتلال في أفغانستان متصدرة المشهد السياسي خاصة في ضوء فشل إستراتيجية أوباما بعد ما يقارب السنة على تنفيذها للخروج من مأزق الهزيمة الأفغاني، والتي أدت إلى توريط باكستان في الحرب، ودفعها إلى آتون المستنقع الأفغاني عبر تفجير استقرارها الداخلي، وتعميم حالة الفوضى في عموم باكستان نتيجة دخول الجيش الباكستاني في الحرب ضد حركة طالبان باكستان.
ومن خلال قراءة المشهد الحالي للصراع الدائر في أفغانستان، وباكستان يمكن ملاحظة تفاقم المأزق الأميركي في عدة مناح:
المنحى الأول: في ميدان القتال، واجهت قوات الاحتلال الأميركية الغربية المزيد من الفشل في مواجهة المقاومة الأفغانية التي ازداد بأسها، وقدرتها على استنزاف القوات المحتلة، وإيقاع المزيد من الخسائر في صفوفها حيث ارتفع المنسوب الشهري للقتلى في صفوف هذه القوات إلى ما يناهز الستين قتيلاً، فيما أحصي سقوط أكثر من ألف جريح في صفوف قوات الاحتلال الأميركية فقط على مدار الأشهر الثلاثة الماضية، وهو رقم ليس بسيطاً وسط تراجع معنويات قوات المارينز المتواجدة في إقليم هلمند في جنوب أفغانستان حيث يشتد القتال هناك، وسط بيئة سكانية معادية للقوات الأجنبية.
المارينز بين سندان الأهالي ومطرقة طالبان
وفي هذا السياق أشارت صحيفة صنداي تايمز البريطانية إلى أن قوات المارينز في هلمند تعيش حالة من الترقب، والقلق بين "سندان عداء الأهالي، ومطرقة هجمات طالبان".
وقالت: إن شيخ المنطقة القبلية في الولاية أعلن على الملأ العداء للقوات الأجنبية، وقال أن الأميركيين يهددون اقتصادنا، ويحتلون أراضينا لإقامة قواعد لهم، وأنهم يعدوننا بالكثير، ولا يقدمون شيئاً.
ونسب إلى الرقيب أول في المارينز كريستيان ريتشارد ديسون قوله :"أنا لست مؤيداً للحرب بصورة كبيرة، ولا أظن أنها تستحق كل تلك الأرواح التي أزهقت فيها، وأن قوات المارينز أحرزت نجاحات في هلمند، ولكن مقاتلي طالبان، وتنظيم القاعدة سرعان ما يعودون للسيطرة على أي منطقة نخليها".
المنحى الثاني: اشتداد ضربات المقاومة الأفغانية، وتزايدها لم يقتصر فقط على المناطق البعيدة عن العاصمة، بل طال مؤخراً كابول التي تشكل قاعدة السلطة الموالية للاحتلال، ومراكز تواجد القيادة المركزية لقوات الاحتلال.
وبرز تنامي قوة طالبان في العمليات التي استهدفت قواعد الاحتلال الأميركية، ومركز الأمم المتحدة، والفنادق الكبرى في قلب كابول في رسالة هي الأقوى منذ إجراء الانتخابات الرئاسية في مرحلها الأولى التي فشلت في تعويم حكم كرزاي بعد انفضاح عمليات التزوير الواسعة، والتي شملت حوالي المليون صوت مما خلق إحباطاً، وفشلاً لخطة واشنطن في سعيها إلى إصباغ الشرعية الشعبية على حكم كرزاي ، ورغم إلغاء الجولة الثانية من الانتخابات، وإعلان فوز كرزاي فإنها لن تكون قادرة على تجاوز هذه الفضيحة، وإعادة تعويم قرضاي بعد إعلان المرشح الثاني للرئاسة عبد الله عبد الله الانسحاب من المنافسة، وإلقائه المزيد من ظلال الشك على نزاهة العملية الانتخابية رغم محاولة كلينتون التقليل من شأن ذلك وأثره.
نقل المعركة إلى باكستان
المنحى الثالث:دفع باكستان إلى آتون الفوضى، والحرب الأهلية، ذلك أن زج الجيش الباكستاني في الحرب ضد طالبان أدى إلى انتقال الحرب في أفغانستان إلى باكستان بسبب ما تملكه طالبان من قوة في وسط القبائل الباكستانية، وبسبب العداء الكبير الذي يكنه الشعب الباكستاني للولايات المتحدة، وقواتها التي تحتل أفغانستان، ويبدو أن الحرب التي بدأها الجيش الباكستاني في مناطق وزير ستان الجنوبية مرشحة إلى الاستمرار إلى وقت طويل، مما يدخله في حرب استنزاف مديدة بدأت تطاول العديد من المدن الباكستانية.
المنحى الرابع: تخبط، وانقسام الآراء داخل إدارة أوباما حول سبل مواجهة المأزق المتزايد حيث تسود ثلاث وجهات نظر:
الأولى: تؤيد زيادة عديد قوات الاحتلال الأميركية لمواجهة التحديات المتزايدة في الميدان، وتعاظم قوة طالبان في الجنوب الأفغاني، وذلك لتجنب الهزيمة.
الثانية: تعارض زيادة قوات الاحتلال، وترى أن ذلك لن يؤدي سوى إلى زيادة حجم الاستنزاف البشري، والمادي، ولهذا تدعو وجهة النظر هذه إلى التركيز على الضربات الجوية، ودعم السلطة الأفغانية الموالية للاحتلال، وكذلك النظام الباكستاني لمواصلة الحرب ضد طالبان.
الثالثة: وتدعو إلى تنفيذ السياسة التي نفذها قائد قوات الاحتلال الأميركية في العراق لناحية تخصيص الأموال اللازمة لشراء زعماء العشائر المؤيدة لطالبان، بغية عزلها عن عمقها الشعبي المساند لها، وبالتالي توجيه الضربات العسكرية لها.
فشل التجربة العراقية في أفغانستان
إذا كان من السابق الحكم على مدى النجاح، أو الفشل غير إنه لا بد من تسجيل العديد من العقبات التي تجعل المهمة الأميركية غير سهلة التحقيق، وهذه العقبات تتلخص بالآتي:
1 اختلاف وضع حركة طالبان عن وضع حركات المقاومة العراقية، فطالبان حركة متجذرة في قلب قبائل البشتون الذين يشكلون أغلبية سكان أفغانستان، ولهم امتداداهم في باكستان.
وإلى جانب ذلك فان حركة طالبان ليست حديثة العهد في المقاومة فهي تملك خبرة طويلة، ومديدة في حرب العصابات، والقدرة على مواجهة الجيوش الحديثة، على غرار الجيش الأميركي، وهذه الخبرة حصلت عليها من خلال حرب الاستنزاف الطويلة التي خاضها مقاتلوها ضد الجيش السوفياتي في الثمانينيات من القرن الماضي، وهي تملك القدرات الذاتية على مواصلة حرب استنزاف مماثلة ضد قوات الاحتلال الأميركية، والغربية، وكذلك الإمكانات المادية.
2 إن الواقع المحيط بأفغانستان لا يساعد قوات الاحتلال الأميركية على محاصرة طالبان لأن الأخيرة لا تحظى بدعم أساسي من دول الجوار، وهي تستند في وجودها إلى دعم قبائل البشتون، وإمكاناتها الذاتية التي حصلت عليها إثناء وجودها في السلطة في أفغانستان.
3 إن الولايات المتحدة الأميركية غير قادرة على زيادة عديد قواتها المحتلة في أفغانستان إلى 170 ألف جندي على غرار العراق، وذلك لعدة أسباب، منها ما هو متعلق بحاجة واشنطن إلى استمرار تواجد 150 ألف جندي في العراق، فيما مساحة أفغانستان تفوق العراق بأربع مرات مما يتطلب أعداداً من القوات أكبر بكثير من الأعداد الموجودة في العراق لمواجهة اشتداد المقاومة الأفغانية.
4 إن قدرة الولايات المتحدة على تحمل حرب استنزاف طويلة باتت ضعيفة بسبب ظروفها الاقتصادية، والمادية الصعبة فالحرب ضد طالبان تحتاج إلى وقت، وهي تتطلب إنفاقا كبيراً من الأموال شهرياً مما يرهق الخزينة الأميركية التي تعاني من عجز متزايد بلغ مؤخراً 406,1 مليار دولار، وهو رقم كبير جداً يجري تغطيته عبر سندات الدين المرهقة بفوائدها المتراكمة، وإلى جانب ذلك فأن الأزمة الاقتصادية المستمرة تحتاج إلى الأموال لأجل إعادة إنعاش الاقتصاد، ولهذا فأن مواصلة الحرب سوف يؤدي إلى إرهاق الاقتصاد، وحرمانه من هذه الأموال، والتسبب بالمزيد من المضاعفات الخطيرة على الداخل الأميركي.
ويؤكد مراقبون أن مهمة خروج واشنطن من مأزق الهزيمة الأفغاني من دون خسائر سياسية وعسكرية واقتصادية صعبة التحقيق، وكلما أجلت واشنطن استحقاق الخروج من أفغانستان، والتوقف عن مواصلة الحرب التي لا أفق لها كلما كانت الخسارة أكبر.
وتداعيات هذه الخسارة لن تكون فقط على الولايات المتحدة ودورها المتراجع عالمياً بل وأيضا على حلفائها المعتدين المنخرطين معها في الحرب، والذين تم توريطهم فيها مثل النظام الباكستاني.
اغتيال بوتو والحريري
وكان رئيس أركان الجيش الباكستاني السابق الجنرال ميرزا أسلم بك، قد أكد في حديث متلفز أن شركة "بلاك ووتر" الأمنية الأمريكية هي التي نفذت عملية اغتيال "بي نظير بوتو" و"رفيق الحريري".
وقال ان حكومة بلاده سمحت لشركة "بلاك ووتر" التي تستخدمها المخابرات المركزية الأمريكية في عمليات الاغتيال بالتواجد في المدن الباكستانية الكبرى بما في ذلك إسلام آباد و راولبندي و بيشاور وكويتا.
وأضاف القائد الباكستاني في حديث لقناة "وقت" التلفزيونية المحلية ، أن الأمريكيين يعللون وجود الشركة في باكستان بأنهم مهددون ويخشون من تعرض السفارة والقنصليات الأمريكية لعمليات انتحارية.
وتابع الجنرال ميرزا أن وجود بلاك ووتر بباكستان يخرق الأصول الدبلوماسية والقوانين الدولية، و قال إن الشركة نفذت عملية اغتيال زعيمة حزب الشعب الراحلة بي نظير بوتو و رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري.
وقال إن الشركة تقوم بتدريب المتقاعدين من الجيش الباكستاني على العمليات الأمنية بصورة واسعة النطاق.
و قد سبق لضباط سابقين في وكالة المخابرات المركزية الأميركية ان كشفوا تعاقد الوكالة مع شركة بلاك ووتر لتنفيذ عمليات إرهابية خاصة تتضمن اغتيالات و تفجيرات في العراق و بلدان أخرى منها لبنان و قالوا ان منفذي العمليات لم يكونوا على علم بأنهم مستخدمون من قبل الوكالة و هو ما يعزز الاعتقاد بصحة التقارير التي نشرتها الصحف الأميركية عن إعادة استخدام مجموعات من القاعدة لحساب المخابرات الأميركية و ليس ذلك بعيدا عن فضيحة المجموعة المتخصصة بالاغتيالات في مكتب ديك تشيني التي نسب إليها مسؤولون سابقون في المخابرات الأميركية مسؤولية اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق رفيق الحريري .
دور مشبوه وجرائم في العراق
وكشفت صحيفة "ديلي تايمز" الباكستانية أن عددا من الأحزاب الباكستانية طالبت بطرد شركة "بلاك ووتر" الأمنية الأمريكية من الأراضي الباكستانية نظرا لدورها المشبوه والجرائم التي ارتكبتها سابقا في العراق .
وأوضحت الصحيفة أن الحكومة الباكستانية بدأت باتخاذ خطوات عملية للتحقيق بمسألة وجود شركة "بلاك ووتر" الأمنية على الأراضي الباكستانية.
وأضافت أن لجنة برلمانية مصغرة تضم ممثلين عن الأحزاب ووزارات الداخلية والدفاع والخارجية الباكستانية اجتمعت لمناقشة التقارير التي تحدثت عن وجود عناصر "بلاك ووتر" في باكستان وهو الأمر الذي يشكل خرقا أمنيا خطيرا للأمن القومي الباكستاني.
وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية كشفت في وقت سابق أن شركة "بلاك ووتر" الأمريكية شاركت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي اي ايه" في وضع الصواريخ على الطائرات الموجهة بدون طيار والتي تطلق لملاحقة قادة القاعدة في باكستان.
وأضافت الصحيفة أن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية استعانت بموظفين من شركة "بلاك ووتر" لملاحقة عناصر بارزة من تنظيم القاعدة منذ عام 2004.
وتابعت " قامت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية بترتيب الهجمات من قواعد سرية داخل باكستان وأفغانستان ، فيما يقوم متعهدو الشركة بتجميع ووضع صواريخ هيل فاير وقنابل موجهة بالليزر على الطائرات وهى المهام التي كانت من واجبات مسئولي الاستخبارات الأمريكية " .
جدير بالذكر أن "بلاك ووتر" غيرت اسمها حاليا إلى "زي سيرفيسز" واستعانت بها إدارة بوش كجزء ضروري من الحرب على ما تسميه واشنطن بالإرهاب.
حرب بلاك ووتر السرية في باكستان
وقد سلطت حادثة "ساحة النسور" في بغداد، التي راح ضحيتها 17 مدنياً عراقياً في أيلول 2007، الأضواء على مدى الصلاحيات المعطاة لشركات القتل والمرتزقة الأمريكان، وخصوصاً أن جيش الاحتلال وكل الجهات الحكومية الموالية له، وبينها وزارتا العدل والخارجية، توظف "بلاك ووتر" لتوفير الحماية الأمنية لدبلوماسييها والعاملين الأميركيين في العراق، ما فتح العيون على مدى اتكال واشنطن على هذه الشركة التي تحاط بكمّ كبير من السرية.
إحدى حلقات هذه العلاقة كُشف عنها في تحقيق للصحافي المتخصص في شؤون شركات الأمن الخاصة جيريمي سكاهيل، نشرته مجلة "ذي نيشون" الأميركية تحت عنوان "حرب بلاك ووتر السرية في باكستان"، ليكشف عن قاعدة لوحدات المهمات الخاصة التابعة للجيش الأميركي في باكستان، وبالتحديد في مدينة كراتشي، حيث ضمن الوحدات عناصر من النخبة تابعون لشركة "بلاك ووتر" ضمن برنامج سري لتخطيط وتنفيذ عمليات اغتيال لعناصر يشكّ في انتمائهم إلى "طالبان" أو تنظيم "القاعدة"، بالإضافة إلى عدد من المهمات الحساسة داخل باكستان وخارجها.
وينقل التحقيق عن مصدر واسع الاطلاع في الاستخبارات العسكرية الأميركية، كان يعمل ضمن البرنامج في أفغانستان وباكستان، إشارته إلى إسهام شركة "بلاك ووتر" في جمع المعلومات الاستخبارية ومشاركتها في إدارة برنامج القصف الصاروخي التابع لجيش الاحتلال الأميركي.
معلومات كانت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية قد كشفت بعضها سابقاً، حين أشارت إلى دور شركة "بلاك ووتر" في مساعدة وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي إيه" في غارات الطائرات من دون طيار التي تطلَق لملاحقة قادة "القاعدة" في باكستان.
غير أن تحقيق "ذي نيشون" يشير إلى دور إضافي ل"بلاك ووتر"، إذ يؤكد، نقلاً عن المصدر الاستخباري، أن البرنامج الجديد مستقل عن الذي أعلنت ال"سي آي إيه" انتهاءه في حزيران الماضي. ويتابع: "إنه برنامج موازٍ له. ومنفصل عنه".
هذا البرنامج يجري ضمن حدود بلاد لم تعلن الولايات المتحدة الحرب عليها، ووقّعت معها في عام 2006 اتفاقاً يسمح للوحدات الخاصة الأميركية بدخول باكستان لملاحقة أسامة بن لادن، واتُّفق على إنكار باكستان وجودها، لأنّ من المفترض رسمياً أن لا يكون لواشنطن أي عمليات عسكرية داخل هذا البلد.
تعاون بلاك ووتر مع سي آي إيه
ويعود تاريخ بدء برنامج التعاون بين الوحدات الخاصة الأميركية و"بلاك ووتر" في باكستان على الأقل إلى عام 2007، ما يعني أن الاتفاق حصل عندما كان ستانلي ماكريستل، القائد الأعلى للقوات الأميركية في أفغانستان حالياً، قائداً للوحدات الخاصة الأميركية (2003- 2008).
أما بالنسبة إلى "بلاك ووتر"، التي غيرت اسمها أخيراً إلى "إكس آي"، فيقول أحد المجرمين الناطق باسمها، مارك كورالو: "إن الشركة لديها موظف وحيد في باكستان، وهو يشرف على ورشة بناء تابعة للحكومة الأميركية. وليس لديها أي عمليات من أي نوع في باكستان".
إلا أن مسئولا سابقاً في الشركة أكد كلام المصدر الاستخباري عن عمل "بلاك ووتر" في باكستان بالتعاون مع ال"سي آي إيه" والوحدات الخاصة، وأشار إلى أن الشركة تعمل أيضاً بالتعاون مع الحكومة الباكستانية من خلال عقد مع شركة باكستانية تابعة ل"بلاك ووتر".
وفيما يبدو أن الوحدات الخاصة التابعة ل"بلاك ووتر" هي التي تدير فعلياً العمليات في كراتشي، إلا أن هذه الوحدات هي مؤلفة بمعظمها من عناصر سابقين في الوحدات الخاصة الأميركية، يعملون الآن لمصلحة "بلاك ووتر"، ضمن شركة "بلاك ووتر سيلكتد"، أو شركة "تي آي سي"، المملوكة للمجرم الأمريكي لإيريك برينس، صاحب شركة المرتزقة الأشهر.
غير أن موظفي "بلاك ووتر" يُعطون تصريحات أمنية أعلى من تلك الموافَق عليها، ما يسمح لبعض الموظفين بالمشاركة في عمليات سرية تتخطى حدود صلاحياتهم؛ فإضافة إلى عمل "بلاك واتر" في التخطيط لعمليات ضد «"طالبان" و"القاعدة" في باكستان، تساعد الشركة في عمليات للوحدات الخاصة في أوزبكستان.
في المقابل، عندما سئل أحد المسئولين السابقين في "بلاك ووتر" عن حقيقة عدم تنفيذ الشركة لعمليات فعلية في باكستان، قال إن هذه المعلومات "غير دقيقة"، والسبب في ذلك أن الشركة، إلى جانب تعاونها مع الجيش الأميركي وال"سي آي إيه"، فإنها أيضاً تتعاون مع الحكومة الباكستانية، من خلال عقد غير مباشر مع شركة "كريستل" الباكستانية المرتبطة بها.
وفي شهر أيلول الماضي، كُشف في الصحف الباكستانية عن تقرير منسوب إلى الاستخبارات الباكستانية، يشير إلى أن إحدى الوزارات توفّر مساكن لموظفين في شركة "بلاك ووتر"، بالإضافة إلى مساعدتهم في توفير شحنات الأسلحة والآليات اللازمة، وأشار التقرير إلى وجود تعاون بين "بلاك ووتر" وعدد من المسئولين المحليين في كراتشي.
وكشفت صحيفة "دايلي تايمز" الباكستانية أن عدداً من الأحزاب الباكستانية طالبت بطرد شركة "بلاك ووتر" من الأراضي الباكستانية، في وقتٍ زعم فيه وزير الداخلية الباكستاني رحمان مالك، أن الشركة لا تعمل في باكستان.
كذلك زعمت السفيرة الأميركية لدى إسلام آباد، آن باترسون، التي أكدت "أن الطاقم الأميركي وبرامج الولايات المتحدة في باكستان لديها هدف واحد، هو مساعدة الحكومة والشعب الباكستاني في مواجهتهما للتحديات المعقدة في بلدهما"، وأشارت إلى أنه لا صحة لأي ادّعاءات بأن واشنطن تآمرت مع "بلاك ووتر" أو أي شركة أمنية أخرى.
وحدات المهام القذرة
وتُعد "بيشاور" عاصمة "إقليم الحدود الشمالية الغربية"، التي يخوض فيها الجيش الباكستاني مواجهات مع طالبان باكستان، في حملة عسكرية ترمي بها إسلام أباد إلى اجتثاث الحركة بعد تصعيد هجماتها داخل الأراضي الباكستانية، وعبر الحدود داخل أفغانستان ضد خطوط إمدادات حلف الاحتلال الدولي الناتو .
وكانت حكومة المالكي العراقية الموالية للاحتلال قد رفضت تجديد عقد شركة "بلاك ووتر"، التي أصبحت تُعرف باسم "إكس إي"، بعد تفجر فضيحة قيام عناصر الشركة بقتل 17 مدنياً عراقياً قبل نحو عامين.
ومع وصول وزيرة خارجية الاحتلال الأمريكية، هيلاري كلينتون، إلى إسلام أباد في 28 أكتوبر الماضي، سقط ما يزيد على مائة قتيل، وأكثر من مائتي جريح، في تفجير سيارة مفخخة استهدفت سوقاً مزدحمة في مدينة "بيشاور".
وشهدت المدينة نفسها منذ اسابيع، مقتل مدير العلاقات العامة في القنصلية الإيراني، أبو الحسن جعفري، على أيدي مسلحين، أطلقوا النار عليه أثناء خروجه من منزله، وفقاً لما ذكرته السلطات الأمنية في المنطقة.
جدير بالذكر أن القوات الخاصة الأمريكية تسيطر على كل من وحدة "دلتا" التابعة للجيش الأميركي والفرقة السادسة في البحرية، بالإضافة إلى الفرقة 160 التابعة للوحدات الخاصة الجوية، والوحدة التكتيكية الخاصة 24 التابعة للقوات الجوية.
وخلال فترة إدارة مجرم الحرب جورج بوش، كانت هناك علاقة جيدة جداً بين وزير الإرهاب –الدفاع- الأميركي السابق دونالد رامسفيلد ونائب الرئيس الأميركي حينذاك ديك تشيني والوحدات الخاصة التي كانت تنفذ مهماتها على نحو مستقل عن الجيش، بتنسيق مباشر مع البيت الأبيض، حيث كانت طوال تلك الفترة تدار على نحو أساسي من ستانلي ماكريستال، الذي كان يأخذ بنصيحة تشيني.
وبدورها توجد القاعدة الرئيسية للوحدات الخاصة في نورث كارولاينا في منطقة فرونت براغ، حيث توجد أيضا القاعدة الرئيسية ل"بلاك ووتر" التي تضم عناصر سابقين كانوا يعملون ضمن الوحدات التي فصلت للعمل تحت إمرة ماكريستال، ما يعزز إمكان الاستعانة بهم في المهام القذرة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.