اعصار كاترينا والاحتلال واعادة الاعمار الفوضويين في العراق والانهيار في مركز والتر ريد الطبي العسكري وانتهاك مكتب التحقيقات الفيدرالي لصلاحيات قانون المواطنة والفصل المثير للمشاكل لثمانية محامين اميركيين.. في كل مكان يغمر الادارة وباء العجز. \r\n ولقد اخطأ بوش بشكل سيء في النهوض بالمسئوليات الرئيسية للحكومة لدرجة ان مجلة ناشيونال ريفيو وهي المجلة المعبرة عن الحركة المحافظة والتي نادرا ما تنتقد الرئيس صدرت عددها الاخير بهذا السؤال التهكمي: (الا يستطيع اي احد هنا ان يلعب هذه اللعبة؟). \r\n كيف يمكن ان يصل الامر الى هذا الحد بالنسبة لادارة صورت نفسها في البداية كما اشارت ناشيونال ريفيو على انها عودة الراشدين الشباب لواشنطن بعد عربدة الرئيس بيل كلينتون. \r\n تبدأ الاجابة بنمط او اسلوب ادارة بوش. حيث يجمع بين النفور من التفاصيل والميل الى مكافأة الولاء على حساب الانجاز. وبصبغه بهذه الاتجاهات فان بوش يكون اكثر قلقا في العادة بشأن ابداء اشارة صدق النية لمنتقديه من خلال انكار الفشل داخل حكومته والعمل على تكريم الفاشلين والمهملين وليس معاقبتهم. ويفسر هذا الدافع كيف ان بوش قدم ميدالية قيمة لجورج تينيت الذي استقال منذ اشهر كمدير لوكالة المخابرات المركزية بعدما انهارت مثل الرمال اعلانات وكالته بشأن اسلحة الدمار الشامل العراقية وكيف استمر دونالد رامسفيلد لفترة طويلة وزيرا للدفاع في الوقت كان العراق يتفسخ فيه. \r\n وقد قويت غرائز بوش بشكل خطير مع السيطرة الجمهورية على الكونغرس الذي لم ينظر لنفسه على انه فرع مستقل للحكومة بل على انه شريك اصغر للبيت الابيض في معادلة النظام البرلماني الاميركي. \r\n حيث تخلت الاغلبية الجمهورية تماما عن مسئوليتها في مباشرة الرقابة على الفرع التنفيذي لدرجة ان شعارها الحاكم ربما كان (لا تسأل ولا ترد). \r\n حتى انه احيانا فان اللجان الرئيسية في مجلسي النواب والشيوخ كان يمضي عليها شهور دون اجراء اي جلسة سماع رقابية بشأن العراق. ولم يلق اي مجلس نظرة مراجعة لصلاحيات الشرطة المتزايدة التي حصلت عليها الادارة في الحرب على الارهاب. ونادرا ما اشار الكونغرس الى الانهيار في الرعاية لكثير من المحاربين القدامى في والتر ريد وتجنب بشكل تام تقريبا القضايا غير المريحة لبوش مثل الاحتباس الحراري وتدني الوصول الى الضمان الصحي. \r\n وعكس هذا الاذعان النزعة المنتشرة بين الجمهوريين في الكونغرس في (الاعتقاد ان رفاهيتك السياسية مرتبطة بالرئيس وانك لاتريد ان تجعله يبدو سيئا) على حد قول تومام دافيس عضو مجلس النواب الجمهوري الذي يعد احد القلائل من الزعماء الجمهوريين الذين احتفظوا بنوع من الاستقلال عن البيت الابيض للوس انجلوس تايمز. \r\n غير ان التخلي عن الرقابة كان له اثر عكسي. حيث من خلال رفض تحدي اداء الادارة سمحت الاغلبية الجمهورية للمشاكل ان تتفاقم وللعجز ان يتعمق. واعلن واحد من الجمهوريين البارزين في مجلس النواب مؤخرا انه لم يضر الجمهورين في 2006 شيء اكثر من انهيار سمعته في الحكم الصالح. \r\n كثير من القرارات التي تسبب اسى بوش الان كان يمكن ان يتخذها سياسي لا يعتقد ان اي احد يراقبه. فلا يصدق ان الادارة كان يمكن ان تكون متكبرة بشأن التخطيط لما بعد الاحتلال في العراق أو اكثر رفضا لتحذيرات الجيش بانها لم تنشر قوات كافية لفرض النظام لو كانت تدرك ان الكونغرس يمكن ان يتفحص خططتها بشكل دقيق. \r\n اعتمادا على كيف سيطبقون صلاحية الرقابة يمكن ان تستعيد الاغلبية الديمرقراطية في الكونغرس المحاسبة المطلوبة بشدة للنظام. لكن اذا ركز الديمقراطيون على احراز نقاط فانهم يمكن ان ينجحوا فقط في اثارة اطلاق النار بين الحزبين. وقد اقتربوا بشكل خطير من هذا الخطأ يوم الجمعة الماضي في جلسة استماع توبيخ في قضية فاليري بليم التي حكم فيها بالفعل النظام القضائي الجنائي. اما رقابة الكونغرس الموجهة صوب اهداف مشروعة فسوف تخدم البلد من خلال زيادة الضغط على الادارة لاظهار نتائج بداية بالعراق وفي الداخل ايضا. وبالفعل فان الاستجواب الصارم من الكونغرس يجبر بوش على تغيير الطريقة التي يعمل بها. \r\n في الاشهر الاربعة منذ سيطرة الديمقراطيين استقال عدد من المسئولين في الادارة ذات الصلة بفشل او اخطاء اخلاقية رامسفيلد والمسئولون بشكل مباشر عن والتر ريد وامانة الجيش وكبير موظفي وزارة العدل جراء النقد الحاد لهم بشكل اكبر بكثير عما كان خلال السنوات الست التي كانت الاغلبية الجمهورية تغمض عينها فيها عن هذه الاخطاء. وربما يكون وزير العدل البيرتو غونزاليس وحتى بعد تصويت بوش بالثقة فيه مؤخرا ربما يكون هو التالي الذي سيسقط عما قريب. \r\n اظهر مؤتمر صحفي عاصف مؤخرا ان بوش سوف يقاوم الرقابة الصارمة. غير ان رئاسته يمكن ان تتحول كثيرا الى الاحسن لو انه لم يمض سنواته الست الاولى معفي تماما من الرقابة. \r\n \r\n رونالد برونشتاين \r\n صحفي في لوس انجلوس تايمز \r\n خدمة لوس انجلوس تايمز واشنطن بوست خاص ب(الوطن).