\r\n وتكمن الهجمات حسب كل فصيل بأن حربا تشن وتدار بشكل متقن وبأقل تضحية هى دائما حرب ممكنة ما دام كان هناك قيادة عسكرية مناسبة . ولو كان الأمر كذلك فإن شن حرب هو على العكس من ذلك امر صعب لايمكن تفاديه ولا يمكن توقعها وتكون مهلكة والتفكير بهذا الشكل من شأنه اضعاف التأييد الشعبي لاستخدام القوة ويقوض فقط قدرتنا على شنها عند الضرورة . \r\n إن الانتقادات لرامسفيلد تغذى الانشقاقات . وهؤلاء المنتقدون مخطئون وجاهلون بالتاريخ والعسكرية . \r\n ولتكن البداية بالاحتجاج بأننا ذهبنا الى العراق بقوة عسكرية أصغر بكثير من المهمة المناطة بها فلننحي جانبا ان القادة العسكريين الأميركيين الكبار في الساحة يعتقدون أن مستويات قواتنا هناك كافية . فكما هو الحال في كل الحروب تقريبا فإن قدرتنا على تقديم مزيد من القوات الى المنطقة تقيده اعتبارات الجغرافيا السياسية والامداد والتموين والسياسة الخارجية فقد ظل موقف انقرة حول ما اذا كانت القوات الاميركية يمكن ان يتم نشرها في الاراضي التركية متقلبا حتى اللحظة الاخيرة (حيث قال الاتراك في النهاية لا) وتجميع قوات اضافية في الكويت كان سيقترن بمشاكل لوجستية في غضون ذلك ومع تذكر كثير من حلفائنا الاقليميين النهاية غير الحاسمة لحرب الخليج عام 1991 فانه كلما زاد تأخيرنا للحرب زادت مخاطرتنا بخسارة التأييد الذى كان من شأنه تقويض المشروع برمته . \r\n ثم كان هناك سبب إضافي للذهاب للحرب باستخدام القوات التى كان قد تم تجميعها في المنطقة - وكنا قادرين على تحقيق مفاجأة عملية ضد صدام حسين الذى كان يعتقد أن الولاياتالمتحدة فور حرمانها من استخدام الأراضي التركية سيكون عليها الانتظار لنقل قوات اضافية للخليج وأوجد هذا ميزة استراتيجية أدت إلى تخفيض معدلات ضحايا القتال وقلص بشكل كبير الخسارة المصاحبة خلال الغزو الاولى ولو ان القادة الاميركيين ارجأوا الهجوم الى حين تجميع قوة أكبر فإنه ربما كان قد تم شن الحرب في ظروف اكثر صعوبة واكثر تهلكة . \r\n كما يلوم النقاد ايضا رامسفيلد على الفشل في توقع مقاومة شرسة لكن هذه الاحتمالية لم تتوقعها المخابرات الأميركية فما بال رامسفيلد الذى حسبما يذكر بوب ودورد حذر الرئيس بوش بشأن الكثير من أخطار الحرب - وكيف يتم تحميله وحده مسئولية فشل ذلك ؟ \r\n لو أن الغزو الأولى صار اكثر صعوبة واكثر تأخيرا (ربما كنتيجة للمفاجأة الخاسرة باستحضار قوات اضافية للمنطقة) فإنه ربما كان مقاتلو الائتلاف قد دمروا معظم الجيش العراقي والحرس الجمهوري . ربما كان قلل ذلك من احتمالات المقاومة لكن ربما كان علينا ان نضحى بعدد اكبر من قوات الائتلاف في المعركة وربما بفيض من اللاجئين والكوارث البشرية التي توقعها مناهضو الحرب قبل الغزو . \r\n بشكل عام فإن منتقدي رامسفيلد لا يبدو انهم يدركون ان مواجهات حركات المقاومة لا تحسم بحجم القوة المواجهة لها بل بالاستخبارات على الارض وبعملية سياسية تهمش عناصر المقاومة . كما ان انتقاد رامسفيلد بأنه أرسل قوات للحرب بدون تجهيزها بالشكل اللازم هو انتقاد زائف فمركبات هامغي التى هى محور كثير من هذه الانتقادات لم تكن مصممة كمركبات قتالية هجومية بل انها مصممة للنقل الخفيف وباتت غير مناسبة في العراق فقط عندما بدأت عناصر المقاومة تعتمد بشكل كبير على القنابل المزروعة على جنبات الطرق وسوى البنتاغون هذه القضية بسرعة وكل ما هو موضع تساؤل يوضح الطبيعة التى لم يكن من السهل توقعها للحرب . أخيرا هناك السخافات في الجدل المعادي لرامسفيلد بأنه كان مستبدا به بشكل كبير فكرة تحويل الجيش الأميركي الى قوة مستقبلية لدرجة أنه قتر بشكل كبير فيما يحتاجه قتال الحرب الحالية ويأتي هذا الامر المضحك في نفس المنتقدين الذين قد يدركون ان الوزير ذكر بشكل واضح ان علينا ان نخوض الحرب في العراق بالقوة التى لدينا في ذلك الوقت وليس بالقوة التى قد نريدها فما هذا ؟ فهل هو راض جدا عن القوات بوضعها الحالي ام انه مصمم جدا على تغييرها ؟ \r\n بالطبع إن ادارة بوش ارتكبت أخطاء في العراق وعلى سبيل المثال عدم وقف الجرائم بعد سقوط بغداد وعدم السيطرة على الفلوجة في ابريل الماضي ) . غير ان كل هذه القرارات تقريبا كانت صعبة بشكل موجع ولها مضار ومنافع وتم الكشف عنها بشكل واضح كأخطاء فقط عند استعادة الأحداث والتأمل فيها . \r\n ان الادعاء بأن الحرب كان يمكن ان تكون سهلة وبسيطة يوجد وهم او خداعا خطيرا في ديموقراطية تدفع نفسها للحرب الحرب بأقصى صعوبة وتواجه صراعا ممتدا ضد عدو شرس . \r\n وربما لا يزعج ذلك منتقدي رامسفيلد الذين ليس لديهم استخدام لمشروع الحرب عموما والحرب الوقائية خصوصا . إن منتقديه المحافظين عليهم ان يتعلموا بشكل افضل من ذلك . \r\n \r\n ديفيد ريفكين وريتش لورى \r\n ريفكين محام في واشنطن عمل في ادارتي ريغان وبوش الاب ولورى محرر في ناشيونال ريفيو . خدمة لوس انجلوس تايمز خاص ب (الوطن)