"التنظيم والإدارة" يكشف عدد المتقدمين لمسابقة وظائف معلم مساعد مادة    هل تسقط احتجاجات التضامن مع غزة بايدن عن كرسي الرئاسة؟    بيني جانتس يهدد بالاستقالة من حكومة نتنياهو لهذه الأسباب    رئيسا روسيا وكازاخستان يؤكدان مواصلة تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين    ظهر بعكازين، الخطيب يطمئن على سلامة معلول بعد إصابته ( فيديو)    عماد النحاس: نتيجة مباراة الأهلي والترجي «مقلقة»    مدرب نهضة بركان: نستطيع التسجيل في القاهرة مثلما فعل الزمالك بالمغرب    بن حمودة: أشجع الأهلي دائما إلا ضد الترجي.. والشحات الأفضل في النادي    خاص- تفاصيل إصابة علي معلول في مباراة الأهلي والترجي    الداخلية تكشف حقيقة فيديو الاستعراض في زفاف "صحراوي الإسماعيلية"    نصائح لمواجهة الرهبة والخوف من الامتحانات في نهاية العام الدراسي    بوجه شاحب وصوت يملأه الانهيار. من كانت تقصد بسمة وهبة في البث المباشر عبر صفحتها الشخصية؟    عاجل.. إصابة البلوجر كنزي مدبولي في حادث سير    الحكم الشرعي لتوريث شقق الإيجار القديم.. دار الإفتاء حسمت الأمر    بعد اكتشاف أحفاد "أوميكرون "، تحذير من موجة كورونا صيفية ولقاح جديد قريبا    مع استمرار موجة الحر.. الصحة تنبه من مخاطر الإجهاد الحراري وتحذر هذه الفئات    عيار 21 الآن بالسودان وسعر الذهب اليوم الاحد 19 مايو 2024    «إزاي تختار بطيخة حلوة؟».. نقيب الفلاحين يكشف طريقة اختيار البطيخ الجيد (فيديو)    إيطاليا تصادر سيارات فيات مغربية الصنع، والسبب ملصق    حماية المنافسة: تحديد التجار لأسعار ثابتة يرفع السلعة بنسبة تصل 50%    حزب الله يستهدف عدة مواقع لجيش الاحتلال الإسرائيلي.. ماذا حدث؟    باقي كام يوم على الإجازة؟.. موعد وقفة عرفات وعيد الأضحى 2024    الأرصاد الجوية تحذر من أعلى درجات حرارة تتعرض لها مصر (فيديو)    شافها في مقطع إباحي.. تفاصيل اتهام سائق لزوجته بالزنا مع عاطل بكرداسة    نشرة منتصف الليل| الحكومة تسعى لخفض التضخم.. وموعد إعلان نتيجة الصف الخامس الابتدائي    محافظ بني سويف: الرئيس السيسي حول المحافظة لمدينة صناعية كبيرة وطاقة نور    مصطفى قمر يشعل حفل زفاف ابنة سامح يسري (صور)    حظك اليوم برج العذراء الأحد 19-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    أصل الحكاية.. «مدينة تانيس» مركز الحكم والديانة في مصر القديمة    باسم سمرة يكشف عن صور من كواليس شخصيته في فيلم «اللعب مع العيال»    صاحب متحف مقتنيات الزعيم: بعت سيارتي لجمع أرشيف عادل إمام    بعد الانخفاض الكبير في عز.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الأحد بالمصانع والأسواق    رضا حجازي: التعليم قضية أمن قومي وخط الدفاع الأول عن الوطن    تعزيزات عسكرية مصرية تزامنا مع اجتياح الاحتلال لمدينة رفح    عماد النحاس: وسام أبو علي قدم مجهود متميز.. ولم نشعر بغياب علي معلول    "التصنيع الدوائي" تكشف سبب أزمة اختفاء الأدوية في مصر    بعد ارتفاعه.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الأحد 19 مايو 2024    وظائف خالية ب وزارة المالية (المستندات والشروط)    رقصة على ضفاف النيل تنتهي بجثة طالب في المياه بالجيزة    جريمة في شارع ربيع الجيزي.. شاب بين الحياة والموت ومتهمين هاربين.. ما القصة؟    اليوم السابع يحتفى بفيلم رفعت عينى للسما وصناعه المشارك فى مهرجان كان    نقيب الصحفيين: قرار الأوقاف بمنع تصوير الجنازات يعتدي على الدستور والقانون    أخذتُ ابني الصبي معي في الحج فهل يصح حجُّه؟.. الإفتاء تُجيب    صرف 90 % من المقررات التموينية لأصحاب البطاقات خلال مايو    أوكرانيا تُسقط طائرة هجومية روسية من طراز "سوخوى - 25"    مدافع الترجي: حظوظنا قائمة في التتويج بدوري أبطال أفريقيا أمام الأهلي    دييجو إلياس يتوج ببطولة العالم للاسكواش بعد الفوز على مصطفى عسل    بذور للأكل للتغلب على حرارة الطقس والوزن الزائد    الأزهر يوضح أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة    تعرف علي حكم وشروط الأضحية 2024.. تفاصيل    على متنها اثنين مصريين.. غرق سفينة شحن في البحر الأسود    هل يعني قرار محكمة النقض براءة «أبوتريكة» من دعم الإرهاب؟ (فيديو)    وزير روسي: التبادلات السياحية مع كوريا الشمالية تكتسب شعبية أكبر    البيت الأبيض: مستشار الأمن القومي الأمريكي سيبحث مع ولي العهد السعودي الحرب في غزة    حريق بالمحور المركزي في 6 أكتوبر    وزير التعليم: التكنولوجيا يجب أن تساعد وتتكامل مع البرنامج التعليمي    إطلاق أول صندوق للطوارئ للمصريين بالخارج قريبًا    مفتي الجمهورية: يجوز التبرع للمشروعات الوطنية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بوتين هاتفه ليعبر عن قلقه، بوش يمارس دور ضابط التوجيه المعنوي مع حلفائه
نشر في التغيير يوم 22 - 05 - 2004

ويقول وودوارد: «في تلك اللحظة كانت الخطة تقضي بشن عمليات بطائرات الشبح بوجه خاص لمدة 48 ساعة، وكان على تلك الطائرات الخفية الانطلاق الى تلك المرحلة الجديدة في الساعة التاسعة صباحا بالتوقيت الشرقي، اي الخامسة مساء بتوقيت العراق، وقامت باعتبارها اولى فرق العمليات الخاصة بعبور الحدود من الاردن الى غرب العراق للبحث عن اية مواقع لصواريخ سكود وتدميرها.
\r\n
\r\n
وفي الحادية عشرة والنصف صباحا بتوقيت واشنطن انطلق فريق ثان من كوماندوز القوات الخاصة الى العراق وفي الساعة الواحدة وخمس دقائق اجتمع بوش بكبار مستشاريه في شئون النفط. وقد ضم الاجتماع كلا من ديك تشيني نائب الرئيس، وكولن باول وزير الخارجية، وكوندوليزا رايس مستشارة الأمن القومي، وآندي كارد رئيس موظفي البيت الابيض. وقد تركز الاجتماع على تدفق امدادات النفط العالمية.
\r\n
\r\n
ومدى امكانية حدوث اضطرابات اضافية في الاسواق، وكانت فنزويلا التي تعاني من اضطرابات سياسية قد خفضت انتاجها الى حد كبير، وكان السؤال التالي هو: هل ينبغي على بوش استخدام احتياطي البترول الاستراتيجي؟
\r\n
\r\n
وقال بوب ماكنالي خبير الطاقة في هيئة موظفي البيت الابيض، ان اسعار النفط الخام هبطت من 37 دولارا للبرميل الى 31 دولارا. وكانت تلك انباء طيبة بالنسبة للمجتمعين.
\r\n
\r\n
وقال ماكنالي انهم اذا القوا نظرة على الانتاج العالمي للنفط فسوف يجدون ان هناك زيادة في الامدادات تبلغ من 5,1 مليون الى 9,1 مليون برميل يوميا، وان هذه الوفرة الدراماتيكية هي التي تدفع الاسعار الى الهبوط. وقال سبنس ابراهام وزير الطاقة ان انتاج السعودية قد يغطي أي نقص في انتاج العراق من النفط، عن طريق زيادة الانتاج الى 5,10 مليون برميل يوميا لمدة ثلاثين يوما. وفي شهر ديسمبر كانت الامدادات السعودية 8 ملايين برميل يوميا فقط، واصبحت في شهر فبراير اقل من 9 ملايين برميل.
\r\n
\r\n
خبير النفط يتحدث
\r\n
\r\n
ذكر دون ايفانز وزير التجارة ان نحو ثلثي آبار النفط العراقية تقع في اماكن متقاربة جدا، ولم تتضح بعد أية معلومات عما اذا كان قد تم زرع الالغام فيها واخذ بوش يستعرض معلوماته الفنية التي اكتسبها من اشتغاله بتجارة النفط في مرحلة سابقة من حياته، وقال ان المتفجرات لو كانت قد وضعت على سطح الآبار فإن اطفاءها سهل نسبيا، اما اذا كانت قد وضعت في مكان عميق من الانابيب فقد تستمر النيران مشتعلة الى الابد ثم اضاف قوله: «اذا فجروا آبار نفطهم بشكل سطحي فقد يستغرق اطفاؤها اكثر من شهر واحد، اما اذا فجروها حقيقة فسوف يحتاج الامر الى سنوات».
\r\n
\r\n
وبعد ان يسرد مؤلف الكتاب تفاصيل عديدة عن بداية الحرب، مما اصبح معروفا للجميع، يخصص نحواً من اثنتين واربعين صفحة كخاتمة لكتاب ويستهلها بيوم 20 مارس، اول يوم كامل للحرب على العراق. وفي ذلك اليوم ابلغ الجنرال فرانكس رئيسه بأن القوات الخاصة اصبحت تسيطر جزئيا على المنطقة الغربية من الصحراء الواسعة التي تشكل 25% من الاراضي العراقية، وقد مكنها ذلك من منع اطلاق صواريخ سكود او تفجير حقول النفط الجنوبية.
\r\n
\r\n
وقد بلغ مجموع القوات الاميركية في المنطقة 516,241 الف جندي وانضم اليها نحو 41 الفا من المملكة المتحدة، و 2000 من استراليا، و 200 من بولندا، وبلغ حجم القوات البرية الاميركية والمتحالفة معها 183 الف جندي، وهي تتأهب للتحرك شمالا من الكويت الى داخل العراق ثم الى بغداد على بعد 250 ميلا.
\r\n
\r\n
وفي متابعته للايام الاولى للحرب يصف وودوارد حالة بوش، فيقول انه كان اشبه بضابط في ادارة التوجيه المعنوي، اذ كان يجري مكالمات هاتفية مع رؤساء دول التحالف، ويقصد المؤلف بذلك انه كان يحاول رفع الروح المعنوية لهؤلاء الرؤساء خاصة بعد ورود انباء عن وقوع ضحايا من الجنود الاميركيين والبريطانيين رغم ضعف المقاومة العراقية آنذاك. ومن بين المكالمات التي تلقاها ذلك الاتصال الهاتفي الذي اجراه معه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في صباح 24 مارس وقال له بوتين: «سوف يكون هذا الامر بالغ الصعوبة بالنسبة لك. انني اخشى عليك .. اخشى عليك».
\r\n
\r\n
وسأله بوش: لماذا؟
\r\n
\r\n
قال بوتين: لانه ستكون هناك عذابات انسانية هائلية.
\r\n
\r\n
\r\n
قال بوش: «لا .. لدينا خطة جيدة . ولكنني اشكر لك اهتمامك».
\r\n
\r\n
ويضيف بوب وودوارد ان بوش ادرك اثناء حديثهما ان بوتين المهموم بالحرب الدامية في الشيشان، كان يعرب عن قلقه من الآثار المترتبة عليه شخصيا.
\r\n
\r\n
وفي النهاية قال له بوش: «شكرا على مكالمتك .. هذا لطف كبير منك».
\r\n
\r\n
ويشير وودوارد الى ان بوش تذكر تلك المكالمة في وقت لاحق، وقال له انها كانت مكالمة صادقة، ولم تكن روتينية، بل معبرة عن الصداقة، وقد لقيت تقديرا مني، وبالمناسبة كانت الوحيدة من نوعها، ولكن كوندوليزا رايس كان لها رأي آخر فقد اعتبرتها امرا عرضيا، وبعد نحو يوم او اكثر اعطت بوش مقالا كتبه جنرال روسي متقاعد كان قد زار بغداد وكتب فيه يقول ان بوش قد يكسب الحرب، ولكنه لكي يفعل ذلك، لابد ان يمسح بغداد بالقنابل.
\r\n
\r\n
وفي الاسبوع التالي لغزو العراق واجهت القوات الاميركية والبريطانية مقاومة من الميليشيات غير التقليدية، مثل قوات فدائيي صدام التي يقودها ابنه عدي، كذلك كان سوء الاحوال الجوية من اسباب بطء تقدم قوات التحالف، وابدى بعض الجنرالات بمن فيهم الجنرال وليام والاس، القائد الاعلى لقوات الجبهة البرية، ملاحظات تفيد بان الحرب قد تستغرق زمنا اطول ربما يمتد الى عدة شهور، وكانت تلك فترة عصيبة بالنسبة لبوش، حيث توقفت فرق من الجيش عن زحفها، وقتل عشرات الجنود الاميركيين والبريطانيين، ووقع بعضهم في الاسر.
\r\n
\r\n
واصبحت التغطية الصحافية حافلة بالانباء السيئة، وعقد الرئيس الاميركي اجتماعا في غرفة روزفلت مع مجموعة من المحاربين القدماء يوم 28 مارس وقال لهم: انا لست مهتما بما تنشره الصحف فهي تبدو مثل .. لا ادري مثل ماذا .. انا اتلقى معلوماتي من توني فرانكس. وفي يوم 2 ابريل ابلغ رامسفيلد مجلس الامن القومي بأن لديهم 116 الف جندي في العراق و 310 آلاف جندي في مسرح العمليات.
\r\n
\r\n
ضربة قاسية
\r\n
\r\n
على الرغم من الانتصار السريع لقوات التحالف فإن فترة مابعد الحرب اصبحت استمرارا للعنف وعدم الامان. وكان الجنرال فرانكس اول المستقيلين، وقد اعتبر عدد من معاونيه من الجنرالات وغيرهم انه وجه ضربة لعمليات اشاعة الاستقرار، ولم يوضع مكتب اعادة الاعمار والمساعدات الانسانية تحت امرة فرانكس، واسندت رئاسته في البداية الى جاي غارنر الذي اصبح ندا له، وعندما انتهت عمليات القتال الكبرى في مايو كان فرانكس مرهقا فقام باجازة، واراد رامسفيلد اسناد رئاسة هيئة الاركان المشتركة اليه في ترقية بالاسم فقط.
\r\n
\r\n
ولكنه ترك القيادة المركزية في يوليو وتقاعد عن العمل في الجيش في اغسطس واخبر اصدقاءه فيما بعد بانه حصل على مليون دولار بسبب قيامه بالقاء الخطب خلال الشهور الاولى لتقاعده، كما انه وقّع عقدا لكتابه مذكراته مقابل عدة ملايين من الدولارات ولكنه اشترط على الناشرين الا يوجه انتقادات الى رامسفيلد. وقد استمر العنف والتمرد داخل العراق وقتل المئات من العسكريين الاميركيين.
\r\n
\r\n
الصحافي والرئيس
\r\n
\r\n
يخصص بوب وودوارد جانبا كبيرا من خاتمة كتابه الطويلة لمقابلاته مع بوش، فيوضح ان اول مقابلة اجراها معه من اجل كتابه تمت بعد ظهر يوم الاربعاء 10 ديسمبر 2003 في مكتب الرئيس بمقر اقامته في البيت الابيض. واستمر اللقاء اكثر من ساعة ونصف، اما المقابلة الثانية فقد تمت بعد ظهر اليوم التالي في المكتب البيضاوي ودامت لاكثر من ساعتين، وحضر المقابلتين كوندوليزا رايس ودان بارتليت، مدير الاتصالات بالبيت الابيض، وكان وودوارد قد قدم قائمة متسلسلة من احدى وعشرين صفحة، تحتوي على اجتماعات معينة ونقاط حاسمة.
\r\n
\r\n
ونقاط تحول، كان المؤلف يريد طرح اسئلة حولها. وقال له بوش انه اتيحت له فرصة لاستعراض بعض من سجلاته الخاصة قبل ان يتبادلا الحديث. وكانت بؤرة الاهتمام في اسئلة وودوارد تتركز على قرار شن الحرب، وعلى اجابات بوش المفصلة وما يتذكره بشأن احداث معينة، ونقاط التحول. اما المزيد من الاسئلة العامة فقد تركها وودوارد لوقتها اثناء المقابلة. وقد بدأت المقابلة بالحديث عن ديك تشيني، ثم انتقل الى موضوع الشكوك كما يسميها الصحفي الكبير الذي اقتبس في سؤاله فقرة قالها توني بلير رئيس الوزراء البريطاني في مؤتمر حزبه السنوي وهي:
\r\n
\r\n
«انا لا اكن عدم الاحترام اطلاقا لاي شخص لا يتفق معي في الرأي» وقال بلير ايضا انه تلقى رسائل من اولئك الذين فقدوا ابناءهم في الحرب وكتبوا اليه ليقولوا له انهم يكرهونه بسبب ما فعله. وهنا يقتبس بوب وودوارد بدهاء العبارة التالية من حديث توني بلير والتي يقول فيها «لا تصدق من يقول لك انه لا يعاني من الشك بعد تسلمه رسائل مثل تلك التي تسلمتها». فيرد عليه بوش قائلا: «نعم انا لم اعان من الشك.
\r\n
\r\n
وسأله وودوارد: صحيح؟ ألم تشعر بالشك على الاطلاق؟
\r\n
\r\n
يجيب بوش: لا وباستطاعتي نقل شعوري هذا الى الناس، الى اولئك الذين فقدوا الابناء او البنات، وآمل ان استطيع نقل ذلك بطريقة متواضعة.
\r\n
\r\n
وسأله الصحافي عن والده قائلا: هنا الشخص الوحيد على قيد الحياة الذي شغل منصب الرئيس والذي كان عليه اتخاذ قرار الحرب، ولا يصدق أحد انك لم تسأله في لحظة ما عن الجوانب الصحيحة لاتخاذ ذلك القرار، أو لم تسأله عن رأيه فيما كنت تواجهه.
\r\n
\r\n
وردد بوش في استياء على قول وودوارد: «لا يصدق أحد!» ثم اردف قائلا: اظن ان من المستحسن ان افكر في اجابة معينة.
\r\n
\r\n
فأسرع وودوارد الى القول: لا لا .. لقد كنت قاسيا ومباشراً لأنني ..
\r\n
\r\n
وقاطعة بوش: لا. لا. لا يجب ان تكون كذلك، اسمع .. بالطبع، انا اتحدث اليه، ولا استطيع ان اتذكر لحظة قال لي فيها: لا تفعل هذا او افعل ذاك، ولا اتذكر لحظة قلت فيها لنفسي: ربما يستطيع هو مساعدتي في اتخاذ القرار، ويجب ان تفهم ان ذلك القرار يختلف عما حدث فجأة من خطر على الكويت ثم الانفجار، فهو جزء من التزام اكبر نشأ عما حدث في 11 سبتمبر 2001، وهذا جزء من نوع كبير ومختلف من الحرب .. انه مثل المقدمة لامور اخرى. وسأله وودوارد: هل قلت له: «أبي كيف انفذ ذلك بالطريقة الصحيحة؟ ماذا يجب علي أن افعل؟
\r\n
\r\n
أجاب بوش: لا اظن اني فعلت ذلك
\r\n
\r\n
فسزله وودوارد: ألم تناقش الامر معه ابدا؟
\r\n
\r\n
قال بوش : أنا واثق .. ومن المؤكد أننا فعلنا ذلك. أنا أحاول ان اتذكر. انها مصادفة تاريخية عجيبة ان يدخل اب وابنه حربا في المنطقة نفسها».
\r\n
\r\n
ثم اضاف قائلا: انا لا احاول ان اكون مراوغا .. انا لا اتذكر .. وفي مقدوري ان أسأله وأرى إن كان سيتذكر شيئا، ولكن كيف تسأل شخصا عما كان يشعر به وهو يرسل بعض الناس لكي يفقدوا حياتهم؟ وتذكر انت انني فعلت ذلك في بداية الامر في افغانستان. وربما دارت المناقشات بيننا حول التكتيكات، وحول اسئلة مثل: كيف تسيرامورك؟ وماهي احوال علاقتك البريطانية؟ وهو يتابع الاخبار الآن، وعكذا، كنت اطلعه على ما افكر فيه، وأنت تعرف انه ليس الشخص الذي الجأ ليه في ظروف استخدام القوة .. هناك أب أعلى أتوجه اليه».
\r\n
\r\n
ما الذي حدث؟
\r\n
\r\n
ينتقل وودوارد في اسئلته الى موضوع آخر ولكنه يلجأ الى سرد مقدمة قبل طرح سؤاله بأسلوب ذكي فيقول للرئيس الاميركي ان احد رؤسائه في صحيفة «الواشنطن بوست» اقترح عليه سؤالا عسيراً يتعلق بأسلحة الدمار الشامل: «هل تعّرض الرئيس للتضليل ..» قاطعه بوش: «لا».
\r\n
\r\n
وأكمل وودوارد سؤاله: «التضليل من قبل المخابرات أم أنه ضلل البلاد؟»
\r\n
\r\n
قال بوش: لا .. الاجابة بالقطع هي لا
\r\n
\r\n
قال وودوارد: اذن ما الذي حدث؟
\r\n
\r\n
سأله بوش: وماذا تعني بالذي حدث؟
\r\n
\r\n
قال وودوارد: أعني بالنسبة لاسلحة الدمار الشامل والوعد الذي التزم به جورج تينيت مدير ال «سي. آي. ايه».
\r\n
\r\n
ويشير المؤلف الى ان بوش قال انه لو كان قد عرف قبل الحرب العدد الكبير من انتهاكات قرارات الأمم المتحدة التي اشار اليها دافيد كاي في اكتوبر 2003، لكان ذلك قد شكل خرقا ماديا ووفر سببا لشن الحرب. ولكانت المعلومات كافية لكي تصدر الامم المتحدة عدة قرارات، وكافية بالنسبة للرئيس السابق كلينتون لكي يقر ضرب العراق في 1998 عندما شن 650 غارة بالقاذفات والصواريخ.
\r\n
\r\n
وعاجله بوب وودوارد بالقول: ولكننا لم نجد اية اسلحة للدمار الشامل.
\r\n
\r\n
فقال بوش: لقد وجدنا برامج للاسلحة يمكن اعادة تكوينها. وقال له وودوارد انه كان قبل 11 سبتمبر يعتبر «صوت الواقعية» الذي كان يقول للشعب بعد الهجوم الكارثي ان الحرب ستكون طويلة ومريرة. وذكر الصحفي انه وجد، من خلال رحلاته، كثيرا من الناس، بمن فيهم مؤيدوه، يقولون انه لم يعد صوت الواقعية لانه لم يقل ولم يقر بأنه لم تكن هناك اسلحة دمار شامل.
\r\n
\r\n
ورد عليه بوش قائلا: لا اريد ان يقول الناس: آه .. لقد قلنا لك ذلك»، ولكنني اريدهم ان يعلموا ان هناك عملية تجري» ثم اضاف انه لم يكن هناك شخص واحد اقترح عليه ان يعلن مثل هذا الاقرار، ثم توجه بالحديث الى وودوارد: ولكنك تنتمي الى دوائر غير التي انتمي اليها وهي اكثر نخبوية.
\r\n
\r\n
فقال له وودوارد: هي في الحقيقة دوائر مجموعة اعمال كثيرة.
\r\n
\r\n
قال الرئيس: الواقعية هي ان تكون قادرا على فهم طبيعة صدام حسين وتاريخه والضرر الذي يمكنه الحاقه بأميركا.
\r\n
\r\n
وبدا للصحفي المتمرس ان بوش يقفز فجأة باجابته الى الموضوع الذي يهمين على فكرة وهو صدام حسين، وربما نفهم من قراءة سطور وودوارد التالية انه يحاصر بوش وتهربه من الاجابة الصريحة على سؤاله عن أسلحة الدمار الشامل، فنجده يحاول اعادته الى الموضوع الحقيقي فيسأله قائلا: أنا احاول تناول الحقيقة البسيطة التي تقول ان اسلحة الدمار الشامل لم يعثر عليها احد واننا لم «نجد حمامات فوارة بالفقاعات».
\r\n
\r\n
ويضحك بوش. فيقول وودوارد: ولكن تقرير الحالة ظل يقول طوال الاشهر الستة او السبعة الماضية ان الاسلحة لم يتم العثور عليها وهذا كل ما في الامر.
\r\n
\r\n
قال بوش: هذا حقيقي حقيقي. ثم جادل الصحفي بقوله انهم وجدوا ما يكفي .
\r\n
\r\n
واضاف: «الشخص الذي يريد ان يقف الرئيس ويعلن ذلك على الملأ، هو ايضا نفس الشخص الذي يريد ان يقول «ما كان يجب عليه ان يفعل ذلك» وتنبه بوش الى حاله فقال: ربما بدا أنني اتخذ موقف الدفاع فجأة» ثم اردف قوله: ان الفشل في العثور على «الوعاء المليء بالفقاعات» ليس معناه ان صدام حسين ليس خطيرا.
\r\n
\r\n
وشرح له وودوارد انه يطرح هذه الاسئلة لانه يريد ان يظهر في كتابه رأيه في مسألة اسلحة الدمار الشامل.
\r\n
\r\n
فسأله بوش: ولماذا تحتاج الى التعامل مع هذه المسألة في الكتاب؟ وماذا يمكن ان تضيف الى الموضوع؟ فقال المؤلف ان عليه ان يغطي فترة ما بعد الحرب وهذا موضوع رئيسي.
\r\n
\r\n
وقال بوش: انه يريد ان يتأكد من ان اقراره بعدم وجود اسلحة دمار شامل لن ينشر في صحيفة «واشنطن بوست» حتى يصدر الكتاب، اي بعبارة اخرى يقول بوش لن ارضى بأن أقرأ في الصحيفة عنوانا رئيسيا هو: «بوش يقول: لا أسلحة»!. ووعده بوب وودوارد بأنه لن ينشر.
\r\n
\r\n
ومع ذلك مضى أقل من شهرين وإذا بالرئيس الاميركي يدلي بذلك الإقرار يوم 8 فبراير 2004 في برنامج «قابل الصحافة» على شبكة «إن. بي. سي» ويقول: «توقعت ان تكون هناك اكداس من الاسلحة» ويقول ايضا: «لقد ظننت انه (أي صدام) يملك اسلحة» ووصف بوش الحرب وما تلاها بأنها «قصة القرن الحادي والعشرين».
\r\n
\r\n
خطة محكمة
\r\n
\r\n
بعد عدة سطور، يذكر المؤلف ان بوش اعرب عن ايمانه بأن السجلات سوف تبين انه هو ورامسفيلد وفرانكس والعسكريين الآخرين وضعوا خطة حرب استهدفت بدقة صدام حسين، وقيادة حزب البعث، والمقربيين من مراكز السلطة، واجهزتهم، ووسائلهم للاحتفاظ بالسلطة مثل القوات المسلحة واجهزة الأمن والشرطة السرية. ويبدو بوش وكأنه يوجه تهديدا مبطنا الى القيادات والاخرى في المنطقة، اذ يقول « ان تلك الخطة قد تكون مشروعا ذا مغزي تاريخي يمكن القادة الآخرين من الابقاء على المواطنين الابرياء والحفاظ على ارواحهم».
\r\n
\r\n
ويرى مؤلف الكتاب في نهاية الامر ان الفشل في العثور على اسلحة الدمار الشامل واستمرار العنف وعدم الاستقرار داخل العراق، وان حقيقة عدم انتهاء الحرب بالفعل، اصابت البعض بالتردد والحيرة، حتى بين اتباع بوش الحقيقيين وعلى رأسهم ولفوويتز، الذي ظل سنوات طويلة المؤيد المثابر والصريح للاطاحة بصدام حسين، وقد تساءل ولفوويتز نفسه كثيرا عما اذا كانت الحرب تستحق كل هذا. وقد قفز السؤال الى عقله بشكل مؤلم اثناء جنازة الكولونيل بالجيش تشاد بهرنج الذي قتل.
\r\n
\r\n
وسقط على الارض في الطابق الواقع اسفل غرفة ولفوويتز في الفندق ببغداد الذي وقع الهجوم عليه اواخر عام 2003، وكذلك اثناء عشرات المرات التي زار فيها الجنود الجرحى في المستشفيات العسكرية، ورغم ذلك كله اصر على زعمه ان الحرب لها ما يبررها. وعلى النقيض من ذلك الرجل، يذكر مؤلف الكتاب شخصية اخرى في الحزب الديمقراطي صابحها هو السناتور بوب غراهام عن ولاية فلوريدا الذي يرى ان الحرب على العراق اخطر اخطاء السياسة الخارجية الاميركية منذ الحرب العالمية الثانية.
\r\n
\r\n
\r\n
ويشببها بأنها كما لو ان الولايات المتحدة دخلت الحرب ضد موسوليني في ايطاليا عام 1941 بدلا من المانيا الهتلرية. وفي رأيه ان حرب العراق حولت الاهتمام بعيدا عن شبكة القاعدة بشكل خاص والتي جددت نفسها واصبحت اكثر خطرا، والنتيجة هي ان الولايات المتحدة اصبحت تعاني مخاطر اكبر مما كانت تواجهه قبل الحرب.
\r\n
\r\n
اما بالنسبة لاسلحة الدمار الشامل فإن غراهام يعتقد ان معلومات ال «سي. آي. ايه» خاطئة، حيث قامت الادارة الاميركية بما فيها بوش نفسه، باستغلال تلك المعلومات ثم ما لبثوا ان ادمنوها ولذلك يرى السناتور الاميركي انه يجب على تينيت اني يستقيل او ان يفصل من عمله، وابدى غراهام دهشته من امتناع بوش عن اتخاذ اجراء من اجل محاولة مباشرة وفورية لاصلاح وكالة المخابرات المركزية الاميركية، كما يرى عضو مجلس الشيوخ ان على بوش ان يعلن تحمله مسئولية تلك الاخطاء، واعرب عن امله في ان يتفق معه الناخبون الاميركيون على اسقاط بوش في انتخابات عام .
\r\n
\r\n
\r\n


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.