ب 550 مليار دولار.. ترامب يعلن عن إبرام أكبر صفقة تجارية مع اليابان    بعد 7 سنوات من الصمت.. أوباما في مواجهة عاصفة ترامب    "مستقبل وطن" يحشد جماهير مطاي في مؤتمر لدعم مرشحيه بانتخابات الشيوخ 2025    لمدة 7 ساعات.. قطع التيار الكهربائي عن 12 منطقة في البحيرة    7 شهداء إثر استهداف شقة سكنية في منطقة تل الهوا غرب قطاع غزة    جيش الاحتلال يُحاصر مستشفيين ويقتحم بلدات في الضفة الغربية    جوتيريش: الجوع يطرق كل باب في قطاع غزة    أمريكا: مهلة ال50 يومًا التي حددها ترامب بشأن أوكرانيا غير محددة    صاحبة المركز التاسع بالثانوية: "النجاح بالمحبة والاجتهاد لا بالعبقرية" (صور)    رئيس اتحاد الخماسي يُكرم طالب بني سويف الأول على الجمهورية ب100 ألف جنيه    عيار 21 الآن يواصل الارتفاع.. سعر الذهب اليوم الأربعاء 23 يوليو في الصاغة    برلماني: «ثورة يوليو» الشرارة الأولى لإرساء مبادئ العدالة الاجتماعية    تعليم البحيرة تهنئ الطالبة نوران نبيل لحصولها على المركز السادس فى الثانوية العامة    جامعة الإسكندرية تستقبل وفد المركز الإعلامي الأوزبكستاني    بعد ظهور نتيجة الثانوية العامة 2025 .. نصائح لاختيار الجامعة والكلية المناسبة لك    مؤشرات تنسيق الثانوية العامة 2025 أدبي.. الحد الأدني ل كليات المرحلة الأولي 2024 (بالنسبة المئوية %)    تنسيق الثانوية العامة 2025 بالدرجات علمي علوم وأدبي كليات تقبل من 65%.. ما هي؟    كتائب القسام: قصفنا موقع قيادة وناقلة جند إسرائيلية بالقذائف والصواريخ    عبدالمنعم سعيد: المنطقة كانت تتجه نحو السلام قبل 7 أكتوبر    عصام سالم: هناك كيل بمكيالين في التعامل مع أزمة فتوح    «الأهلي بياخد الدوري كل أثنين وخميس».. نجم الزمالك السابق يتغنى ب مجلس الخطيب    تطورات الحالة الصحية ل حسن شحاتة.. فاروق جعفر يكشف    رياضة ½ الليل| وفاة لاعب فلسطيني.. صفقة الزمالك «منظورة».. رحيل «عادل» للإمارات.. وأحلام زيزو بالأهلي    سعر الزيت والسكر والسلع الأساسية في الأسواق اليوم الأربعاء 23 يوليو 2025    رئيس "بنك الطعام": نقدم نموذج شمولي فريد بالتعاون مع 5 آلاف جمعية    لم تيأس بعد عامين من الرسوب.. طالبة ال 4% تحصد 70% في الثانوية العامة بقنا    حزب الجبهة الوطنية: دعم مادي بقيمة 50 ألف جنيه لأوائل الثانوية العامة    لينك نتيجة الصف الثالث الثانوي 2025 بالاسم ورقم الجلوس.. رسميًا الآن عبر الموقع الرسمي ل وزارة التربية والتعليم    الأولى على الثانوية العامة شعبة أدبي ل«المصري اليوم»: «بكيت فرحًا وسألتحق بالألسن»    بعد نجاحها في الثانوية.. سوزي الأردنية تعلن خطبتها قريبًا    النيران اشتعلت في «الهيش».. الحماية المدنية تسيطر على حريق بأسيوط    شخص مقرب منك يؤذي نفسه.. برج الجدي اليوم 23 يوليو    محمد التاجي: جدي «عبدالوارث عسر» لم يشجعني على التمثيل    محمد التاجي: فهمي الخولي اكتشف موهبتي.. ومسرح الطليعة كان بوابتي للاحتراف    الرابعة على الثانوية: تنظيم الوقت سر النجاح.. وحلمي أكون طبيبة    فرصة لإدراك تأثير جروح الماضي.. حظ برج القوس اليوم 23 يوليو    ما حكم الاعتداء على المال العام؟.. أمين الفتوى يجيب    منها السبانخ والكرنب.. أهم الأطعمة المفيدة لصحة القلب    «الإندومي» والمشروبات الغازية.. أطعمة تسبب التوتر والقلق (ابتعد عنها)    بدون أدوية.. 6 طرق طبيعية لتخفيف ألم الدورة الشهرية    الكشف عن بديل الهلال في السوبر السعودي    دروجبا: محمد شريف هداف مميز.. والأهلي لا يتوقف على أحد    أتلتيكو مدريد يتعاقد مع مارك بوبيل رسميا    وساطات بتركيا تسعى لإطلاق سراحه .. إعلام "المتحدة" يُشيع تسليم محمد عبدالحفيظ    بالصور.. صبا مبارك تستمتع بعطلتها الصيفية أمام برج إيفل    أندية سعودية تنافس بنفيكا على ضم جواو فيليكس    نشرة التوك شو| قانون الإيجار القديم ينتظر قرار الرئيس السيسي.. و"الزراعة" توفر الأسمدة رغم التحديات    ب"فستان تايجر".. أحدث جلسة تصوير جريئة ل نورهان منصور تخطف الأنظار    حدث بالفن| زفاف مخرج ونقل زوج فنانة إلى المستشفى وأحدث أزمات حفلات الساحل الشمالي    ما هي كفارة اليمين؟.. أمين الفتوى يجيب    اعتماد أولى وحدات مطروح الصحية للتأمين الشامل.. وتكامل حكومي - مجتمعي لرفع جودة الخدمات    أهم أخبار الكويت اليوم.. ضبط شبكة فساد في الجمعيات التعاونية    هل يجوز الوضوء مع ارتداء الخواتم؟.. عضو بمركز الأزهر تجيب    محافظ شمال سيناء يفتتح "سوق اليوم الواحد" بالعريش لتوفير السلع بأسعار مخفضة    انطلاق المبادرة الوطنية للتطعيم ضد السعار من الإسماعيلية    أدعية لطلاب الثانوية العامة قبل النتيجة من الشيخ أحمد خليل    البورصة المصرية تخسر 12.5 مليار جنيه في ختام تعاملات الثلاثاء    حملة دعم حفظة القرآن الكريم.. بيت الزكاة والصدقات يصل المنوفية لدعم 5400 طفل من حفظة كتاب الله    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بوتين هاتفه ليعبر عن قلقه، بوش يمارس دور ضابط التوجيه المعنوي مع حلفائه
نشر في التغيير يوم 22 - 05 - 2004

ويقول وودوارد: «في تلك اللحظة كانت الخطة تقضي بشن عمليات بطائرات الشبح بوجه خاص لمدة 48 ساعة، وكان على تلك الطائرات الخفية الانطلاق الى تلك المرحلة الجديدة في الساعة التاسعة صباحا بالتوقيت الشرقي، اي الخامسة مساء بتوقيت العراق، وقامت باعتبارها اولى فرق العمليات الخاصة بعبور الحدود من الاردن الى غرب العراق للبحث عن اية مواقع لصواريخ سكود وتدميرها.
\r\n
\r\n
وفي الحادية عشرة والنصف صباحا بتوقيت واشنطن انطلق فريق ثان من كوماندوز القوات الخاصة الى العراق وفي الساعة الواحدة وخمس دقائق اجتمع بوش بكبار مستشاريه في شئون النفط. وقد ضم الاجتماع كلا من ديك تشيني نائب الرئيس، وكولن باول وزير الخارجية، وكوندوليزا رايس مستشارة الأمن القومي، وآندي كارد رئيس موظفي البيت الابيض. وقد تركز الاجتماع على تدفق امدادات النفط العالمية.
\r\n
\r\n
ومدى امكانية حدوث اضطرابات اضافية في الاسواق، وكانت فنزويلا التي تعاني من اضطرابات سياسية قد خفضت انتاجها الى حد كبير، وكان السؤال التالي هو: هل ينبغي على بوش استخدام احتياطي البترول الاستراتيجي؟
\r\n
\r\n
وقال بوب ماكنالي خبير الطاقة في هيئة موظفي البيت الابيض، ان اسعار النفط الخام هبطت من 37 دولارا للبرميل الى 31 دولارا. وكانت تلك انباء طيبة بالنسبة للمجتمعين.
\r\n
\r\n
وقال ماكنالي انهم اذا القوا نظرة على الانتاج العالمي للنفط فسوف يجدون ان هناك زيادة في الامدادات تبلغ من 5,1 مليون الى 9,1 مليون برميل يوميا، وان هذه الوفرة الدراماتيكية هي التي تدفع الاسعار الى الهبوط. وقال سبنس ابراهام وزير الطاقة ان انتاج السعودية قد يغطي أي نقص في انتاج العراق من النفط، عن طريق زيادة الانتاج الى 5,10 مليون برميل يوميا لمدة ثلاثين يوما. وفي شهر ديسمبر كانت الامدادات السعودية 8 ملايين برميل يوميا فقط، واصبحت في شهر فبراير اقل من 9 ملايين برميل.
\r\n
\r\n
خبير النفط يتحدث
\r\n
\r\n
ذكر دون ايفانز وزير التجارة ان نحو ثلثي آبار النفط العراقية تقع في اماكن متقاربة جدا، ولم تتضح بعد أية معلومات عما اذا كان قد تم زرع الالغام فيها واخذ بوش يستعرض معلوماته الفنية التي اكتسبها من اشتغاله بتجارة النفط في مرحلة سابقة من حياته، وقال ان المتفجرات لو كانت قد وضعت على سطح الآبار فإن اطفاءها سهل نسبيا، اما اذا كانت قد وضعت في مكان عميق من الانابيب فقد تستمر النيران مشتعلة الى الابد ثم اضاف قوله: «اذا فجروا آبار نفطهم بشكل سطحي فقد يستغرق اطفاؤها اكثر من شهر واحد، اما اذا فجروها حقيقة فسوف يحتاج الامر الى سنوات».
\r\n
\r\n
وبعد ان يسرد مؤلف الكتاب تفاصيل عديدة عن بداية الحرب، مما اصبح معروفا للجميع، يخصص نحواً من اثنتين واربعين صفحة كخاتمة لكتاب ويستهلها بيوم 20 مارس، اول يوم كامل للحرب على العراق. وفي ذلك اليوم ابلغ الجنرال فرانكس رئيسه بأن القوات الخاصة اصبحت تسيطر جزئيا على المنطقة الغربية من الصحراء الواسعة التي تشكل 25% من الاراضي العراقية، وقد مكنها ذلك من منع اطلاق صواريخ سكود او تفجير حقول النفط الجنوبية.
\r\n
\r\n
وقد بلغ مجموع القوات الاميركية في المنطقة 516,241 الف جندي وانضم اليها نحو 41 الفا من المملكة المتحدة، و 2000 من استراليا، و 200 من بولندا، وبلغ حجم القوات البرية الاميركية والمتحالفة معها 183 الف جندي، وهي تتأهب للتحرك شمالا من الكويت الى داخل العراق ثم الى بغداد على بعد 250 ميلا.
\r\n
\r\n
وفي متابعته للايام الاولى للحرب يصف وودوارد حالة بوش، فيقول انه كان اشبه بضابط في ادارة التوجيه المعنوي، اذ كان يجري مكالمات هاتفية مع رؤساء دول التحالف، ويقصد المؤلف بذلك انه كان يحاول رفع الروح المعنوية لهؤلاء الرؤساء خاصة بعد ورود انباء عن وقوع ضحايا من الجنود الاميركيين والبريطانيين رغم ضعف المقاومة العراقية آنذاك. ومن بين المكالمات التي تلقاها ذلك الاتصال الهاتفي الذي اجراه معه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في صباح 24 مارس وقال له بوتين: «سوف يكون هذا الامر بالغ الصعوبة بالنسبة لك. انني اخشى عليك .. اخشى عليك».
\r\n
\r\n
وسأله بوش: لماذا؟
\r\n
\r\n
قال بوتين: لانه ستكون هناك عذابات انسانية هائلية.
\r\n
\r\n
\r\n
قال بوش: «لا .. لدينا خطة جيدة . ولكنني اشكر لك اهتمامك».
\r\n
\r\n
ويضيف بوب وودوارد ان بوش ادرك اثناء حديثهما ان بوتين المهموم بالحرب الدامية في الشيشان، كان يعرب عن قلقه من الآثار المترتبة عليه شخصيا.
\r\n
\r\n
وفي النهاية قال له بوش: «شكرا على مكالمتك .. هذا لطف كبير منك».
\r\n
\r\n
ويشير وودوارد الى ان بوش تذكر تلك المكالمة في وقت لاحق، وقال له انها كانت مكالمة صادقة، ولم تكن روتينية، بل معبرة عن الصداقة، وقد لقيت تقديرا مني، وبالمناسبة كانت الوحيدة من نوعها، ولكن كوندوليزا رايس كان لها رأي آخر فقد اعتبرتها امرا عرضيا، وبعد نحو يوم او اكثر اعطت بوش مقالا كتبه جنرال روسي متقاعد كان قد زار بغداد وكتب فيه يقول ان بوش قد يكسب الحرب، ولكنه لكي يفعل ذلك، لابد ان يمسح بغداد بالقنابل.
\r\n
\r\n
وفي الاسبوع التالي لغزو العراق واجهت القوات الاميركية والبريطانية مقاومة من الميليشيات غير التقليدية، مثل قوات فدائيي صدام التي يقودها ابنه عدي، كذلك كان سوء الاحوال الجوية من اسباب بطء تقدم قوات التحالف، وابدى بعض الجنرالات بمن فيهم الجنرال وليام والاس، القائد الاعلى لقوات الجبهة البرية، ملاحظات تفيد بان الحرب قد تستغرق زمنا اطول ربما يمتد الى عدة شهور، وكانت تلك فترة عصيبة بالنسبة لبوش، حيث توقفت فرق من الجيش عن زحفها، وقتل عشرات الجنود الاميركيين والبريطانيين، ووقع بعضهم في الاسر.
\r\n
\r\n
واصبحت التغطية الصحافية حافلة بالانباء السيئة، وعقد الرئيس الاميركي اجتماعا في غرفة روزفلت مع مجموعة من المحاربين القدماء يوم 28 مارس وقال لهم: انا لست مهتما بما تنشره الصحف فهي تبدو مثل .. لا ادري مثل ماذا .. انا اتلقى معلوماتي من توني فرانكس. وفي يوم 2 ابريل ابلغ رامسفيلد مجلس الامن القومي بأن لديهم 116 الف جندي في العراق و 310 آلاف جندي في مسرح العمليات.
\r\n
\r\n
ضربة قاسية
\r\n
\r\n
على الرغم من الانتصار السريع لقوات التحالف فإن فترة مابعد الحرب اصبحت استمرارا للعنف وعدم الامان. وكان الجنرال فرانكس اول المستقيلين، وقد اعتبر عدد من معاونيه من الجنرالات وغيرهم انه وجه ضربة لعمليات اشاعة الاستقرار، ولم يوضع مكتب اعادة الاعمار والمساعدات الانسانية تحت امرة فرانكس، واسندت رئاسته في البداية الى جاي غارنر الذي اصبح ندا له، وعندما انتهت عمليات القتال الكبرى في مايو كان فرانكس مرهقا فقام باجازة، واراد رامسفيلد اسناد رئاسة هيئة الاركان المشتركة اليه في ترقية بالاسم فقط.
\r\n
\r\n
ولكنه ترك القيادة المركزية في يوليو وتقاعد عن العمل في الجيش في اغسطس واخبر اصدقاءه فيما بعد بانه حصل على مليون دولار بسبب قيامه بالقاء الخطب خلال الشهور الاولى لتقاعده، كما انه وقّع عقدا لكتابه مذكراته مقابل عدة ملايين من الدولارات ولكنه اشترط على الناشرين الا يوجه انتقادات الى رامسفيلد. وقد استمر العنف والتمرد داخل العراق وقتل المئات من العسكريين الاميركيين.
\r\n
\r\n
الصحافي والرئيس
\r\n
\r\n
يخصص بوب وودوارد جانبا كبيرا من خاتمة كتابه الطويلة لمقابلاته مع بوش، فيوضح ان اول مقابلة اجراها معه من اجل كتابه تمت بعد ظهر يوم الاربعاء 10 ديسمبر 2003 في مكتب الرئيس بمقر اقامته في البيت الابيض. واستمر اللقاء اكثر من ساعة ونصف، اما المقابلة الثانية فقد تمت بعد ظهر اليوم التالي في المكتب البيضاوي ودامت لاكثر من ساعتين، وحضر المقابلتين كوندوليزا رايس ودان بارتليت، مدير الاتصالات بالبيت الابيض، وكان وودوارد قد قدم قائمة متسلسلة من احدى وعشرين صفحة، تحتوي على اجتماعات معينة ونقاط حاسمة.
\r\n
\r\n
ونقاط تحول، كان المؤلف يريد طرح اسئلة حولها. وقال له بوش انه اتيحت له فرصة لاستعراض بعض من سجلاته الخاصة قبل ان يتبادلا الحديث. وكانت بؤرة الاهتمام في اسئلة وودوارد تتركز على قرار شن الحرب، وعلى اجابات بوش المفصلة وما يتذكره بشأن احداث معينة، ونقاط التحول. اما المزيد من الاسئلة العامة فقد تركها وودوارد لوقتها اثناء المقابلة. وقد بدأت المقابلة بالحديث عن ديك تشيني، ثم انتقل الى موضوع الشكوك كما يسميها الصحفي الكبير الذي اقتبس في سؤاله فقرة قالها توني بلير رئيس الوزراء البريطاني في مؤتمر حزبه السنوي وهي:
\r\n
\r\n
«انا لا اكن عدم الاحترام اطلاقا لاي شخص لا يتفق معي في الرأي» وقال بلير ايضا انه تلقى رسائل من اولئك الذين فقدوا ابناءهم في الحرب وكتبوا اليه ليقولوا له انهم يكرهونه بسبب ما فعله. وهنا يقتبس بوب وودوارد بدهاء العبارة التالية من حديث توني بلير والتي يقول فيها «لا تصدق من يقول لك انه لا يعاني من الشك بعد تسلمه رسائل مثل تلك التي تسلمتها». فيرد عليه بوش قائلا: «نعم انا لم اعان من الشك.
\r\n
\r\n
وسأله وودوارد: صحيح؟ ألم تشعر بالشك على الاطلاق؟
\r\n
\r\n
يجيب بوش: لا وباستطاعتي نقل شعوري هذا الى الناس، الى اولئك الذين فقدوا الابناء او البنات، وآمل ان استطيع نقل ذلك بطريقة متواضعة.
\r\n
\r\n
وسأله الصحافي عن والده قائلا: هنا الشخص الوحيد على قيد الحياة الذي شغل منصب الرئيس والذي كان عليه اتخاذ قرار الحرب، ولا يصدق أحد انك لم تسأله في لحظة ما عن الجوانب الصحيحة لاتخاذ ذلك القرار، أو لم تسأله عن رأيه فيما كنت تواجهه.
\r\n
\r\n
وردد بوش في استياء على قول وودوارد: «لا يصدق أحد!» ثم اردف قائلا: اظن ان من المستحسن ان افكر في اجابة معينة.
\r\n
\r\n
فأسرع وودوارد الى القول: لا لا .. لقد كنت قاسيا ومباشراً لأنني ..
\r\n
\r\n
وقاطعة بوش: لا. لا. لا يجب ان تكون كذلك، اسمع .. بالطبع، انا اتحدث اليه، ولا استطيع ان اتذكر لحظة قال لي فيها: لا تفعل هذا او افعل ذاك، ولا اتذكر لحظة قلت فيها لنفسي: ربما يستطيع هو مساعدتي في اتخاذ القرار، ويجب ان تفهم ان ذلك القرار يختلف عما حدث فجأة من خطر على الكويت ثم الانفجار، فهو جزء من التزام اكبر نشأ عما حدث في 11 سبتمبر 2001، وهذا جزء من نوع كبير ومختلف من الحرب .. انه مثل المقدمة لامور اخرى. وسأله وودوارد: هل قلت له: «أبي كيف انفذ ذلك بالطريقة الصحيحة؟ ماذا يجب علي أن افعل؟
\r\n
\r\n
أجاب بوش: لا اظن اني فعلت ذلك
\r\n
\r\n
فسزله وودوارد: ألم تناقش الامر معه ابدا؟
\r\n
\r\n
قال بوش : أنا واثق .. ومن المؤكد أننا فعلنا ذلك. أنا أحاول ان اتذكر. انها مصادفة تاريخية عجيبة ان يدخل اب وابنه حربا في المنطقة نفسها».
\r\n
\r\n
ثم اضاف قائلا: انا لا احاول ان اكون مراوغا .. انا لا اتذكر .. وفي مقدوري ان أسأله وأرى إن كان سيتذكر شيئا، ولكن كيف تسأل شخصا عما كان يشعر به وهو يرسل بعض الناس لكي يفقدوا حياتهم؟ وتذكر انت انني فعلت ذلك في بداية الامر في افغانستان. وربما دارت المناقشات بيننا حول التكتيكات، وحول اسئلة مثل: كيف تسيرامورك؟ وماهي احوال علاقتك البريطانية؟ وهو يتابع الاخبار الآن، وعكذا، كنت اطلعه على ما افكر فيه، وأنت تعرف انه ليس الشخص الذي الجأ ليه في ظروف استخدام القوة .. هناك أب أعلى أتوجه اليه».
\r\n
\r\n
ما الذي حدث؟
\r\n
\r\n
ينتقل وودوارد في اسئلته الى موضوع آخر ولكنه يلجأ الى سرد مقدمة قبل طرح سؤاله بأسلوب ذكي فيقول للرئيس الاميركي ان احد رؤسائه في صحيفة «الواشنطن بوست» اقترح عليه سؤالا عسيراً يتعلق بأسلحة الدمار الشامل: «هل تعّرض الرئيس للتضليل ..» قاطعه بوش: «لا».
\r\n
\r\n
وأكمل وودوارد سؤاله: «التضليل من قبل المخابرات أم أنه ضلل البلاد؟»
\r\n
\r\n
قال بوش: لا .. الاجابة بالقطع هي لا
\r\n
\r\n
قال وودوارد: اذن ما الذي حدث؟
\r\n
\r\n
سأله بوش: وماذا تعني بالذي حدث؟
\r\n
\r\n
قال وودوارد: أعني بالنسبة لاسلحة الدمار الشامل والوعد الذي التزم به جورج تينيت مدير ال «سي. آي. ايه».
\r\n
\r\n
ويشير المؤلف الى ان بوش قال انه لو كان قد عرف قبل الحرب العدد الكبير من انتهاكات قرارات الأمم المتحدة التي اشار اليها دافيد كاي في اكتوبر 2003، لكان ذلك قد شكل خرقا ماديا ووفر سببا لشن الحرب. ولكانت المعلومات كافية لكي تصدر الامم المتحدة عدة قرارات، وكافية بالنسبة للرئيس السابق كلينتون لكي يقر ضرب العراق في 1998 عندما شن 650 غارة بالقاذفات والصواريخ.
\r\n
\r\n
وعاجله بوب وودوارد بالقول: ولكننا لم نجد اية اسلحة للدمار الشامل.
\r\n
\r\n
فقال بوش: لقد وجدنا برامج للاسلحة يمكن اعادة تكوينها. وقال له وودوارد انه كان قبل 11 سبتمبر يعتبر «صوت الواقعية» الذي كان يقول للشعب بعد الهجوم الكارثي ان الحرب ستكون طويلة ومريرة. وذكر الصحفي انه وجد، من خلال رحلاته، كثيرا من الناس، بمن فيهم مؤيدوه، يقولون انه لم يعد صوت الواقعية لانه لم يقل ولم يقر بأنه لم تكن هناك اسلحة دمار شامل.
\r\n
\r\n
ورد عليه بوش قائلا: لا اريد ان يقول الناس: آه .. لقد قلنا لك ذلك»، ولكنني اريدهم ان يعلموا ان هناك عملية تجري» ثم اضاف انه لم يكن هناك شخص واحد اقترح عليه ان يعلن مثل هذا الاقرار، ثم توجه بالحديث الى وودوارد: ولكنك تنتمي الى دوائر غير التي انتمي اليها وهي اكثر نخبوية.
\r\n
\r\n
فقال له وودوارد: هي في الحقيقة دوائر مجموعة اعمال كثيرة.
\r\n
\r\n
قال الرئيس: الواقعية هي ان تكون قادرا على فهم طبيعة صدام حسين وتاريخه والضرر الذي يمكنه الحاقه بأميركا.
\r\n
\r\n
وبدا للصحفي المتمرس ان بوش يقفز فجأة باجابته الى الموضوع الذي يهمين على فكرة وهو صدام حسين، وربما نفهم من قراءة سطور وودوارد التالية انه يحاصر بوش وتهربه من الاجابة الصريحة على سؤاله عن أسلحة الدمار الشامل، فنجده يحاول اعادته الى الموضوع الحقيقي فيسأله قائلا: أنا احاول تناول الحقيقة البسيطة التي تقول ان اسلحة الدمار الشامل لم يعثر عليها احد واننا لم «نجد حمامات فوارة بالفقاعات».
\r\n
\r\n
ويضحك بوش. فيقول وودوارد: ولكن تقرير الحالة ظل يقول طوال الاشهر الستة او السبعة الماضية ان الاسلحة لم يتم العثور عليها وهذا كل ما في الامر.
\r\n
\r\n
قال بوش: هذا حقيقي حقيقي. ثم جادل الصحفي بقوله انهم وجدوا ما يكفي .
\r\n
\r\n
واضاف: «الشخص الذي يريد ان يقف الرئيس ويعلن ذلك على الملأ، هو ايضا نفس الشخص الذي يريد ان يقول «ما كان يجب عليه ان يفعل ذلك» وتنبه بوش الى حاله فقال: ربما بدا أنني اتخذ موقف الدفاع فجأة» ثم اردف قوله: ان الفشل في العثور على «الوعاء المليء بالفقاعات» ليس معناه ان صدام حسين ليس خطيرا.
\r\n
\r\n
وشرح له وودوارد انه يطرح هذه الاسئلة لانه يريد ان يظهر في كتابه رأيه في مسألة اسلحة الدمار الشامل.
\r\n
\r\n
فسأله بوش: ولماذا تحتاج الى التعامل مع هذه المسألة في الكتاب؟ وماذا يمكن ان تضيف الى الموضوع؟ فقال المؤلف ان عليه ان يغطي فترة ما بعد الحرب وهذا موضوع رئيسي.
\r\n
\r\n
وقال بوش: انه يريد ان يتأكد من ان اقراره بعدم وجود اسلحة دمار شامل لن ينشر في صحيفة «واشنطن بوست» حتى يصدر الكتاب، اي بعبارة اخرى يقول بوش لن ارضى بأن أقرأ في الصحيفة عنوانا رئيسيا هو: «بوش يقول: لا أسلحة»!. ووعده بوب وودوارد بأنه لن ينشر.
\r\n
\r\n
ومع ذلك مضى أقل من شهرين وإذا بالرئيس الاميركي يدلي بذلك الإقرار يوم 8 فبراير 2004 في برنامج «قابل الصحافة» على شبكة «إن. بي. سي» ويقول: «توقعت ان تكون هناك اكداس من الاسلحة» ويقول ايضا: «لقد ظننت انه (أي صدام) يملك اسلحة» ووصف بوش الحرب وما تلاها بأنها «قصة القرن الحادي والعشرين».
\r\n
\r\n
خطة محكمة
\r\n
\r\n
بعد عدة سطور، يذكر المؤلف ان بوش اعرب عن ايمانه بأن السجلات سوف تبين انه هو ورامسفيلد وفرانكس والعسكريين الآخرين وضعوا خطة حرب استهدفت بدقة صدام حسين، وقيادة حزب البعث، والمقربيين من مراكز السلطة، واجهزتهم، ووسائلهم للاحتفاظ بالسلطة مثل القوات المسلحة واجهزة الأمن والشرطة السرية. ويبدو بوش وكأنه يوجه تهديدا مبطنا الى القيادات والاخرى في المنطقة، اذ يقول « ان تلك الخطة قد تكون مشروعا ذا مغزي تاريخي يمكن القادة الآخرين من الابقاء على المواطنين الابرياء والحفاظ على ارواحهم».
\r\n
\r\n
ويرى مؤلف الكتاب في نهاية الامر ان الفشل في العثور على اسلحة الدمار الشامل واستمرار العنف وعدم الاستقرار داخل العراق، وان حقيقة عدم انتهاء الحرب بالفعل، اصابت البعض بالتردد والحيرة، حتى بين اتباع بوش الحقيقيين وعلى رأسهم ولفوويتز، الذي ظل سنوات طويلة المؤيد المثابر والصريح للاطاحة بصدام حسين، وقد تساءل ولفوويتز نفسه كثيرا عما اذا كانت الحرب تستحق كل هذا. وقد قفز السؤال الى عقله بشكل مؤلم اثناء جنازة الكولونيل بالجيش تشاد بهرنج الذي قتل.
\r\n
\r\n
وسقط على الارض في الطابق الواقع اسفل غرفة ولفوويتز في الفندق ببغداد الذي وقع الهجوم عليه اواخر عام 2003، وكذلك اثناء عشرات المرات التي زار فيها الجنود الجرحى في المستشفيات العسكرية، ورغم ذلك كله اصر على زعمه ان الحرب لها ما يبررها. وعلى النقيض من ذلك الرجل، يذكر مؤلف الكتاب شخصية اخرى في الحزب الديمقراطي صابحها هو السناتور بوب غراهام عن ولاية فلوريدا الذي يرى ان الحرب على العراق اخطر اخطاء السياسة الخارجية الاميركية منذ الحرب العالمية الثانية.
\r\n
\r\n
\r\n
ويشببها بأنها كما لو ان الولايات المتحدة دخلت الحرب ضد موسوليني في ايطاليا عام 1941 بدلا من المانيا الهتلرية. وفي رأيه ان حرب العراق حولت الاهتمام بعيدا عن شبكة القاعدة بشكل خاص والتي جددت نفسها واصبحت اكثر خطرا، والنتيجة هي ان الولايات المتحدة اصبحت تعاني مخاطر اكبر مما كانت تواجهه قبل الحرب.
\r\n
\r\n
اما بالنسبة لاسلحة الدمار الشامل فإن غراهام يعتقد ان معلومات ال «سي. آي. ايه» خاطئة، حيث قامت الادارة الاميركية بما فيها بوش نفسه، باستغلال تلك المعلومات ثم ما لبثوا ان ادمنوها ولذلك يرى السناتور الاميركي انه يجب على تينيت اني يستقيل او ان يفصل من عمله، وابدى غراهام دهشته من امتناع بوش عن اتخاذ اجراء من اجل محاولة مباشرة وفورية لاصلاح وكالة المخابرات المركزية الاميركية، كما يرى عضو مجلس الشيوخ ان على بوش ان يعلن تحمله مسئولية تلك الاخطاء، واعرب عن امله في ان يتفق معه الناخبون الاميركيون على اسقاط بوش في انتخابات عام .
\r\n
\r\n
\r\n


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.