التزمت مصر الصمت التام حيال اتهامات الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش فى مذكراته التي صدرت الأسبوع الماضي وزعم فيها أن القاهرة أمدته بمعلومات هامة عن أسلحة الدمار الشامل العراقية المزعومة، وعلى على أساسها شنت الولاياتالمتحدة وحلفاؤها الحرب لتدمير العراق عام 2003. واستنادا إلى المذكرات التي تدور حول القرارات التي اتخذتها خلال فترتي رئاسته من يناير 2001 وحتى يناير 2009، أفاد تقرير للموقع الإلكتروني لصوت أمريكا ( Voice of America) أن الرئيس مبارك هو الذي أمد الرئيس الأمريكي السابق بالمعلومات الخاصة بأسلحة الدمار الشامل المزعومة حول العراق، والتي على أساسها شنت الولاياتالمتحدة وحلفائها حرب تدمير العراق. ووفقا للتقرير، فإن بوش قال فى مذكراته التي صدرت تحت عنوان " نقاط القرار" decision points فى 512 صفحة، عن دار كراون للنشر أن الرئيس مبارك أخبر تومي فرانكس القائد الأسبق للقيادة الوسطي للجيش الأمريكي بأن الرئيس العراقي السابق صدام حسين لديه أسلحة بيولوجية وسيستخدمها ضد القوات الأمريكية. وزعم بوش في مذكراته أن الرئيس مبارك طلب في وقتها ضرورة عدم الكشف بشكل علني عن تلك المعلومات منسوبة له خوفا من غضب الشارع العربي ضده. وأضاف قائلا إن "المعلومات الاستخباراتية التي جاءت من قادة الشرق الأوسط، الذين عرفوا صدام حسين جيدًا"، كانت لها تأثير على قراره وأشار إلى أنه "مثلما كانت هناك مخاطر للحرب، كانت هناك مخاطر لعدم الإقدام عليها أيضًا". وكانت الرئاسة المصرية نفت في 2004 ما ذكره الجنرال الأمريكى المتقاعد توم فرانكس، بأن الرئيس مبارك أبلغه في شهر يناير عام 2003، بأن الرئيس العراقي السابق كان يمتلك أسلحة دمار شامل تشمل أسلحة بيولوجية. ووصف السفير ماجد عبد الفتاح، مندوب مصر لدى الأممالمتحدة حاليا، والمتحدث باسم الرئاسة المصرية آنذاك في تصريحات صحافية تصريحات فرانكس، لمجلة Parade بأنها "ادعاء عار تماما عن الصحة". وكانت المجلة نقلت عن المسئول العسكري الأمريكي السابق، قوله إن الرئيس المصري والعاهل الأردني الملك عبد الله أبلغاه بأن صدام قد يستخدم أسلحة دمار شامل ضد القوات الأميركية. وأضاف عبد الفتاح أن فرانكس كان قد استفسر بالفعل من الرئيس مبارك عن تقديره لمدى صحة ما يتردد عن حيازة العراق لأسلحة الدمار الشامل وخاصة الأسلحة البيولوجية. كما استفسر عن إمكانية استخدام العراق لهذه الأسلحة ضد القوات الأمريكية إذا ما تدخلت الولاياتالمتحدة ضد العراق عسكريا. وأكد المتحدث أن رد الرئيس كان واضحا وهو أن مصر تتابع كل ما يتردد فى هذا الشأن، لكنها لا تستطيع أن تؤكد حيازة العراق لأي من أسلحة الدمار الشامل وأنه لا توجد لديها أية معلومات عن إمكانية استخدامه لهذه الأسلحة ضد القوات الأميركية. وفي مذكراته، يدافع بوش عن قراره بشن الحرب على العراق في مارس 2003 ويصف إزاحة صدام حسين ونظامه بأنها كانت ضرورية حتى وإذا لم يكن هناك أسلحة نووية، زاعما أن العراق أصبح أفضل بعد الحرب عليه. وقال أيضا فى مذكراته إن أمه وصفته بأنه أول رئيس يهودي للولايات المتحدة وذلك بعد خطابه الشهير الذي دافع فيه عن إسرائيل والشعب اليهودي باستماتة ووصفهم بضحايا التطرف والإرهاب الذي يسعى إلى القضاء على التقدم والسلام بقتل الأبرياء.