كشفت الوثائق السرية التي نشرها موقع "ويكيليكس" لوزارة الخارجية الأمريكية، أن الرئيس حسني مبارك حذر الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش من شن الحرب على العراق في مارس 2003، على خلاف المزاعم التي نشرها الأخير في مذكراتها الصادرة حديثًا والتي قال فيا إنه كان المصدر لامتلاك العراق أسلحة دمار شامل. وذكرت مجلة "دير شبيجل" الألمانية الاثنين- استنادًا إلى البرقيات السرية التي بحوزة موقع "ويكيليكس" الإلكتروني المعني بنشر بالوثائق السرية- أن مبارك اعتبر حرب العراق التي بدأت تحت قيادة الرئيس الأمريكي السابق "عبثًا خطيرًا"، كما وصف بوش بأنه "لا ينصت إلى النصيحة". وجاء ذلك على خلاف المزاعم التي ساقها الرئيس الأمريكي السابق في مذكرات التي صدرت في الثامن من نوفمبر الحاري حول أن الرئيس مبارك هو الذي أمده بالمعلومات الخاصة بأسلحة الدمار الشامل المزعومة حول العراق والتي على أساسها شنت الولاياتالمتحدة وحلفاؤها الحرب على العراق. وزعمت المذكرات أيضا أن الرئيس مبارك أخبر الجنرال تومي فرانكس القائد الأسبق للقيادة الوسطي للجيش الأمريكي، بن الرئيس صدام حسين لديه أسلحة بيولوجية وسيستخدمها ضد القوات الأمريكية. وأضاف "إن الرئيس مبارك طلب في وقتها ضرورة عدم الكشف بشكل علني عن تلك المعلومات منسوبة له خوفا من غضب الشارع العربي ضده". لكن المتحدث باسم الرئاسة المصرية نفى بشكل قاطع ما ذكره بوش في مذكراته، وأكد بعد أسبوعين من صدورها، أن الرئيس مبارك على العكس حذر الرئيس الأمريكي السابق والعديد ممن التقاهم من المسئولين الأمريكيين من الإقدام على غزو العراق، لما يمثله ذلك من مخالفة جسيمة للشرعية الدولية، وحذر من أن الغزو لن يكون مهمة سهلة، لأنه سيواجه بمقاومة عنيدة يستخدم فيها العراق كل ما في حوزته من أسلحة وعتاد. وأشار إلى أنه في إطار ذات الجهود والاتصالات للرئيس مبارك قبيل غزو العراق، وجه الدعوة للرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش (الأب) لزيارة مصر آنذاك، حيث نقل إليه ذات التحذير والمخاوف من الغزو، مبديا تطلعه لنقلها للرئيس جورج بوش (الابن) لإثنائه عن مواقفه. ولفت إلى مواقف مماثلة مع بوش الأب بعد تحرير الكويت عندما عبر الرئيس الأمريكي عن احتمال مواصلة عملية (عاصفة الصحراء) بالتحرك إلى العراق لإسقاط نظام صدام حسين، وهو ما قال إن الرئيس مبارك عارضه آنذاك، محذرا إياه من أن يتحول من "محرر للكويت" إلى "غاز للعراق"، وهو ما استجاب له بالفعل. وكانت الرئاسة المصرية سبق أن نفت في 2004 ادعاءات مماثلة، حيث قال الجنرال الأمريكي المتقاعد تومي فرانكس، إن الرئيس مبارك أبلغه في يناير 2003، بأن الرئيس العراقي السابق كان يمتلك أسلحة دمار شامل تشمل أسلحة بيولوجية. ووصف السفير ماجد عبد الفتاح، مندوب مصر لدى الأممالمتحدة حاليا، والمتحدث باسم الرئاسة المصرية آنذاك في تصريحات صحفية تصريحات فرانكس لمجلة "باراد" بأنها ادعاء عار تماما عن الصحة. وكانت المجلة نقلت عن المسئول العسكري الأمريكي السابق، قوله إن الرئيس المصري والعاهل الأردني الملك عبد الله أبلغاه بأن صدام قد يستخدم أسلحة دمار شامل ضد القوات الأمريكية. وأضاف عبد الفتاح أن فرانكس كان قد استفسر بالفعل من الرئيس مبارك عن تقديره لمدى صحة ما يتردد عن حيازة العراق لأسلحة الدمار الشامل وخاصة الأسلحة البيولوجية. كما استفسر عن إمكانية استخدام العراق لهذه الأسلحة ضد القوات الأمريكية إذا ما تدخلت الولاياتالمتحدة ضد العراق عسكريا.