هناك بالفعل نموذج لذلك.ولم يضع هذا النموذج شخص اخر سوى رامسفيلد نفسه في شبابه عندما أصبح كبير موظفي البيت الابيض في إدارة فورد وصادف سطوة جبارة لهنري كيسينغر الذي كان في وقتها وزيرا للخارجية ومستشارا للامن القومي. \r\n فعندما أصبح غيرالد فورد رئيسا بعد استقالة ريتشارد نيكسون في1974 استدعى رامسفيلد صديقه القديم منذ أن كان الرجلان عضوين في الكونغرس. وبسرعة عين رامسفيلد الذي عمل سفيرا لنيكسون لدى حلف شمال الاطلسي ديك تشيني-ساعده الأيمن في وظيفتيه السابقتين-نائبا لكبير موظفي البيت الابيض.في ذلك الوقت لم يكن لدى الاثنين اي تفويض او صلاحية لتحدي كيسينغر.على العكس وكما يتذكر تشيني فيما بعد فان تعليمات فورد لمساعديه الجدد في البيت الابيض كانت السيطرة على السياسة المحلية وان يظلوا بعيدين عن مجال الأمن القومي.لان ذلك كان متروكا برمته لسلطة كيسينغر. \r\n ومع ذلك فعلى مدى ال15 شهر التالية قلص رامسفيلد دور كيسينغر تدريجيا في الأمن القومي واستحوذ هو على مزيد من الصلاحيات.كيف عمل ذلك؟وكيف انقلب وضع رامسفيلد الشاب بوضعه الآن؟ هاهي دروس لبولتون من عمل رامسفيلد السابق. \r\n * انتظر الفرصة الملائمة.في الاشهر الاولى ترك رامسفيلد كيسينغر وحده واخذ يلاحق خصومه الاصغر.وانت بحاجة إلى وقت كي تعيد تحديد القضايا. \r\n * لاتستهدفه مباشرة.بل لاحق امبراطوريته البيروقراطية. \r\n قلص رامسفيلد في ذات الوقت كيسينغر من خلال الاحتجاج وهو محق بأنه لايجب أن يعمل شخص واحد وزيرا للخارجية ومستشارا للامن القومي في وقت واحد.وبعض من يتحدى رامسفيلد الان يمكن ان يعيب وزارة الدفاع التي يرأسها بانها تحارب من اجل الاحتفاظ بسيطرتها على وكالات اخرى مثل مكتب التجسس الوطني ووكالة الامن القومي.ويعد التركيز على معارك وزير الدفاع القوية مع الوكالات الاخرى أحد سبل إظهار ان خلافات رامسفيلد تتجاوز صلاحياته مع مهامه العسكرية. \r\n * اثارة قضية الصراحة الاعلامية.في النهاية وفي ساعات فوضى حرب فيتنام اخطأ كيسينغر بالسماح بان يتم ابلاغ وسائل الاعلام بان كل الاميركيين هم خارج فيتنام في الوقت الذي كان فيه بعض قوات مشاة البحرية الاميركية يناضلون من اجل الخروج من مقر السفارة الاميركية في سايغون.وامر رامسفيلد المتحدث باسم البيت الابيض الاعلان عن ذلك.وقال رامسفيلد (هذه الحرب تتسم بكثير جدا من الاكاذيب والمراوغات وانه ليس من الصحيح انهاء الحرب باستمرار احدى هذه الاكاذيب). \r\n آراء نبيلة.يمكن لبولتون ان يوضح بشكل مشابه انه يفضل وصولا اكبر لوسائل الاعلام إلى المعلومات بشأن الحرب-وهي عمليات الكشف التي قد لاتنعكس بشكل جيد على رامسفيلد. \r\n * دع القاعدة الجمهورية تلاحق الوزير صاحب النفوذ السياسي الكبير في مجلس الوزراء.كان كيسينغر مهيمنا داخل واشنطن وليس داخل الحزب الجمهوري.وكانت السياسة هي وظيفة الصديق والنصير القديم لكيسينغر نيلسون روكفيلر الذي كان في ذلك الوقت نائبا لرئيس الولاياتالمتحدة. وكان قويا بشكل مشابه. \r\n بحلول خريف 1975 زاد تحرر الزعماء الجمهوريين من الوهم حيال روكفيلر وقرر الرئيس فورد ان ينأى بنفسه عن الرجل الثاني له في القيادة. وعندما تم تحييده والقضاء على نفوذ روكفيلر داخل الحزب الجمهوري تآكلت سطوة كيسينغر هو الاخر.ولم يفعل رامسفيلد الذي تصادم مع روكفيلر داخل البيت الابيض الكثير لحمايته.يجب على بولتون ان يضع في اعتباره ان وضع رامسفيلد الان مرتبط بوضع تشيني وانه اذا ضعف وضع تشيني فإن وضع رامسفيلد سوف يضعف هو الآخر. \r\n * دع الكونغرس يقوم بالطرد الثقيل.رشح فورد رامسفيلد وزيرا للدفاع في خريف 1975 في نفس الوقت تم ترقية تشيني إلى منصب كبير موظفي البيت الأبيض.وفي جلسة استماع تثبيت ترشيح رامسفيلد استجوبه بقسوة عضو مجلس الشيوخ هنري(سكوب) جاكسون الذي طلب معرفة لماذا يحظى كيسينغر وزير الخارجية بصلاحيات واسعة جدا ووصول كبير جدا للرئيس عما هو الحال بالنسبة لوزير الدفاع.وقدم رامسفيلد اجابات غير واضحة في شهادته-وتم رفض ترشيحه وارسال محضر جلسات الاستماع سرا إلى الرئيس موضحا له اسئلة جاكسون. \r\n * داخل الادارة شكك في السياسات سرا ولكن ليس بشكل غامض.ابان سنوات نيكسون اصبح رامسفيلد المحور لمجموعة مساعدي السياسة المحلية الذين كانوا يشككون في سياسات كيسينغر من خلال التساؤل عن سبب الاستمرار في حرب فيتنام.وفي سنوات فورد كتب تشيني مذكرة داخلية لإذعة تعارض بشدة قرار فورد-كيسينغر رفض اجتماع البيت الابيض مع المنشق السوفيتي الكسندر سولزينيتسين.ولم يتسرب أي من ذلك لكن كان له تأثير قوي داخل الادارة.بشكل مماثل يمكن لبولتون ان يبدأ بهدوء في التساؤل بشأن أسباب استمرار حرب العراق او ان يتحدى بشكل آخر توجه الإدارة. \r\n \r\n * دراسة قواعد رامسفيلد سلسلة الملاحظات عن الحياة العامة التي كتبها في السبعينات.فقد تثبت أنها مفيدة في الاشهر المقبلة.حيث قبل ثلاثة عقود كتب رامسفيلد (لاتنظر إلى نفسك باعتبارك مهما ولا غنى عنك او انك معصوم عن الخطأ.فكما قال شارل ديغول ان مقابر العالم مملوءة برجال مهمين او أساسيين)....فليكن لك نائب وطور خليفة.كما تتضمن ايضا قواعد رامسفيلد هذه الجوهرة أن الدخول في الاشياء أسهل من الخروج منها.وان كان ذلك كان قبل وقت طويل من الان. \r\n \r\n جيمس مان \r\n مؤلف كتاب صعود آلهة النار:تاريخ مجلس حرب بوش.ومحاضر في كلية بول نيتز للدراسات الدولية المتقدمة في جونز هوبكينز.خدمة لوس انجلوس تايمز-واشنطن بوست خاص ب(الوطن). \r\n