\r\n ومع استثناءات نادرة ,رفض الجمهوريون في مجلسي النواب والشيوخ علانية أن يوجهوا أسئلة أو يجروا مراقبة وإشرافا على أداء الإدارة الأميركية في العراق منذ الغزو في عام 2003 . ولأن الجمهوريين في الكوننغرس مارسوا القليل جدا من الضغط على الرئيس بوش لتغيير المسار ,فإنهم قد جعلوا من الأسهل له بشكل أساسي أن يبقى في العراق بالرغم من التدهور المضطرد على الأرض . \r\n وتلك الاستراتيجية - التي رمز إليها قرار بوش بإبقاء رامسفيلد في منصبه لوقت طويل جدا - حطمت الجمهوريين في الانتخابات النصفية للكونغرس حيث تحول الناخبون المستاؤون من الحرب إلى الديمقراطيين . لقد أعلت الأغلبية الجمهورية من شأن مصلحتها الحزبية ( لدعم بوش) على حساب مسؤوليتها الدستورية ( أن تعمل كمراقب مستقل للسلطة التنفيذية ) وفي النهاية لا خدمت بلدها ولا قضيتها هي . \r\n وهذه الحكاية التحذيرية تقدم درسا أكبر . لا أحد يفوز عندما يتخلى الكونغرس عن مسؤوليته في مراجعة ومراقبة السلطة التنفيذية . ويقول النائب كريستوفر شايز : لو كنا قد أدينا مراقبة وإشرافا أفضل في الكونغرس ... لكان الحال أفضل لبلدنا ... وأفضل لكونغرسنا , وحتى أفضل للرئيس .. \r\n كان يجب أن يعلم شايز . فمنذ عام 1999 , كان رئيسا للجنة الفرعية اللأمن القومي المنبثقة عن لجنة الإصلاح الحكومي بمجلس النواب الأميركي . ولحنة شايز الفرعية كانت واحدة من اللجان الوحيدة في الكونغرس المسيطر عليه من الحزب الجمهوري التي تفحص بشكل نظامي أداء الإدارة الأميركية في العراق . \r\n لقد عقدت لجنة شايز الفرعية ثماني جلسات حول العراق في هذا العام . وفحصت خطر الحرب الأهلية ودور المتعاقدين الخاصين وخطط بوش للنجاح . وحتى الديمقراطيين في اللجنة قالوا إنهم كانوا يعتقدون أن شايز يضغط بقوة وجرأة . ويقول النائب كريس فان هوللون : لا شك أن هناك لجنة فرعية واحدة صغيرة كانت هي اللجنة الوحيدة في مجلس النواب التي تسأل بعض الأسئلة الجدية عن سلوك الإدارة الأميركية في الحرب على العراق .. ويقول شايز إنه يعتقد أنه أتيحت له الفرصة لملاقاة والوصول إلى صانعي السياسة الأكثر قربا إلى القرارات ذات الصلة . ولكن بوصف اللجنة لجنة فرعية , لم يكن لدى اللجتة القوة والثقل لطلب الإفادة من كبار المسؤولين الذين صاغوا وشكلوا الاستراتيجية , مثل رامسفيلد أو وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس ( التي تدلي بشهادتها عادة فقط أمام لجان رئيسية بالكونغرس وليس لجانا فرعية ) . \r\n ويقول شايز إن وزارة الدفاع الأميركية شنت أيضا نوعا من الحرب على الكثير من طلباته الخاصة بالحصول على معلومات . فعادة كانت الوزارة ترفض - متعللة بأسباب أمنية - السماح لأعضاء اللجنة الفرعية بالبقاء في العراق ولو لليلة واحدة . \r\n وفي الصيف الماضي , كما يقول شايز , رفضت وزارة الدفاع الأميركية بتسطيح طلبه بالحصول على معلومات وبيانات عن عدد القوات العراقية الكفئة الفاعلة . ولكن بدلا من ذلك , أخبره المسؤولون أنه يمكنه أن يسأل رامسفيلد عن المسألة خلال زيارة للكابيتول ( مقر الكونغرس ) .. يقول شايز ومازال متعجبا : كانت عجرفة فوق العادة . ولكن خلال السنة , وفي الوقت الذي ساءت فيه الأحوال في العراق , لم تجابه تلك اللجان البارزة التحدي . فقبل جلسة يوم الأربعاء مع الجنرال جون أب زيد , لم تعقد لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب جلسة استعراض للوضع في العراق منذ مارس الماضي . وكان رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ جون وارنر أكثر جبنا بكثير من نظيره بمجلس النواب دونكان هانتر , في الاعتراف بالحاجة للتغيير في العراق . ولكن وحتى ذاك , عقدت لجنة مجلس الشيوخ جلستين اثنتين فقط متعلقتين بالعراق قبل جلستها مع أبي زيد الأسبوع الماضي . لقد عمل رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ ريتشارد لوغار كصوت مستقل فيما يتعلق بالعراق ووزع 15خطابا إلى زملائه تبرز دراسات جديدة حول الحرب . ولكن اللجنة عقدت جلستين اثنتين فقط عن العراق هذا العام . فلماذا كانت كثير من اللجان القوية تنظر بعيدا بينما العراق يتمزق ؟ يقول شايز إن سيطرة الحزب الجمهوري على الكونغرس والبيت الأبيض دعمت تعريفا مضللا للولاء للرئيس . وفي الواقع , كما يقول شايز ملاحظا , فإنه ليس فقط البلد ولكن أيضا الكونغرس - وحتى بوش - كان يمكن أن يستفيد لو كان الكونغرس قد ضغط على البيت الأبيض مبكرا لمواجهة الإخفاقات المتعلقة بالمفهوم والتصور والتخطيط والتنفيذ في العراق . فتجاهل المشاكل إنما سمح لها بالتفاقم . \r\n رونالد براونشتاين * \r\n * مراسل سياسي لصحيفة \" لوس أنجلوس تايمز \" \r\n * خدمة \" لوس أنجلوس تايمز \" - خاص ب \" الوطن \"