\r\n يقول أبو ضياء \"لقد بدأت حماس بأجندة عنوانها الإصلاح والتغيير. غير أن هذا البرنامج سرعان ما اصطدم بالواقع\"، مضيفاً \"إن كل حكومة في حاجة إلى برنامج سياسي، غير أن هذه الحكومة توقفت وقالت \"تحلوا بالصبر\"، ولكن لا يجدر بأي حكومة أن تقول ذلك\". \r\n \r\n في وقت تمتع فيه \"حزب الله\" بارتفاع في شعبيته عبر العالم العربي بعد حربه مع إسرائيل التي استمرت لأكثر من شهر، تبدو حركة \"حماس\" في الأراضي الفلسطينية اليوم تحت ضغوطات داخلية متزايدة من أجل حل الأزمة المالية أو اقتسام السلطة. وبالرغم من أن الإضراب هو أيضاً مناورة سياسية من قبل رؤساء النقابات المنتمين إلى حركة \"فتح\" المنافسة، فإن تصريحات مثل تلك التي أدلى بها أبو ضياء تؤشر على أن قطع المساعدات الأميركية والأوروبية عن الحكومة التي يقودها نشطاء إسلاميون أدى إلى انتشار شعور بالإحباط في أوساط الفلسطينيين تجاه \"حماس\". كما يُتوقع أن يمنح الإضراب الرئيس محمود عباس المزيد من القوة لإقناع رئيس الوزراء إسماعيل هنية بالعدول عن رفضه لإجراء محادثات سلام مع إسرائيل. \r\n \r\n الواقع أن \"حماس\" تعلم أنه لا خوف على أغلبيتها في البرلمان في الوقت الراهن على اعتبار أن \"فتح\" لم تتعاف بعد من وقع الهزيمة التي منيت بها في انتخابات يناير. ونتيجة لذلك، فبدلاً من سقوط الحكومة الحالية، من المرجح أن تعقد \"حماس\" توافقاً مع حزب عباس، حركة \"فتح\"، من أجل المشاركة في حكومة وحدة وطنية. وفي هذا السياق، يقول محمد برغوثي، وزير الشؤون الاجتماعية الفلسطيني، \"عندما تصبح الحكومة الفلسطينية عاجزة عن الإتيان بنتائج، فستكون صريحة مع الشعب\"، قبل أن يضيف قائلاً \"الحل اليوم هو الوحدة والتوافق الداخلي الذي يحترم الطرفين\". \r\n \r\n وقد أجرى ممثلو \"حماس\" و\"فتح\"، على مدى الأسابيع القليلة الماضية، مفاوضات بشأن تشكيل حكومة وحدة وطنية وتحديد السياسة التي ستنتهجها الحكومة الجديدة تجاه إسرائيل. \r\n \r\n وقد مرت أول حكومة فلسطينية تقودها \"حماس\" بفترة عصيبة؛ حيث أمر الجيش الإسرائيلي جنوده بالعودة إلى قطاع غزة انتقاما لأسر جندي إسرائيلي. كما تراكمت على الموظفين ديونٌ ثقيلة لأن الجهات المانحة في أوروبا والولايات المتحدة رفضت دعم حكومة ترفض الاعتراف باتفاقات السلام المبرمة مع إسرائيل. غير أن مسؤولي \"حماس\" من أمثال برغوثي يجادلون بأن الأزمة إنما هي من صنع إسرائيل والولايات المتحدة، اللتين رفضتا تقبل فوز الإسلاميين الساحق في الانتخابات. \r\n \r\n والواقع أن إضراب القطاع العام الذي بدأ نهاية الأسبوع الماضي يحول مسؤولية الشلل ويقوي موقف \"فتح\" في المفاوضات. ويقول سمير برغوثي، مدير المركز العربي للتنمية الاقتصادية، \"إنها أزمة وصلت إلى ذروتها. فالناس لا يمكنهم الانتظار أكثر من دون راتب\"، مضيفاً \"إن الضغط العربي والدولي والإسرائيلي أتى أكله. فالناس البسطاء يقولون \"لقد صوتنا على حماس ووضعنا ثقتنا في حماس، غير أن حماس غير قادرة على الإتيان بأي نتائج\". \r\n \r\n وسعى زعماء النقابات وأعضاء البرلمان المنتمون إلى حركة \"فتح\"، أثناء إعلانهم أمام الصحافيين عن نسب المشاركة في الإضراب بمدن غزة والضفة الغربية، إلى جعل الحكومة في موقع الدفاع؛ حيث أعلن مسؤولون أن الموظفين حرصوا على أن يتزامن إضرابهم مع بداية العام الدراسي لأن الأسر ستشعر بضائقة مالية أشد وطأة في وقت تعد فيه أطفالها للمدرسة. ويقول \"باسم هديدل\"، المتحدث باسم المعلمين، \"إن الشعب الفلسطيني يعيش في أزمة اقتصادية واجتماعية بغض النظر عن الأميركيين والإسرائيليين\"، وأضاف \"أتمنى أن تفهم حماس الوضع الخطير الذي نحن فيه اليوم\". \r\n \r\n ومن جانبه، يقول هاني المصري، كاتب العمود بصحيفة \"الأيام\"، إن \"حماس\" تمكنت من الحفاظ على قسط مهم من شعبيتها بالرغم من أشهر من الأزمة الاقتصادية الخانقة. غير أن الزعماء السياسيين أخطأوا حينما أعلنوا في البداية الإضراب هجوماً على الحكومة بدلاً من تحويله إلى دعوة إلى المجتمع الدولي من أجل رفع العقوبات الاقتصادية، وأضاف قائلاً \"إذا أصروا على الاحتفاظ بسيطرتهم على الحكومة، فسيعطي ذلك عباس دفعة لحلها\". \r\n \r\n ويأمل الفلسطينيون أن ينهي اتفاق على اقتسام السلطة بين \"حماس\" و\"فتح\" قطع الجهات المانحة لمساعداتها ويعيد رواتب القطاع العام. وفي هذا الإطار، يقول محللون إن اتفاقا على اقتسام السلطة من شأنه أن يسمح لعباس بالمشاركة في محادثات سلام مع إسرائيل، مع ترك حق المعارضة بين أيدي أعضاء البرلمان المنتمين إلى \"حماس\". ومما تسرب أيضا أن الجانبين يبحثان ما إن كان ينبغي أن يكون الوزراء في حكومة الوحدة الوطنية –بمن فيهم رئيس الوزراء- من التكنوقراطيين أو السياسيين. \r\n \r\n بالمدرسة الثانوية برام الله كانت الساحة خالية إلا من إسماعيل أبو أيهم البواب، الذي قال إنه لا يؤيد \"حماس\" مثلما لا يؤيد \"فتح\". وأشار \"أبو أيهم\" إلى أنه يخوض الإضراب أيضاً رغم أنه أتى إلى العمل، وقال \"لقد جاء الأطفال إلى المدرسة هذا الصباح، ثم غادروا\"، مضيفاً \"إن الضغط ليس صادراً عن الموظفين فحسب، وإنما سيصدر عن التلاميذ وأولياء التلاميذ أيضاً. وهذه ليست سوى البداية\". \r\n \r\n \r\n جوشوا ميتنيك \r\n \r\n مراسل \"كريستيان ساينس مونيتور\" في رام الله \r\n \r\n ينشر بترتيب خاص مع خدمة \"كريستيان ساينس مونيتور\" \r\n \r\n