\r\n وبالرغم من صغر سن الزبيدي, فانه يعتبر, على نطاق واسع, اقوى شخصية في جنين, او الذي يخشى جانبه اكثر من غيره على الاقل, وكتائب الاقصى شبكة من مجموعات المقاتلين انتشرت بعد اندلاع الانتفاضة الجديدة في ايلول 2000 . اما الاجندات ذاتية الصنع لمثل هذه المجموعات, وكذلك الخلايا, لا تعد ولا تحصى, لمجاهدين اخرين, فتشكل جزءا من التحدي لسلطة الرئيس عرفات, والذي وصل الان درجة التصعيد في قطاع غزة. وان يكن لتحدي الزبيدي اية دلالة, فعلى الزعيم الفلسطيني العجوز ان يتوقع ظهور اعداد متزايدة من رفاق الجيل الشاب الذين سئموا من كل شيء تقريبا. \r\n \r\n وقال الزبيدي, في مقابلة اجريت معه في احد ملاجئ المجموعات المقاتلة, في جنين, »انا لا اتلقى اوامر من احد, ولا اجيد التبعية«. وبينما كان يتحد ث الينا, كان رفاقه - المسلح بعضهم ببنادق »إم-16« - يتسللون الى الصالة, ويخرج اخرون. وعن حالة فتى ترك الصف التاسع في المدرسة الاساسية - والذي القى به الجيش الاسرائيلي في السجن لانه قذف على الجنود زجاجة مولوتوف, ولم يعد بعدها الى المدرسة ابدا - تحدث الزبيدي بتلك السلاسة والثقة التي لشخص يتوقع ان العالم يصغي اليه باهتمام بالغ. وقال الزبيدي ايضا, »وحتى لو سمعنا اناسا يقولون لقد تعبنا من الانتفاضة, ونريد الاستعفاء, فليكن لهم ذلك. غير ان لدينا جيلا اخر قادم سيقاتل على نحو افضل. فقد بدأنا بقذف الحجارة, ولدينا الان صواريخ القسام. وفي وقت لاحق سنتبادل اطلاق الصواريخ«. \r\n \r\n والى الجنوب, وفي مدينة رام الله, يجهد الرئيس الفلسطيني عرفات للمحافظة على السيطرة على وضع سياسي وامني يبدو انه اخذ يخرج عن تحكمه فيه. فيوم الثلاثاء الماضي, سحب رئيس الوزراء احمد قريع استقالته (التي كان قد قدمها نهاية الاسبوع) اثر ازمة نشبت في اجتماع للوزارة. غير ان وكالة رويترز ذكرت ان قريع وافق على البقاء فقط كقائم باعمال رئيس الحكومة, مشيرا بذلك الى انه لن يبقى طويلا. \r\n \r\n وفي حين ما تزال مجموعة من الرؤوس الشابة الجديدة, مثل الزبيدي, تعتبر عرفات زعيمها, فان اعضاءها يتصرفون باستقلالية. اما دافعهم الرئيسي في ذلك, فهو تصعيد كفاحهم ضد اسرائيل. ويذكر هنا ان الزبيدي يتحمل مسؤولية التفجير الذي وقع في تل ابيب الاسبوع الماضي, وقتلت فيه فتاة صبية, وجرح اكثر من 30 شخصا. \r\n \r\n ويذكر في هذا المجال ايضا ان هذه الرؤوس الجديدة مصابة بخيبة امل من السلطة الفلسطينية. فيقول الزبيدي ان السلطة الفلسطينية ليست موجودة, كادارة, في جنين. »وانا المسؤول فيها. اما رجال الشرطة, فما من عمل لهم غير ارباك حركة المرور. وان وقعت مشكلة ما, يعود الناس فيها اليّ. وان القيت القبض على لص, فأجبره على اعادة ما سرق - واحيانا نلحقه بالكتائب لكي يساعدنا على الامساك بلصوص اخرين. وقبل فترة من الزمن, اطلق عليّ شخص النار, فكسرت ذراعيه«. \r\n \r\n وبينما كان الزبيدي يقدم وصفا لنسخته الخاصة بالجريمة والعقاب في جنين, كان عدد من مقاتليه الشباب يقلبون رزما من الشواقل الاسرائيلية, ويعدون اوراقها ان كانت تكفي لشراء بندقية »إم-16« جديدة من السوق السوداء. وممن? »من الاسرائيليين« الذين يلتقطون اثنين من هؤلاء الرجال لكي يعرفوا ان تم التوصل الى السعر اللازم, وهو 600 دولار تقريبا. \r\n \r\n يقول الزبيدي ان كتائب الاقصى لا علاقة لها بالفوضى الدائرة في غزة. لكن اخرين ليسوا متأكدين من ذلك. اذ يقول هاني المصري, احد المحللين السياسيين في رام الله, ان الاضطرابات في غزة جزء من الصراع على السلطة بين عرفات والرئيس السابق للجهاز الامني هناك, محمد دحلان. \r\n \r\n ويضيف الى ذلك ويقول, »اذا نظرنا الى كتائب الاقصى, فعلينا ان نتساءل اية كتائب اقصى نتحدث عنها. فلدينا كتائب اقصى في غزة تقف مع دحلان, واخرى تقف مع عرفات. وما يجري الان في غزة ناجم عن الانسحاب الاسرائيلي (المتوقع) من غزة, الامر الذي يعطي اليد الطولى لدحلان«. ويذكر هنا ان عرفات لم يتمكن من الذهاب الى غزة منذ اكثر من عامين. \r\n \r\n ويمثل دحلان, وهو شخص في اوائل الاربعينات من عمره, ذو ولع بارتداء البدلات العصرية لرجل الاعمال, صورة رجل يقف الى جانب عرفات المحصن والمستنفد. اما الاختلافات بينهما فتتشابك مع الشعور العام بالاحباط, ومع الفساد وسوء الادارة, ومع التشويش في على من تلقى المسؤولية. \r\n \r\n وفي هذا الخصوص, يقول حافظ البرغوثي, محرر جريدة »الحياة الجديدة«, »هذا تمرد داخل فتح. فهناك صراع بين الجيل القديم والجديد الشاب. فالجيل الشاب يطالب بقيادة جديدة, ووجوه جديدة, ودماء جديدة في القيادة, وتنحية الفاسدين«. \r\n \r\n ويقول احمد غنيم, عضو المجلس الثوري في حركة فتح, انه لامر في غاية التبسيط ان تعزى المشاكل الراهنة الى صراع بين الاجيال. فهو كاصلاحي داخل تنظيم فتح, قلق جدا من هذه الطريقة غير المعهودة ابدا التي تسير بها التمردات الداخلية الفلسطينية. وفي هذا الشأن, يقول البرغوثي: »علينا محاربة الفساد, غير ان الفوضى اشد خطرا من الفساد نفسه. ونحن نعتقد بأن الدعوة للاصلاح يجب ان تطرح داخل الحركة بطريقة قانونية ومشروعة, وليس بدفع الناس الى حرب اهلية, اما اولئك ممتشقو السلاح في الشوارع, الذين يختطفون الرهائن, فلن يحققوا اي اصلاح واي اصلاح هذا الذي يقومون به? وعندما نتحدث عن الاصلاح, فان 80 بالمئة من هذه الاحاسيس يأتي من جانب اولئك الناس الملتزمين بالكفاح الفلسطيني ضد الاحتلال«. \r\n \r\n ويضيف البرغوثي قائلا: »لكن 20 بالمئة من الناس انما يعملون لمصالحهم الشخصية«. \r\n \r\n واما الزبيدي فيقول من جهته انه مستعد لالقاء السلاح ان ابرم عرفات اتفاقية سلام مع اسرائيل, لكنه لا يرى ان ذلك سيتحقق قريبا, بل انه لا يرى في هذا الجدار, الذي يقام لمنعه من الوصول الى اسرائيل, عقبة امامه.0 \r\n \r\n \r\n \r\n عن صحيفة »كريستيان ساينس مونيتور«.