تولد النجوم فى السماء كل يوم مثلما تُفنى كل يوم، ما بين الميلاد والفناء تعيش نجوم السماء زمنا من التوهج والسعادة كما أنها تمنحنا أوقاتًا من الفرح والتأمل! ميلاد نجم لامع فى السماء حدث عادى وعابر، تتجمع مسارات غبار عابرة فى الفضاء فيمنحها القدر ضربة حظ فُتصبح نجمة عالية لا اسم لها، لكنها تُزيد الكون جمالًا. كم من أيامنا تُشبه النجوم؟ تولد مبهجة من حيث لا تتوقع ولا تنتظر، وتسقط حزينة ذابلة من حيث لا تعرف ولا تتمنى! من نعم الله أن أيامنا الحلوة مثل النجوم فى السماء، تنتهى لتبدأ، تذبل مثل زهرة جميلة لها رائحة ساحرة لتولد أخرى فوق نفس الغصن أرق. كل شىء فى الحياة يولد كل يوم وكل لحظة.. كل الأشياء تتجدد وتحيا وتمنح أغلى ما عندها وعندما تصبح غير قادرة على العطاء يولد غيرها بقوة وحب. تمنحنا النجوم كل ما لديها من طاقة مذهلة وضَى أصيل وزينة ليل وونس.. تعطى وهى تعلم أنها زائلة بعد قليل، وكم من ناس فى الحياة هم نجوم تمنح دون طلب وتعطى دون مقابل وتُعلم دون سؤال. هؤلاء ألطف الناس وأقواهم، سادة الدنيا وسندها، نشكو مهما نشكو من قسوة الحياة وجفاف المشاعر فى هذا الزمن، لكن النجوم التى تلمع ماضية فى العطاء دون أن ندرى، وهل تدرى إذا توقفت الحياة عن ميلاد النجوم ماذا يمكن أن يحدث لأيامنا؟ سنشعر بالبرد ونموت من الخوف ونسقط من الألم وتجف الابتسامات من الوجوه للأبد. الناس الذين يشبهون النجوم فى حياتنا هم أقرب لنا مما نتصور، يمتصون صدمات الحياة ويجعلونها ضحكة طفل رائقة، يحرسون أحلامنا من الضياع أو السرقة، يحلقون حولنا كفراشات بيضاء مبهجة. كم نجمًا حارسًا فى حياتك وأنت لا تدرى؟ مهم أن ندرى لكى نسعد بالأمان، كى نفرح بالقرب منهم، كى نذهب إلى النوم ونحلم أحلامًا سعيدة. محظوظ من تلمسه النجوم فى كل خطوة فى حياته، محفوظ من تحيط به النجوم فى الرحلة. عندما تنظر إلى السماء وتَعد النجوم لا تنسى أن تَعد نجوم الأرض الذين يحيطون بك، وأحلم أن تكون يومًا نجمة فى حياة غيرك، تمنح ما أخذت وتعطى ما مُنحت. ما أروع أن تكون نجمة فى قلب من تحبهم.