في هذا الخصوص, قال مسؤول كبير في الامن الفلسطيني, »ليس لدينا خطة استراتيجية لمثل هذا الامر, فهو لم يكن يرغب في مناقشة خلق بديل له في حالة طارئة«. \r\n \r\n وقال هذا المسؤول ان كبار مسؤولي الامن راحوا, يوم الخميس الماضي, يضعون خطة تحدّد المسؤوليات لكل رئيس من رؤساء اجهزة الامن ان وافى القدر عرفات. \r\n \r\n ويضيف هذا المسؤول الامني الكبير ويقول كان هذا جزءاً من عزوف عرفات عن البحث فيه; وهو ان اعداد خليفة له ربما سيتصرف بطريقة تخدم الامريكيين والاسرائيليين الذين يريدون تهميشه. اما المحللون فيقولون ان هناك دافعاً اخر لدى عرفات, الا وهو الاحتفاظ بالسلطة لنفسه. \r\n \r\n ولعل الفلسطينيين سيدفعون ثمن هذا الاسلوب الان, فمع الاقتتال الداخلي وغياب القانون في الضفة الغربية وقطاع غزة, حتى قبل مرض عرفات, هناك خوف من ان يتفاقم الوضع على نحو اسوأ بكثير, ان لم يكن عرفات قادراً على القيام بدور نقطة الجذب لمختلف المصالح والفصائل. وفي هذا الشأن, يقول المحلّل السياسي في رام الله, هاني المصري, »فطالما انه يمسك بجميع الخيوط بين يديه, فسيترك رحيله فراغاً كبيراً, وبطبيعة الحال, سيشتد النزاع الداخلي, لكن السؤال الذي يطرح هو: الى أي مدى? ويقول المحللون ان الكثير من ذلك يتوقف على القرارات العسكرية والسياسية الاسرائيلية. \r\n \r\n ويضيف المصري ويقول, لقد كان عرفات رئيساً لمنظمة التحرير الفلسطينية, ورئىس حركة »فتح«, ورئيس السلطة الفلسطينية, وهو »عامل وحدة, وسلطة مركزية واحدة. وبغيابه لن تعود السلطة مركزية, وقد نرى تصدع كل شيء الى اقطاعيات محلية. وسيدب النزاع بين اطراف عديدة الى ان تستقر الامور على حال«. \r\n \r\n بعد تفاقم حالته الصحية على مدى اسبوعين, ثم انهار يوم الاربعاء الماضي, وراح في غيبوبة لفترة قصيرة, وافقت اسرائيل, يوم الخميس, على السماح بنقل عرفات جواً للمعالجة في باريس. وتلك هي المرة الاولى التي يغادر فيها الزعيم الفلسطيني رام الله خلال ثلاث سنوات تقريباً, حيث تحتجزه اسرائيل في مقره بالمقاطعة. \r\n \r\n وفي حين تنظر الولاياتالمتحدة واسرائيل الى عرفات كعقبة في طريق السلام في الشرق الاوسط, يقول محللون ان ازالته من المعادلة لن تطلق شرارة عملية السلام, ذلك لان اي خليفة له لن يكون قادراً على القبول بضم اسرائىل لجزء من الضفة الغربية اليها, فيقول داني روبنشتاين, مؤلف كتاب عن حياة الزعيم الفلسطيني, »ليس بالضرورة ان تصبح الحركة الفلسطينية اكثر اعتدالاً في غياب عرفات. فنحن نتوقع حدوث فوضى, وربما انهيار في القانون والنظام.. فبغياب رمز مثل عرفات, قد يتصدع المجتمع, وقيام زعيم لكل مدينة وعشيرة وجهاز. \r\n \r\n وتراقب اسرائيل التطورات عن كثب. فيقول رعنان جيسين, احد المتحدثين باسم شارون, »اننا لنأمل بأن ما سيبرز الى الوجود, سيكون قيادة نستطيع التفاوض معها, وتكون لديها الرغبة في اجراء اصلاحات, وتوقف النشاط الارهابي والتحريض«. \r\n \r\n في الوثائق المكتوبة, تتوافر شروط لخلافة عرفات بعد رحيله, فرئاسة السلطة الفلسطينية يضطلع بها رئىس المجلس التشريعي الفلسطيني روحي فتوح, الذي سيتولى الرئاسة لمدة 60 يوماً, حتى تجرى انتخابات رئاسية. وفي الممارسة العملية, فإن اجراء انتخابات وطنية امر مشكوك فيه, طالما ان اسرائيل تعارضها حتى الان, ويعتقد محللون ان فتوح, وهو شخصية مغمورة الى حد كبير, ربما يفسح المجال في ذلك الى رئيس الوزراء احمد قريع, او يحتفظ لنفسه بدور احتفالي وحسب. \r\n \r\n على ان السطة ستتوزع بين قريع وعباس, وكلاهما من حرس عرفات القديم, وكلاهما كان فاعلاً في الوصول الى اتفاقيات اوسلو عام 1993 مع اسرائيل, كما يعتقد روبنشتاين, وبينما يتمتع عباس بصورة خاصة بسمعة معتدل, فان الحاجة الى تعزيز السلطة »ستجعل منه شخصاً متشدداً كي يكسب الشرعية«, وهذا ما يتوقعه هاني المصري. \r\n \r\n وكما يرى المصري, فإن عهد ما بعد عرفات سيتضمن, الى جانب قريع وعباس, شخصيات رئيسة اخرى, مثل: هاني الحسن/احد المتشددين وعضو اللجنة المركزية في »فتح«, ونبيل شعث/وزير الخارجية, ومحمد دحلان/رئيس جهاز الامن في غزة سابقاً, وجبريل الرجوب/رئىس جهاز الامن في الضفة الغربية سابقاً, وموسى عرفات/قائد القوات في غزة. هذا مع عدم نسيان مروان البرغوثي, قائد تنظيم »فتح« القابع في السجن, الذي تبين استطلاعات الرأي انه اكثر شعبية من اي من الآخرين جميعاً. ومهما يكن من امر ما ستؤول اليه الحال, فلن تكون هناك قيادة جماعية تعمل بانسجام, كما يقول المصري, بل متنافسون فيما بينهم, او يقيمون تحالفات مع بعضهم احياناً. \r\n \r\n اما مناحم كلاين, استاذ العلوم السياسية بجامعة بار ايلان قرب تل ابيب, فيرى ان من المرجح, بعد رحيل عرفات, ان تفيد »حماس« من وفاته, وتنبري للسلطة الفلسطينية, ويضيف كلاين ويقول صحيح »ان ذلك مخاطرة كبيرة لها, اذ انها حساسة من ان تحمل مسؤولية مساعدة العدو الصهيوني«. لكن اذا قام زعيم جديد بتقديم تنازلات كبيرة لاسرائيل, فقد تنشب صدامات بين حماس والسلطة الفلسطينية. \r\n \r\n وستلعب السياسات الاسرائيلية دوراً محورياً في التأثير في استقرار السلطة الفلسطينية دون عرفات, كما يقول كلاين, مضيفاً بأنه »اذا قام وضع تقتل فيه اسرائيل 10 او 15 فلسطينياً في اليوم, فسيكون من الصعب جداً على الزعماء المعتدلين اقامة ائتلاف«. \r\n \r\n ويقول كلاين ايضاً انه اذا سمحت اسرائيل باجراء انتخابات, فذلك سيقلص اتجاهات التشرذم والتصدع والحساسية الاقليمية بين الفلسطينيين. ومع هذا فيعتقد كلاين بأن شارون غير معني ولا مهتم ببروز زعيم فلسطيني قوي. »فالحكومة الاسرائيلية الحالية تريد الابقاء على حالة عدم الاستقرار, والا فستضطر الى التفاوض وتقديم تنازلات«.0 \r\n \r\n عن صحيفة كريستيان سانيس مونيتور \r\n \r\n