\r\n أدت عوامل مثل رفض خطة الانسحاب الاصلية في الاستفتاء الذي اجري داخل حزب الليكود اضافة الى تهديد حزبين آخرين في ائتلافه الحكومي بالانسحاب من الحكومة اذا ما مضى في تنفيذ خطته وترؤسه في النهاية لحكومة أقلية إلى دفع شارون للخروج برؤية مختلفة ومعدلة لخطته وبموجب الخطة الجديدة سيغادر الاسرائيليون القطاع وفق شروط اكثر صراحة‚ \r\n \r\n كل هذه الآمال التي تتأجج فجأة يمكن ان تخبو وتتحطم اذا ما خرج العنف عن نطاق السيطرة‚ في 26 يونيو الماضي قتلت القوات الاسرائيلية سبعة من الفلسطينيين في نابلس اكبر مدن الضفة الغربية كان احدهم قائد كتائب شهداء الاقصى المرتبطة مع حركة فتح التي يترأسها عرفات في اليوم التالي فجر مقاتلو حماس مركز حراسة اسرائيلية يقع على اطراف قطاع غزة في اليوم الذي تلاه ادى صاروخ اطلقة الفلسطينيون الى قتل اثنين من الاسرائيليين في مستوطنة اسيدروت وعندما كان شارون يقوم بزيارة المستوطنة في اليوم التالي سقط صاروخ على بعد عدة مئات من الامتار من مكان تواجده‚ \r\n \r\n ردت اسرائيل على ذلك بغزو منطقة شمال القطاع التي اطلقت منها الصواريخ وأوضحت بجلاء بان عمليات الانتقام والاجتياحات ستستمر قبل وخلال وبعد الانسحاب‚ وسيجد شارون انه من الصعب عليه الانسحاب اذا ما نظر لقواته على انها تغادر وذيلها بين اسنانها كما كان واقع حالها قبل اربع سنوات في جنوب لبنان والمعارضون في الليكود وفي الاحزاب الاخرى التي تميل بشكل اكبر لليمين تستنكر خطة الانسحاب وتنظر اليها على انها «جائزة تقدم للارهاب»‚ \r\n \r\n وتشعر مصر بقلق كبير من ان تصبح غزة مركزا للاصولية الاسلامية وهي تمارس الآن لعب دور دبلوماسي كبير‚ شارون يريد من الحكومة المصرية ان تتحمل مسؤولية جزئية للامن في القطاع بمجرد ان تغادر اسرائيل مع العمل على اغلاق الحدود امام تهريب الاسلحة‚ \r\n \r\n والحقيقة انه وبالرغم من قبول شارون الرسمي لفكرة الدولة الفلسطينية الا انه يرغب في قيام المصريين بامتلاك درجة من السيطرة على الفلسطينيين في غزة كما انه لا يزال يأمل في تعاون اردني مماثل في الضفة الغربية‚ \r\n \r\n ولا يزال يتوقع ان يقابل الرئيس مبارك رئيس الوزراء الاسرائيلي شارون وان كان الرجلان يتبادلان الحديث تليفونيا اضافة الى تبادل الزيارات بين كبار المسؤولين في البلدين‚ \r\n \r\n وتقدم الرئيس مبارك بعدد من الطلبات الى شارون والى عرفات الذي لا يزال يترأس السلطة الفلسطينية المحتلة‚ \r\n \r\n طلب المصريون من عرفات تسليم الحقيبة الامنية الى شخص آخر في الوقت الذي يطلبون فيه من اسرائيل الخروج من غزة وعدم العودة اليها ثانية‚ الجدل في اسرائيل حول خطة فك الارتباط احيا النقاش حتى داخل الليكود حول مدى قبول الدولة الفلسطينية‚ الحكومة الاسرائيلية والاميركيون يقولون ان عرفات لم يعد بعد الآن شريكا ذا قيمة في المفاوضات ولكن الاممالمتحدة والاوروبيين وزعيم حزب العمل لا يوافقون على ذلك وجميعهم غاضبون على قيادة عرفات ولكنهم يقولون انه لا يزال يرأس السلطة التي يمكن ان تعيد الفلسطينيين الى طاولة المفاوضات‚ \r\n \r\n لا يزال هناك الاحتمال قائما بان يسقط شارون مع حكومته المنقسمة على نفسها حول منطقة غزة بسبب الخلافات القائمة حول الميزانية التي ستناقش في نوفمبر‚ الرأي العام الفلسطيني والعربي منقسم بدوره ايضا‚ البعض يرى غزة كفرصة والآخر يراها كتهديد حيث ستسمح الاوضاع بعدها لشارون بتقوية قبضته على اجزاء واسعة من الضفة الغربية عدد من القيادات الفلسطينية في حركة فتح بدأت تستعد لاغتنام الفرصة لخلافة عرفات ولكن على الاقل العمل الدبلوماسي لم يعد مجمدا‚ \r\n \r\n ايكونوميست \r\n