فاز حزب كاديما بأعلي الأصوات بين الأحزاب الإسرائيلية المشاركة في الانتخابات الإسرائيلية، وأصبح من حق رئيسه إيهود أولمرت الذي خلف شارون مؤسس الحزب الذي أصابته الغيبوبة منذ نحو شهرين، يحق لأولمرت الاَن أن يشكل حكومة إسرائلية ائتلافية ولكنه لا يستطيع وحده أن يحكم إسرائيل. حزب كاديما "إلي الأمام" هو الأحدث علي الساحة الإسرائيلية أسسه شارون للتخلص من المناوئين له في الليكود وأبرزهم نتنياهو والذين عارضوا خطة الانسحاب الأحادي الجانب من قطاع غزة. وطرح شارون حزب كاديما باعتباره حركة شعبية تعمل علي ضمان مستقبل إسرائيل بوصفها دولة يهودية ديمقراطية.. ومن هذه النظرة انطلق تصور شارون لضرورة التخلص من المناطق ذات الكثافة السكانية العربية التي تهدد أمن إسرائيل حسب زعمه. ويسعي خليفة شارون أولمرت إلي تحديد حدود نهائية لدولة إسرائيل، وربما كان هذا الشعار مغريا للناخب الإسرائيلي وأدي إلي فوز الحزب في الانتخابات الأخيرة ولكن المسألة ليست سهلة حتي إذا قرر أولمرت الاستمرار في تنفيذ خطة الفصل أحادي ا لجانب مع الفلسطينيين بتنفيذ انسحابات من أجزاء في الضفة الغربية والإبقاء علي القدس عاصمة موحدة لإسرائيل والكتل الاستيطانية الكبيرة الأخري في الضفة. يقول أولمرت إنه لن يلتفت إلي ما يريده الفلسطينيون ولن يتعامل مع حكومة فلسطينية تقودها حماس وأنه سينسق مع الولاياتالمتحدة ليحصل علي موافقتها علي خطته. وتشترك كل الأحزاب الفائزة في الانتخابات الإسرائيلية في رفضها التعامل مع حكومة حماس ولكن كاديما والعمل لا يرفضان مبدأ المفاوضات بشرط ألا تكون مع حماس. وسوف يضطر أولمرت إلي تقديم تنازلات لأعضاء الائتلاف الاَخرين الذين سيختارهم ويقبلون التعاون معه في الحكومة الإسرائيلية المقبلة ويوافقون علي وضع برنامج مشترك يوفق بين برامج تلك الأحزاب. وليس في برامج أي حزب أن يقدم للفلسطينيين ما يريدونه هدية مجانية ولكن الصحيح أن القاسم المشترك بين تلك الأحزاب هو تقديم ما لا تريده إسرائيل من الأرض إلي الفلسطينيين والحصول من الفلسطينيين علي صك بالتنازل النهائي عن أي حقوق قد يطالبون بها في المستقبل. الجانب الإسرائيلي يرتب نفسه لجولة صعبة من التعامل مع الفلسطينيين تقوم علي فرض الأمر الواقع بقوة إسرائيل السياسية والعسكرية.. ولا يزال علي الجانب الفلسطيني توحيد قوته السياسية والعسكرية.