في الذكرى الحادية عشرة لثورة 30 يونيو 2013، والتي مثّلت نقطة تحول فارقة في تاريخ الدولة المصرية، تبرز الإنجازات الكبرى التي تحققت في مختلف القطاعات، وعلى رأسها قطاع النقل العام وحقوق العمال، فبعد سنوات من التحديات، أعادت الثورة توجيه البوصلة نحو البناء والتنمية، ووضعت الطبقة العاملة في قلب المعادلة الوطنية. وفي هذا السياق، كان ل"بواية أخبار اليوم" هذا الحوار الخاص مع محمد كامل، رئيس النقابة العامة للنقل العام ورئيس الاتحاد المحلي لعمال الجيزة، للحديث عن التحولات الكبرى التي شهدها قطاع النقل، وتأثير ثورة 30 يونيو على أحوال العمال، وأهم المشروعات القومية، والتحديات الراهنة، والرؤية المستقبلية لضمان استدامة ما تحقق. فإلى نص الحوار: بداية، كيف ترون تأثير ثورة 30 يونيو على مستقبل الدولة المصرية والطبقة العاملة؟ ثورة 30 يونيو لم تكن مجرد حدث سياسي، بل كانت بداية لمسار تنموي شامل، فقد أنقذت الدولة من الانهيار، وأعادت بناء مؤسساتها، ووضعت الأسس اللازمة للتنمية الحقيقية، سواء على مستوى الاقتصاد أو حقوق العمال أو البنية التحتية، ونحن كعمال لمسنا تلك التحولات في حياتنا اليومية، سواء في بيئة العمل أو في الخدمات. بصفتكم رئيس النقابة العامة للنقل العام، ما أبرز ما تحقق في هذا القطاع منذ الثورة وحتى اليوم؟ شهد قطاع النقل العام تطورًا غير مسبوق، تم تحديث أسطول الأتوبيسات والمترو والترام بالكامل تقريبًا، كما أُدخلت أجيال جديدة من المركبات الذكية، وتوسعت خطوط المترو، وتم تطوير المحطات وورش الصيانة، إلى جانب إدخال أنظمة دفع إلكترونية، وتطبيقات ذكية لمواعيد الوصول، وكل ذلك ساهم في تحسين تجربة المواطنين. كيف انعكست هذه الطفرة على العاملين في النقل العام؟ الانعكاس كان مباشرًا وإيجابيًا، تم تأهيل السائقين والفنيين والمهندسين بشكل مستمر لمواكبة التكنولوجيا الجديدة، هذا رفع من كفاءة العمال وزاد من فرصهم في التطوير المهني، كما تم توفير فرص عمل جديدة للشباب بفضل توسع المشروعات، وهو ما ساهم في خفض نسب البطالة في القطاع. هل شهد قطاع النقل العام أي تطورات تشريعية في السنوات الأخيرة؟ نعم، شهدنا تحديثًا مهمًا في القوانين المنظمة للقطاع بما يتماشى مع المعايير الدولية للتشغيل والسلامة، وهذا التطوير عزز بيئة العمل، وضبط العلاقة بين العامل والمؤسسة والمواطن، وضمن حقوق العاملين وحدد واجباتهم بدقة. اقرأ أيضا | محمد كامل: مكتسبات 30 يونيو تصل لعمال التراحيل بالجيزة وماذا عن الاستثمارات العامة والمشروعات القومية؟ كيف أثرت على منظومة النقل؟ الاستثمارات العامة الكبيرة بعد ثورة 30 يونيو ساهمت في إنشاء مشروعات نقل عملاقة، مثل التوسعات في المترو، وتطوير السكك الحديدية، وإنشاء المحاور الجديدة، هذه المشروعات عززت البنية التحتية وقللت الازدحام، ووفرت وسائل نقل حضارية تلبي احتياجات المواطنين. على مستوى محافظة الجيزة، كيف انعكست هذه السياسات والمشروعات؟ الجيزة نالت نصيبًا كبيرًا من هذه التنمية، شهدنا تطوير طرق ومحاور جديدة، وتحسنًا ملحوظًا في جودة البنية التحتية. كما ساعدت هذه المشروعات على تنشيط المناطق الصناعية، وتوفير فرص عمل للشباب، خاصة في المناطق الطرفية التي كانت تعاني التهميش. ذكرتم أن الاقتصاد شهد تحسنًا، ما أبرز المؤشرات التي تؤكد ذلك؟ أبرز المؤشرات هو الانخفاض الملحوظ في معدل البطالة، وارتفاع احتياطي النقد الأجنبي، واستقرار سعر الجنيه المصري، وكلها مؤشرات تعكس صلابة الاقتصاد المصري بعد 30 يونيو، كذلك ارتفع معدل النمو من 2% في 2013 إلى أكثر من 2.5% مؤخرًا، ما يدل على تعافي الاقتصاد المصري. -هل انعكست هذه الإنجازات الاقتصادية على الحياة الاجتماعية وحقوق العمال؟ بشكل كبير، تم دعم النقابات لتكون شريكًا في صياغة السياسات العمالية، وزادت الأجور تدريجيًا، وتم تفعيل الرقابة على بيئة العمل وتحقيق معايير السلامة والصحة المهنية. كذلك، وفرت الدولة حماية قانونية للعمال المصريين بالخارج، وسهلت التواصل معهم من خلال القنوات الرسمية. وماذا عن دعم الدولة للفئات الأكثر احتياجًا، مثل ذوي الهمم والعمالة غير المنتظمة؟ الدولة أولت اهتمامًا كبيرًا بهذه الفئات. تم دمج ذوي الهمم في سوق العمل بشكل فعّال، ووفرت لهم برامج دعم وتدريب، كما تم إطلاق منظومة حماية اجتماعية شاملة للعمالة غير المنتظمة، تشمل التأمين الصحي والاجتماعي، لضمان حياة كريمة للجميع، وقد لمسنا ذلك فعليًا في الجيزة. كيف ترون انعكاس هذه السياسات على القطاع الصناعي؟ شهدنا نهضة صناعية غير مسبوقة، تمثلت في إنشاء آلاف المصانع، وتحقيق الاكتفاء الذاتي في عدد من السلع، وتنشيط الصادرات، الجيزة تحديدًا شهدت توسعًا في المناطق الصناعية، وفتح المجال أمام العمالة المدربة للانخراط في مشروعات إنتاجية جديدة. أخيرًا.. هل ترون أن هذه الإنجازات كافية لضمان مستقبل أفضل للعمال وقطاع النقل؟ ما تحقق هو خطوة كبيرة نحو المستقبل، لكنه ليس نهاية الطريق. نحن بحاجة إلى مواصلة التطوير، ومواكبة التكنولوجيا، واستمرار التدريب والتأهيل. وهناك تحديات مثل التوسع السكاني وتغيرات السوق، ويجب أن تكون هناك استجابة دائمة من الدولة والنقابات لضمان استدامة هذه المكتسبات وتحقيق المزيد. اقرأ أيضا | اتحاد نقابات الجيزة يرفض تصفية القضية الفلسطينية ويفوض الرئيس السيسي