في موقف يعكس تحولًا متزايدًا في لهجة الاتحاد الأوروبي تجاه الصراع في الشرق الأوسط، دعا قادة الاتحاد، اليوم الخميس، إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، مشددين على ضرورة الإفراج غير المشروط عن جميع الرهائن، تمهيدًا للوصول إلى وقف دائم للعمليات القتالية التي مزقت القطاع وحصدت أرواح آلاف المدنيين. جاء ذلك في ختام جلسة نقاش في العاصمة البلجيكية بروكسل، خُصّصت لمناقشة تطورات الشرق الأوسط، حيث أعرب المجلس الأوروبي عن أسفه العميق حيال التدهور الإنساني غير المسبوق في غزة، والذي يتجلى في عدد الضحايا المدنيين "غير المقبول"، ومستويات المجاعة المتفاقمة. وفي لهجة تحمل قدرًا غير مألوف من الصراحة، دعا الاتحاد الأوروبي إسرائيل، بصفتها "قوة الاحتلال"، إلى رفع الحصار المفروض على غزة بالكامل، والسماح بوصول وتوزيع المساعدات الإنسانية على نحو فوري، دون عوائق، وواسع النطاق. كما شدّد على ضرورة تمكين منظمات الإغاثة والأممالمتحدة من أداء مهامها باستقلالية وحيادية لإنقاذ الأرواح وتخفيف المعاناة. تصاعد العنف وطالب القادة الأوروبيون إسرائيل بالامتثال الكامل لالتزاماتها بموجب القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، مع التأكيد على حماية المدنيين والعاملين في المجال الإنساني، وكذلك المرافق المدنية الحساسة كالمستشفيات، والمدارس، ومقارّ الأممالمتحدة، التي طالتها الهجمات. كما لم يغفل البيان الأوروبي الوضع المتدهور في الضفة الغربية، بما في ذلك القدسالشرقية، مدينًا تصاعد عنف المستوطنين وتوسيع المستوطنات غير القانونية، والعمليات العسكرية الإسرائيلية. وفي هذا الإطار، جدد المجلس دعوته إلى فرض مزيد من الإجراءات التقييدية على المستوطنين المتطرفين والكيانات الداعمة لهم. البيان لم يكن مجرد توصيف للوضع، بل حمل في طياته تلويحًا بمراجعة الشراكة مع إسرائيل، مشيرًا إلى استمرار التقييم الأوروبي لمدى التزام إسرائيل ببنود اتفاقية الشراكة مع التكتل، على أن يُعرض تقرير بهذا الشأن خلال يوليو المقبل، مع مراعاة التطورات على الأرض. وأكد المجلس الأوروبي التزام الاتحاد الراسخ بالسعي إلى سلام دائم ومستدام قائم على حل الدولتين، مكررًا استعداده للمساهمة في أي جهد يُفضي إلى هذا الحل، ومطالبًا جميع الأطراف بالامتناع عن اتخاذ خطوات من شأنها تقويض إمكانية تحقيقه. كما أعاد التأكيد على دعمه للسلطة الفلسطينية وبرنامجها الإصلاحي. وفي ختام البيان، أبدى المجلس الأوروبي تطلعه إلى انعقاد المؤتمر الدولي رفيع المستوى بشأن التسوية السلمية للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، في خطوة يأمل منها دفع الحل السياسي مجددًا إلى الواجهة، وسط واقع ميداني يزداد تعقيدًا يومًا بعد آخر.