لم نتوقف يومًا في «أخبار الحوادث» عن دق ناقوس الخطر بشأن لعبة «الحوت الأزرق، حذرنا منها مرارًا وتكرارًا في أكثر من عدد، ونبهنا إلى خطورتها على الشباب والمراهقين والأطفال، فالعالم مليئ بالألعاب الترفيهية التي ينجذب إليها الأطفال في كل مكان، ولكن هناك بعض الألعاب التي تصنف كأخطر ألعاب ترفيهية على وجه الأرض وقد تكون سببًا في موت من يلعبها في يوم من الأيام، واليوم أمامنا ضحية جديدة للعبة «الحوت الأزرق» المعروفة منذ فترة أنها من ضمن الألعاب الخطرة؛ فقد أقدم الشاب على الانتحار داخل منزل العائلة بمدينة أوسيم، تفاصيل أكثر إثارة سوف نسردها لكم داخل السطور التالية. في البدابة علينا أن نتذكر ما هي لعبة الحوت الأزرق؛ فهو تطبيق يتم تحميله على أجهزة الهواتف الذكية، وهذه اللعبة كانت أول ما ظهرت في روسيا في عام 2013، وكانت محدودة الانتشار حتى عام 2016 عندما انتشرت بين الشباب والمراهقين هناك على نطاق واسع، وبعد ذلك وقعت حالات انتحار ربطت باللعبة، وهو ما خلق حالة من الذعر في روسيا، إلا أنه اتهم مخترع اللعبة، روسي يدعى فيليب بوديكين ويبلغ من العمر 21 عاما، بتحريض نحو 16 مراهقة على التخلص من النفس بسبب التحديات التي تفرضها اللعبة، وتتكون من 50 مهمة؛ تستهدف الفئات العمرية ما بين 12 و20 سنة، وبعد أن يسجل اللاعب لخوض التحدي، يُطلب منه نقش أحد الرموز أو رسم الحوت الأزرق على الذراع بأداة حادة، ومن ثم إرسال صورة للمسئول للتأكد من أن الشخص قد دخل في اللعبة فعلًا ويتم السيطرة على اللاعب من خلال اتباع بعض التعليمات الغريبة التي تعتبر جزءًا من طقوس اللعبة ومنها الاستيقاظ في وقت مبكر، ومشاهدة بعض الأفلام التي تحتوى على مشاهد مرعبة وسماع أنواع معينة من الموسيقى بجانب العزلة التامة وعدم محادثة الأشخاص وذلك لضمان وصول اللاعب إلى حالة نفسية سيئة تمهيدًا للمرحلة الأخيرة وهى تنفيذ التحدي الأخير وهو الانتحار، وخلال الفترة الماضية تسببت اللعبة في تسجيل عدد من حالات الانتحار إلا أنها اختفت لفترة لتعود ومعها ضحية جديدة. ضحية جديدة واقعة جديدة ضحيتها اسمه"كريم" طفل صغير السن لا يتعدى عمره 15 عامًا، في الصف الثاني الإعدادي متفوق ويتابع دراسته بشكل جيد، يمكث وسط عائلته بمنطقة المنيرة الغربية بمحافظة الجيزة، يشهد له الجميع باحترامه للكبير والصغير، لكنه وخلال الأيام القليلة الماضية بدت عليه علامات العزلة، بعدما أدمن إحدى الألعاب الإلكترونية فكان دائمًا يجلس بمفرده، نظام يومه كالتالي يستيقظ في الساعة السادسة صباحًا ليذهب إلى مدرسته ودائما وكما لاحظ المدرسون ما طرأ عليه من تغيير أثناء شرح الدروس ثم يعود إلى المنزل ليظل جالسًا وحيدًا داخل غرفته المظلمة لساعات طويلة. وفي أحد الأيام استيقظت العائلة صباحًا كعادتها، ذهب الأب إلى عمله بينما دخلت الأم لإيقاظ ابنها الذي طلب منها تركه نائمًا كونه مرهق ولا يستطيع الذهاب إلى المدرسة، فتركته وذهبت إلى عملها، لتمر ساعة تلو الأخرى ويستيقظ "كريم" لا ليفتح كتابًا وإنما ليجلس أمام هاتفه مع لعبته المميتة، مرت ساعات وهو يجلس داخل غرفته. في الوقت ذاته دقت ساعات نهاية العمل لوالدته التي خرجت من عملها لشراء بعض متطلبات المنزل ثم تابعت خطواتها إلى المنزل وبمجرد دخولها، ذهبت للاطمئنان على ابنها، لم تتوقع أبدًا ما شاهدته؛ ابنها "كريم" معلقا من رقبته يتدلى جسده من "جنش حديدي" بسقف الغرفة، أطلقت الأم صرخاتها المدوية التي شقت آذان جيرانها فهرولوا إليها من كل حدب وصوب، فألجمت الصدمة أفواههم. أخطر قسم شرطة المنيرة الغربية؛ حيث تلقى مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة إخطارا من رئيس مباحث القسم يفيد العثور على جثة طفل مشنوق داخل منزلة بمنطقة المنيرة الغربية، على الفور انتقل مفتش مباحث قطاع الشمال إلى محل الواقعة، تبين أن الطفل كريم عثر عليه مشنوقا داخل غرفته، كشفت التحريات التي جرت برئاسة رئيس مباحث قسم شرطة المنيرة الغربية؛أن الشاب وبعيدًا عن أنظار أسرته دأب على لعبة "الحوت الأزرق" يجلس لفترات طويلة داخل غرفته بمفرده، وخلصت التحريات إلى عدم وجود شبهة جنائية حول الواقعة، تحرر محضر بالواقعة وأخطر مساعد وزير الداخلية لقطاع أمن الجيزة، الذي أمر بإحالة الواقعة إلى النيابة العامة لتتولى التحقيقات. تستهدف المراهقين في حقيقة الأمر الحادثة أثارت حالة من الحزن والصدمة بين الأهالي، وسط تحذيرات من خطورة تلك الألعاب الإلكترونية القاتلة على الأطفال والمراهقين. في الوقت نفسه تعمل الدولة على تقديم الدعم للمرضى النفسيين من خلال أكثر من جهة خط ساخن لمساعدة من لديهم مشكلات نفسية أو رغبة في الانتحار، أبرزها الخط الساخن للأمانة العامة للصحة النفسية، بوزارة الصحة والسكان، لتلقي الاستفسارات النفسية والدعم النفسي، ومساندة الراغبين في العلاج، من خلال رقم 08008880700 أو 0220816831، طول اليوم، كما خصص المجلس القومي للصحة النفسية خط ساخن لتلقي الاستفسارات النفسية على رقم 20818102. وأكدت دار الإفتاء المصرية، على خطورة النفس من مثل هذه الألعاب التي تدفع الأطفال والمراهقين إلى التخلص من حياتهم التي وهبها الله للخلق أجمعين كي يعمروا فيها ويتقربون إليه بالأعمال التي تخدم البشرية. وبتواصل "أخبار الحوادث" مع بعض الخبراء فبدأت د.سامية خضر أستاذ علم الاجتماع قائلة: إن هذه الألعاب تستهدف مرحلة المراهقة بشكل أساسي، كون الشاب فيها لديه الشغف وحب الاستطلاع والمجازفة بشكل كبير جدا، بالإضافة إلى أنهم يحصلون على معلومات سرية من الضحية حتى يبتزونه بها في حال تغيير رأيه والانسحاب من اللعبة، وتهديده بقتل أسرته، بينما تكشف عن بعض الخلل الذي أصاب المجتمع المصري وخاصة في مجال تربية الأطفال في ظل انشغال الآباء بالبحث عن العمل وتوفير مستلزمات الحياة؛ فنجد الأب والأم خارج المنزل طوال اليوم والعمل لعدة ساعات متصلة وترك الوظيفة الأساسية لهم وهى تعليم أبنائهم وزرع القيم بداخلهم الثقافية والدينية، وان وصول ثقافة الانتحار إلى الأبناء هو مؤشر خطير يكشف مدى ابتعاد الأسرة عن مراقبة ومتابعة أولادهم بدليل اندماج أولادهم مع هذه اللعبة وغيرها من ألعاب الموت التي هي بوابة للموت دون أن يعلموا بذلك، مطالبة بضرورة وجود آلية تعمل على تنقية الألعاب المتاحة على الإنترنت. كما استكمل أحمد طلعت خبير الأمن والمعلومات قائلاً: إن لعبة الحوت الأزرق وما يشبهها من ألعاب، يطلقها مرضى نفسيون، تدعمهم فرق معاونة لجمع المعلومات، وأن هذه الشبكات تصطاد الراغبين في هوس الإجرام، وتبدأ اللعبة بوضع مراحل تعتمد على العنف ثم استقطاب الشباب بالدم، وأن الموضوع ليس مجرد لعبة، لكن هدفه الخفي السيطرة على العقول وتجنيد الشباب، فالسوشيال ميديا مجتمع مفتوح، كما أكد أن مؤسس لعبة "الحوت الأزرق" مريض نفسيًا يتمتع بإيذاء الآخرين، ويضع لعبته في شكل مراحل، ومعه فريق يعاونه، وأننا أمام تشكيل عصابي إجرامي، يبدأ بفرد شباكه واصطياد الأشخاص المصابين بالاكتئاب والمنغلقين والمبتعدين عن أسرهم. اقرأ أيضا: «الحوت الأزرق» تقتل من جديد