وبالرغم من العنف الذي اندلع في شوارع غزة الا ان الانتقادات لم تتطور الى ذلك الحد الذي تطالب بخلعه او الاطاحة به‚ \r\n \r\n وربمايكون هذا باعثا على التشويش للعالم الخارجي فقبل كل شيء جاءت اكثر الشكاوى مرارة من الفساد وعدم فاعلية القيادة الفلسطينية ليس من منافسيه بل من حركة «فتح» التي يقودها والتي تمثل مركز الثقل للدعم الذي يحصل عليه وفي اي مكان آخر في العالم فان حدوث هذا يعني ان الزعيم في خطر ولكن في حالة عرفات فان هذا يعني شيئا اكثر رقة وهو تحمل الانتقادات القاسية وربما اجباره على تقديم «بعض» التنازلات السياسية‚ \r\n \r\n ويقر الكثير من الخبراء السياسيين الاسرائيليين والفلسطينيين انه لا يوجد حتى الآن اي تهديد جدي لمنصب عرفات وموقعه في قطاع غزة على سبيل المثال اشتبك المسلحون التابعون لحركة «فتح» في قتال مع قوات الامن الفلسطينية التي يشرف عليها عرفات وهذا الاقتتال سبب حرجا للزعيم الفلسطيني وعكس عدم قدرته على كبح الفصائل المتنافسة من السيطرة على غزة اذا ما غادرتها اسرائيل وفق خطة شارون ومع ذلك حددت المشكلة في رئيس الامن الفاسد الذي عينه عرفات وليس في عرفات نفسه‚ \r\n \r\n وحتى عندما اجتمع المجلس التشريعي لمناقشة الازمة اختار هذا بدوره مفهوما غير مباشر‚ لقد ذكر اعضاء المجلس انه يتوجب على عرفات قبول استقالة رئيس الوزراء احمد قريع وتعيين حكومة جديدة تتمتع بسلطات موسعة‚ \r\n \r\n بكلمة اخرى حولوا عرفات إلى رجل قادر على حل المشكلة وليس من ساهم في خلقها‚ \r\n \r\n ويبدو لنا ان عرفات تنتعش حظوظه في اوقات الازمات ليلعب دور الموحد للفلسطينيين ذلك الشعب الموبوء بالجماعات المتنافسة وما اكثرها‚ فهناك الاسلاميون كحماس واليساريون العلمانيون كفتح‚ بعض الزعماء يسعون للمساومة مع اسرائيل على حل الدولتين وجماعات اخرى كحماس ترفض اي قبول للدولة اليهودية الى جانب دولة فلسطينية‚ \r\n \r\n في هذه الاجواء ومع استمرار الصراع مع اسرائيل منذ 56 عاما مع عدم التوصل إلى حل له فان الفلسطينيين يتفقون بالاجماع على نقطتين: الاولى ان اسرائيل هي سبب كل مشاكلهم والثانية ان عرفات يشكل حلمهم الوطني‚ \r\n