\r\n يتمثل هذا الصوت في الدكتور مصطفى البرغوثي, الذي يأتي في المرتبة الثالثة, حسب استطلاعات الرأي, وبفارق كبير في الاصوات, والذي ينظر اليه كفرصة لتطوير »طريق ثالث« في السياسة الفلسطينية, متمايزة عن كل من »فتح« و »حماس«, وهذه الاخيرة حركة اسلامية اصولية معارضة تقاطع هذه الانتخابات. \r\n \r\n ويقول محللون انه ليس مرجحا للبرغوثي ان يصبح رئيسا للسلطة الفلسطينية, غير ان حملته الانتخابية قد ترسي اسس اقامة معارضة قابلة للحياة في السياسة الفلسطينية. اذ يرى هاني المصري, احد المسؤولين الفلسطينيين, واحد محرري الاعمدة السياسية في صحيفة »الايام« اليومية, في هذا الخصوص. »ان احسن البرغوثي الاداء, فذلك يعني احداث ثورة او انقلاب في الحياة السياسية الفلسطينية. اي انه يترتب على »فتح«و »حماس« التعامل مع طرف ثالث. فمعظم الذين سيصوتون له, سيفعلون ذلك ليس حبا به, بل لانهم معارضون لحركة »فتح« في قاعة صغيرة تعبق اجواؤها بدخان السجائر, تضم 200 شخص من مؤيديه, القى الدكتور البرغوثي كلمة اشتملت على وعود وتعهدات بمعالجة الفساد وعدم الكفاءة. ويذكر هنا ان البرغوثي يرأس لجان الاغاثة الطبية الفلسطينية. وخاطب مستمعيه بخطاب ارتجالي وغير مكتوب متسائلا: الستُ على حق ام لا?« في معرض تصويره للمرشح الاول لحركة »فتح«, محمود عباس, مهندس اتفاقات اوسلو ,1993 والذي انتهى الى اخفاق تام بسبب عدم تمسكه بالحقوق الفلسطينية. \r\n \r\n واضاف الدكتور البرغوثي يقول: »انني على استعداد لتوقيع ميثاق شرف بألا اوقع على اي اتفاقية سلام دون اطلاق سراح جميع معتقلينا. ان اي شخص يعتقد بأن تقديم التنازلات يقربنا من تحقيق هدفنا, انما هو واهم وواهم كبير«. \r\n \r\n وتطرق البرغوثي بعد ذلك الى الخط العام المحتم لحملته, والمتمثل في ان »رسالتنا هي اننا نعني ما نقول, واننا نطبق ذلك على الارض, وليس مثل اولئك المتشدقين بالشعارات والخطابات الرنانة«. \r\n \r\n قد يكون هذا الخط مقتبسا من اية حملة انتخابية اخرى في اي مكان, غير ان التنافس الفلسطيني, حتى يوم الاقتراع في 9 كانون الثاني المقبل, لاختيار خليفة لياسر عرفات, يختلف تماما عما اعتاد عليه الناخبون الغربيون ومن بين اسباب ذلك ان الفائز في هذه الانتخابات قد يكون معتقلا, وهو قائد في »فتح«, ويمت بصلة قرابة بعيدة بالدكتور مصطفى الذي يترشح لهذه الانتخابات كمستقل. والاول ساعد في قيادة الانتفاضة, ومحكوم عليه الان بالسجن مدة 150 عاما بسبب وفاة 5 اشخاص اسرائيليين. وقد انكر اية علاقة له بتلك الوفيات. \r\n \r\n وفي هذا الشأن, قال النائب العربي في البرلمان الاسرائيلي, طلب الصانع, الذي زار مروان البرغوثي في سجنه, يوم الثلاثاء الماضي, قال للصحافيين ان الخطيب المهيج للجماهير, الذي تعرض لضغوط من »فتح« لسحب ترشيحه في الانتخابات, يفكر في عدم خوضها, ويقول محللون انه اذا اصر على الترشح فسيكون ذلك معركة النهاية لمحمود عباس, المعروف ايضا, »ابو مازن« فقد حصل مروان على 38 بالمئة من الاصوات, مقارنة مع 40 بالمئة حصل عليها محمود عباس, في استطلاع نشرت نتائجه هذا الاسبوع, واجراه مركز بحوث السياسة والدراسات التقيمية, في رام الله, وجاء ترتيب الدكتور مصطفى البرغوثي ثالثا في الاستطلاع نفسه, ونال 6 بالمئة من اصوات الذين شملهم الاستطلاع. اما المرشحون السبعة الاخرون فحصلوا مجتمعين على 3 بالمئة, والباقي لم يعرف. وهؤلاء المرشحون هم: تيسير خالد, احد قادة الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ويدخل الانتخابات ببرنامج مكافحة الفساد, وبسام الصالحي, امين عام حزب الشعب الفلسطيني, الرافض للتعاون مع خطة الحكومة الاسرائيلية لفك الارتباط مع قطاع غزة وشمالي الضفة الغربية. وهناك ايضا المستقلون: حسن خريشة وعبد الستار قاسم والسيد بركة وعبدالكريم شوبير. \r\n \r\n ولعل اكثر المرشحين المستقلين غموضا هو عبدالحليم الاشقر, الاستاذ الجامعي الذي يقيم في الولاياتالمتحدة منذ 15 سنة, وهو حبيس الاقامة الجبرية في منزله في الاسكندرية/فرجينيا حاليا, بعد توجيه تهمة له بجمع التبرعات بطرق غير مشروعة لصالح »حماس«. وقال الاشقر ان التهمة الموجهة اليه ذات دوافع سياسية. \r\n \r\n ويقول الدكتور خليل الشقاقي, مدير مركز بحوث السياسة ان التنافس في الانتخابات سيتقرر على اساس فيما اذا كان الفلسطينيون سيصوتون على الاهداف التي حققتها الاعمال العسكرية الاسرائيلية القاسية, كالاقتحامات والاغتيالات, ويضيف الشقاقي ويقول: »ان اظهرت الاسابيع القليلة المقبلة املا وتفاؤلا لديهم, فسيفوز ابو مازن, وان استحال الوضع العام الى ساحة عنف وخوف وتهديدات, فسيفوز مروان وتنتصر رسالته«. اما رسالته فتتمثل في مواصلة الانتفاضة, وعدم بيع المطالب الاسرائيلية والدولية التفاوضية, اي بالتعارض مع وجهة نظر محمود عباس التي تقول ان المفاوضات قد تؤدي الى تحسين الظروف المعيشية وتحقق بعض المكاسب باتجاه اقامة الدولة الفلسطينية. \r\n \r\n كان الدكتور مصطفى البرغوثي شخصية بارزة في معارضة بناء اسرائيل للجدار العازل في الضفة الغربية. وقال انه يفضل المقاومة غير العنيفة بالنسبة للانتفاضة, وبأنه يعتقد بأن بالامكان فولذة المجتمع الدولي لمقاطعة اسرائيل, تماما كما فعل بعزل جنوب افريقيا في عهد الابارتهايد. \r\n \r\n ويقول المرشح المستقل حسن خريشة, القائم بأعمال المتحدث باسم المجلس التشريعي الفلسطيني, انه محصور في حركته الانتخابية بمنطقته طولكرم.اذ رفضت القوات الاسرائيلية السماح له بالمرور عبر نقاط التفتيش, عندما حاول الدعاية لنفسه في حملته الانتخابية في الخليل وبيت لحم, ويقول الجيش الاسرائيلي انه يبحث في هذه الشكوى. \r\n \r\n ويضيف الخريشة انه في مثل هذه الحملة الانتخابية القصيرة, من المستحيل معارضة المرشحين الكبار, ومع هذا, »فما زلت اعتقد انه من الاهمية بمكان ايصال رسالتنا بالمسؤولية وحكم القانون في جميع المحافظات«. \r\n \r\n ويذكر هنا ان مالية حملته الانتخابية تبلغ 24.000 دولار, منها 3000 دولار من جيبه الخاص, و 3000 دولار من كل واحد من سبعة نواب اخرين في المجلس التشريعي الفلسطيني.0 \r\n \r\n نافذة مع المقال: \r\n \r\n المرشح البديل الذي لا حظ له في الفوز بالرئاسة يساهم في تطوير »طريق ثالث« متميز عن »فتح« و »حماس« في ميدان السياسة الفلسطينية. \r\n \r\n عن صحيفة كريستيان ساينس مونيتور