\r\n والهجرة, بالطبع, هي القضية ذات الأهمية الكبرى. حيث تفهم مجلس الشيوخ و إدارة بوش أخيرا المطلوب من اجل إحراز تقدم في مجال الهجرة , وانه لابد من التعاون المكسيكي من اجل تفعيل دور برنامج العمال المؤقتين, وان هذا التعاون مستحيل سياسيا إذا لم يتضمن الإصلاح الدخول إلى البرنامج للمكسيكيين العاملين بدون وثائق رسمية والمتواجدين بالفعل في الولاياتالمتحدة , وانه لابد من وجود طريق للحصول على حق المواطنة والإقامة لهؤلاء الذين يتضمنهم البرنامج, بدون أن يطلب منهم العودة إلى المكسيك والانتظار لأجل غير مسمى. \r\n والمكسيك من جانبها, تعترف حاليا وبكل صراحة, كما فعلت بشكل تكتيكي في بداية فترة حكم فيسنت فوكس, أنها لابد وان تسعى إلى مضاعفة الجهود والمشاركة في تحمل المسؤولية للتصدي للخروقات الموجودة على حدودها سواء في الشمال أو الجنوب. \r\n \r\n كما يجب عليها أن تفكر مليا في خطوات عملية مثل إقامة نقاط تفتيش حدودية في منطقة ايثموس في جنوبالمكسيك من اجل إقصاء الراغبين في الهجرة عن فكرتهم, كما لابد لها من وضع حوافز خاصة للشباب حتى لا يفكروا في ترك بلادهم , عن طريق مضاعفة وسائل الرفاهية ووضع منح في المدارس الثانوية , لمن يفضلون البقاء في بلادهم, كما يجب أن تحدد وسائل ردع لمن يفكرون في مغادرة البلاد , مثل فقدان الأراضي والحقوق إذا طالت مدة غيابهم. \r\n كل هذه الإجراءات تترك متسعا للأمل انه قبل ترك فوكس لمنصبه في أول ديسمبر القادم, بدأت العلاقات بين أميركا والمكسيك تعود من جديد إلى دفئها وعهدها السابق الذي كانت عليه خلال العام الأول لإدارته. ومن أهم الأمور التي شجعت على هذا الأمر القرار الذي صدر الأسبوع الماضي من كلتا الحكومتين والذي يقضي بالتخلي عن فكرة إغلاق بنك التنمية لأميركا الشمالية , أو ما يعرف بنادبنك. \r\n والبنك هو المؤسسة الوحيدة الدائمة التي أنشئت وفقا لاتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية. ويقع البنك في سان انطونيو, وهدفه هو الاستثمار في المشروعات البيئية, وبدرجة كبيرة في مجال البنية الأساسية على كلا الجانبين من الحدود, ولكن اغلبها في المكسيك. وقد أعطى الأعضاء في لجنة الكونغرس الخاصة بالهسبانيين (الأميركيين من اصل لاتيني) الرئيس كلينتون أصواتهم من اجل اتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية وذلك في مقابل إنشاء هذا البنك. وكان يهدف البنك إلى المساهمة في تخفيف, إن لم يعق ما يعرف بالأجور المتدنية وظروف العمل السيئة وحقوق المستثمرين. \r\n وقد أشار منتقدو البنك إليه باعتباره البنك الذي لا طائل من ورائه وكأن وجوده مثل عدم وجوده. في الحقيقة, لقد كان البنك بطيئا بشكل كبير في مجال التنمية, كما انه لم يكن يمثل مؤسسة فاعلة وكانت بعض أعماله مخيبة للآمال, بسبب الإجراءات البيروقراطية المتشددة. ومع ذلك, فقد قام بتمويل 90 مشروعا رئيسيا للبنية الأساسية تبلغ قيمتها اكثر من 1.3 مليار دولار واستفاد منه مباشرة نحو 6 ملايين من سكان الحدود. \r\n والآن من خلال مستقبله , الذي تأكد بشكل افضل, هناك طرق لتحسين نادبنك ومعالجة أسباب عمله الذي يسير ببطء شديد مما يعطل مشروعات التنمية. ويمكن في النهاية إقناع كندا باعتبارها من دول أميركا الشمالية للانضمام إلى هذا البنك , ومن ثم يستطيع البنك إقراض المزيد وبشكل أسرع, وان يكون اكثر طموحا بمزيد من الإرشاد والدعم من وزارة الخزانة الأميركية ووزارة المالية المكسيكية. \r\n وغالبية الانتكاسات التي منيت بها اتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية كانت نتيجة إهمالها الشديد. حيث إنها لم تساعد في حل مشكلات الهجرة كما انها لم توفر آلية لنقل موارد الطاقة من اجل التغطية على مساوئها في كل دولة وبخاصة في الدول الفقيرة. \r\n \r\n * وزير الخارجية المكسيكي السابق وأستاذ العلوم السياسية بجامعة نيويورك \r\n \r\n خدمة لوس أنجلوس تايمز خاص بالوطن \r\n \r\n