رغم كل الظروف التي تمر بها مصر حاليا من تواضع أمني وأنهيار أخلاقي وقطع طرق وغيره من مظاهر الفوضى التي تعم البلاد حالياً، إلا أن كل وسط هذا الظلام نورا أضاء في سماء مصر، أنه منتخب الشباب الحاصل على لقب بطولة دوري أبطال إفريقيا التي استضافتها الجزائر خلال الفترة الماضية. بطولة ولا في الأحلام لم يأت نجاح أبناء المدير الفني ربيع ياسين وحصد اللقب القاري من فراغ ، بل أنه جاء بعد جهد وتعب من أجل الاحتفاظ بلقب بطولة إفريقيا للمرة الرابعة في تاريخ الفراعنة ، لتكون أول بطولة كبيرة يفوز بها منتخب مصر عقب ثورة 25 يناير المجيدة . ولم يكن أحد في مصر ولا حتى في القارة السمراء يتوقع أن يحصد الفراعنة لقب البطولة ، حيث أن توقف النشاط الرياضي عامة والكروي خاصة في مصر خلال الموسم الماضي بسبب مذبحة استاد بورسعيد والتي راح ضحيتها 72 مشجعا للنادي الأهلي ، كان أكبر دليل على أن المنتخب الوطني للشباب يسعى فقط للتأهل لكأس العالم المقرر إقامتها بتركيا شهر يونيو المقبل ، ولكن حدثت المفاجأة عندما حقق شباب المنتخب فوزا مستحقا على نظيره المنتخب الغاني بركلات الجزاء الترجيحية 5 - 4 بعد أن انتهى الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل الإيجابي لكلا المنتخبين بهدف لكل منهما . مشوار الفراعنة بالبطولة واستهل منتخب مصر مشواره بالبطولة بالفوز على غانا بهدفين مقابل هدف واحد ، حيث أحرز الهدفين محمود حماد وصالح جمعة ، وفي المباراة الثانية حقق المنتخب فوزا مستحقا على منتخب الجزائر صاحب الأرض والجمهور بهدف دون مقابل أحرزه رامي ربيعة ، في حقق الفوز الثالث له على التوالي على حساب منتخب بنين بهدف دون رد أحرزه محمود عبد المنعم ، ليحصد المنتخب 9 نقاط في ثلاث مباريات ليتأهل بها كأول المجموعة الأولى لدور نصف النهائي . وفي مباراة خارج التوقعات ، حقق المنتخب الوطني للشباب فوزا كبيرا على نظيره النيجيري بهدفين دون مقابل ليتأهل المنتخب للمباراة النهائية ليلاقي نظيره الغاني مرة آخرى ، ونجح المنتخب في تحقيق الفوز على غانا للمرة الثانية في البطولة ذاتها ، ليحصد الفراعنة اللقب للمرة الرابعة في تاريخهم . أحسن حارس ولاعب وهداف ومنتخب ونلاحظ خلال المباريات الخمس التي خاضها المنتخب خلال مشواره بالبطولة، أن استطاع تسجيل 7 أهداف ودخل مرماه هدفين فقط ، ما يظهر قوة وصلابة خط الدفاع ونشاط خط الهجوم، والذي يؤكد ذلك فوز حارس مرمى المنتخب مسعد عوض بلقب أفضل حارس مرمى في البطولة وفوز اللاعب محمود عبد المنعم بقلب هداف أمم إفريقيا ، وحصد اللاعب صالح جمعة جائزة أفضل لاعب في البطولة . مفاجأة جزائرية ورغم كل أجواء الاحتفالات التي اندلعت داخل المستطيل الأخضر عقب تسجيل ركلة الجزاء الأخيرة لمنتخب مصر وإعلان الفراعنة بطلا لبطولة أمم إفريقيا للشباب، إلا أن للبعض الجزائريين رأي آخر، عندما كانوا يشجعون المنتخب الغاني بطريقة منقطعة النظير لم تكن موجودة حينما كان منتخب بلادهم يخوض أي مباراة خلال مشواره في البطولة . والأكثر من هذا وذاك، أن الجمهور بدأ يقذف اللاعبين المصريين بالحجارة وزجاجات المياه الفارغة في مشهد مؤسف من قلة قليلة من الشعب الجزائري الشقيق . برقيات تهنئة وفور إعلان فوز منتخب مصر بالبطولة ، إنهالت التهاني على بعثة المنتخب في الجزائر ، حيث هنأ رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسي المنتخب ، كما بعث وزير الرياضة برقية تهنئة للجهاز الفني ، بالإضافة لقيام اتحاد الكرة والأمريكي بوب برادلي المدير الفني للمنتخب الوطني بتهنئة المنتخب . 4 ألقاب وتعتبر مصر ثاني أكبر المنتخبات فوزا بقلب البطولة برصيد 4 ألقاب، فيما يتربع المنتخب النيجيري على عرش إفريقيا للشباب برصيد 6 ألقاب، وحقق منتخب الفراعنة اللقب أعوام 1981 و1991 و2003 و2013. ومن المفارقات الغربية أن منتخب مصر للشباب بلقب البطولة لأول مرة عام 1981 والمرة الثانية بعد بعشر سنوات بالتمام والكمال حيث حقق اللقب عام 1991، وهو نفس عدد الأعوام الفاصة بين حصوله على اللقب للمرة الثالثة عام 2003 ، حيث توج بالأمس بلقب البطولة للمرة الرابعة بعد عشر سنوات أيضاً.