محافظ الجيزة يكلف بمضاعفة جهود النظافة عقب انكسار الموجة الحارة    ترامب: سنناقش مسألة تبادل الأراضي والقرار يعود للجانب الأوكراني ولن أتفاوض باسمهم    فيصل وشلبي يقودان تشكيل البنك الأهلي أمام حرس الحدود بالدوري الممتاز    "عملتها الستات ووقع فيه الرجالة"، مقتل وإصابة 3 أشخاص فى مشاجرة بين عائلتين بالبدرشين    نجوى فؤاد تحسم الجدل حول زواجها من عم أنغام ( فيديو)    «يا رايح للنبي».. سعر الريال السعودي مقابل الجنيه اليوم الجمعة 15 أغسطس 2025    بعد «الإحلال والتجديد».. افتتاح مسجد العبور بالمنيا    قبل ساعات من قمة ألاسكا.. بوتين في أكبر مصنع روسي لإنتاج كبسولات تعزيز الذاكرة والمناعة (تفاصيل)    متحدث باكستاني: عدد قتلى الفيضانات المفاجئة في شمال غرب باكستان ارتفع إلى 157 شخصا    المتحدث العسكري ينشر فيديو عن جهود القوات المسلحة في إرسال المساعدات الإنسانية إلى غزة (تفاصيل)    موعد إجازة المولد النبوي الشريف 2025 فلكيًا في مصر (تفاصيل)    الاتحاد السكندري يعاقب المتخاذلين ويطوي صفحة فيوتشر استعدادًا ل «الدراويش» في الدوري    فليك: جارسيا حارس مميز وهذا موقفي تجاه شتيجن    تشالهانوجلو يعود إلى اهتمامات النصر السعودي    الرئاسة في أسبوع، السيسي يوجه بوضع خارطة طريق شاملة لتطوير الإعلام.. حماية تراث الإذاعة والتلفزيون.. ورسائل حاسمة بشأن أزمة سد النهضة وحرب غزة    ب6 ملايين جنيه.. «الداخلية» توجه ضربات أمنية ل«مافيا الاتجار بالدولار» في المحافظات    المنيا.. مصرع طفلة إثر صعق كهربائي داخل منزل جدتها بسمالوط    رئيس جامعة بنها: التعليم بداية الطريق وتقديم كافة أنواع الدعم للخريجين    فنانو مصر عن تصريحات «إسرائيل الكبرى»: «نصطف منذ اليوم جنودًا مدافعين عن شرف الوطن»    عمرو يوسف: تسعدني منافسة «درويش» مع أفلام الصيف.. وأتمنى أن تظل سائدة على السينما (فيديو)    رانيا فريد شوقي في مئوية هدى سلطان: رحيل ابنتها أثر عليها.. ولحقت بها بعد وفاتها بشهرين    وفاء النيل.. من قرابين الفراعنة إلى مواكب المماليك واحتفالات الخديوية حتى السد العالي    حكم من مات في يوم الجمعة أو ليلتها.. هل يعد من علامات حسن الخاتمة؟ الإفتاء تجيب    «إذا اشتد الحر فأبردوا بالصلاة».. إمام المسجد الحرام: تأخير الصلاة عند شدة الحر مشروع    خطيب الجامع الأزهر: الإسلام يدعو للوحدة ويحذر من الفرقة والتشتت    «السلام عليكم دار قوم مؤمنين».. عالم بالأزهر: الدعاء عند قبور الصالحين مشروع    بحث تطوير المنظومة الطبية ورفع كفاءة المستشفيات بالمنيا    نائب وزير الصحة: مهلة 45 يومًا لمعالجة السلبيات بالمنشآت الطبية في المنيا    بطعم لا يقاوم.. حضري زبادو المانجو في البيت بمكون سحري (الطريقة والخطوات)    خدمات علاجية مجانية ل 1458 مواطنا في قافلة طبية مجانية بدمياط    الصفقة الخامسة.. ميلان يضم مدافع يونج بويز السويسري    متى تنتهي موجة الحر في مصر؟.. الأرصاد الجوية تجيب    إصابة 8 أشخاص في حادث انقلاب سيارة ميكروباص بالفيوم    محافظ الدقهلية يتفقد عمل المخابز في المنصورة وشربين    عودة أسود الأرض.. العلمين الجديدة وصلاح يزينان بوستر ليفربول بافتتاح بريميرليج    ترامب يؤيد دخول الصحفيين إلى قطاع غزة    مالي تعلن إحباط محاولة انقلاب وتوقيف متورطين بينهم مواطن فرنسي    محافظ أسيوط يتفقد محطة مياه البورة بعد أعمال الإحلال    قصف مكثف على غزة وخان يونس وعمليات نزوح متواصلة    117 مليون مشاهدة وتوب 7 على "يوتيوب"..نجاح كبير ل "ملكة جمال الكون"    البورصة: ارتفاع محدود ل 4 مؤشرات و 371.2 مليار جنيه إجمالي قيمة التداول    مديرية الزراعة بسوهاج تتلقى طلبات المباني على الأرض الزراعية بدائرة المحافظة    تراجع معدل البطالة في مصر إلى 6.1% خلال الربع الثاني من 2025    السيسي يوافق على ربط موازنة هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة لعام 2025-2026    الزمالك يمنح محمد السيد مهلة أخيرة لحسم ملف تجديد تعاقده    «الطفولة والأمومة» يحبط زواج طفلتين بالبحيرة وأسيوط    الكنيسة الكاثوليكية والروم الأرثوذكس تختتمان صوم العذراء    الكشف على 3 آلاف مواطن ضمن بقافلة النقيب في الدقهلية    نائب وزير الصحة يتفقد المنشآت الطبية بمحافظة المنيا ويحدد مهلة 45 يوما لمعالجة السلبيا    الإدارية العليا: إستقبلنا 10 طعون على نتائج انتخابات مجلس الشيوخ    ضبط مخزن كتب دراسية بدون ترخيص في القاهرة    مواعيد مباريات اليوم الجمعة 15 أغسطس 2025 والقنوات الناقلة.. الأهلي ضد فاركو    ياسر ريان: لا بد من احتواء غضب الشناوي ويجب على ريبييرو أن لا يخسر اللاعب    قلبى على ولدى انفطر.. القبض على شاب لاتهامه بقتل والده فى قنا    ضربات أمنية نوعية تسقط بؤرًا إجرامية كبرى.. مصرع عنصرين شديدي الخطورة وضبط مخدرات وأسلحة ب110 ملايين جنيه    الدكتور عبد الحليم قنديل يكتب عن : المقاومة وراء الاعتراف بدولة فلسطين    نفحات يوم الجمعة.. الأفضل الأدعية المستحبة في يوم الجمعة لمغفرة الذنوب    بدرية طلبة تتصدر تريند جوجل بعد اعتذار علني وتحويلها للتحقيق من قِبل نقابة المهن التمثيلية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأمة من القابلية للإستغزاء إلى دائرة التحدي ..!!
نشر في الشعب يوم 24 - 10 - 2007


بقلم عبد الرحمن عبد الوهاب
[email protected]
قبل تصعيد الموقف أخيرا ضد إيران وتعقيبا على مقال للسناتور الأمريكي هاري ريد no military option in Iran نشر منذ فترة ، كان ثمة تعليق على الخبر مفاده أن هذا الخيار الأميركي ليس ناجما عن مزاج أميركي .. ولكنه ناجم عن أبعاد ذكرها المعلق بان أميركا تتوجس خيفة من المجازفة وحقيقة ان ايران غير قابلة للاستغزاء [ invadable not] كما هو الحال للعراق وحثهم المعلق على مراجعة دائرة المعارف الاليكترونية ويكبيديا .. ليحصل على الحقائق.. وهي ان ما حدث بالعراق لا ينسحب على ايران .. للأسباب التالية أن عدد سكان إيران اكبر من العراق لاربع مرات ولديها جيش حقيقي ، وبها العديد من الجبال التي توقف أي حرب خاطفة كما لديهم الجبال التي من الممكن ان تختبيء بها منصات صواريخ ونصحهم انه لو حتى استعملتم القوة النووية لن يتسنى لكم التوغل إلا 75 مترا .. فليس لديكم جيش ولا قوات جوية جاهزة لتلك المهمة اليوم.. وأضاف فقط انتم تستقوون على الحمقى الذين يفتحون شهيتكم على الغزو .. ومن الواضح مما ذكر أعلاه انه عندما تكون الأمم في حالة من الضعف فهي تغري السفهاء .. وكل الأوباش .. بالسطو المسلح عليها كما هو الحال بالعراق وأفغانستان .. بالطبع الجرح النازف في فلسطين .. !!فلقد نشرت جريدة الجورازلم بوست .. صورة لقبة الصخرة وعليها يرفرف علم اسرائيل .. وتحتها كتبت صورة الاسبوع ..كنوع من التحدي االعلني . فأين الامة من هذا التحدي السافر للعقيدة والدين .. أنها صرخات الأقصى .. فأين هم الرجال .. وأين المليار مسلم لينتفضوا دون مسجدهم وعقيدتهم .أين التحدي المضاد ؟!!
في العادة لابد من البحث عن مكامن القوة .. وعن الأبعاد التي نحقق بها الريادة والانطلاق ..قال تعالى واعدوا : (وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ) (الأنفال : 60 ) فهل حققنا هذا العنصر الهام..
تقول هيلاري كلينتون
The challenge is to practice politics as the art of making what appears to be impossible, possible. Hillary Clinton
التحدي في ممارسة السياسة هو فن في تحويل ما يبدو مستحيلا إلى ما هو ممكنا .. إضافة الى قول كارتر.. اذا كان لديك مهمة تريد أن تنجزها فتلقاها بشغف التحدي ابذل فيها أقصى الطاقة ففي الرغبة تبديد الالم والارهاق و بامتلاءك بالحماسة ستنتصر على الارهاق والضجر . تقول هيلينا بنهام كارتر:السحر الذي كان في روزفلت انه كان يواجه المخاطر وتضيف لم يكن هناك ثمة إنسان في العاام له القدرة على مواجهة الجديد من التحديات كما فعل روزفلت. في العادة .. هم في الغرب هم يعلمون أبناءهم أن الحياة عبارة عن تحدي يجب أن تواجهه و حلم يجب ان تحققه و تضحية يجب أن تقدمها ..
العظمة كما قالوا .. تكمن في الأغراض الديناميكية التي تعيش من اجلها . وقالوا أن النجاح ليس بالمكانة التي تصل إليها ولكن بالعقبات التي تنتصر عليها ..
Booker T. Washington:Success is to be measured not so much by the position that one has reached in life as by the obstacles which he has overcome.
ويتضح لي من خلال متابعتي للفكر الغربي ان الغرب في السياق الحياتي .. في معترك الحياة اليومية . يحاول الغرب أن يضع التحدي في دائرته الذهنية والعقلية.. سواء من المنطلقات السياسية او العقدية .. كما أسلفنا أعلاه . ويضعون .. أبعاد العقبات في دائرة متعة التحدي والانجاز . قال البرت اينشتاين .. فقط الحياة التي نعيشها من اجل الآخرين . هي الجديرة بالعيش .. وقال ونستون تشرشل Sir Winston Churchill (1874 - 1965). The unexamined life is not worth living. الحياة بدون ابتلاء أو امتحان ليست جديرة بالعيش ..وثمة قول مشابه .. لجوديث مارين.. التحديات هي الشيء الذي يجعل الحياة ممتعة والانتصار عليها هو ما يجعل للحياة معنى.
. Challenges are what make life interesting; overcoming them is what makes life meaningful..Joshua J. Marine
حتى في اطار المال والغنى .. قالوا حاول ان تكون غنيا أو تموت دون المحاولة . أما في اطار مرحلة الشباب . قالوا ان مهمة الشباب هي محاربة الفساد
The duty of youth is to challenge corruption. Kurt Cobain
وترتبط الثورة دوما بالشباب .. وتغيير الأوضاع بالشباب .. تقول جان روبيتا .. ربما يسرق شخص ما أحلامك عندما تكون في ريعان الشباب غضا وبريئا ..حتما سيكون ثمة حقائق ألا وهي.. الغضب في هذه الحالة شيء طبيعي والحزن مناسب والالتئام مؤقت والنهوض ممكنا ..
التصورات الغربية . ربما تكون ناجمة عن تصورات كتاب .. قساوسة .. حاخامات .. رجال سياسة .. رجال فكر . ولكن ماذا يبقى في النهاية .
وتبقى .. القيمة الرئيسية للنظريات .. هل حققت النظريات قيمة العدل .. نعم . ثمة شيء اسمه التحدى ترسخ في الذهنية الغربية . ولكن هل جعلت النظريات من الغرب إنسانا فاضلا . كريما .. نبيل المنحى . النظريات التي تتناقض مع المثل والحقائق يحكم عليها بالموت هكذا قالوا.. يقول ديفيد دتش .. السائد من النظريات قد رفض لأنها ذات تفاصيل خاطئة وليس في كونها فشلت نتائجيا . فقط الحقائق تتكلم عن نفسها حين تختلف النظريات عن الحقائق .
يقول ليلاند ستانفورد . فيما يخص الاقتصاد السياسي اعلن كثير من الكتاب ا أولا انه من الواجب تشجيع خلق ثروة للأمة وثانيا تسييرها والسيطرة على توزيعها .. وكلها كانت مضللة في النهاية..
. Many writers upon the science of political economy have declared that it is the duty of a nation first to encourage the creation of wealth; and second, to direct and control its distribution. All such theories are delusive.... Leland Stanford..
قد يكون الكلام رائعا .. ولكن تبقى الحقيقة كما هي .. الحقيقة المجردة والعارية .. دون رتوش .. جميل ان تملأ البشر بروح التحدي ., ولكن مثل دارج في حياة الغرب ... وهو قول لجان روستاندTheories pass. The frog remains. تمضي النظريات وتبقى الضفدعة..!!
يقول ..المراسل الصحفي الأميركي بيتر ارنت : ان تقاريرنا عن الخسائر في جانب المدنيين هنا بالعراق وعن قوة المقاومة العراقية حال وصولها إلى الولايات المتحدة ، يستخدمها من يعارضون الحرب كذريعة لهم في معارضة الحرب و يملكون ناصية التحدي ..
هل كان كتم وتزييف الحقائق .. هو التحدي .. فماذا بقي من تلك النظريات التي يتشدقون بها ..
إلا انه من ناحيتنا نحن أي إسلاميا ثمة الحقائق القاطعة غير القابلة للتغييب ..
الأمة الإسلامية هي امة الحق في الوجود الكوني . ذلك لأن القرآن هو الحق .. (المر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَالَّذِيَ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ الْحَقُّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ) (الرعد : 1 ) إن الإسلام هو الطريق الأمثل ..للحياة البشرية .. والأخذ بها الى بر الأمان . ولا شيء غير الإسلام .. القيمة الكبرى التي أرسل من أجلها الانبياء . والكتب التي أنزلت من السماء . هي ( العدل ).. في الكون .. (لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ) (الحديد : 25 )
كم رائع العدل كقيمة في لب الكيان الإسلامي : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيّاً أَوْ فَقَيراً فَاللّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلاَ تَتَّبِعُواْ الْهَوَى أَن تَعْدِلُواْ وَإِن تَلْوُواْ أَوْ تُعْرِضُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً) (النساء : 135 )
وستظل هذه الأسئلة عصية على الغرب أن يعالجها ذهنيا وهذا ناجم إما عندا .. وإما حجودا.. ( فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللّهِ يَجْحَدُونَ) (الأنعام : 33 )
والآية واضحة في هذا الصدد : (وَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ سَوَاء فَلاَ تَتَّخِذُواْ مِنْهُمْ أَوْلِيَاء حَتَّىَ يُهَاجِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدتَّمُوهُمْ وَلاَ تَتَّخِذُواْ مِنْهُمْ وَلِيّاً وَلاَ نَصِيراً) (النساء : 89 )
القسط هو العدل في الأرض .. ومن خلال هذا السياق .. نقول هل يتفق هذا السياق في الرؤية والمنهج مع الغرب .. فلم يكن الغرب إلا مشروعا إجراميا . للبشرية الحق ان تعيش .. لا نمانع( ان يأكلوا عيش)ولكن ليس سطوا على أراضينا وقتلا لشعوبنا ..ولكن ..عندما يبنى المبدأ على اللصوصية والسطو المسلح كما هو الحال بالعراق والقتل.. ومن تراثيات الغرب يتضح لنا ان الاعتداء على حقوق الغير .. مبدأ غربي .. والقرصنة مسلك حياتي غربي منذ القدم .. ولا وازع .. أو صحية للضمير .. ملايين قتلت من أجل نزوات ..لا نقل استعمارية فقط. بل هي لصوصية وسطو مسلح ..ليس إلا .. فهل هذا هو مشروع الغرب .. واي النبالة في ذلك الاجرام .. النبل لا يعرفه الغرب .. حتى لدرجة انها اشتقها من اللغة العربية .. فاستعمل مفردة noble.. والفروسية ليست من الجذريات اللغوية للغرب لا في اصل الكلمة ولا الاشتقاق . chevallery.. الغرب وضيع في منطلقاته وحيثيات وجوده .. انه كما لو كان parasite يعيش بالسطو على موائد الاخرين .
هل ما حدث في ابو غريب او غوانتنامو .. حضارة ..ام نوعا من الانتكاس في المنهج والمسلك .. وقيمة الإنسان .. كمخلوق كرمه الله ..
(وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً) (الإسراء : 70 ) ان قيمة الحضارة في المنهج الإسلامي (أخلاق) .. فأين الغرب من المنحى الأخلاقي .. وماهي مرتكزاته .. قال المصطفى إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق .. فالأخلاق منطلق إسلامي صرف .. من أبجدياته إلى ذروة سنامه .. أما عن أميركا فحدث عن ابو غريب ولا حرج .. وحدث عن غوانتنامو ولا حرج وحدث عن بترول العراق الذي يسرق و يضخ اليوم بلا حساب ولا حرج .
اما عن التحدي إسلاميا ..لقد فتح الإسلام العالم .. بروح التحدي .. وكان يحمل مشروعا حضاريا نبيل .. وليس كمشروع إجرامي كما هو الغرب .. حتى وصلت إلى الخطف من دول العالم .. ورحلات سرية لطائرات السي آي إيه .. فلقد كان فرسان الإسلام بالأمس .. على قدر المسئولية . ولهم القدرة في إمكانية اقتلاع الجبال .. واقتحام العالم .. والفارس لا يمتلك إلا رمحا ودرعا وسيفا .. هذه الأمة سياقها الطبيعي .. أن تغزو .. لا أن تنقلب وتنعكس الآية . أي تكون قالبة للاستغزاء .. قال المصطفى الكريم " من لم يغزو ولم يحدث نفسه بغزو مات على شعبة من شعب النفاق"
وكانت القيمة الكبرى في كم الإيمان .. كانت مشكلة الإسلام دوما نوعا وليس كما .. الإسلام بهذا القرآن الكريم لديه القدرة على بعث الأمة من تحت الركام لآلاف المرات .. الإسلام لم يمت .. ما دام القرآن يتلى بين أظهرنا .. وهم غربيا يدركونها .. Software will never replace the Koran.” Dan Wieden أي لن يحل السوفت وير محل القرآن .. القرآن هو كلمة الحق وله كلمة الفصل .. ولن يصمت القرآن إلى قيام الساعة .. قال تعالى (وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَاداً كَبِيراً) (الفرقان : 52 ) تلك النوعية التي فتحت العالم بالأمس .. هم اولئك الذين قالوا للمصطفى الكريم.. لو استعرضت بنا هذا البحر لخضناه معك .. وقالوا أيضا لو سرت بنا الى برك الغماد لسرنا معك وما تخلف بنا رجل واحد .. اعتقد أن هذه الأمة بتلك المقاييس لن تموت ..قال الامام علي:
إن الموت طالب حثيث لايفوته المقيم ولايعجزه الهارب ، إن أكرم الموت القتل والذي نفس ابن أبي طالب بيده لالف ضربة بالسيف أهون علي من ميتة على الفراش..
أمة جديرة بالنهوض فهي خلقت لقيادة الأرض وان تهيمن هذا القرآن على العالم من جيد .. لابد من تفعيل هذا القرآن من جديد لأن يكون نافذا في الوجود الكوني من جديد ..مهمتها إعلاء كلمة الله في الأرض .. وأن تغزو بقاع العالم من جديد .. لا أن تكون قابلة للاستغزاء ..نرفض رفضا تاما أن يكون غربيا كافرا لا يستنزه من برازه .. أن يحكم العالم ..كما هو العالم اليوم .. هذه الأمة خلقت للمجد وللمجد فقط تعيش .. لا يمكن ان تتخلى الامة عن مهمتها ودورها الريادي ..وقول الله فيها .. وشهادة رب العالمين الآسرة فيها .. (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ) (آل عمران : 110 )
فهل حققنا شروط الخيرية .. قال الإمام علي لعن الآمرين بالمعروف التاركين له الناهين عن المنكر العاملين به .. هل كان حققنا إيماننا بالله أم كان ايماناً بجورج بوش والآنسة كونداليزا .. وكفرا بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم ..كان المصطفى يشهر السيف في وجوه العالمين .. وسنابك خيل الاسلام وطئت بقاع الارض من الصين حتى نصف فرنسا .. وووصلت الى فيينا مرتين ..
نعم لقد راينا .. أنماطاً في التاريخ الإسلامي فضحهم القرآن الكريم أمثال.الجد بن قيس ..حينما سأله المصطفى . هل لك في جلاد بني الأصفر .؟. فكان رده عجيبا .. قائلا.. ان بنات بني الأصفر جميلات واخاف على نفسي من الفتنه .. فنزل فيه قرآنا .. (وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ ائْذَن لِّي وَلاَ تَفْتِنِّي أَلاَ فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُواْ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ) (التوبة : 49 )
ومنهم المخلفون ..ومنهم من قال لا تنفروا في الحر وكرهوا ان يجاهدوا ... (فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلاَفَ رَسُولِ اللّهِ وَكَرِهُواْ أَن يُجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَقَالُواْ لاَ تَنفِرُواْ فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّاً لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ) (التوبة : 81 )
لقد ابتلي الإمام علي .. يوما بتلك النوعية القابلة للاستغزاء ..فقال لهم :
وكأني أنظر إليكم تكشون كشيش الضباب لاتأخذون حقا ولا تمنعون ضيما قد خليتم والطريق فالنجاة للمقتحم والهلكة للمتلوم .
وأيم الله لئن فررتم من سيف العاجلة لا تسلموا من سيف الآخرة أنتم لهاميم الهرب والسنام الاعظم إن في الفرار لعنة الله والذل اللازم والعار الباقي وإن الفار ليس بمزيد في عمره ولا محجوز بينه وبين يومه .إن الرائح إلى الله كالظمآن يرد الماء ؟ الجنة تحت أطراف العوالي ..أي أطراف الرماح .... ونلاحظ من كلام الامام انهم يهربون هرب الضب ولا يأخذون حقاً ولا يمنعون ضيماً ..
قال ستيفن رونسيمان .. ليس كمثل المسيحية التي بشرت بالسلام والتي لم تحققه أبدا .. جاء الإسلام بالسيف من غير خجل ..
Unlike Christianity, which preached a peace that it never achieved, Islam unashamedly came with a sword”.. Steven Runciman quotes..
ومن قول ..رونسمان أعلاه .. ثمة محاولات أخيره في زمننا الراهن.. وإصرار مستميت كي يتخلى الإسلام عن سيفه . تلك امة المجد كيف ...كانت دوما.. الجنة قابعة لها تحت ظلال السيوف ..قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهُ قالَ( ( من خير معاش الناس لهم رجلٌ ممسكٌ عنانَ فرسه في سبيل الله، يطيرُ على متنهِ، كلما سمع هيعة أو فزعة، طار عليه يبتغي القتل، أو الموت مظانه، أو رجلٌ في غُنيمةٍ في رأس شعفة من هذه الشعف، أو بطن وادٍ من هذه الأودية، يُقيمُ الصلاة، ويؤتى الزكاة، ويعبد ربه حتى يأتيهُ اليقين، ليس من الناس إلا في خيرٍ)) رواه مسلم.
((يطير)) أي يُسرع.(( ومتنهُ)): أي ظهرُهُ.(( والهيعةُ)): الصوتُ للحرب.
ومع كل ذلك .. اعتبرت الأمة اليوم الجهاد وهو الفريضة ..فلقد قال تعالى كتب عليكم القتال ..: (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ) (البقرة : 216 )
انتهينا أخيرا ان اعتبروا الجهاد( إرهابا ) وانساقت إعلاميا وراء الكفرة .. .. وكسرت السيوف .. ونكست كل رايات المجد .. وكل من راوده الحلم يوما .. بصد الغارة أو الدفاع عن شرف الأمة .. أو انتابه الحلم يوم بغزو ومجد وسيوف ورايات .. اعتقلوه .. واعتقلوا الحلم بحوزته وجرموه بجريمة الحلم .. بالرغم من أن المصطفى قال: من لم يغزو ومن لم يحدث نفسه بغزو مات على شعبة من نفاق .. فهل نحذف أحاديث الرسول من الشريعة الإسلامية ونؤمن بما جاء به بوش وكونداليزا .. خيبك الله من أمة ..!!ومع ذلك كل من راوده الحلم ..بالمجد والسيوف والرايات طاردوه في الحلم .. وسرقوا منه الحلم إلى المنفى أي الى غوانتنامو وضربوا على المنفى الأسوار كما قال البياتي .. وكانت النهاية مصرع حلم .. او اعتقال حلم . او اعتيال حلم ..كما لو كنا نشاهد الفيلم الغربي ( إنهم يقتلون الجياد) ...وانتهى المقام بالفرسان أخيرا في سجون المشرق أو سجون غوانتانامو .. فأي صفاقة في الشرق .. وأي تعّهر في الغرب .. ولا عزاء إذن للإسلام .. فمتى تنتقل الامة من إطار الدونية الى مقام الندية .. ومن مقام الاستغزاء .. إلى المقام التحدي لتدوي فيه صيحة الله اكبر في فضاء العالمين ..قال تعالى: (وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) (آل عمران : 139 )..لا اعتقد انه سيستمر الوضع طويلا ..على هذه الحال ..قد يغفو الحق ولكنه لا يموت .. وآن للامة ان ترفع هامتها .. وتحمل روح التحدي .. المستمد من آيات ضرب الرقاب وشد الوثاق .. وذلك المجد الرائع الذي ينبثق روعة وعزة من سفر المجد (القرآن الكريم) .. ومواقف يتيه وينتشي لها التاريخ للمصطفى الكريم صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام ..
هو الحق يغفي ثم ينهض ساخطا *** فيهدم ما شاد الظلام ويهدم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.