ماذا ستفعل مصر بدولارات رأس الحكمة؟ وزير المالية حسم الأمر    أسعار العملات الأجنبية اليوم الجمعة.. آخر تحديث لسعر الدولار عند هذا الرقم    عز بعد الانخفاض الجديد.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الجمعة 19 إبريل بالمصانع والأسواق    الهلال الأحمر الفلسطيني: نقل إصابة ثانية من مخيم نور شمس جراء اعتداء قوات الاحتلال    مواعيد أهم مباريات اليوم الجمعة 19- 4- 2024 في جميع البطولات    منهم شم النسيم وعيد العمال.. 13 يوم إجازة مدفوعة الأجر في مايو 2024 للموظفين (تفاصيل)    «هجمة صيفية قوية».. الأرصاد تكشف حالة الطقس اليوم في مصر وتحذر من ساعات الذروة    شاهد.. نجوم الفن في افتتاح الدورة الثالثة ل مهرجان هوليود للفيلم العربي    سوزان نجم الدين تتصدر التريند بعد حلقتها مع إيمان الحصري.. ما القصة؟    البابا تواضروس خلال إطلاق وثيقة «مخاطر زواج الأقارب»: 10 آلاف مرض يسببه زواج الأقارب    الرئاسة الفلسطينية تدين الفيتو لمنع حصولها على العضوية الكاملة بالأمم المتحدة    أبو الغيط يأسف لاستخدام الفيتو ضد العضوية الكاملة لفلسطين بالأمم المتحدة    تعديل ترتيب الأب.. محامية بالنقض تكشف مقترحات تعديلات قانون الرؤية الجديد    محمود عاشور يفتح النار على رئيس لجنة الحكام.. ويكشف كواليس إيقافه    محمد صلاح: أثق في فوز الأهلي على مازيمبي.. وهذا اللاعب يتسبب في تخفيض معنويات المهاجمين    #شاطئ_غزة يتصدر على (اكس) .. ومغردون: فرحة فلسطينية بدير البلح وحسرة صهيونية في "زيكيم"    انهيار منزل من طابقين بالطوب اللبن بقنا    متحدث الحكومة: مشكلة توفر السكر انتهت.. والتعافي من أزمة السيولة الدولارية خلال 2024    متحدث الحكومة: دعم إضافي للصناعات ذات المكون المحلي.. ونستهدف زيادة الصادرات 17% سنويا    «علاقة توكسيكو؟» باسم سمرة يكشف عن رأيه في علاقة كريستيانو وجورجينا (فيديو)    والد شاب يعاني من ضمور عضلات يناشد وزير الصحة علاج نجله (فيديو)    الجامعة العربية توصي مجلس الأمن بالاعتراف بمجلس الأمن وضمها لعضوية المنظمة الدولية    الإفتاء تحسم الجدل بشأن الاحتفال ب شم النسيم    انطلاق برنامج لقاء الجمعة للأطفال بالمساجد الكبرى الجمعة    تخفيض سعر الخبز السياحي بجنوب سيناء    "ليس لدي أي تأثير عليه".. كلوب يتحدث عن إهدار صلاح للفرص في الفترة الأخيرة    "عملية جراحية خلال أيام".. إصابة لاعب سيراميكا بقطع في الرباط الصليبي    فيوتشر يرتقي للمركز الثامن في الدوري بالفوز على فاركو    الدوري الأوروبي – فريمبونج ينقذ سلسلة ليفركوزن.. ومارسيليا يقصي بنفيكا بركلات الترجيح    بسبب "عباس الرئيس الفعلي".. عضو مجلس إدارة الزمالك يهاجم مشجع (صورة)    ننشر أول جدول أعمال لمجلس النواب بمقره بالعاصمة الإدارية    أول تعليق من حماس على الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة    جريمة ثاني أيام العيد.. حكاية مقتل بائع كبدة بسبب 10 جنيهات في السلام    إصابة 4 أشخاص فى انقلاب سيارة على الطريق الإقليمى بالمنوفية    ظهور أسماك حية في مياه السيول بشوارع دبي (فيديو)    مصرع شخص وإصابة 8 آخرين إثر حادث تصادم بطريق المريوطية فى العياط    وزير الخارجية الأسبق يكشف عن نقاط مهمة لحل القضية الفلسطينية    خبير عسكري: هجوم إسرائيل على إيران في لبنان أو العراق لا يعتبر ردًا على طهران    إسرائيل تستعد لإجلاء الفلسطينيين قسرًا.. تقارير أمريكية تكشف موعد اجتياح رفح    "تعليم الجيزة" تكشف نسب حضور الطلاب للمدارس وأسباب تواجدهم هذه الفترة    برج الدلو.. حظك اليوم الجمعة 19 أبريل 2024 : يساء فهمك    أحمد الطاهري يروي كواليس لقاءه مع عبد الله كمال في مؤسسة روز اليوسف    دعاء السفر كتابة: اللّهُمّ إِنّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السّفَرِ    دعاء للمريض في ساعة استجابة يوم الجمعة.. من أفضل الأوقات    النشرة الدينية.. هل يجوز تفويت صلاة الجمعة بسبب التعب؟.. وما هي أدعية شهر شوال المستحبة؟    سكرتير المنيا يشارك في مراسم تجليس الأنبا توماس أسقفا لدير البهنسا ببني مزار    طريقة عمل الدجاج سويت اند ساور    طريقة عمل الكب كيك بالريد فيلفت، حلوى لذيذة لأطفالك بأقل التكاليف    بسبب أزمة نفسية.. فتاة تنهي حياتها بالحبة السامة بأوسيم    المشدد 5 سنوات لشقيقين ضربا آخرين بعصا حديدية بالبساتين    نبيل فهمي يكشف كيف تتعامل مصر مع دول الجوار    دعاء الضيق: بوابة الصبر والأمل في أوقات الاختناق    محافظ الإسكندرية يفتتح أعمال تطوير "حديقة مسجد سيدى بشر"    شعبة الخضر والفاكهة: إتاحة المنتجات بالأسواق ساهمت في تخفيض الأسعار    متحدث التعليم: لا صحة لدخول طلاب الثانوية العامة لجان الامتحانات بكتب الوزارة    أخبار 24 ساعة.. مساعد وزير التموين: الفترة القادمة ستشهد استقرارا فى الأسعار    فحص 1332 مواطنا في قافلة طبية بقرية أبو سعادة الكبرى بدمياط    ردد الآن.. دعاء الشفاء لنفسي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حرب ضارية على القرآن الكريم
نشر في الشعب يوم 23 - 12 - 2006


بقلم عبد الرحمن عبد الوهاب
[email protected]
إنها ليست حربا على الأفكار war of ideas كما يروج لها في الاعلام الغربي - فحسب وإنما هي حرب لإبادة الإسلام كدين ومعتقد ورسالة للبشرية جمعاء .. رسالة مفادها أن يتحول الى مدينة فاضلة .. لا ساحة للاجرام كما يتبني ذلك المشروع الغربي .. قامت تلك الحرب لقناعة الأعداء بأنه يكمن في عقول وقلوب وأفئدة المسلمين..ولذلك ستظل الحرب مستمرة ولن تتوقف .. كما قال تعالى ..
(وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ) (البقرة : 120 )
وكما قال العليم الخبير : (وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)
(البقرة : 217 )
تتوقف حيث تقول البريطانية جاكي أشلي "الانتصار على الإسلاميين أمر لا يمكن تحقيقه عبر المدافع .. ويجب علينا أن نبحث عن طرق بديلة".

إلى هنا فلتتوقف .. كل آليات التحليل وكل سبل المعالجات الذهنية.. فقط لأن الموضوع ..موضوع حيثية .. ووجود.. وكيان . و إلا فلا وجود .. على الإطلاق .. وليكن .. فناءنا عن آخرنا خير من وجودنا ..من هنا .. لا بد أن يستحيل الأمر .. إلى حماية وجودنا .. أو فلتذهب الدنيا إلى الجحيم ..حسب المصطلح الدارج لدى الغرب أو إلى عليين كما هو المصطلح الدارج لأمة محمد ..

حينما تخاض الحرب .. ضد(القرآن) بهذا الشكل ..أجل فلتنتفض الأرض ولترتج الأرض... ولتخرج من مكانها من المجموعة الشمسية ولتذهب إلى أي مجرة أخرى .. في سماء الله .. فهو تعالى في السماء إله وفي الأرض إله .

القضية أخذت أبعاداً لا تحتمل .. وغير متوقعة .. ولم تحسب امة [لا اله إلا الله] تلك الحسابات .. فهي من خلال أبجديات العقيدة ..انتهاءً إلى ذروة سنامها . قد تحتاج في عرف الأقدمين من الفرسان إلى حرب شاملة .. لا هوادة فيها ولا رحمة وما على إسرائيل والغرب إلا أن يلوم نفسه ..حيث ألقت بنفسها أم قشعم .. ..إذ أنني اعتبرها موضوعا يتعلق بالوجود الإسلامي برمته .. أو اللاوجود .. وإذا هدد الدين فقد انتفت مبررات الوجود . كما أسلفنا في مقال سابق .

أفادت .. جريدة المصريون منذ .. أن بعض المتطرفين اليهود الذين يطلقون على أنفسهم اسم جماعة "خدام المعبد"قاموا بتحريف القرآن الكريم وطبعه مرة أخرى بنفس نسخة مكة المكرمة لتوزيعها في البلاد العربية والإسلامية، ومن المواضع المحرفة من القرآن بعض السور القرآن مثل: آل عمران والنساء والأعراف وهود والنحل.

كما قامت بتحريف بعض الأحاديث الشريفة في صحيحيْ البخاري ومسلم، وخاصة تلك التي تتناول اليهود وأخلاق الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - الفاضلة والكريمة وهي عبارة عن 97 حديثًا صحيحًا.

كما أقدمت على رسم الرسول الكريم في عدة أوضاع؛ منها صورة للرسول وهو يقود سيارة نصف نقل ويحمل على متنها صاروخًا نوويًا ومكتوب عليها تعليق "محمد يقود المنطقة للدمار", كما قاموا برسم الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - على هيئة"مهينة" وهو يقف على المصحف الشريف.

وبحسب صحيفة "المصريون" فإن أعضاء تلك الجماعة يتخذون من منطقة دهب المصرية مقرًا لنشاطهم في توزيع المصاحف المحرفة, وقد حددت هذه الجماعة المتطرفة الأول من شهر رمضان لشن هذه الحرب الدينية ضد المسلمين.

* * *

نعم فلترتج الأرض ولتخرج .. من مسارها .. فلتنقلب الدنيا رأسا على عقب .. ولا كنا ولا كانت الدنيا ..

* * * * *
إلى هنا يجب أن تنتفض الدنيا .. وترتج الأرض .. كل الأرض ..
وثمة سؤال يطرح لماذا كل هذه الحرب على القرآن .. ؟

نعم انها الحرب على القرأن .. ذلك لأنهم يدركون انه لا مجد ولا حيثية ولا كيان .. إلا بتفعيل هذا الكتاب على واقعهم المعاش .. فإذا فعّلوه .. لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم ..
(وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيهِم مِّن رَّبِّهِمْ لأكَلُواْ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم مِّنْهُمْ أُمَّةٌ مُّقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ سَاء مَا يَعْمَلُونَ) (المائدة : 66 )
إلا أن هناك .. عصابة ومافيا الإجرام من مضللي البشرية . تلك التي لا تريد أن يفّعل .. القرآن في الوجود الوجود الكوني .. كيلا تفيء البشرية الى بر الامان .. وتستريح في كنف الله .. ما لهذه الأمة .. ترفض المجد .. والمجد في متناول يدها .
أنا كتاب المجد الذي تحرقونه .. وهل يحرق المجد صاحب حكمة ..
وسيظل هاجسنا .. وغايتنا .. أن يهيمن هذا الكتاب على العالم . ونحكم به الأرض من جديد ..
لا مناص تلك أيها السادة .. فتلك هي القضية .. والغاية والرسالة .. إعلاء كلمة الله على يابسة الوجود الكوني .. ايها السادة ان أراد المجد في الدنيا والآخرة .. فليعمل على إعلاء كلمة الله في الأرض ..
كما قال .. عبادة بن الصامت . للمقوقس لنا مجد الدنيا ان ظفرنا بكم .. ولنا مجد الاخرة ان ظفرتم بنا ..
ايها السادة . وعلى النقيض .. .. كما قال الاحنف بن قيس من هدم دينه كان لمجده أهدم..
ناهيك عن ضنك الدنيا . والعمى في الآخرة .. لمن أعرض .. عن صفقة المجد ..
(وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى) (طه : 124 )
ان درب المجد .. هو درب القرآن .. انه سفر المجد الأول والأخير .. (ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ) (ق : 1 )
قال تعالى ..
(وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ) (الزخرف : 44 )
وقال تعالى :
(لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ) (الأنبياء : 10 )
والذكر هنا تعني الشرف والحيثية والكيان والمجد ,,وكل المعاني الكريمة .. لهذه الأمة .. من هنا كانت الحرب على القرآن قائمة .. لكي لا ترتفع لها راية .. ولا تعتلي سلم المجد . أمة إسلامية بدون قرآن هي الى العدم والفناء أقرب .. ومنها كانت العينة الضائعة .. على مسرح الاحداث .. .. في شباب وسط القاهرة ..
لا قيمة للأمة .. إلا بشباب يعرف القرآن ..يقرأه يتلوه .. يفعله في حياته الشخصية وبيئته الصغيرة .. لقد كان الصحابة لا يحفظوا من القرآن الا ليطبقوا .. الآيات المحفوظة .. واذا ازدادت الآيات المحفوظة ازدادت التبعات ..
لابد ان يهيمن القرآن على المجتمع .. ويكون له كلمة الفصل في الواقع من خلال تحكيم كلمة الله في كل صغيرة على المجتمع الإسلامي من خلال شرع الله ..بل والعالم أجمع .. هذه هي قيمة القرآن .. لا أن يتلى على المقابر.. مقابل قرص الرحمة . كما أراد الطغاة .. ولعبوها بذكاء .. ضد القرآن .. وهاهم .. صناديد الكفر في واشنطن .. يشعلونها نارا .. وحقدا ‘لى هذا الكتاب .,.,
هل وصلنا الى هذه المرحلة من الضياع . بأن يضع لنا صناديد الكفر في واشنطن قرآن لتتلوه الأجيال القادمة
بدلا .. من القرآن الكريم الذي نزل من علياء السماء . على جبل النور بمكة .. على قلب محمد ..
كيف يحدث هذا وأين هذه الامة من ذلك العبث الكفرى .. بمصيرنا .. ووضعانا الثقافي والعقدي والحضاري .
اذا ما عد مثلكم رجالا فما *** فضل الرجال على النساء .. .
وما أدري ولست أخال أدري *** أقوم آل حصن أم نساء ..
ايها السادة .. أن هذا الكتاب له كلمة الفصل في كل ما هو آت . فكم زلزل من عروش .. وكم أزال من أمم .. وكم أحيا من أمم .. فهو روح للأمم . (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ) (الشورى : 52 )
وكم أعتلى أجدادنا من الفرسان من قمم المجد .. إلا بهذا القرآن ..
فكيف .. بأمة .. لا تتلو القرآن .. كيف الحال بأمة لا تفعل القرآن .ولا يكون الفيصل في محاكمها وتشريعها ودستورها . . وتعاملها مع الرعية .. كيف الحال بأمة .. لا يهيمن كلمة الله على العالم .. هذه هي مهمتكم .. أن يهيمن هذا القرآن على العالم أجمع ..

* * * *
نحن أحفاد الذين صانوا العشب الأخضر .. على قبور الأجداد ..نحن من تلقفنا اللواء ورفعناه في أفاق الدنيا بالأمس طولا وعرضا .. ولم ننكص ولم نهن .. والله ما بالينا بموت أو نحر رقابنا فداء لله وكلمته التي نزلت من عليين على جبل النور بمكة صدقا وعدلا ومجدا . . ومن ثم يأتي أحفاد القردة والخنازير .. يعبثون بسفر مجدنا وكتابنا المجيد .. وأين يحدث .. كل ذلك .. انه على ارض مصرية ..ويحك من أمه .. لا.. والله ..لا كنا ولا كانت الدنيا . محمد رسول الله .. الذي أضاء عتمة الكون بكلام السماء .. ذلك الضياء الباهر .. يصوره الأوغاد على انه .. يركب نصف نقل وصاروخ نووي ويقود المنطقة إلى الدمار .. كبرت كلمة تخرج من أفواههم .. فمحمد هو الذي ملأ الكون زهرا وحبا وعدلا ..

نحن نعرفهم جيدا .. ونعرف أنهم موتورون .. أن محمدأً .. بلغ الذروة واجتاز القنطرة من المجد .. ومنها إلى عليين .. والى سدرة المنتهي في الإسراء والمعراج .. فأي أمجاد لبني البشر بعد محمد .. أمر غريب .. ماذا يريدون من محمد صلى الله عليه وسلم .. ؟

هل لأنه كان كريما ماجدا عابدا مقاتلا ؟.. أنا اعرفهم جيدا .. واعرف لماذا كل هذا الحقد والغيظ ..على شخصه الكريم . لقد كان محمد صلى الله عليه وسلم .. ذلك الإنسان الكريم .. الذي تمثلت فيه الأخلاق الكريمة على هذا النحو ذو البريق الأخاذ .. وكان الرمز والقدوة الحسنة.. وأنى لهم ؟.. لأنهم لم يجدوا على محمد ثغرة واحدة .. ولن يجدوا ..فكانت تصرفاتهم صبيانية وطفولية ..إلى ابعد حد ممكن ..

ذلك ..لأن محمدأ .. أزال باطلهم من المجد الكاذب .. بما معه من الحق المجيد ..من كلام السماء (ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ) (ق : 1 )..

وبما قالته كلماته حيث أوتي جوامع الكلم.. فظلت عبيرا على مدى الأزمان .. الذي تختصر مفردة من مفرداته معادلات السياسة والرياضيات.. .مفردات محمد بن عبد الله . التي ستظل إلى الأبد .. ضياء .. نستضيء به في عتمات الفكر .. ونستظل به في هجير الأعجاز.. نعم .. هو محمد صلى الله عليه وسلم الذي ركل كل أمجاد الأرض .. ولم يرتض.. إلا عيش الآخرة..

محمد ..رسول الله .. إنسان نذر حياته لدعوة ، ليس له فيها أي مغنم شخصي من ثراء أو منصب أو جاه أو نفوذ.. حتى الخلود التاريخي لشخصه لم يكن في حسبانه .. لأنه لا يؤمن إلا بخلود عند الله ,,(1)

إنسان يقضي حياته من الطفولة إلى الأربعين في طهر وتأمل ثم يقضيها من الأربعين إلى منتهاها في عبادة وهداية وجهاد ونضال .. وتفتح له الدنيا ، فيركل كل أمجادها الباطلة .. ويظل لائذا بمسلكه وعبادته ورسالته ..

نعم .. أنا أدرك ماذا ينقمون من سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ..نعم أنهم ينقمون من محمد ذلك المجد الذي ضجت به الدنيا .. وأحيا أمة من العدم .. فكانت خير أمة أخرجت للناس ..فمحمد صلى الله عليه وسلم خرج من الدنيا من المعايير المادية ..بلا مليارات وبلا كنوز فلقد مات ودرعه مرهونا عند يهودي .. أي بلا مقاييس المادية .. ولكنه خرج بالمجد .. والمجد فقط .. وبحبنا له و.. (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) (الأنفال : 64 ).. اجل نحن من تبعه ..

أيها السادة :

من كان فوق الشمس موضعه .. فلا شيئا يرفعه ولا يضع

هذا محمد صلى الله عليه وسلم .. حبيبنا ورسولنا وقائدنا ..

لقد كانت الجواري والعبيد في أرجاء الدنيا يركعون لأسيادهم قبل مجيء محمد صلى الله عليه وسلم .. فجاء محمد لتكون البشرية منتصبة القامة بعد مجيئه فلا تركع إلا لله أو للضغط على الزناد .. ماذا ينقمون من محمد .. والذي نفسي بيده وما نقموا منه إلا المجد الذي بلغه .. ما نقموا من محمد إلا انه كان على منصة الأستاذية للبشرية بأسرها .. ما نقموا منه إلا انه كان على القمة والبشرية كلها في السفح.صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا أبد الآبدين ودهر الداهرين صلاة .. لا تفنى أبدا ولا يحصى لها عددا .. صلاة تنفعنا إذا زلت الأقدام.


أيها السادة ..

ينبثق من الإسلام منظومة أخلاقية .. تتمثل في قيم الإسلام .. وتراثه وأخلاقيته ..

[ولو فتحتم شراييني بمديتكم سمعتم في دمي أصوات من راحوا]..

وفي ظل هذا الكم من كتاب المارينز .. وتجار المبادئ .. من الليبراليين .. الجدد .. نقولها .. .. بصريح العبارة لن نتخلى عن هذه الأمة .. ولو كنا أحادا في هذا الكون .. نحن .. ولاؤنا .. لهذه الأمة .. ولاؤنا لله تعالى .. و.. لكلمة الله اكبر.. ولاؤنا لقرآننا .. ولاؤنا للمساجد .. وللمآذن التي لها كالأشجار أرواح .. ولاؤنا لتلك المآذن .. الشامخة .. التي تعانق السماء على مر الدهور والأزمان ... ولاؤنا لهذا البيت العتيق .. ولاؤنا .. لأستار الكعبة .. التي تحمل عبق التاريخ والتوحيد وركب النبوات .. نتشبث بها ونجأر بالدعاء ..حينما يقهرنا طغاة الأرض .. فنستمد من هناك الطاقة والعز والشموخ .. وجبر الانكسار ..

ولاؤنا .. للمسلمين في كل أصقاع الأرض من مندناو بالفلبين حيث أخواننا الذين يقبعون في المحرقة الصليبية في أطراف الأرض (شرقا) امتداد إلى من يقبعون في أغلال الكفر في غوانتنامو (غربا) ..[ وكيف نكتب والأقفال في فمنا .. وكل ثانية يأتيك سفاح .. حملت نتري على ظهرى فأتعبني] ....

اجل نحن ولاؤنا ..لمساجد هذه الأمة الرائعة ..و للمحاريب العتيقة .. لشيوخها .. لأراملها .. [مال للعروبة متل أرملة.. أليس في كتب التاريخ أفراح].

ولاؤنا لوجوه آباءنا المتوضئة .. ولنساءها التقيات العفيفات .. لشبابها .. لأيتامها .. ولاؤنا للتراب .. وللطين ..

ولشوارع الإسفلت .. ولاؤنا حتى لغبار الطرقات .. ولاؤنا لتلك الأرض .. التي يرتفع في سماءها الأذان فيتخلل نداء المجد بكلمة الله اكبر ..البحر والجدول .. و النوافذ والشرفات .. فتسجد الطبيعة لله تعالى ..

نحن ولاؤنا لهذه الأمة العظيمة .. التي ليس كمثلها أمة في التاريخ بأسره .. امة مبادئها نزلت من السماء ..

في كتاب مجيد .. فأين تذهبون .. ؟

أجل هذه هي امة المجد .. للمجد خلقت .. وللمجد فقط تعيش ..

نحن ولاؤنا .. للمسكين القابع أمام المسجد .. وللأعمى الذي .. الذي يتوكأ عكازه في عرض الطريق .. نحن ولاؤنا .. للمظلومين والمقهورين .. وللمسجونين..

نحن ولاؤنا لأمة كانت قابعة منذ فجر التاريخ .. وهي في متن التاريخ شموخا وعزا وإباء .. نحن ولاؤنا لرسالتها .. لنبيها الكريم .. أشرف الخلق وإمام الأنبياء .. فأين تذهبون ؟

امة لها وجود وكيان قوامه من العدل .. ورفض الضيم والظلم ..

امة تختلف عن كل أمم الأرض .. رسالتها في الكون .. من وحي السماء .. نحن امة الخير للبشرية .. وللعالم أجمع .. امة لا ترمي فضل الزاد ..في المحيط .. حتى تحافظ على أسعار القمح .. ويظل الجائع جائعا ..والمقهور مقهورا .. لتنتفخ كروش .. تزداد أرصدة . . في البنك الدولي .. نحن لسنا كتلك الأمم الأخرى التي مات لديها المبدأ وانتحر الضمير ..

نحن امة وجودها مرتبط ب لا اله الا الله .. فهي قوام حياتنا .. فكانت متربعة في شغاف القلب وحي الضمير .. هكذا .. نحن المسلمون ..

خلفيات الأمر :

قد يتساءل البعض.. ما هو السر خلف هذه الهجمة غير العادية والحرب الشاملة في الآونة الأخيرة .. و التي لم تهدأ .. وقد بلغ أوارها .. وما فتئت تنال من الإسلام كتابا ورسولا .. وسيرة .. ابتداء من قرآن جديد في واشنطن إلى .. استهزاء بالنبي الكريم ..في الدانمارك .. وانتهاء .. إلى مدينة دهب المصرية .. معقل اليهود مؤخرا في مصر ..وماذا بعد ذلك ؟؟؟؟. إليكم .. خلفيات الأمر ..

بعد الحادي عشر من سبتمبر.. خاضت أمريكا .. ما يسمى بالحرب على الأفكار .. war of ideas..وهو أمر قد أخذ مثار الجدية كنا نحن المسلمين طرفا في هذا الصراع .. نعم هي حرب تشن علينا على كافة المستويات يقول ..ماك ثرونبري .. إن حرب الأفكار .. يجب أن تشن على جبهات عديدة .. عسكريا و دبلوماسيا واقتصاديا.

The Global War of Ideas must be waged on many fronts-military, diplomatic, economic. Mac Thornberry

وفي عنوان آخر ..( حرب الأفكار على الإسلام الراديكالي) ,, يعلنها جون أبي زيد .. إن حرب الأفكار لا تختلف عن الحروب العسكرية ..

It`s a battle of ideas as much as it is a military battle.-General John Abizaid, January 29, 2004

ويقول جون ريد وزير الدفاع الأميركي في حينه ..لقد بدأت من خلال اقتراحي أنها حرب عالمية على الأفكار التي تخص الإسلام وكذا تخص الحضارة والتطور والحداثة والقيم الشمولية والحرية الشخصية..في سبل ما تمثل صراعا عما سيحدد ما هي النظرة التي ستسود العالم عن شخص ينظر قدما إلى القرن ال21 أو برؤية القرن الثامن و التي يحملها المسلم ..

وكان هذا التصريح من جون ريد ..يحتاج إلى مساءلة .. واستجواب.. كونه يصف الإسلام بالتخلف.. إنها حرب .. وما تصرفات اليهود من تحريف أو وضع قرآن جديد في أميركا أو تقديم المرأة لإمامة صلاة الجمعة كما فعلت أمينة ودود .. أو استهزاء بالمصطفى الكريم في الدانمارك .. إلا آليات .. أعدت بالليل .. وهاهي الخبيئات .. ايها السادة ..

الا انه لم يكن المصطفى الكريم .. محمد صلى الله عليه وسلم .. بمنأى عن هذه الحرب أي( حرب الأفكار ).. ولكنها حربا .. شنت عليه صراحة بأبي هو و أمي ..

ففي مقال بعنوان حرب الأفكار بقلم رونالد ماكاولي .. يبدو أن هناك عزما وتصميما عليها .. ولا تراجع ..

يقول رونالد ما كاولي .. مهما قال المسلمون .. تبقى الحقيقة كما هي أن المسلمين هم الذين بدأو الحرب .. بداية محمد نفسه أخضع الجزيرة العربية بالقوة ثم انطلقت الجيوش المسلمة إلى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حتى اسبانيا وفرنسا التي كانت ستخضعها لولا شارل مارتل ! لا غرابة .في ذلك . وعلى الرغم من معارضة المعتدلين فإن السياق(يقصد التوسع ) مازال هو السائد حتى اللحظة .. وبصعوبة أيضا فان المصطلح الشائع دار الإسلام ودار الحرب ليس له تفسير من الخبراء العسكريين تجاه تلك التوسعات الأساسية للإسلام ..إلا كونها انقسامية للعالم ما بين الحق والباطل . انتهى .. إلا أن الانقسامية تلك للعالم ,,كانت في سياق انجليزي أيضا.

ففي مقال لها بعنوان "الحرب على الأفكار" .. تقول الكاتبة البريطانية جاكي أشلي في (الغارديان) البريطانية : لكي تكون ليبراليا هذا لا يعني أن تهز الكتف أمام أولئك الذين يشمئزون منك.. فالعالم منقسم بين حزام من الأصوليين المسيحيين والمدججين بالقوة الأمريكية والمصالح البترولية ,, وبين حزام الأصوليين الإسلاميين .. الحاملين للقرآن والمحكومين من قبل رجال الدين الكارهين للنساء ..إنها فترة سيئة يشهدها العالم .

To be a liberal does not mean shrugging your shoulders at those who loathe you...... A world divided between Christian bible-belt fundamentalists, powered by US military and oil interests, and Islamist Quran-belt fundamentalists, ruled by misogynistic mullahs, is a bad world, period.

وحسب تصور اشلي أن القرآن في المواجهة .. وإننا قوما كارهين للنساء ..ولا اعرف من أين أتت السيدة اشلي .. بهذه الفكرة الخاطئة .... نعم نحن مدججين بالقرآن .. وأحيانا ننظر اشمئزازا .. ولكن ما لا تعرفه أن هناك منظومة أخلاقية تخص المسلمين منبثقة من تصورات الإسلام وآيات القرآن .وهي أشياء لا يعرفها الغرب .. منها غض البصر والحياء والفروسية وهي على النقيض من دعاريتهم وتهتكهم ..

.. كما قال أبو فراس

يغض الطرف فضل حياته ويدنو وأطراف الرماح دواني

أو كما قال عنتره ..

أغض طرفي إذا ما بدت لي جارتي حتى يواري جارتي مأواها

ومما ذكر أعلاه لمعضلة حرب الأفكار ..فقد قال ماكاولي عن المصطفى ما يفيد وكأن هناك ثأراً مبيتا ضد المصطفى الكريم .كما قال الأمريكي .. وكما قالت الانجليزية فيما يخص القرآن ..

وتأخذ القضية أبعادا أخرى بما فيها المساجد والمدارس والإذاعات ..

وهو ما أثير في ندوة .. تتعلق بالحرب على الأفكار.. وكان الغريب أنني وجدت اسكريبت بها .. على الشبكة .. تناولت السيناريو الأولي لتلك الحرب .. وكان عماد الندوة ثلاثي يهودي والباقي أمريكي متصهين . .. ريتشارد بيرل . ونيونيت جتجريتش .. ومايكل ليدين .. وناتان شارنسكي نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي .,. وجيمس وولسي ومدير المخابرات المركزية الأمريكية و الخبير الأميركي في الإرهاب فيما بعد ..

تناولت الندوة .. أبعاد ليس لها صالح بمزاعمهم وقالت أن أسباب التطرف تتعلق هناك 11.000 ألف مدرسة .. تعاني فيها الناشئة من إحباط . وان هناك من يعزو التخلف والإحباط لأسباب أمريكية ..مما يثير الحنق على الأمريكان ومن ثم عمليات التطرف ..

تناولت الندوة تبني ال 11.000 المساجد ..و تبني محطات الإذاعية أيضا .. بينما أشار جيمس وولسي .. أن الخطر يكمن في عقول الأشخاص .. بينما أشار جنجريتش .. انه إذا ما كان هناك حية سامة وأرادت أن تنقض عليك .. فما عليك إلا أن تقتلها قبلا .

ويقول احد المحللين الأمريكان .. أمريكا تعيد صياغة العالم: فورة النبض معزز بالعقيدة ., والقدرة على سيادة العالم بالقيم الأمريكية .. أمريكا هي القوة .. العسكرية والاقتصادية والقوة الثقافية التي تفرض سطوتها وتحملت مسئوليتها في مواجهة الشر.
ويضيف احدهم.. لقد اختصر هنغتن ..الخيارات .. أمريكا تصبح العالم .. أو العالم يصبح أمريكا .. أو تبقى أمريكا كما هي أمريكا .. انتهى..

Huntington sums up the choices: America becomes the world. The world becomes America. America remains America.

وما علينا نحن إلا أن نعيش الويلات!!!

أيها السادة

لقد كانت الحرب .. ضد الإسلام ..قرآنا ورسولا .. في إطار التفعيل والهجوم منذ الأمس ..

وحتى اللحظة ..

ومن يريد أن يعالج الموقف بحثا .. فليرجع إلى كتاب ..الشيخ محمد قطب هل نحن مسلمون؟ .. وكيف أن الذي وضع المناهج .. دنلوب الانجليزي .. وكيف أن السياق قد نفذ بحذافيره ..

فمثلا على الساحة التعليمية .. فلقد قصروا علوم القرآن .. على جامعات إسلامية تعد على الأصابع في العالم الإسلامي .. وأبعدوها عن الجامعات الكبرى .. ولم يكتفوا بذلك فالحرب اليوم توجه نحو الأزهر .. وعلمنته .. فأين تذهبون .. ؟

فكان حال جامعاتنا .. كما قال الشاعر ..

ظللت أمشى حيرانا في أزقتها كالمصحف في بيت زنديق

وان خرج منها نبات لا يخرج إلا نكدا ..

أين يكمن الخير وأين القيمة الرسالية في الحياة إذا كان القرآن مستبعدا من البيت والجامعة والإذاعة على هذا النحو ..

ومما يدلل أننا لسنا على جادة الحق ,, فهاهو موقف .. بسيط .. يفيد أن الأمر ليس بكم العلوم .. بقدر ما هو موقف دعوي ورسالي في الحياة ..

روي أن الخليل بن احمد الفراهيدي .. ذلك الرجل طويل القامة علما.. الذي وضع علم العروض .. في ستة عشر بحرا .. وهو أديب ذكي .. لما توفى رؤي في المنام فسألوه .. ماذا فعل الله بك .. ؟ فقال .. غفر الله لي .. قالوا لماذا ؟ بعلم النحو .. أم بعلم العروض .. أم بالشعر .. ؟

فقال لا والله .. ما نفعني إلا سورة الفاتحة ، كنت اعلمها العجائز من قريتي ..

..هكذا كانت الأمور في موازين الرحمن .. كتاب الله .. وتعليمة .. فخيركم من تعلم القرآن وعلمه .. كما قال المصطفى ..

إلا أن هذه الحرب .. وان كانت تخاض على مستويات غربية لم نجد هناك من يقوم بالدفاع .. بل وللطامة الكبرى وجدنا هناك قواسم مشتركة ما بين كفرة المشرق .. في تمرير المشروع .. ضد كتاب الله ..

الأمر الذي وجدت فيه مقالا ,, نشر بالعدد الأخير من مجلة البيان.. يفيد أن تلك الحرب التي تشن علينا .. وعلى رسولنا وقرآننا .. كان لها إطار أخر على الساحة العربية .. نعم ..أيها السادة للعار وجه آخر ..
يقول الأستاذ زمزمي ..

فيما روي عن تعمّد الضابط مدير سجن برج الرومي الواقع بمحافظة بنزرت الاعتداء بالعنف على أحد السجناء كما أخذ المصحف الشريف وضرب به السجين، وأثناء الضرب سقط المصحفُ من يده على الأرض، فركله وداسه برجليه، وهو ما أثار حفيظة السجين المذكور واستنكاره. ولقد شَهدتْ بهذه الواقعة بيانات فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بمدينة (بنزرت)، ومما جاء فيها: «وبلغ لعلم الرابطة أنه كان من نتيجة ذلك تعرّض ذلك السجين لاعتداء جديد من طرف المدير نفسه وأعوانه الذي زيادة على الاعتداء الجسدي عاقبه مدير السجن بوضعه في السيلون زنزانة انفرادية ومنع عائلته من زيارته».

ويفيد الكاتب أن ما.. جرى بسجن برج الرومي جرى مثله وأضعاف أضعافه في سجون أخرى؛ ولولا خشية الإطالة لسردنا عشرات الوقائع! ولكن حسبنا هذه الواقعة بل الفاجعة التي حصلت في سجن «الهوارب» بالقيروان! فقد روى أحد السجناء: «أنه كان بهذا السجن رفقة ما يقارب سبعين سجيناً من شباب النهضة التونسية، وكان من جملة الإجراءات الصارمة التي اتخذتها إدارة السجن ضدّنا أن: حرّمت علينا مسك المصاحف أو قراءة القرآن تحريماً قاطعاً!

وفي صباح يوم من الأيّام أجمعنا أمرنا نحن المساجين الإسلاميين على مطالبة إدارة السجن بردّ مصاحف القرآن التي جرت مصادرتها منّا وحجزها عنّا. حضر مدير السجن إلينا حين بلغه طلبنا وسألنا في حنق وغضب متلفّظاً بعبارات الكفر والفحش والبذاء:

- آش بيكم يا أولاد...! آش تحبّوا...؟ آش طالبين...؟

فأجابه مساعده:

- هاهم طالبين المصاحف؛ ليقرؤوا القرآن.

فالتفت المدير إلينا، وردّ على الفور قائلاًَ:

- «نعم...! لحظة...! توا تجيكم المصاحف»!

راح المدير، وتركنا متلهّفين لاستقبال مصاحف القرآن لهفة الظمآن لقطرة ماء. مضت بضع دقائق، عاد إثرها ومن ورائه فرقة من أفراد الطلائع السجنية مدجّجين بالعصيّ والهراوات! و للتوّ جرّدونا تماماً من أثوابنا، وأمرونا بالجري في ساحة السجن في شكل طابور دائري، طوّقونا وطفقوا بنا ضرباً مبرّحاً حتى أسقطونا أرضاً، وقد أنهكنا الجري والتعب والأذى والألم، وأمرنا المساعد بالجثيّ على ركبنا الدامية! ولّى المدير وتركنا ونحن على تلك الحال حفاة عراة، ثمّ عاد ومعه أحد الأعوان يحمل بين يديه مجموعة من المصاحف الشريفة. وبأمر من المدير ألقى العون المذكور بالمصاحف على الأرض! وطرحها بساحة السّجن! ثمّ صاح المدير في وجوهنا قائلاً:

«هاهي المصاحف اللي طلبتوها...» وأخذ يمشي عليها! ويدوسها بنعليه! في صلف وكبرياء وعنجهية واعتداء! متلفظاً بشتم الدين! والاعتداء على العقيدة! هزّنا ذلك المشهد هزّاً عنيفاً، واعتصر الحزن قلوبنا؛ فما قدرنا على فعل شيء ندفع به ذلك الاعتداء الأثيم على كتاب ربّنا؛ وما إن صاح الطاغية بنا للالتحاق بعنابرنا مهدّداً ومتوعّداً لنا بمزيد من العذاب والنكال والانتقام إن نحن طالبنا بمصاحفنا مرة أخرى؛ حتى عدنا وقد انفجرت منّا العيون تهمل بالدّموع باكية على الحال الذي آلَ إليه القرآن في تونس بلاد الإسلام»!

ويضيف الكاتب :

ليس من قبيل المصادفة أن يتكرّر هذا الصنيع الشنيع المتمثل في تدنيس المصحف الشريف في السجون التونسية؛ فما هو إذن بحادث عرضي ولا تصرف فردي منعزل؛ فقد تكررت هذه الجناية الفظيعة النكراء من أعوان البوليس والحراس في مختلف السجون والمعتقلات؛ وهو ما يميط اللثام عن سلوك لدى الحكومة وأعوانها في انتهاك الحرمات وتدنيس المقدّسات.

إنه سلوك متعمَّد يأتي في سياق حرب شاملة تشنّها الحكومة التونسية بكافّة دوائرها وأجهزتها ومؤسّساتها على الدين الإسلامي ومقدَّساته.انتهى
نعم .. هاهي الحرب تدار ,, على دين الله .. وعلى كتابه ..
* * *

إلا إن أولئك ممن يحاربون الله ورسوله لم يعتبروا من التاريخ .. حيث أهلك الله فيه الطغاة والمتجبرين على مر العصور .. فكم من دول سادت ثم بادت .. ولم يبق لها أثر بعد عين حينما حاربوا الله ورسوله .. فلقد .. وقف أبو الدرداء .. في فتح قبرص .. موقفا له مرئياته .. تجاه .. هلاك وزوال الأمم ..

إذ انه وبعد توزيع الغنائم والسبي .. بكى أبو الدرداء .. فسألوه أتبكي في يوم أعز الله فيه الإسلام ..قال لا ولكني ابكي على هذه الأمة وقد كانت امة قاهرة وقد سلط الله عليها السبي .. وإذا سلط الله السبي على قوم لم يعد لله فيهم حاجة .. ثم قال .. ما أهون الخلق على الله إذا ضيعوا أمره .. وكان هلاك الأمم .. بتضييع أمر الله ..
فما بالك بمحاربة .. الله ..

(إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ فِي الأَذَلِّينَ) (المجادلة : 20 )

قال الشاعر :

يهون علينا أن تصاب جسومنا ويسلم أعراض لنا وعقول
فكيف .. بالقرآن الكريم.. الذي يضيء العقل والقلب والفؤاد والوجدان ,,
ان العقيدة هي أهم شيء في الوجود واذا هدد الدين أنتفت كل مبررات الوجود .. وليس له قيمة على الاطلاق ..
لابد أن تعلو كلمة الله (القرآن الكريم ) في الارض كما علت في سمائه قدسا وجداً ..

.. بعد مجيء .. المصطفى صلى الله عليه وسلم.. صار هناك استيعابية أخرى .. لمفهوم العقيدة والإيمان ,, والتضحية .. فلا وجود لدين ولا بقاء له إلا بالتضحية ..

هذا مصعب بن عمير .. ذلك الفتى القرشي المدلل ,, يترك العز والجاه .. وينتهي به المصير إلى الموت في سبيل الله .. ليكون (شعث في برده )..

يقول خباب بن الارت :[ هاجرنا مع رسول الله في سبيل الله ، نبتغي وجه الله فوجب أجرنا على الله .. فمنا من مضى ، ولم يأكل من أجره في دنياه شيئا - منهم مصعب بن عمير –قتل يوم احد فلم يوجد له شيء يكفن فيه إلا نمره ..فكنا إذا وضعناها على رأسه تعرت رجلاه وإذا وضعناها على رجليه برز رأسه فقال لنا رسول الله اجعلوها مما يلي رأسه واجعلوا على رجليه من نبات الاذخر ..

وقف الرسول عند مصعب وعيناه تلفانه بضياءهما وحنانهما ووفائهما ..

(مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ) (الأحزاب : 23 )

ثم ألقى في أسى نظرة على بردته التي كفن فيها وقال (لقد رأيتك بمكة ، وما بها أرق حلة ، ولا أحسن لمة منك ثم ها أنت شعث في برده ) وهتف الرسول عليه السلام وقد وسعت نظراته الحانية ارض المعركة بكل من عليها من رفاق مصعب وقال

ان رسول الله يشهد انكم شهداء عند الله .. يوم القيامة.انتهى

قد يندهش البعض من هذا النوع من التضحية .. حتى أن بعض الغربيين .. يدركون أن هنالك .. ما يعاش من أجله .. وهناك ما يكون الموت من اجله عذب المذاق يقول ادوارد إبي .. (الناس يحبون أفكارهم أكثر مما يحبون حياتهم .. وان الأفكار غير المعقولة تكون الأكثر شغفا للموت في سبيلها أوان يقتلوا في سبيلها )

Men love their ideas more than their lives. And the more preposterous the idea, the more eager they are to die for it. And to kill for it. EDWARD ABBEY

إلا أن هناك حقيقة تظل غائبة عن أذهان البعض .. مفادها أن المبادئ فقط هي التي تقرر الحروب .. وهي التي تقرر النهايات .. أجل وهو الحق .. ولا شيء غيره ..

(الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ) (البقرة : 147 )

(اِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ) (هود : 17 )

(وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ) (محمد : 2 )

وتلك هي الزاوية الأساسية في الوجود والصراع إلى قيام الساعة .. أن ما أنزل على محمد هو الحق ..

وان الذين كفروا اتبعوا الباطل .. (ذَلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْبَاطِلَ وَأَنَّ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّبَعُوا الْحَقَّ مِن رَّبِّهِمْ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ لِلنَّاسِ أَمْثَالَهُمْ) (محمد : 3 )

ولذا هم يدركون ذلك .. أن حروبهم .. لم تبن على أسس من حق أو فضيلة على الإطلاق .. إنها قرصنة الأمس .. يصف هيمنغواي تلك الحروب ..

إنني لم أر شيئا مقدسا .. والأشياء التي اعتبرت مجدا لم تحمل سمة المجد على الإطلاق .. وكل التضحيات كانت كمحلات تشليح السيارات في شيكاغو.. ولا شيء إلا أن تدفن ذلك اللحم .. الكلمات المجردة مثل المجد والشرف والشجاعة .. والقداسة .. أصبحت فاحشة المعنى .

I had seen nothing sacred, and the things that were glorious had no glory and the sacrifices were like the stockyards at Chicago if nothing was done with the meat except to bury it...Abstract words such as glory, honor, courage or hallow were obscene. Ernest Hemingway.

إن حروبهم غير مقدسه لأنها بنيت على أسس من الباطل.. يقول ..هنريك هيملر..

إنها ليست مشكلة لدينا في أن نقتل شخص ما ..

It really makes no odds to us if we kill someone. Heinrich Himmler

.. بينما عندنا ..نحن المسلمين .. من أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا..

إنها السياسة عندهم .. أن تكون إنسان.. ذا مائة وجه .. يقول براندان بيهان .. أنا لست سياسيا .لأن لي وجه واحد ..

.. بينما .. عندنا .. السياسة .. تعتمد على أبعاد شرعيه .. فالغاية لا تبرر الوسيلة كما قال ميكافيللي.. فإذا كانت الغاية .. مثالية .. لابد أن تكون السبل الموصلة إليها نزيهة .. الغاية شرعية .. والوسيلة لابد أن تكون أيضا شرعية ..

خلاصة الأمر:

القرآن كلام الله .. على الكرة الأرضية .. وشعار الإسلام ( لا اله إلا الله محمد رسول الله) .. ونداء الإسلام الذي يصدح في فضاء العالم ( الله اكبر) .. لابد من إعلاءها على يابسة الكون من أعلى قمة .. حيث إفرست في الهيمالايا ,, إلى ناطحات سحاب نيويورك .. إلي بيج بن وبيزا .. وايفل .. نعليها .. أين كانت .. وحيثما كانت .. تكبيرة إحرام ..و أذان ..و تكبيرة ثوار .. لا قيمة لهذه الأمة .. ولا كيان ولا حيثية .. الا بإعلاء هذا الشأن .. الإلهي ..في الكون .. ومنه يتحقق المجد المؤثل .. والله ما نبالي قتلا في سبيلها .. ( الله تعالى )هو غايتنا من صفقة الوجود برمته .. ولا نريد إلا أن نلقاه وهو عن راض .. رضاه هو الغاية الكبرى والهدف الوحيد ولا نريد غايات أخرى ..

حسبنا من مغنم [الله] حسبنا من الوجود[ الله ] الله هو ما نريد من صفقة الوجود برمته .. ومن أجله تكون الحياة ومن اجله يكون الممات والاستشهاد .. (قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) (الأنعام : 162 ) سرعان ما ينتهي ركب الأيام وينتهي عداد السنين .. وكل ما نرنو إليه (الله اكبر) خفاقة في ربوع العالمين ,,

فالله حبيبنا ومولانا والكافرين لا مولى لهم .. (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ) (محمد : 11 ) نعم هو الله الغاية والهدف وما دون ذلك ,, سقط متاع ..

قالها المصطفى بالأمس لأنصار الله .,., أوجدتم يا معشر الأنصار في لعاعة .. تألفت بها قلوب قوما ليسلموا ووكلتكم إلى إسلامكم ألا ترضون أن يذهب أناس بالشاة والبعير وترجعوا برسول الله إلى رحالكم.

فبكى القوم حتى أخضلوا لحاهم .. وهتفوا بلميء إيمانهم رضينا بالله ورسوله قسما ونصيبا ..

نعم أيها السادة رضينا بالله ورسوله قسما ونصيبا ..

لقد قالها البارودي يوما ..

عفاء على الدنيا إذا المرء لم يعش بها بطلا يحمي الحقيقة جهده

والحقيقة .. التي وصلنا إليها .. بعدما طرقنا سبل الفكر غربيا وعربيا.. وأسباب المجد الذي يعاش من اجله .. القيمة الأساسية من غايات الوجود .. هي لا اله إلا الله .. محمد رسول الله ..

كما قال المصطفى .. خير ما قلت وقال النبيون من قبلي .. لا اله إلا الله .. عليها نحيا وعليها نموت وعليها نبعث ..

خلاصة القول أيها السادة .. .. إنها ليست حربا على الأفكار وإنما حرب على إبادة الإسلام كدين ومعتقد .. حيث قال وولسي اعلاه .. إنها تكمن في عقول الأشخاص .. وسواء العقول أو القلوب .. فان ديننا وصل إلينا عبر مسيرة من الدم وتضحيات المصطفى الكريم وصحابته الكرام. ومسيرة طويلة من العلماء الأفاضل والشهداء .. ولن ينزع منا إلا بالدم ..

الحرب على الأفكار ..مستمرة .. إذ أنها لم تتوقف وما زال المسلمين يغطون في نوم عميق ..

لا دفاع عن دين.. أو قضية ..أو رسالة .. اللهم إلا النذر اليسير ..هم من يصدون الغارة .. مع هذا فيهم الخير كله ..حيث تنتهي الأمور غربيا .. إلى مقال . اشلي بعنوان:

الانتصار على الإسلاميين أمر لا يمكن تحقيقه عبر المدافع .. ويجب علينا أن نبحث عن طرق بديلة ..

(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ) (الأنفال : 36 )


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.