افتتاح بطولة إفريقيا للكرة الطائرة «سيدات» بالأهلي    تامر حسني يبدأ تصوير فيلم «ري ستارت» في مايو    رحلة فاطمة محمد علي من خشبة المسرح لنجومية السوشيال ميديا ب ثلاثي البهجة    التربية للطفولة المبكرة أسيوط تنظم مؤتمرها الدولي الخامس عن "الموهبة والإبداع والذكاء الأصطناعي"    أسعار الذهب فى مصر اليوم الجمعة 26 أبريل 2024    بالصور.. إحلال وتجديد 3 كبارى بالبحيرة بتكلفة 11 مليون جنيه    وزير التنمية المحلية يعلن بدء تطبيق المواعيد الصيفية لفتح وغلق المحال العامة    خبراء الضرائب: غموض موقف ضريبة الأرباح الرأسمالية يهدد بخسائر فادحة للبورصة    وزيرة البيئة تعقد لقاءا ثنائيا مع وزيرة الدولة الألمانية للمناخ    النواب يرسل تهنئة رئيس الجمهورية بذكرى تحرير سيناء    عاجل| مصدر أمني: استمرار الاتصالات مع الجانب الإسرائيلي للوصول لصيغة اتفاق هدنة في غزة    وزير الخارجية الروسي يبحث هاتفيا مع نظيره البحريني الصراع الفلسطيني الإسرائيلي والتصعيد بالبحر الأحمر    ذاكرة الزمان المصرى 25أبريل….. الذكرى 42 لتحرير سيناء.    مصطفى عسل يتأهل لنهائي بطولة الجونة للإسكواش ويستعد لمواجهة حامل اللقب "على فرج"| فيديو    تحطم سيارتين انهارت عليهما شرفة عقار في الإبراهيمية بالإسكندرية    والدة الشاب المعاق ذهنيا تتظلم بعد إخلاء سبيل المتهم    الآلاف من أطباء الأسنان يُدلون بأصواتهم لاختيار النقيب العام وأعضاء المجلس    وفد جامعة المنصورة الجديدة يزور جامعة نوتنجهام ترنت بالمملكة المتحدة لتبادل الخبرات    «الصحة»: فحص 434 ألف طفل حديث الولادة ضمن مبادرة الكشف المبكر عن الأمراض الوراثية    مزارع يقتل آخر في أسيوط بسبب خلافات الجيرة    «التعليم» تستعرض خطة مواجهة الكثافات الطلابية على مدار 10 سنوات    سكاي: سن محمد صلاح قد يكون عائقًا أمام انتقاله للدوري السعودي    وزارة الأوقاف تحدد موضوع خطبة الجمعة 3 مايو    حصاد الزراعة.. البدء الفوري في تنفيذ أنشطة مشروع التحول المستدام لإنتاج المحاصيل    الناتو يخلق تهديدات إضافية.. الدفاع الروسية تحذر من "عواقب كارثية" لمحطة زابوريجيا النووية    25 مليون جنيه.. الداخلية توجه ضربة جديدة لتجار الدولار    «مسجل خطر» أطلق النار عليهما.. نقيب المحامين ينعى شهيدا المحاماة بأسيوط (تفاصيل)    مدينة أوروبية تستعد لحظر الآيس كريم والبيتزا بعد منتصف الليل (تعرف على السبب)    "الدفاع الروسية": "مستشارون أجانب" يشاركون مباشرة في التحضير لعمليات تخريب أوكرانية في بلادنا    إيرادات الخميس.. شباك التذاكر يحقق 3 ملايين و349 ألف جنيه    فعاليات وأنشطة ثقافية وفنية متنوعة بقصور الثقافة بشمال سيناء    خطيب الأوقاف: الله تعالى خص أمتنا بأكمل الشرائع وأقوم المناهج    مياه الشرقية تنفذ أنشطة ثقافية وتوعوية لطلبة مدارس أبو كبير    قافلة جامعة المنيا الخدمية توقع الكشف الطبي على 680 حالة بالناصرية    طريقة عمل ورق العنب باللحم، سهلة وبسيطة وغير مكلفة    مواقيت الصلاة بعد تطبيق التوقيت الصيفي 2024.. في القاهرة والمحافظات    استمرار فعاليات البطولة العربية العسكرية للفروسية بالعاصمة الإدارية    خير يوم طلعت عليه الشمس.. 5 آداب وأحكام شرعية عن يوم الجمعة يجب أن تعرفها    نجاح مستشفى التأمين ببني سويف في تركيب مسمار تليسكوبى لطفل مصاب بالعظام الزجاجية    سميرة أحمد ضيفة إيمان أبوطالب في «بالخط العريض» الليلة    أمن القاهرة يكشف غموض بلاغات سرقة ويضبط الجناة | صور    تأجيل الانتخابات البلدية في لبنان حتى 2025    دعاء صباح يوم الجمعة.. أدعية مستحبة لفك الكرب وتفريج الهموم    تشافي يطالب لابورتا بضم نجم بايرن ميونخ    اتحاد جدة يعلن تفاصيل إصابة بنزيما وكانتي    موعد اجتماع البنك المركزي المقبل.. 23 مايو    عرض افلام "ثالثهما" وباب البحر" و' البر المزيون" بنادي سينما اوبرا الاسكندرية    الشركة المالكة ل«تيك توك» ترغب في إغلاق التطبيق بأمريكا.. ما القصة؟    طرق بسيطة للاحتفال بيوم شم النسيم 2024.. «استمتعي مع أسرتك»    مساعدو ترامب يناقشون معاقبة الدول التي تتخلى عن الدولار    رمضان صبحي: نفتقد عبد الله السعيد في بيراميدز..وأتمنى له التوفيق مع الزمالك    كارثة كبيرة.. نجم الزمالك السابق يعلق على قضية خالد بو طيب    منها «عدم الإفراط في الكافيين».. 3 نصائح لتقليل تأثير التوقيت الصيفي على صحتك    توقعات الأبراج اليوم الجمعة 26 أبريل 2024.. «الحوت» يحصل علي مكافأة وأخبار جيدة ل«الجدي»    فضل أدعية الرزق: رحلة الاعتماد على الله وتحقيق السعادة المادية والروحية    أدعية السفر: مفتاح الراحة والسلامة في رحلتك    سلمى أبوضيف: «أعلى نسبة مشاهدة» نقطة تحول بالنسبة لي (فيديو)    أطفال غزة يشاركون تامر حسني الغناء خلال احتفالية مجلس القبائل والعائلات المصرية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المصطفى والتحول الضخم في التاريخ...!!
نشر في الشعب يوم 07 - 04 - 2007


بقلم عبد الرحمن عبد الوهاب
[email protected]


هنا فقط ، في يوم ميلاد النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، كان للبشرية . أن تتوقف . وآن للعالم . أن يرهف السمع .
وآن للكون كله أن ، أن يقف على رجل واحدة ،
فلقد ولد النبي الاكرم . صاحب التحولات العظمى في التاريخ الانساني ،كم أنا منبهر ايها السادة . بهذا النبي العظيم .. وهو يعيد صيغة وهندسة الواقع العالمي والانساني .. الى واقع من الحق والحرية والفضيلة والاخلاق .. واقع ليس فيه للظلم مكان .
كم رائع هذا النبي الكريم .. كم أكن من الحب والانبهار .. للمصطفى صلى الله عليه وسلم صلاة وتسليما،، أبد الآبدين ودهر الداهرين .. صلاة تنفعنا إذا زلت الأقدام ..
كان للبشرية ، أن تأتي من أقاصي الكون ، الى ذلك الضياء الباهر الذي ، كان في مكة . وحيث التقاء السماء بالارض . على جبل النور بمكة ،
انها مسيرة النور . حيث شد محمد خيوط الفجر والخلاص ،
لتعيش البشرية في وهج هذا الضياء ، (وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُّنِيراً) (الأحزاب : 46 )
ليتني كنت شاعر ، لأكتب فيه ما لم يقله كل شعراء الكون ،
ليتني أوفي بمفرداتي القليل لصاحب هذا المجد المؤثل، محمد صلى الله عليه وسلم صاحب ملحمة المجد و التاريخ ،
انها ملحمة . الحق والحرية . ليرفع رقاب البشرية ، الناكسة لأصنام الحجر والبشر ، ولا ثمة آلهة ولا أصنام من البشر والحجريتم لها الركوع ...ما أروع الحياة بلا أصنام ..أيها السادة ..
بل هي الارض كلها لله ,،
السماء لله ، والارض ، لله ،
(قُل لِّمَن مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُل لِلّهِ كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ) (الأنعام : 12 )
الحياة لله ، والموت ، والصلاة والنسك لله ، (قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) (الأنعام : 162 )
انه محمد صلى الله عليه وسلم ..
الذي ، اكتملت ، به روعة الزمان و المكان ،
انه محمد ، هذا الضياء الباهر والسراج المنير ،
نعم يعجز قلمي ، واحاول استنطاق الكلمات ، أمام المقام الرفيع ، لهذا النبي الثائر على واقع الصنم فخاض ملحمة المجد والحرية والتاريخ ،محمد ، الذي كان رحمة للعالمين ،
قال تعالى :
(وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ) (الأنبياء : 107 )
* * * * ** * ** *..
قال الرئيس الامريكي السابق ،جيمس كارفيلد James A. Garfield ان الافكار هي التي تحكم العالم ،
Ideas control the world. ،.نعم الافكار هي تلك التي تحكم العالم ، من هنا ، كان التصور الهائل في اعادة صياغة العالم واعادة ترتيب أوراق العالم . بناء على أفكار العقيدة ..
We can't change anything until we get some fresh ideas, until we begin to see things differently. James Hillman
اننا من الممكن أن نغير أي شيء . اذا ما كان لدينا أفكاراً طازجة . حتى نرى الاشياء برؤية مختلفة ،
فكانت الية التغيير الكبرى ، ان ما جاء به محمد ،كان حياة تلك الامة ، تلك التي كانت تعيش على هامش التاريخ والجغرافيا، فينقلها الى المتن . وتتغير الحياة والكون ..
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ) (الأنفال : 24 )
قال نهرو . ان الواقع يثبت صدق النظرية .
وقال .. اتش جي ويلز . H. G. Wells. التاريخ الانساني ليس إلا تاريخا للافكار ..
Human history in essence is the history of ideas.
فما بالنا .. لو كانت ..التحول بناء على وحي السماء ...
نعم كانت نظريات البشر تختلف عن وحي السماء كما أسلفنا ، ووحي السماء ، يختلف ، انه ليس كمثله كلام ،في اطار المفردات أو المعايير المتضمنة للكلمة من المباديء ، انه الحق المنزل..انه كلام السماء..
قال تعالى:
(المر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَالَّذِيَ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ الْحَقُّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ) (الرعد : 1 )
نظريات التاريخ ، قابلة للاجهاض والاستحداث ، أما وحي السماء ، يختلف فهو قانون ثابت متجدد في ذاته ، ولا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه . ولا يعتريه الباطل على الاطلاق .
قال تعالى:
(لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) (فصلت : 42 ) الحياة تبتني على أسس من الحق ، بداية .
وهي زاوية . التحول الكبرى في صناعة الامم ،
(وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ) (محمد : 2 )
وان الذين كفروا اتبعوا الباطل .
قال تعالى:
(ذَلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْبَاطِلَ وَأَنَّ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّبَعُوا الْحَقَّ مِن رَّبِّهِمْ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ لِلنَّاسِ أَمْثَالَهُمْ)
(محمد : 3 )
نعم الحق ، هو المعيار .
ولو بقي من الحق ذرة لأزالت جبال الباطل .
نعم هم صحابة رسول الله عاشوا من أجل الحق واستشهدوا من أجله .. فكانوا صناعا للمجد ..

*******
يختلف عادة التنظير للتاريخ ، عن صناعة التاريخ ، فالتنظير له أهله ، والكلام في الهواء الطلق ، له أناسة ،
Don't have good ideas if you aren't willing to be responsible for them. Alan Perlis
لا تتبني أفكارا عظيمة . مالم تكن مستعدا ان تكون مسئولا عنها ..
وكانت الاشكالية الضخمة .. التي .. يبحث عنها المفكرين ..
"انه لشيء نبيل ان تموت بلا جدال من أجل فكرة . ولكن الاكثر نبلاً .. إذا مات الرجال من اجل الحق" .. اتش ال منكن ..
. To die for an idea; it is unquestionably noble. But how much nobler it would be if men died for ideas of truth!H. L. Mencken

فعلمنا المصطفى الاستشهاد من أجل أن تكون كلمة الله هي العليا ..
Words may show a man's wit, but actions his meaning”
Benjamin Franklin (American Statesman, Scientist, Philosopher, Printer, Writer and Inventor. 1706-1790)
قالوا ن الكلمات تعبر عن حكمة الانسان ولكن الافعال هي التي تعطي المعنى .. فكان محمد صلى الله عليه وسلم .. يغير بالوحي واقعا انسانيا واجتماعيا وحضاريا .. وحي السماء كان أمينا عليه ومسئولا عنه .. فكان عملاقا في حيز الزمان القليل.. بل وعبر الازمان المتعاقبة .. إلى أن يرث الله الارض ومن عليها ..
فكان المصطفى صلى الله عليه وسلم .. رجل الكلمة .. ورجل السيف ..
فهو القائل .. أعلموا ان الجنة تحت ظلال السيوف .. وهو القائل ..بعثت بين يدي الساعة بالسيف حتى يعبد الله وحده ..
وعلى صعيد الكلمات.. كان كلامة أروع المفردات ..حيث أوتي جوامع الكلم .. وكانت أفعاله هي ذلك الطراز الرفيع .. والقدوة ..
(لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً) (الأحزاب : 21 )
فاذا قال شيكسبير ان الكلمات التي بلا معاني لا تصعد الى السماء .
“Words without thoughts never to heaven go.” William Shakespeare

فجاء الاسلام ليعطينا التصور الامثل .. والقيمة العظمى بطرفا المعادلة . الكلمة الطيبة والعمل الصالح ..
قال تعالى:
(إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ) (فاطر : 10 )
..فالنظرية ممكن ان تلغى بنظرية اخرى استجدت على الساحة .. اما القانون فهو امر ثابت اخذ شكله النهائي بناء على تجربة او استنتاج كان لابد ان ندرك بعد مسيرتنا في الفكر الغربي وبعد ما مضغناه جيدا ثم بصقناه ان المعلومة الاسلامية والقانون الاسلامي تختلف عن غيرها بزخمها الالهي المنزل لتأخذ شكل القانون الغير قابل للاجهاض حتى يرث الله الأرض ومن عليها نظرا لمصداقيتها كحق منزل واعجازها العلمي على مر العصور..حيث تتميز المثل الاسلامية ومجد المعلومة الالهية والقانون السماوي.. انها تقص الحق والله خير الفاصلين بعيدا عن المجاملة انه امر سماوي من عليم خبير...
انه مضمار الحرية وسياقاته ..
وكان من أوليات السياق هو الحرية ..
قال جون أوستن ..في أقل من العام كان محمد هو الحاكم الروحي والفعلي للمدينة وكانت يده على الرافعة التي كان مقدرا لها ان تهز العالم .
In little more than a year he was actually the spiritual, nominal and temporal ruler of Medina, with his hands on the lever that was to shake the world. John Austin

ان الحرية .,, تظل قيمة عظمى تهفو اليها النفس البشرية أو قال زاباتا . - Zappata
. من الافضل أن تموت على قدميك لا ان تعيش راكعا . "Better to die on your feet,... than to live on your knees"
فجاء الاسلام .. ليعلم البشرية الدرس الرائع في الوجود .. أن لا اله الا الله .. ولا ركوع ولا سجود إلا لله ..


"Live free or die." وقال اخرون عش حرا أو مت ..
- the caption on New Hampshire license plate
فكان التصور في قاموسنا الاسلامي ..
عش عزيزا ومت وأنت كريم **** بين طعن القنا وخفق البنود ..

وان قالوا .. ا ان مقياس الحرية الذي يتمتع به الانسان .. هو الذي يحدد الحضارة التي يعيشها الانسان ..
The measure of liberty which man enjoys determines the civilization of the age in which he lives.ولهذا قال ديستوفسكي .. ان كميات السجون هي التي تحدد مقياس الحضارة ..
فكانت لا اله الا الله .. معيارا للحضارة .. وآلية لرفض القيود ..هو ما قدمه الاسلام بالامس وما سيظل يقدمه .
الى قيام الساعة .. ان هذه الامة . لم ينته دورها .. وهي مأمورة أن يهيمن هذا القرآن على العالم ..
جاء الاسلام .. ليجعل البشرية سواء أمام شريعة الله .. والقانون الالهي ..
جاء محمد .. لينشل البشرية .. من سياقات الظلم .. الاقليمي والعالمي .. لتكون الحرية .. سياقا عالميا ..
ويدخل الناس في دين الله أفواجا .. في وقت حرقت الكنيسة المفكرين أحياء في أوربا ...
One can resist the invasion of an army but one cannot resist the invasion of ideas. Victor Hugo

فإذا قال هوجو .. ممكن أن تقاوم غزوا ولكنك لا تستطيع أن تقاوم غزو الافكار ..
فكانت لا اله الا الله .. شعارا .. نورانيا
يكتسح مواقع الصنمية في العالم .. ويزيل أسس الطغيان من القواعد .. كما قال الكواكبي ما دخلت لا اله الا الله في بيئة الا كسرت قيود الاستبداد ..
وإذا قال إمرسون .. انه أحيانا تكون الصيحة أفضل من واقع النظريات .
Sometimes a scream is better than a thesis
Ralph Waldo Emerson
فكان التصور .. الذي تعلمناه من سيد الخلق وأشرف المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم. هو أن تدوي صيحات الله أكبر في فضاء العالم .
وعليه كان التحول.. في صناعة التاريخ .. وعليه أيضا ستكون التحولات مستقبلاً..

*******

أن القضية الكبرى، هي صناعة الامم ، من العدم ، والعدمية هنا نقصد بها الفساد والظلم ..
عادة ما يكون ، التنظير ، قابل للأخذ والرد ، لدى عموم البشر . ولكن في العادة ان ماجاء به محمد .. هو الحق ..
وليس للبشرية ازاء الحق الا القبول والتسليم و والاذعان ..
حيث أن رفض الحق ..يحمل سياق الجحود ..
قال تعالى:
(قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللّهِ يَجْحَدُونَ) (الأنعام : 33 )
وما ينفع الناس ، هو ما يمكث في الارض .
قال تعالى:
( كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ) (الرعد : 17 )
وهنا تتلخص القضية الكبرى . أن محمد ، هو صاحب التحول الأعظم في التاريخ ، بناء على الحق . والحق وحده .. وليس .. على ما بتنى عليه الفكر الغربي ..
ليس من قبيل . أننا مسلمين، بالتالي فشهادتنا مجروحة .
ولكن ، ما إذا أخذ السياق ، المفكرين الغربيين ، فالرؤية . قد تحتاج الى وقفة .واقع النظريات يفيد انه قد ، يأتي سقراط بنظرية فيجهضها أفلاطون ، وقد يأتي بها أفلاطون فيجهضها أرسطو ،
إلا أن الامر فيما يخص نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .. فهنا . تتلخص الامور ، في سياق . لا قبل للبشر به ، ألا وهو منهجية السماء .
وهو ما قاله .. ابو سفيان .. ثم قلتم منا نبي .. فأنى لنا بنبي ..
وعليه ..نحن نتيه فخراً وشرفاً بالانتماء كوننا أتباع هذا النبي الكريم . صلى الله عليه وسلم ..
قال اديث هاميلتون أن النظريات التي تتعارض مع الحقائق والطبيعة محكوم عليها بالموت قبل أن تولد .
Theories that go counter to the facts of human nature are foredoomed. Edith Hamilton

أو كما قال فلوبير ، أننا كفرنا ،بكل الحقائق والنظريات التي لم نستفد منها ،
As a rule we disbelieve all the facts and theories for which we have no use. Gustave Flaubert

فكان التصور .هو .النقيض ،بالنسبة للإسلام . انه ذلك الدين الحيوي والممارس عبر التاريخ والأزمان ،
وهو ما قاله جورج برنارد شو . في رأيي أن الإسلام هو الدين الوحيد في العالم الذي سيبقى خالدا وممارسا على مر الازمنة ،
“In my view, Islam is the only religion in the world that will remain eternally practicable in changing times." George Bernard Shaw Book Reference : The Genuine Islam, 1936

انه التحول الضخم ،في العالم ، الذي حدث من خلال هذا النبي الأكرم ، حيث جعل من رعاة الغنم سادة للأمم ، محمد هو الرجل . الذي اجتمعت فيه الخصال والمزايا الراقية . فكان للفرسان رسولا وللمقاتلين رسولا .
وللحرية رسولا . ماذا أقول حسبي أن تعجز المفردات ،

وحسبنا بشهادة دائرة المعارف البريطانية .. "أن محمد كان أكثر الانبياء والشخصيات الدينية نجاحا ".
Muhammed is the most successful of all Prophets and religious personalities." Encyclopedia Britannica

انه التحول الحضاري الضخم . ليقول هورشو ،
لقد أتى العالم النصراني ليشن الحروب الصليبية ، ضد المسلمين . وفجأة ركعوا أمامهم . أي المسلمين ليأخذوا المعرفة ، لقد دهشوا أن يروا العرب أصحاب تقافة أرقى منهم ، العصور المظلمة في أوربا فقد أضيئت بمنارة الحضارة الاسلامية ،

“The Christian World came to wage crusades against Muslims but eventually knelt before them to gain knowledge. They were spellbound to see that Muslims were owners of a culture that was far superior to their own. The Dark Ages of Europe were illuminated by nothing but the beacon of Muslim Civilization.” F.J.C Hearushaw The Science of History
ليقول ما يكل هارت :
اختياري لمحمد ، بأن يتصدر قائمة العظماء مئة . كأكثر شخصية ذات تأثير على التاريخ ، ربما قد يدهش البعض وربما يصدر تساؤل من قبل الآخرين . ولكنه هو الشخص الوحيد في التاريخ ، الذي ، كان ناجحا بلا منافس على المستوى الديني والدنيوي .
ان الإسلام هو الباقي .. ذلك لأنه .. يمثل التصور الأمثل كمنهج حياة .. لتتحول البسيطة .. الكونية إلى مدينة فاضلة..
يشعر فيه أطفالنا بل حتى أطفال الكفر. بالامان ..
وما زال المسلمون في تزايد ..
نشرت جريدة المصريون الاليكترونية أن هناك 40 الف مسلم اعتنقوا الدين الاسلامي في بلجيكا مؤخرا..
تقول أبي سي نيوز .. حقا ان المسلمين يفوقون البليون الاسلام هو أكثر الديانات تناميا..
"Already more than a billion-people strong, Islam is the world's fastest-growing religion." ABCNEWS, Abcnews.com
ومع هذا التحول الحضاري الضخم ، يقابله النقيض تماما ليقول ، أحدهم ومن ديارهم خاصة ،
أن المسيحية . هي البقعة السواء على صفحة الحضارات ،
Christianity is a black spot on the page of civilization
وذلك من خلال ما عبثت به أيدي البشر ، فحادوا عن درب الأنبياء ، فتحولوا إلى قتلة ومجرمين ، فكان عيسى عليه السلام بريئا من كل هذا الإجرام . الذي قامت به الصليبية العالمية بالأمس ..وفي حاضرنا اليوم ..
وما البوسنة منكم ببعيد .. وما الأندلس منكم ببعيد ..

* * ** ** * * *
كانت القفزة الهائلة في الرؤى والتصورات ، نحو الكون ، وكان المبدأ في ذاته ، هو إعادة بناء تصورات الكون على أسس من الحق والفضيلة والأخلاق . وكانت زاوية الارتكاز هي التقوى ،
وهي قولة ربعي بن عامر .
أرسلنا الله لنخرج العباد من عبادة العباد الى عبادة الله وحده لا شريك له ، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة ،
وكانت طاعة الله ورسوله ، هي آلية المنهج وزاوية التغيير ، وهي التي ، جعلت من أولئك الصحابة ، بمثابة القوة الصاعقة على ساحة الكون ، فكانت للتغير أبعاده الحضارية والأخلاقية .
قال تعالى :
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً) (النساء : 59 )
قال ميمون بن مهران . نرده الى الله ,, أي القرآن ، و الى الرسول أي السنة .
وكانت طاعة الرسول ،هي من علامات الهداية والفلاح :
(قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُم مَّا حُمِّلْتُمْ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ) (النور : 54 )
وهي تحقيق المحبة لله تعالى ، (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) (آل عمران : 31 )
وكانت تلك النقطة المهمة ..
انه لا خيار ، للمسلم إذا قضى الله ورسوله أمرا ،
قال تعالى:
(وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً) (الأحزاب : 36 )
أي أن المسلم ، ليس له خيار ،إزاء أوامر الله ، إلا التسليم والإذعان
قال تعالى :
(آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ) (البقرة : 285 )
من هنا ، كان التصور الأمثل ان طاعة الله ورسوله ، هما نقطتا البداية والانتهاء ، لإصلاح أي خلل على المستوى الفكري والحضاري المعاصر.
فإن كان هناك أي خلل فهو لا شك ناجم عن قصور في تطبيق المنهج ، [تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وسنتي ]
نعم كان الخلل أننا ابتعدنا عن المصب ، القرآن والسنة ،
كما قال الحديث النبوي : وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى، قيل: يا رسول الله ومن يأبى؟ قال: من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى)) رواه البخاري في صحيحه.
معيارية الواقع ، رفضت وأبت ، أن تدخل في سياق المجد (لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ) (الأنبياء : 10 )
فالأجيال المعاصرة ..تأبى أن تعيش بهذا المجد وهذا الشرف ،
(مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً) (الفتح : 29 )
نحن .. لا نلوم الكافرين . على هذا الحقد الذي صوره .. القرآن (ليغيظ بهم الكفار) .. محمد صلى الله عليه وسلم . واصحابة هم رحمة للمؤمنين وغيظ الكافرين ... لأنهم قاصرين على أن يطالوا لمحمد مجداً..وسيظل محمد شوكة . وغصة في صدور الحاقدين والكافرين .
(وَإِذَا خَلَوْاْ عَضُّواْ عَلَيْكُمُ الأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُواْ بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ) (آل عمران : 119 )
نعم إن محمداً صلى الله عليه وسلم ، كان صانعا للتاريخ ، وحياته كانت ملحمة المجد والحرية ، من هنا إذا أردنا أن ندلي بدلونا في سياق صناعة الأمم ، او إعادة صياغتها أو بعثها من تحت الركام ، فهذا . يستلزم منا،
أن نعود الى القرآن وإلى محمد صلى الله عليه وسلم .. ذلك لأن القفزة المزهلة . كانت من صنع يديه الشريفة .
العرب كما قال بن خلدون : كانوا ماعز الحضارة ، يهدمون الحضارة كما تهدم الماعز أي أرض مزروعة ،
العرب ، قالوا إذا أردت أن تهلك أمة فأرجعها الى بداوتها ،
فكان التغير الهائل على ساحة العالم ، لتنتهي قوافل المجد الى أسوار باريس ، وحدود الصين ، وثقوا بالله واستمدوا منه العون ، فكانوا عبادا لله وجنوداً لله وأنصاراً لله ..
قال تعالى:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ فَآَمَنَت طَّائِفَةٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ) (الصف : 14 )
كمية من الأعراب . يحدثون هذا التغير الهائل في العالم ، مجدا وتاريخا وحضارة ، وفضيلة واخلاق ، الى كل المعاني الراقية ،نعم كان هذا التحول جراء الاستقاء ، من القرآن الذي يعبر عن منهجية السماء .
وطاعة رسول كريم ، ونقولها صراحة وبلا مواربة ، بدون هذين البابين ، لن يكون هناك تحولاً على الصعيد الآني والمستقبلي ، بل على العكس . أنه . الانتكاس ، الى جاهلية أسوا من الجاهلية الاولى ، ويعود العرب الى سياقية مصطلح ماعز الحضارة ، أن لم يكونوا قد عادوا بالفعل ، كما يبدو جلياً من سياق الاحداث ،
واذا كانت الافكار ، هي التي تحكم العالم كما قال غارفيلد ..
فإن للكلمة أبعادها ، فقالوا الحضارة هي الكلمة ،
من هنا ، كانت حضارة الأمة بالأمس ، ترتكز على كلمة الله ، (القرآن الكريم )
قال عبد الرحمن الشرقاوي : الكلمة فرقان بين نبي وبغي ،
فكان ثمة اختلاف بين كلام السماء أو كلمات الأنبياء ، من جهة وكلمات الأدنياء من جهة أخرى ..
مجدي خليل .. صليبي مصري مقيم في واشنطن .. يكتب دعوي .. بإلغاء المادة الثانية من الدستور . أي يريد أن يلغي الشريعة الإسلامية وكانت المفاجأة التي صدمتني.. أن هناك 185 شخصية من مصر . 75% منهم مسلمين .. يريدون .. إلغاء الإسلام ..ما معنى هذا؟
هذا ليس له معنى واحد أن الشيطان باض وفرخ . ,وان هناك اليوم يهود الدونمة المصريين كثيرين على الساحة . هناك طابور الردة والنفاق .. ليكتب أحدهم وهو نصراني تحت اسم حركي اسلامي .(محمد سليم . ) ولا كان يوما محمدا ولا سليما . بل كان صليبيا أزرق الناب ..مقالا .. بعنوان[ أموت في الديمقراطية الامريكية].. أي أنه يموت حبا في الطريقة الامريكية في النهب واللصوصية ..كما قال تعالى.. (قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلاً) (الإسراء : 84 )
هكذا الخونة دوما ًومن لا يستحون ..!! ولا عزاء للحياء.. بالله عليكم كيف نعالجه . انه بالفعل يعاني ..
ان الصليبية العالمية تعيش مجدها .. وانهم مسرورين بوقوع اليابسة الاسلامية في العراق وافغانستان تحت سنابك خيل الصليب..
ولكنه لا بأس .. فكما قال الامام علي عن بني أمية . انها مجة من لذيذ عيش يطعمونها برهة ويلفظونها جملة .
وايم الله سيلفظونها جملة .. وما عارهم وخيبتهم وهزيمتهم تحت ضربات المقاومة في العراق بخافية لذي عينين . .. نعود الى موضوعنا ..
ان كلمة السر ، في الحضارة الإسلامية . هي التقوى، التي تفرز منظومة أخلاقية وحضارية ، طبقت الأفاق ، بالامس ، ولابد أن تكون لها الفصل فيما هو آت ،
انها ليست حضارة الانتهازية ، او الظلم أو الغدر ،. من هنا . كان الفارق في البقاء ، ومثالية التصور .
وليس الغاية تبرر الوسيلة ، كما قال ميكافيللي ،فالتقوى ، تتناقض لفظا ونصا ، مع سياق ميكافيللي ،
من هنا في التصور الإسلامي إذا كان هناك صفقة ما ،فيها من الثراء الكثير،ولكنها اذا دخلت في سياق الانتهازية تبقى صفقة مرفوضة بحذافيرها من المعطيات بداية انتهاء الى البرهان كما يحدث في معادلات الرياضيات ، واليكم هذه القصة وما بها من تصور تجاه المفهوم الحضاري :
صابغ للأحذية على رصيف في أحد ميادين العاصمة ..على أحد الجوانب ، ينزل رجل ثري من سيارته الخاصة ،ليصبغ حذائه نظراً لميعاد رسمي عاجل ، وبعد أن يصبغ الحذاء ، يفتش الثري في حوزته على ما ينقده لصابغ الأحذية ،ثمنا لتلميع الحذاء ، فلا يجد في حوزته إلا ورقات من فئة المائة جنيه ،
فيقول له خذها ,واصرفها الى جنيهات كي تأخذ حقك ،
فأخذ الصابغ الورقة فئة المائة جنيه، ليصرفها ، ولكنه تأخر وسط الزحام ، كان يرقب أناس على المحطة الموقف ، وكيف لهذا الثري الذي أختل عقله ، فأعطى له هذه الورقة ذات القيمة الكبيرة ،
نظر الثري الى الأرض منتظرا ، وهو لا يرى أمامه الا صندوق ,أصباغ وورنيش ، والكرسي المتهالك الذي يجلس عليه ، وكلها لا تساوي شيئا في ميزان الأشياء ، وكان بعد فترة يأتي صابغ الاحذية ، بالجنيهات الفكة ،
الى الثري ،
صابغ الاحذية: معذرة لقد تأخرت عليك ،نظرا لانه لم يكن هناك ، من لديه قيمة هذه الورقة مصروفة ، إلا واحدا في نهاية المطاف ،
لا بأس ،قال الثري ،
واستطرد :معذرة أنا الاخر . لقد أسأت بك الظن ،
فقال له صابغ الأحذية ، (أبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الانسان )، يقصد الاية الكريمة [إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً) (الأحزاب : 72 ]
الشاهد في الأمر ، أن هذا الصابغ رفض الانتهازية . أو أن يختفي بالورقة المالية وسط الزحام ، ولا يعود ،
وكان تصوره ، أخلاقي إلى أبعد حد ممكن وهذا ، جراء الاستقاء الفكري من الآية الكريمة .
ان هذه السلوكيات تساوي الكثير في الواقع والأشياء ،
انها الرصيد الباقي ، في ميزان البشر في دنيا الناس وميزان السماء أيضا ،
وإن كنا نرفض أن تكون الأمة صابغة للأحذية ،
كما جاء في تقرير عن أيتام أفغانستان .. أنهم يذهبون ليصبغوا أحذية العاملين في الإغاثة هناك مقابل دراهم .. معدودة .. ليسد رمق أمة الأرملة وأخواته الايتام من أبناء الشهداء ..
مضى الشهداء كي يعتلي الأبناء والأحفاد قمم المجد .. فانتهى الأمر بأبنائهم الصغار إلى مسح الأحذية . هل هذا ماعند العرب وأمة الإسلام .. نهبوا الخيرات وأضاعوا اليتيم ..
فيا ضيعة الأيتام على مأدبة اللئام .. في هذا الزمان ..كما قال الإمام علي:
[اضرب ببصرك حيثما شئت من الناس هل ترى إلا فقيرا يكابد فقراً أو غنيا بدل نعمة الله كفراً..]
عذرا لهذا الاستطراد .. ونعود الى سياق الموضوع ..
يتضح لنا من قصة الثري وصابغ الاحذية .. أن قيمة الأشياء لا تتلخص في حافظة الثري المكتظة بأوراق من فئة المائة من الجنيهات ،من جهة ،
وليس قيمة الأشياء ، في صندوق صبغ الأحذية أو الورنيش أو الكرسي المتهالك ،من جهة أخرى..
ان الامر يتلخص ، في القيمة العظمى من الحس الاخلاقي المتداول بين الناس ، وهذا هو قيمة الحضارة ،
والتي قال عنه المصطفى: بعثت لأتمم مكارم الاخلاق .
انها الأمانة ، (وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ)
انه واقع الاقتداء . بالرسول الأمين . عن أبي سعيد قال: قال رسول الله : التاجر الأمين الصدوق مع النبيين والصديقين والشهداء. رواه الترمذي.
فهل يتلاقى منهج صابغ الاحذية الذي كانت تصوراته ومنهج حياته ومنطلقاته الأخلاقية ،مع تصور جورج بوش مثلا ، بالرغم أن صابغ أحذية ، على الرصيف لا يملك شيئا ، إلا رصيده من القيم ،
وهذا رئيس حاكم أكبر دولة في العالم ،
فهذا الأخير ، أنى له أن يستوعب البعد القيمي والاخلاقي ، لصابغ الاحذية المسلم ، ولن يكون مثله يوما رقياً وأخلاقا ،
فالاخير ، تصوراته تعتمد على الانتهازية ، ويعتمد اسلوب ومنهج حياة ،السطو المسلح .. وقتل الشعوب ..
كما فضحة وولفويتز، يوم أن أصدر تصريحا ، [ما كان لنا أن نصبر على غزو العراق ، فالعراق يطفو على بحيرة غامرة من النفط ]
وكان الكذب دوماً آلية السطو ، والتذاكي والاستخفاف بعقول امة إسلامية كانت مميزاتها القريحة المتوقدة والذهن المتوهج منذ فجر التاريخ ،
إلا ان بوش ما زال يكذب ويتحرى الكذب ،
وكما قال المصطفى [ما زال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا]
قيمة الأشياء هي الرصيد الأخلاقي الذي تحمله الحضارة . ولا شيء آخر ..
ليس قيمة الحضارة ناطحات سحاب ، ولا جامعات كبرى ، ولا مراكز أبحاث ، تعتمد السطو واللصوصية ابتداء وانتهاء..
وليس تدني الحضارة ، هو صندوق لصبغ الأحذية ، أو الفقر ، او ثوب مرقوع ،
فالغنى الفاحش ، ليس مقياس الحضارة ،
وليس الفقر الموحش هو مقياس الحضارة ، مقياس الحضارة هو رصيدها الأخلاقي المتداول بين الناس على النحو الذي سقناه ..
على أسس من التقوى والورع ،
وعليه فلقد كان معظم الصحابة فقراء ، ولقد قال الإمام علي ، انه ظل يرقع مدرعته ، حتى استحى ،من ترقيعها
الفقر ليس مقياس الحضارة . ولكن التكافل الاجتماعي ..بأن يذهب .. الجار الشبعان إلى جاره الجوعان . حاملا له الزاد .. ولا يمن عليه .. بل يكون ..سندا له يقيه عثرات الأيام ..
ماذا تعني حضارة أميركا .. التي بلا أخلاق .. وهي تقتل مئات الألوف من شعب العراق ..مقابل برميل من النفط.. حضارة بلا رصيد أخلاقي , ليست إلا نوعا من الإجرام ..ما قيمة الحضارة . إلا أن تقدم للبشرية ..قيمة إنسانية عظمى .. كمنهج حياة .. وهذا لن يجيب عليه إلا الإسلام ..
ولو افترضنا .. أنهم أرادوا مراجعة أخلاقهم . أو أعطوا لجنودهم دروسا في الأخلاق .. كما أدعوا .. بالرغم ما وصل من تقارير الى الاعلام ينفي ذلك .. فالتقارير . أفادت أنهم أرسلوا الى العراق .. عصابات قتل شيكاغوا ..
ونتساءل .. هل هذا كل ما عندكم ..؟ هل هذه بضاعتكم .. ؟هل هذه حضارتكم ..؟
إلا ان السياق على المستوى المحلي عربيا يفيد .. ان تلك المنهجية . في اعتماد اللا أخلاق .. صار نموذج حياة قابل للتداول عربيا ومصريا ..
ما معنى ما بثه برنامج 90دقيقة في قناة المحور .. أن يبيع مصنع مصري متخصص في إنتاج حليب مسموم .. أسمه بيبي زان .. يؤدي بالاطفال الى ضمور في المخ .. وأتي بالطفل الى القناة .. فكان الطفل .. لا يناغي ولا يضحك ولا يتكلم كالاطفال ..
لقد وأد المجرمون بسمته .. وبسمة أبيه .. لتعيش العائلة الصغيرة واقعا من المأساة ..
هل قيمة الحياة أن تكون ديناصورا . على الساحة . من تدمير أطفال المسلمين ..والله إننا لا نرضاها لغير أبناء المسلمين ..حتى وان كنوا يهودا أو نصارى او مجوس ..
ما قيمة .الأرصدة .والملايين والمليارات ..أمام بسمة طفل بريء .. أجرمت في حقه .. بل ما قيمة المليارات .. امام جزمة هذا الطفل.. أن جزمة هذا الطفل بمليارات هؤلاء ومن هم على شاكلتهم..
بل ان جزمة هذا الطفل .. تساوي عندي كل أرصدة البنك الدولي الذي يمول ويتحكم في بنوك العالم .
وهذا هو البعد الحضاري الذي يحمله الاسلام ..
لقد قال تعالى :
(مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً وَلَقَدْ جَاءتْهُمْ رُسُلُنَا بِالبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيراً مِّنْهُم بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ) (المائدة : 32 )
ومع هذا .. ضاع حق الطفل كريم .. ذلك لأن الديناصور ألقى .. شباكة.. واحكم السياق ضد طفل بريء ..
ليخبروا أبيه أن يتنازل عن الدعوى المقامة ضد صاحب المصنع .. تهديدا .. فاي منطق صفيق ..
قيمة الحضارة .. هي الحق .. قيمة الحضارة .. في المنظور الاسلامي ..
أن قيمة النعل للحاكم العادل .. يساوي الكثير ..
دخل عبد الله بن عباس . في يوم ذي قار . وكان يخصف نعله ..
فناول علي . عبد الله بن عباس النعل ..وقال له ما قيمة هذا النعل ..
فقال له لا يساوي شيئا ..
فقال علي.. والله انه لأحب إليّ من أمرتكم إلا أن أقيم حقا وأدفع باطلا ..
وما زال هناك العديد من الحكام في العالم .. لا يساوون قيمة نعل الإمام علي .. لأنهم ما قاموا الا على الظلم سلب حقوق الناس ..ويتحول السياق العام في ساحة الكون . الى سجون سرية . وخطف من الشوارع ..
أهذه حضارة أم نوع من المافيا والاجرام المنظم .
نعم .. ما زالت البشرية وخاصة أهل الاسلام اليوم ..يعيشون المأساة ..في سجون ومعتقلات العالم .واحتلال وسحق شعوب .. تفتقد البشرية . .. الى حاكم متوضيء ورع يحكم بالقرآن هذا العالم التعيس من جديد .. مستضيئا بهدي محمد ..مقتفيا لأثرة . يمسح على رؤوس اليتامي ..ويمسح دمعة المسكين .. يفك قيود غوانتنامو و يغسل عار ابو غريب وويرد الكرامة والحرية الى سجناء باجرام ..يهز بصيحاته سكون هذا العالم الظالم المليء بالخفافيش والاشباح والطعن في الظلام والسرقة والخطف والسجون السرية واللصوصية والاجرام وهتك الاعراض ... وما زال الخونة يقولون ..نموت حبا في الديمقراطية الامريكية..
نحن في أشد الحاجة .. الى تحولا جديدا في العالم .. يحكم العالم خليفة متوضيء ..ويضع الكفارعند قدميه الجزية . .. بدلا من أولاد الكفرة الفجرة . الذين يتوسدون سدة الحكم في العالم في الزمن الراهن..
نعم وبكل الحزن والأسى نقول ما زالت البشرية تفقد الى صيحة الله أكبر وصهيل خيل ..
* * * * * * * *


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.