«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مكارثية وإفك منظم على الواقع السياسي!!
نشر في الشعب يوم 04 - 11 - 2006


بقلم عبد الرحمن عبد الوهاب
[email protected]


فيما نقلته .. الاخبار .. بمحاولة اغتيال منافس سياسي معنوبا .. وذلك بتلفيق .. فيلم برونو .. مكذوب بصورته وبثها على الانترنت .. ما هذا العار ؟.. الذي نراه على الواقع السياسي .. الذي يفتقد الى ابسط .. اصول المروءة والأخلاق ؟
ذلك الأمر الذي يعد سابقة خطيرة على الساحة السياسية والأخلاقية في تصفية الخصوم والذي يأخذ منحى لا أخلاقي ولا عقدي .. انتهاء الى افتقاده الى ابسط أمور النزاهة والشرف في المنافسة .. والله إننا لا نرضاها .. على نصراني ولا يهودي ..فكيف بنا ان يحدث ذلك .. لمسلم .. لما تفرضه .. الأخوة الإسلامية ..
فياترى .. ما الذي .. ادى .. الى اقتراف هذه الجريمة الشنعاء .. فيما يخص إنسان بريء .. ان يجعلوه يلاقي من البلاء ما لا يطيق ..لتتكرر .. كلمة .. سعيد بن جبير بالامس .. أفسدت علي دنياي ..وافسدت عليك آخرتك..
قال تعالى ( ولقد ذرأنا لجهنم كثيراً من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم اعين لا يبصرون بها ولهم اذان لا يسمعون بها اولئك كالانعام بل هم اضل اولئك هم الغافلون) الاعراف

هل الدنيا .. هي المعضلة .. وما الذي أدى .. الى افتقاد أبسط أمور الاخلاق .. في النزال السياسي ؟!! بأن يصل الى هذا الدرك من الحضيض .. الذي لا قاع تحته .. إلا قاع جهنم .. سنحاول على نقف .. على ابجديات المعضلة .. فلقد أخبرنا الله حقيقة الدنيا وضرب لها المثل فقال تعالى ( اعلمو أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الاموال والاولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباتة ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما وفي الاخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور ) الحديد
ولقد حذر منها النبي صلى الله علية وسلم فقال ( احذرو الدنيا فأنها حلوة خضرة ) صحيح الجامع
ولقد خشي النبي علينا منها فقال صلى الله علية وسلم ( أبشرو وأملو ما يسركم فوالله ما الفقر أخشى عليكم ولكن أخشى أن تبسط عليكم الدنيا كما بسطت على الذين من قبلكم فتنافسوها كما تنافسوها فتهلككم كما أهلكتهم ) صحيح الجامع
وضرب لها المثل ..فقد صح عن النبي صلى الله علية وسلم أنه مر على شاة ميتة فقال لاصحابة ( أترون هذة الشاة هينة على أهلها ) قالو من هوانها عليهم القوها قال صلى الله علية وسلم ( والذي نفسي بيده للدنيا أهون على الله من هذة الشاة على أهلها ) الدنيا ..
دخل عبدالله بن عباس .. على علي بن أبي طالب .. في خيمته .. يوما .. فرآه يصلح من نعله .. فمسك .. علي بن ابي طالب النعل .. وقال له ما قيمة هذا النعل .. قال لا شيء ..
فقال .. له والله انه لأحب الي من امرتكم الا ان أقيم حقا وادفع باطلا .. يقول جبران خليل جبران ان تاج لويس الرابع عشر .. وما به من لآليء .. وجواهر .. لا تساوي قيمة نعل علي ابن ابي .. طالب ..
قيمة الحياة .. اقامة الحق ودفع الباطل .. وما نحن بصدده في هذا المقال .. إلا دفاعا .. عن بريء .. فما قيمة القلم .. إلا ان يكون سيف من لا سف له .. ولسان من لا لسان له ..
لقد .. كان المصلحين .. وتصفية الخصوم وارد على الساحة .. منذ زمن بعيد .. قال فيه تعالى .. (إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الِّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ) (آل عمران : 21 ).. فإن الذين يأمرون بالقسط من الناس .. ممكن ان يتعرضوا .. لحلقات .. من الظلم ..
ومن يتصدر الركب لابد ان يلقى بالسهام ..
ولكنها أمور لا تؤثر في عظماء الرجال ..
كما قال المتنبي ..
كم قد قتلت وكم قد مت عندكم **** ثم انتفضت فزال القبر والكفن ..
وحث الإسلام على نصرة .. المظلوم .. ممن يقعون تحت طائلة هذا النوع من الاجرام .. روي عن جابر بن عبد الله وأبي طلحة بن سهل الأنصاري أنهما قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ما من امرئ يخذل امرأ مسلما في موضع تنتهك فيه حرمته وينتقص فيه من عرضه إلا خذله الله في موطن يحب فيه نصرته ، وما من امرئ ينصر مسلما في موضع ينتقص فيه من عرضه وينتهك من حرمته إلا نصره الله في موطن يحب نصرته " رواه أحمد وأبو داود.
غريب أن تصل الأمور .. في المجتمع المسلم .. الى هذا المنعطف من اللا أخلاق ..
خلفيات المعضلة ..
قابلت .. يوما أحد الغربيين .. فسألته هل تؤمن بالبعث .. فضحك ضحكة عالية .. قائلا .. كل ما هنالك أننا سنموت وسيأكلنا الدود .. البعث حديث خرافة .. انه فقط ثمة أقاويل ..
ومن خلال الاستنتاج المنطقي لهذا التصور .. لهذا المتحدث ..ان كل جريمة تقترف في الحياة الدنيا .. لا عقاب عليها .. في الاخرة .. وليمرح الإجرام بلا جماح .. ومن زاوية ذلك .. التصور الخاطيء ,,.فيصبح كل شيء .. مسموح به ..
كما قال .. تيودور ديستوفسكي ..
"If God does not exist, then everything is permitted" Fyodor Dostoyevsky
اذا كان الله غير موجود فكل شيء مسموح به ..
ومن تلك المنطلقات .. نتصور .. اليات الكفر .... في التعامل .. انها لا قيود .. لها ..
حقا ان الله تعالى .. أرادت مشيئته العليا ,, ان يكون الانسان حرا .. وألا ينصاع للطغيان .. الا ان هذا التحرر .. وفق منظومة من الاخلاق .. الاسلامية ..أي انه .(الانسان ) مسئول .. فالحرية في الاسلام .. احترام والتزام .. ومسئولية أمام الله ..
(وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ) (الصافات : 24 )
(وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى) (النجم : 39 ) (وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى) (النجم : 40 )
من هنا .. كان الايمان بالبعث .. لها ما يستتبعه من الأخلاقيات والالتزامات الأخلاقية .. سواء أمام السماء أو إخوانه من البشر .. او ما يقال .. humanitarianism ..
وهذا التصور من آليات الكفر .. في عدم الإيمان بالبعث .. قديم .. يوم أتى أمية بن خلف .. وفي يده .. عظام نخرة لميت .. قائلا للمصطفى الكريم .. .. أتزعم ان ربك يبعث هذا .. قال نعم يبعثك ويدخلك النار .. وفيه قال تعالى :
(وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ) (يس : 78 ) (قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ) (يس : 79 )
وكان التأكيد على البعث .. في آيات كثيرة .. لأولئك ممن .. رمى بهم الشيطان المرامي ..
(زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن لَّن يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ) (التغابن : 7 )
وهو .. قسم .. وربي .. لتبعثن .. فكيف اذا كان قسم بالجبار نفسه .. ..
حقا ان الحياة .. حق وباطل ولكل أهل .. الا ان الحياة بهذا التصور الغير مؤمن بالبعث .. و غير المتيقن من حساب.. لا يمكن أن تستقيم على هذا النسق .. .. فإنها ستكون .. مجرد .. غابه .. يجرم فيها .. أولئك .. اللامؤمنين .. ذلك .. لأن السياق لديهم مختلف ..
خاصة انه يعيش ضمن منظومة خاصة من التصورات .. تتناقض .. مع تصورات الإيمان ..
لهذا كان من دعاء المسلمين .. في القنوت .. ألا يسلط علينا من لا يخافنا في الله ولا يرحمنا .. ذلك لأنها معضلة .. كبرى .. ان تتعامل مع من لا يخاف الله .. ذلك .. لأنه كافر بقضية البعث وما لها من سياقات والتزامات .. نحو العباد .. فتصبح تصرفاته .. انه غير مسئول .. لهذا كان الكفر لا يرحم .. وان الرحمة مسقطة نهائيا من أبعاد الفكر لديه ..
يقول الجنرال جورج باتون .. فليهب الله الرحمة لأعدائي .. لأني لن أرحمهم ..
May God have mercy upon my enemies, because I won't." - General George Patton
وهي كلمة قالها ميلاديتش .. الصربي .. لسكان سربرنتسا من المسلمين .. ..
لن يمنحكم احد الرحمة.. لا الامم المتحدة ..ولا الله .. ولكنه .. انه أنا فقط من يستطيع ان يمنحكم الرحمة ..
ولنتخيل .. أبعاد الجريمة تحت طائلة من لا يرحم .. من الكفرة .. لذلك .. ارتبط الكفر بالاجرام .. (إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُواْ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ) (المطففين : 29 )
وكان الله تعالى .. له انتقامه الخاص من المجرمين .. (فَانتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ) (الروم : 47 )
ذلك لأن الكفر .. مريض التصورات .. وغير سوي .. العقيدة .. ولا يخاف ولا يتهيب مقام الالوهية العظيم ..
سواء من خلال .. تراثياته التي يعتمد عليها .. انتهاء الى فولتير .. والواقع المعاصر ..
"The gods too are fond of a joke." - Aristotle (384-322 B.C.)
الآلهة ايضا مغرمة بالنكات .. ارسطو .... هذا هو التراث للفكر الغربي .. والذي لا يفرط فيه .. ويكسبه هالة من التقديس .. الزائف ..
لهذا كان الدين الاسلامي. هو الدين الحق .. والدين القيم ز. لما له من التصور الحق .. تجاه الاله.. والغيب ..
(ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ) (يوسف : 40 )
ينجم عن تلك التصورات .. الكافرة .. وغير مؤمنة بالبعث .. منظومة اخلاقية .. تساق الينا في عصر العولمة ..
كان من بينها ..
. كانت المكارثية ..McCarthyism وهو .. منهج غربي .. يتمثل في تلويث .. سمعة الخصوم السياسيين .. في النصف الثاني من القرن العشرين في الغرب ..
ولكن .. اذا كانت المكارثية .. امر .. عالجه الغرب .., مع الخصوم السياسيين .. ذلك .. لأن تصورات .. تقتقد .. الى استيعابية البعث .. والايمان به .. وانتقام الله من الظالم .. الا انه .. شرعيا ناهيك عنها اخلاقيا .. لا ينسحب ..على بيئة اسلامية .. فما بال هؤلاء .. يبرمجون فضيحة عالمية انترنتيا على بريء ..
اين هم .. ؟من قول المصطفى .. الظلم ظلمات يوم القيامة .. جاء في حديث الرسول انه رأى رجل يعذب وهو مستلق لقفاه واذا اخر قائم عليه بكلوب من جديد واذا هو ياتي احد شقي وجهه فيشرشر شدقه الى قفاه ومنخره الى قفاه وعينه الى قفاه وربما قال ابو رجاء : فيشق قال ثم يتحول الى الجانب الاخر فيفعل به مثل ما فعل بالجانب الاول فما يفرغ من ذلك الجانب حتى يصح ذلك الجانب ذلك الجانب كما كان ثم يعود فيفعل مثل ما فعل المرة الاولى قال قلت سبحان الله ماهذا ؟ فقيل كما جاء في الحديث انه الرجل الذي يغدو من بيته فيكذب الكذبه تبلغ الافاق.. فكيف بهذا الكذب المنظم والمنهجي ..
كيف يحدث هذا والمفترض شرعيا .. ان يكون الإنسان المسلم مصان العرض واللحم والدم ..
الله ليس غافلاً .. ايها السادة .. معاذ الله .. فهو لا تأخذه سنة ولا نوم .. وهو القائل .. لدعوة المظلوم .. بعزتى وجلالي .. لأنصرنك ولو بعد حين ..
ولنتخيل .. ان دعوة المظلوم مجابة .. حتى وان كانت من كافر .. فكيف هي من مسلم ..
ومن خلال هذا التصورات .. كان لابد .. للإسلام .. ان يضع الرؤية .. بلا غبش .. أو غموض ..
ان الله هو الحي القيوم .. (اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ) (البقرة : 255 )
وكذا الله ليس غافل .. عما يعمل الظالمون ..
(وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ) (إبراهيم : 42 ) (مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء) (إبراهيم : 43 )
وان حساب الاخرة مدرج .. فيها .. الذرة كل صغيرة وكبيرة ..
(وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً) (الكهف : 49 )
.. (فوَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء وَلاَ أَصْغَرَ مِن ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ) (يونس : 61 )
(فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ) (الزلزلة : 7 ) (وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ) (الزلزلة : 8 )
من خلال .. هذا كان التصور الإسلامي . في مضمار المنافسة .. لابد أن يستوجب .. أبعاد تقوى الله .. ومخافته .. .. واذا افتقد البشر لعنصر مخافة الله .. صار.. ما يمكن ان نراه .. من قول الزور .. إلى ان صار الزور ممنهجا .. ومنظما .. وبالغ التلفيق ..
فكيف سيلقى هؤلاء الله .. بعرض .. لوثوه .. زورا .. وبهتانا ..
وأين مخافة الله .. من هذا العبث اللا أخلاقي .. بأعراض الناس .. ايها السادة .. اذ ان هذا الامر يستوجب حدا .. للقذف .. ولابد ان يكون مضاعف .. حتى يكونوا عبرة .. ولكي تصان الاعراض .. ذلك لأنهم جمعوا بين سيئتين .... تلويث عرض بريء ,, إضافة الى .. اشاعة الفاحشة في الذين آمنوا .. (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) (النور : 19 )
فمن اكبر الكبائر .. ان يلقى .. الرجل بكذبه تبلغ الآفاق ....
فما بالنا ... ان يلفق .. فيلما دعاريا لبريء .. أين .. المروءة ,و اين الاخلاق .. فالمروءة تقتضي حتى وان اختلف امرء مع انسان ما ..مهما وصلت الامور .. فليكن الخصم آدميا .. فمال القوم افتقدوا الى ابسط معايير الانسانية ..
عجيب .. امر .. هؤلاء .. وانها معضلة جديدة على الواقع السياسي ..ذلك لان قيم . الكفر .. ومعالجاته السياسية والحياتية وما بها من تصورات .. لا يمكن .. ان تنسحب .. على بيئة اسلامية ومجتمع ومسلم بأي حال من الاحوال .. .. ذلك .. لأن الاسلام والايمان بالله ..والايمان بالبعث والحساب .. يرتب المجتمع أخلاقيا .. بمعيارية التقوى . والاخلاق ... (وَاتَّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ) (البقرة : 281 )قال المصطفى انما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق ..
في بعض الاحيان يظن .. الظالم انه بمنأى .. عن الاخذ .. الالهي .. أوالاستدراج الالهي له .. . ولكن الله تعالى لا يعجزه من طلب ولا يفلته من هرب ..
فإن قالوا . ان التاريخ هو الشاهد الوحيد الذي لا تخدعة وشاية او دعاية . او تلفيق . إلا ان الله تعالى .. خير الشاهدين ..
وهو .. مستدرج الظالمين .. من حيث لا يحتسبون .. (وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ) (الأعراف : 182 )
(فَذَرْنِي وَمَن يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ) (القلم : 44 )
والاية التالية .. أشد ,وأقوى ..
(وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ) (الأعراف : 183 ).. فهل هناك من لديه القدرة .. على ان يكيد الله .. (فَإِن كَانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِ) (المرسلات : 39 )
(وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ) (الفرقان : 27 )
ايها السادة .. للظلم غدا .. بكفه عضه .. . و يومها لن ينفع الندم ..(يَوْمَ لَا يَنفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ) (غافر : 52)


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.