مطران دشنا يترأس قداس عيد القيامة المجيد بكاتدرائية الشهيد العظيم مار جرجس    مصطفى بكري: اتحاد القبائل العربية كيان مدني يقف خلف الدولة والقوات المسلحة    عيار 21 الآن وسعر الذهب اليوم بعد ارتفاعه الأحد 5 مايو 2024    ضياء رشوان: نتنياهو لن يجرؤ على مهاجمة رفح الفلسطينية    تساحي هنجبي: القوات الإسرائيلية كانت قريبة جدا من القضاء على زعيم حماس    بعد 28 عاما داخل الزمالك، ياسمين نوح تعلن اعتزالها بعد التتويج بلقب إفريقيا للكرة الطائرة    مواعيد مباريات اليوم الأحد 5- 5- 2024 في الدوري الإسباني والقنوات الناقلة    طاقم تحكيم مباراة البنك الأهلي وإنبي في الدوري المصري    عاجل.. تأكد رحيل ثلاثي الأهلي في نهاية الموسم    خبير لوائح: لا توجد حالة رياضية مشابهة لقضية الشحات والشيبي    «أمطار تضرب هذه المناطق».. بيان عاجل من الأرصاد بشأن حالة الطقس اليوم (احذروا التقلبات الجوية)    عبارات تهنئة بمناسبة عيد شم النسيم 2024    "حب جديد هيدق بابك".. بشرى سارة لمواليد برج الجوزاء اليوم (توقعات الصعيد المهني والمادي)    جيانكارلو اسبوزيتو بطل Breaking Bad ينضم لعالم Marvel    شقيق ياسمين صبري يتعرض للإغماء في أمريكا    هل يجوز السفر إلى الحج دون محرم.. الإفتاء تجيب    مستشار الأمن القومي الإسرائيلي: كنا قريبين من القضاء على السنوار واجتياح رفح قريب جدا    البابا تواضروس الثاني يصلي قداس عيد القيامة في الكاتدرائية بالعباسية    انخفاض جديد في أسعار الأجهزة الكهربائية وهذا سر ارتفاع سعر التكييفات (فيديو)    لغز روشتة الأطباء أبرزها، شعبة الأدوية تكشف أسباب نقص الأدوية رغم انتهاء أزمة الدولار    بسبب الاستحمام.. غرق طفل في مياه ترعة بالقليوبية    رئيس جامعة دمنهور يشهد قداس عيد القيامة المجيد بكاتدرائية السيدة العذراء    احتدام المنافسة بانتخابات البرلمان الأوروبي.. الاشتراكيون في مواجهة تحالف المحافظين مع اليمين المتطرف    مدير أمن أسيوط يتفقد الخدمات الأمنية استعداداً لعيد القيامة وشم النسيم    مختار مختار: محمود متولي لاعب رائع وسيضيف للأهلي الكثير    بمشاركة مصطفى محمد.. نانت يتعادل مع بريست في الدوري الفرنسي    محافظ القليوبية يشهد قداس عيد القيامة المجيد بكنيسة السيدة العذراء ببنها    بسبب ماس كهربائي.. المعمل الجنائي يعاين حريق مخزن قطع غيار بالعجوزة    الزراعة تعلن تجديد اعتماد المعمل المرجعي للرقابة على الإنتاج الداجني    بعد الوحدة.. كم هاتريك أحرزه رونالدو في الدوري السعودي حتى الآن؟    "إسكان النواب" تكشف أسباب عدم تطبيق التصالح في مخالفات البناء    نميرة نجم: حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها غير موجود لأنها دولة احتلال    سعاد صالح: لم أندم على فتوى خرجت مني.. وانتقادات السوشيال ميديا لا تهمني    صيام شم النسيم في عام 2024: بين التزام الدين وتقاطع الأعياد الدينية    خاص| زاهي حواس يكشف تفاصيل جديدة عن البحث على مقبرة نفرتيتي    إصابة 10 أشخاص فى أسيوط إثر انقلاب سيارة "تمناية"    شم النسيم 2024 يوم الإثنين.. الإفتاء توضح هل الصيام فيه حرام؟    بمناسبة عيد القيامة.. رئيس قضايا الدولة يشارك في احتفال الكاتدرائية المرقسية    عوض تاج الدين: تأجير المستشفيات الحكومية يدرس بعناية والأولوية لخدمة المواطن    لطلاب الثانوية العامة 2024.. خطوات للوصول لأعلى مستويات التركيز أثناء المذاكرة    ب 150 ألف مقدم.. تفاصيل شقق الإسكان المتميز قبل طرحها بأيام- (صور)    رئيس الغرفة التجارية بالجيزة: شركات عدة خفضت أسعار الأجهزة الكهربائية بنسب تصل إلى 30%    أهالي الجنود لجيش الاحتلال: اقتحام رفح يعني فخ الموت.. لم نعد نثق بكم    قتيلان وجرحى في هجمات روسية على 3 مناطق أوكرانية    أوكرانيا تعلن إسقاط طائرة روسية من طراز "سوخوي - 25" فوق دونيتسك    مهران يكشف أهمية استخدام الذكاء الاصطناعي في التأمين    محافظ بني سويف يشهد مراسم قداس عيد القيامة المجيد بمطرانية ببا    فستان حورية البحر.. نجوى كرم تثير الجدل بأحدث إطلالة| شاهد    قداس بدولة الهند احتفالا بعيد القيامة    التحالف الوطني يكرم ذوي الهمم العاملين بالقطاعين العام والخاص بالأقصر    رسالة دكتوراة تناقش تشريعات المواريث والوصية في التلمود.. صور    دعمتم مناقشة هذا الأمر | رمضان عبد المعز يوجه الشكر ل المتحدة    نجل «موظف ماسبيرو» يكشف حقيقة «محاولة والده التخلص من حياته» بإلقاء نفسه من أعلى المبنى    تحذير من الأرصاد بشأن الطقس اليوم: عودة الأمطار وانخفاض مفاجئ فى درجات الحرارة    المنيا تستعد لاستقبال عيد القيامة المجيد وشم النسيم    "زلزال".. تعليق صادم من تامر أمين على صورة حسام موافي وأبو العينين (فيديو وصور)    من القطب الشمالي إلى أوروبا .. اتساع النطاق البري لإنفلونزا الطيور عالميًا    دعاء يغفر الذنوب والكبائر.. الجأ إلى ربك بهذه الكلمات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هذه الأمة على موعد مع الدم..!!
نشر في الشعب يوم 03 - 02 - 2007


بقلم: عبد الرحمن عبد الوهاب
[email protected]

في مقال رجع الصدى بالجيروزاليم بوست بالامس .. والذي كان يتعلق .. بالسور الحديدي . بين مصر وإسرائيل . أشار المقال الى أن قوات الأمن الإسرائيلي اعتقلت 100 استشهادي فلسطيني على نحو الذي استشهد في إيلات ، ويفيد المقال أن المعتقلين قد تسللوا من غزة الى مصر ومن ثم من مصر الى اسرائيل . كان منهم الذي قام بتفجير ايلات الاثنين الماضي . والتي اعتبروها الذروة في قمة جبل التلج .. وقال ضابط ذو رتبة عالية في الجيش الإسرائيلي . أنه مقتنع أن ا انفجار ايلات الاستشهادي .. سيكون البداية لعدة هجمات تالية ويضيف المقال أن المعتقلين استشهاديين . كانوا بنوون بناء بنية تحتية للإرهاب في الضفة الغربية ونية لاسر جنود اسرائيليين وأضاف المقال يجب ألا تنتاب البعض الدهشة من ذلك ..أرجع التحقيق الأسباب الى الحدود التي من خلالها يتم تهريب الاسلحة والمواد الغذائية والبشر ويقول التقرير في النهاية فإن الحدود المصرية تشكل قناة للأسلحة والارهابيين الذين يتحركون الى غزة - الى الضفة الغربية . حيث أن السور الأمني غير متكامل البناء. بالإضافة الى انه باهظ التكلفة ومن ثم يجب ان يكون هناك تمويل لخطة على مدار الساعة و تنفذ بمعنى الكلمة . أنها برؤيته مسألة زمن .و أنه من الممكن إنقاذ العديد من الارواح اذا نفذت على نحو جيد .. ومن الأفضل أن يكون ذلك عاجلا وليس آجل . ويدلي عميد مصري اسمه عماد فارس قائد الدوريات على الحدود .. الاسرائلية المصرية . أن هناك 200 كيلو متر دون حاجز ..فكيف تتم الحماية .
..كان ثمة قول رائع لسيف الله المسلول خالد بن الوليد .. للروم : لو كنتم في السحاب لحملنا الله إليكم أو لأنزلكم الله الينا.. أي أنهم .. لن يفلتوا .سواء بسور أو غير سور .
ليس . المهم .. في الطرح حول السور فنحن نعرف نفسية اليهود .. من خلال القرآن . كما قال تعالى انهم لا يحاربون إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر :
(لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاء جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ) (الحشر : 14 )
ولكن ما زاد غضبي شيئان الاول هوشعار جريدة الجيروزالم بوست على الشبكة هو سورة المسجد الاقصى وقبة الصخر..
الشيء الآخر . هو تعليق على المقال من أميركا في مدونات القراء أسفل المقال ..حيث ان طرح الجريدة لم يعجبه من ناحية بناء السور . فقال التالي :
لا . بل كن مستعدا على قتل العدو .
NO - BE WILLING TO KILL THE ENEMY

ومما . نرى من تلك الرؤية .. أن القوم , لا يعتمدون .إلا لغة إلا الدم . فأي حوار . وأي سلام يريده العرب
؟.. أي حوار وأي سلام .. والنجمة السداسية ترفرف على المسجد الأقصى . أي حوار . ومساجدنا في بغداد تحولت .. الى مرتع لجنود الأمريكان ..؟.. ماذا نفعل ونجمة اسرائي السداسية ترفرف على القاهرة وعمان . والدوحة حتى موريتانيا .. الواقع العربي . يحب إسرائيل . ماذا نفعل .. وشمعون بيريز يعلن من الدوحة . ان هناك دولا . عربية على اتصالات سرية مع إسرائيل .
وماذا نفعل اذا كان حجم التبادل التجاري بين اسرائل والعرب يتم اليوم بالمليارات .. ناهيك عن التبادل الامني والتخطيط .. ضد الإسلام كدين والشباب المؤمن . وزيارات أمنية لكبار ضباط الامن .. بجوازات ذات أسماء حركية ؟ ماذا نفعل حينما يقتل شاب في أمن الدولة تحت التعذيب لأنه يوزع منشورات مناهضة لإسرائيل.. إلا إذا كان الأمن عندنا إسرائيليا وشرب حتى النخاع من كأس الخيانة حتى الثمالة .
إلا انه أيها السادة .
لكل شيء آفة من من نوعه **** حتى الحديد سطا عليه المبرد .
السيف .. أرقى نوعا من سياقات الأقلام .
حتى رجعت وأقلامي قوائل ****المجد للسيق ليس المجد للقلم .
قال ابن سلام :للشعر صناعة وثقافة يغرفها اهل العلم كسائر أصناف العلم والصناعات ..
ولكن ما أروع ضرب السيوف .
كما قال أبو فراس :
وصناعتي ضرب السيوف وإنما ****متعرض في الشعر للشعراء
وما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة فطرح القوة والسيف .. لا يعالجه إلا الدم والاستشهاد..
فإن كان القوم من يهود ، بهذا النوع من الدموية وان طرح الاستعداد للقتل مترسخ في متن ذاكرتهم وهامشها . فيتوجب على الأمة أن تكون على موعد مع الدم..
نعم أنه هذه الأمة . على موعد مع الدم .
دم يلون الأرض ..
دم يلون الأفق ..
دم يلون التاريخ .
دم يلون الدم ..
ونهر الدم لا يتوقف .. دفاعا عن العقيدة .. دفاعا عن الارض والافق والتاريخ ..
دفاعا عن الحق والحرية والكرامة ..
ولكن كما قال نزار .. هاهو السيف يقف اليوم متهما أمام القضاء العسكري..
* * * * * * * * *
ترى ما هي إشكالية التاريخ .. انه ثمة قضية .. لم نزل أبحث لها عن معالجة.. ما معنى . هذا الواقع العربي الحائض .؟ ونتساءل لم لا يفكر العرب . في صناعة السلاح ,. وضرب السيوف .. أو كما قال الله تعالى ..
(فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنّاً بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاء حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ) (محمد : 4 )
ولم لا يكون .. لهم القوة الضاربة في الأرض .في ظل هذا التكالب العالمي عليها .
كما قال الشاعر :
ألم تر أن المرء أن المرء طول حياته*** معنى بأمر لا يزال يعالجه
والأمر . الذي الجدير بالمعالجة والبحث والتحليل . كيفية الانتقال بهذه الأمة . من حيز الموهوم إلى حيز المحسوس . ومن حيز الذل إلى حيز العزة ،ومن حيز الانتكاس الى حيز النهضة .،من حيز الماوراء الى المجد القادم .
ان كان مجد الأمس لم نلحق**** به أفلا نود غدا نصيبا أوفرا
ونستدعي . من قاع الذاكرة والتاريخ .. بعد أن مات كليب وائل .. أعز بني العرب في الجاهلية .
الذي كان يحمى الجراد فلا يهاج والكلأ لا يستباح ..
وتمر الأيام . ويظهر على الساحة جيل جديد ,, وهو الجرو بن كليب ..
لقد حافظ كليب .. والزير .,. سالم أبو ليلى المهلهل . على مجد بني تغلب .. ومضى السياق .. ولكن بعد موت كليب وانتهى الأمر .. أن تنازل .. الجرو . عن . صهوات الخيول لبني بكر .... مقابل .. أن سقيا أغنامهم . واكتفوا بالنعاج .,
لذلك كان ثمة هناك . حوار بين الزير سالم .. والجرو بن كليب . حول آلية الصلح .. الذي فيه الغبن الكثير .. وبالتالي تضييع مجد بني تغلب ..
فقال له . الزير .. مستهجنا .. التفريط في الخيول ..
قائلا .. وإذا حاربتم ...هل ستحاربون على النعاج . ؟!!!
الإشكالية .. في .. أنه من السهل . على الأجيال الجديدة ... التفريط في المجد .. وان كانوا من أصول كريمة.. فما بالك لو كان من أصول غير نقية .
اذا ألفيت أصلا غير زاك*** فلن تزكو مدى الدهر الفروع
وما الناس إلا عاملان فعامل *** يتبر ما يبني وآخر رافع
لا يمكن . أن يتوازى . سياق . الكباش .. قيمة مع سياق رباط الخيل وصهوات المجد
والعز في صهوات المجد مركبه ***والمجد ينتجه الاسراء والسهر

طبيعة الحال . أنه . عادة .. أن هناك من الأجيال الجديدة . الذين يفتقرون . الى معالجات الاجداد .. وما لها من رصيد الحكمة . مقابل مجدا كاذب قد يضحكون به على الأغرار من الاجيال الجديدة . كما ضحكوا على الجرو بن كليب. .. أو كما ضحكوا على ابو عبد الله الصغير أخر ملوك الأندلس .. وهو في السجن فوقع على التنازل عن الأندلس والمجد والتاريخ . .. وكما تضحك إسرائيل وأمريكا على العرب اليوم .
ويبدو المشهد .. أكثر وضوحا في الهوة التي بين عزيمة وجيل طارق بن زياد وموسى بن نصير وبين انتكاس جيل أبو عبد الله الصغير وهو يودع القصور والمآذن والمآذن وشعب سيذبح تحت سكين الصليب . .. ومن ثم يجهش بالبكاء ..

* * * * *
كيف . يكون . هناك . مجد . بلا قوة ..
وان كان سياق الجرو . هو . افتقاره إلى شمم أبيه وشموخ عمه . وافتقاره الى الرصيد من الحكمة وما ستؤول إليه الأمور بأن فرط في الخيول . وتحولت المعالجة من السيوف الى العصي .
فالتحول من سياق الخيول .. الى سياق الكباش سياق يفقد الأمة حس الفروسية .. فإذا كان سياق الجروبن كليب هو الافتقار الى رصيد حكمة الاجداد..
إلا أن سياق المسلمين اليوم يفتقر الى ماهو الأساس والأهم ألا وهو .( تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا . كتاب الله وسنتي )
يفتقر إلى الكتاب( ألقرآن الكريم) فيه ذكركم .. أي مجدكم .
فكيف والحال الماثل كما قالت الاية الكريمة (بَلْ أَتَيْنَاهُم بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَن ذِكْرِهِم مُّعْرِضُونَ) (المؤمنون : 71 )
كيف وأمة تعرض عن صفقة المجد في الوجود .. والدنيا والآخرة ..
ولا يفوتنا أن ننوه هنا أن سياق الكباش .. .. مرفوض أيضا إسلاميا . فلم يفتح المسلمون العالم . إلا بحس الفروسية . والتحفز والتوثب .
افتقار هذا الحس لدى الامة يدمرها داخليا . لأن تحويل الفارس . الى كائن داجن ..معضلة كبرى . بل كبرى المعضلات .. تؤدي الى انهيار هذه الامة الاسلامية على وجه الخصوص .. الامر . حذر منه المصطفى .كما جاء في الحديث الشريف
[إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد في سبيل الله؛ سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم"] حديث صحيح.*بل هو سياق مرفوض في عصر الصحابة ايضا فلقد كان هناك أرض خصبة في الشام . اسمها سهل الحولة .
فأعجبت . بعض المجاهدين . فزرعوها .
فأرسل عمر بن الخطاب رسولا ليحرق الزرع . قائلا . لهم اذا تركتك الجهاد واشتغلتم بالزرع ضربت عليكم الجزية وعاملتكم معاملة أهل الكتاب .
ان سياق الفروسية سياق إسلامي صرف. ولهذا قال المصطفى . الخيل معقود في نواصيها الخير الى يوم القيامة .
وهو القائل . من خير معاش المرء . رجل آخذ بعنان فرسه كلما سمع هيعة أو فزعة طار اليها يبتغي الموت مظانه . نعم هذا هو سياق الفروسية و المجد ..
وقال الله تعالى .. والعاديات ضبحا . . فالموريات قدحا . فالمغيرات صبحا . والعاديات هي الخيول التي تعدو في المعركة . وقدح سنابك الخيول .. والإغارة صباحا .,
واذا .. نظرنا بتمعن الى واقعنا المعاش بدون تجميل للكلمات ..بصريح العبارة و بين مزدوجين (بالت علينا الكلاب) نحن . (يضربنا الكفر بالنعال)
ماذا نفعل . وأميركا .. تعري مؤخرة أبو فرس الحمداني ..وتلبسه مشدات صدور النساء في أبو غوانتنامو..
ماذا نفعل . وأمريكا ..تركل وتبول على كليب والزير سالم .. في أبو غريب .
ماذا نفعل حينما . اسمع صرخات ليلي أخت كليب وهي تغتصب .. في سجون أميركا بالعراق .. صارخة .. بكل المجد المؤثل والشرف الغابر . يالذل تغلب .
فما الذي .. أدى إلى هذه الانتكاسة .. ثمة مثل .. يقال في التراثيات المصرية .. إذا كبر الاسد وانتهت قوته .. لحست القرود مؤخرته .. وهو الواقع بعينه .
وعليه . فكان السياق . الالهي لم يلق هذه الأمة هملا ً.. في موضوع القوة بل كان الامر واضح . ..لابد له من إعداد .. وألا تفرط فيه وألا تستبدل الخيول بالكباش . مهما كان الثمن .
(وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ) (الأنفال : 60 )
واذا راجعنا . مصدر العزة كانت ايات واضحة . في هذا الصدد..
بألا نستبدل الخيول بالكباش .. كما فعل الجرو . بل هو رباط الخيل .. (وانزلنا الحديد فيه بأس شديد )
فلقد قال تعالى :
(وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُم مَّيْلَةً وَاحِدَةً ً) (النساء : 102 )
وها نحن نعيش ميلة الكفر علينا .. ميلة واحدة ..!!
وسقناها . قبلا .. لو افترضنا . ان موسى بن نصير . قد علم .. أن الاسبان . قد حصلوا . على ديناميت من الصين . لأرسل العيون . وعرف كيفية التصنيع .. وقام بآليات التصنيع .
وقيل ان الحجاج بن يوسف .. كما جاء في فتوح البلدان ..
حينما استعصت . عليه .. بلاد بخاري.. نظرا لوعورتها . أرسل الى احد القادة ليعطيه تفصيلا بمخارج . ومداخل الطرق .. وعمل خريطة بتضاريس المنطقة .
أي . لم تكن الأمور اعتباطا ففتح تلك البلدان إسلاميا . .. كان ناتج عن سهر ودراسة . وعمل وكفاح .
ناهيك هو ان يبرأ المجاهد .. من حوله وقوته .الذاتية . الى حول الله . وقوته .
فكانت الفتوحات الإسلامية بقوة دفع الهي لا دفع ذاتي .
كان الرسول . يقول عند بدء المعركة . اللهم اني أبرأ اليك من حولي وقوتي وألجأ الى حولك وقوتك اللهم بك أصول وبك أجول وبك أقاتل .
نحن اليوم .. انتقلنا من رباط الخيل الى رباط الكباش .. بل حتى الزراعة لسنا لنا فيها .. قيمة . وابناء استراليا والدانمارك . لا يشق لهم فيه غبار . فأين هذه الأمة .
أي أننا لا قيمة لنا اليوم لا في سياق الحرب ولا سياق الكباش.
بالرغم . ان سياق الكباش والزرع . .. مرفوض إسلاميا كما أسلفنا . فهو لا يخرج لنا فرسانا ... ولقد .. كان من تحليل . الحرب على الارهاب .. مصادرة المساجد والمدارس الدينية .. حتى تخرج لنا أجيالا تحيض لا تفقه عزة الايمان ومجد الفروسية .
وهو بالفعل ما تم .
القوة .. بعداً هاماً . في مشروع المجد . واذ لم يكن هناك . قوة . .. فليلحس القرود .. مؤخرة الاسود في أبو غريب وغوانتنامو .
فهو .. واقع .. لم يقتنع بإعداد العدة . وصهوات الخيول .كما قالت الاية ..
(بَلْ أَتَيْنَاهُم بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَن ذِكْرِهِم مُّعْرِضُونَ) (المؤمنون : 71 ) قوم معرضون عن المجد ..
هناك .. أقوام .. لا تعتد بالمجد .. ولا تؤمن به .. وأنك لو حاولت أن ترفعه . كان حنينه دوما الى القاع والطين . قال الله فيهم ..ولكنه أخلد الى الأرض .. واتبع هواه . فمثله كمثل الكلب ..
(وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) (الأعراف : 176 )
لقد آتانا الله . بكتاب فيه مجدنا . (لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ) (الأنبياء : 10 )
فلماذا التقاعس عن صفقة المجد ..
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ) (التوبة : 38 )

أجل .. سنخوض معاركنا مع الاستعمار. .. هذا أمر لا جدال فيه . والأمة مستعدة لطرح الدم .. وهي قطعا على موعد مع الدم . . ولكن . من يكفينا مئونة .. حراسة قومنا لقوات الاحتلال والسهر عليها ... وطعناتهم لنا في الظهر . أيها السادة : إن حصوننا مهددة داخليا .. أكثر منها خارجيا وهذا مكمن الداء ..!! فلم تصل .. أميركا الى افغانستان إلا من طابور النفاق . ولم تحتل العراق الا من خلال طابور النفاق .. ولم تحتل اسرائل فلسطين قبلا . الا من خلال طابور النفاق .. ولم تحتل أمريكا مقديشيو الا من خلال طابور النفاق .. أن قومنا متصهينيين أكثر من الصهاينة أنفسهم .. ومتهودين . أكثر من اليهود أنفسهم . ومتأرسلين أكثر من الاسرائيليين أنفسهم ومتأمركين اكثر من أميركا نفسها . ...وتلك هي معضلة الامة .
وحين تجد الامة جوابا شافيا لهذا السؤال .. لن يكون عصيا عليها حل لكل معضلاتها في الانتقال من سياق الانتكاس الى سياق النهوض . ومن سياق الذل إلى سياق المجد ..

* * * *
عربية الإحساس في نخواتها .****لله تلك النخوة العرباء
هل اختلاف الأجيال في التصورات والاهتمامات .. سبب الانتكاسة ؟هل شربت الاجيال الحديثة من حليب الخنازير فأفقدهم المروءة والنخوة والاقدام ؟ نعم فهو بعد من الأبعاد .. يقول نزار :
للمرة الأولى في حياتي أرى نموذجا من( الاستعمار العربي ) تنتابني نوبة من القرف والغثيان .. وأسأل نفسي : أبهذه الطريقة سنحكم العالم إذا قدر لنا أن نحكمه ..؟طبعا لم أشاهد جيوشا تتقدم .. ولا رايات تخفق .. ولم أشاهد دروعا ولا فرسانا ولا قتلى .. القتلى الذين رايتهم .. كانوا قتلى القمار ، وقتلى الجنس .. وقتلى أفلام البرونو ، وقتلى العقارات .. وقتلى الصفقات والعمولات ..القتلى الذين رايتهم ، كانوا مكومين فوق بعضهم على أرصفة ( بارك لين ) تحت أقدام بائعات الهوى الانكلوساكسونيات ..
للمرة الأولى أشاهد (إمبريالية ) بني تميم، وبني مخزوم، وبني شيبان ،وبني كليب ، بالعين المجردة ، فأترحم على كل الإمبرياليات .. الأخرى ، التي كانت تمارس إمبرياليتها بصمت وسرية وخجل .. أما إمبرياليتنا فتحكم العالم بشكل فج واستعراضي .. وتفتح الدنيا بشكل فج واستعراضي بأسطول من السكرتارين الخاصين سماسرة الأراضي والأجساد وبأسطول من النساء موزع بالعدل على كل أيام السنة ..إمبريالية الغرب هي إمبراطورية الرمز والباطنية .. أما إمبريالية العرب .. هي إمبراطورية البطر ... والفضيحة.. قد تنفق وكالة الاستخبارات المركزية مليون دولار لتمويل انقلاب في بلد عربي ..
في حين يضع أمير عربي واحد مليون دولار في كازينو( كان ) على الرقم 16 في طاولة الروليت لأنه يتفاءل به. ألم يكن عمر آخر زوجه له 16 عاما...

ان تصور فرسان الأمس . يختلف .. عن السياق أعلاه . ..
وصيحات سعد في الحروب وخالد *** وأمجاد إسلافي تدوي ورائيا
بل كانوا فرسانا جديرون بالاحترام .. وكانوا يتمتعون بأخلاق الفرسان .. فالفرسان بالأمس .. كان لا يشق لهم غبار .. في انطلاقة فروسية . . حتى أسوار الصين .. فبعد مائة عام من وفاة الرسول .. كانت جيوش الزحف الإسلامي عند أسوار باريس ..وكان الكم القليل.. من الصحابة . بمثابة القوة الصاعقة على سطح الأرض . كان للسيف دوره . في بناء المجد ..
سل عني المجد ولا تحتشم ****فالمجد يعرف أي سيف نضا .
كان المجد بالأمس .. فروسية بالنهار . ورهبان بالليل .. وليس . كما .. قال أحد المحللين . فرسان بالنهار دعار بالليل ..
فهذا الملك أورثنا المعالي *** وهذا المجد مكنه الضرابا
فهذا المجد . بالأمس .. لم يكن .. ناجم عن انحطاط وعي .. بل محبة الله والرسول .. والتفاني في إعلاء . كلمة الله في الأرض .. واستوعبوا الدرس العظيم .. في فحوى كلمة لا إله الا الله .. أن أنكسر تماما أمام الله من جهة... والتمرد والثورة وقتال جبابرة الأرض من جهة أخرى .
فهناك . رؤية رائعة .. في استيعابية لا إله إلا الله . ألا وهي التمرد ... وعدم إعطاء صفقة السجود . لأي بشر كان
والتفاني . في حب الله . من خلال التضحية . وبذل الروح والدم وكل غالي ونفيس .
(وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً لِّلّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ) (البقرة : 165 )
ولكن .. الواقع اليوم . عكسوا المعادلة . ان تمردوا على طاعة الله .. وسجدوا لجبابرة الارض ..
وهو سياق موكوس . وليس به سمات فروسية الامس .. لأن السياق السليم . هو طاعة الله . وحب الله .. والتفاني في إعلاء كلمته . والجهاد .. هو بذل غاية الجهد .
(وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً لِّلّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ) (البقرة : 165 )
وان تتمرد . على الظلم أيا كان مصدرة .
كما قال عمر بن الخطاب . يعجبني الرجل . إذا سيم خطة ظلم .. أن يقول بمليء . فيه لا ..
من هنا كانت . الشهادة .مبتدئة بكلمة لا إله إلا الله . وهنا (لا) نفي الالوهية عن الطغاة . وأصنام البشر والحجر و (إلا) إثبات الإلوهية لله فقط. ولكنهم . في زمننا الراهن . ركعوا لآلهة البيت الابيض . وتركوا الذي في السماء .
[الله تعالى] الذي بيده ملكوت كل شيء (قُلْ مَن بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ) (المؤمنون : 88 )[لله تعالى ]. (الذي في السماء إله وفي الارض إله ). (وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاء إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ) (الزخرف : 84 )[ الله تعالى] رب العالمين . (الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) (الفاتحة : 2 )
من هنا . كان الفرسان . بالامس . أدركوا . هذا الحس الرائع من الايمان ..وعالجوا الموقف بفروسية مفرطة . من موقف ربعي ابن عامر .
وهو يدخل مجلس كسرى . يخرق النمارق والوسادات في مجلسه . وكلماته التي سجل فيها التاريخ وما بها استعلاء الإيمان . أمام أحد جبابرة الارض ..
جئنا لنخرج العباد من عبادة العباد . ومن ضيق الدنيا الى سعة الدنيا والاخرة . انه التمرد على طغاة الارض .
وجبابرة الأرض .
كما أن هذا الحس من التمرد .. متواجد في شعر الامس
و اذا الملك الجبار صعر خده ***مضينا اليه بالسيوف نعاتبه
افتقدنا إلى حس الفروسية ..ودخلنا في مراحل من الانتكاس ..المشكلة أن السيناريو يتكرر ولكن اختلاف في التفاصيل . وان كانت التفاصيل . متقاربة .
(أَوَلاَ يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَّرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لاَ يَتُوبُونَ وَلاَ هُمْ يَذَّكَّرُونَ) (التوبة : 126 )
كسقوط . أفغانستان . وسقوط .. العراق وسقوط الصومال . .. وكان للخيانة الدور البارز ..
أو قل للغدر . الدور البارز .. والمفعول النشط .
وينتهي المشهد . بطعنات الغدر والخيانة سددت من قبل بروتس الى قيصر .
[ ليقولها يوليوس قيصر حتى انت يا بروتس .. اذن فليمت قيصر ]. ولم يختلف . الامر . عن طعنات نافذه . لكليب من جساس تغلب . ولم يختلف الامر ولم يختلف عن طعنات وحشي لحمزة بن عبد المطلب ... عن شنق صدام حسين . من طابور الخيانة والغدر . انه التاريخ يتكرر . سقوط بغداد وافغانستان والصومال . ومن قبلها فلسطين.. ومن قبلها غرناطة ... انه المشهد المتكرر من طابور الخيانة والغدر . الذين لا هم لهم . إلا تضييع . مجد الأمة . انه سلسلة من التآمر والخيانات التي لا حصر لها .
فالامر . كان الغدر بداية . بقتل كليب . وقصور فكر الجرو . وبالتالي تضييع مجد بني تغلب . والغدر بداية بقيصر . وبالتالي تضييع مجد روما .. -من المنظور الاوربي -
التاريخ . لا يختلف في ثوابته او السيناريو يكاد يكون واحد .. إلا ان هذه الامة كانت مشكلتها . عدو يتربص بها من الخارج. وأعداء .. يمارسون . النفاق داخليا يعيشون بين ظهرانينا ..كما يفعل المدونون على الانترنت .يكون صليبيا .. يسب الإسلام جهارا . أو يكتب مقالا .يسب فيه الاسلام والمصطفى . ومن ثم يدون رأيه أو مقاله . باسمة . (محمد) .. أو (سيف الإسلام) .
انه النفاق كيهود الدونمة في تركيا.. أنهم كانوا يهودا . ذو اسماء اسلامية . أسقطوا الخلافة .
كان الشعب .. في سيرلانكيا ..ذكيا .. ولماحا في هذا الصدد ولم تنطلي عليه تلك اللعبة ..
والمعلوم ان رئيسة الوزراء . بندرانيكه .. كانت تذهب الى المعبد البوذي بالنهار . وفي عتمة الليل عندما تخف الارجل ..كانت تذهب لكنيسة نصرانية لتصلي فيها ..
وانكشف أمرها ... فقتلها الشعب .. وهم ممن يدينون البوذية..

إن مشكلتنا هي الافتقار إلى الكتاب والسنة . .. في التعامل مع الواقع البائس كافتقار الجرو .. الى حكمة الأجداد ..في الجاهلية . ناهيك انه لم يتفتق .. ذهن الإسلاميين عن معالجة .. لطابور النفاق .
فلقد كان القرآن يفضحهم .. ويعريهم ..من هنا سميت سورة التوبة بالفاضحة .. فلا أقل .. ان يتم تعريتهم . واتخاذ القرآن منهجا في هذا السياق .. من إماطة اللثام .. وإزالة القناع .
ناهيك عن افتقار . إلى حس الفروسية والتضحية .. والتعلق بأذناب البقر . وترك الجهاد والاشتغال بالزرع في العصر الراهن ..
انه الاختلاف .. بين .. مجد الأمس وعار اليوم .
قال تعالى . (قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ) (التوبة : 24 )
فالله تعالى قد وضع الدنيا كلها في كفة والجهاد في كفه ..
نعم ..
هذا هو .. الواقع . إنها مرارة الالم :
قرشيّونَ! لو رأتهم قريشٌ/ لاستجارت من رملِها البيداءُ/ يُصلبُ الأنبياءُ من أجل رأيٍ/فلماذا لا يصلبَ الشعراءُ؟
عندما تبدأُ البنادقُ بالعزفِ/ تموتُ القصائدُ العصماءُ/ يا فلسطينُ، لا تزالينَ عطشى/ وعلى الزيتِ نامتِ الصحراءُ / كلُّ من قاتلوا بحرفٍ شجاعٍ / ثم ماتوا.. فإنهم شهداء/ العباءاتُ.. كلُّها من حريرٍ/والليالي رخيصةٌ حمراءُ/يا فلسطينُ، لا تنادي عليهم/ قد تساوى الأمواتُ والأحياءُ// /يا فلسطينُ، لا تنادي قريشاً/ فقريشٌ ماتت بها الخيَلاءُ /لا تنادي الرجالَ من عبدِ شمسٍ/لا تنادي.. لم يبقَ إلا النساءُ/ذروةُ الموتِ أن تموتَ المروءاتُ/ ويمشي إلى الوراءِ الوراءُُ/

/ كهوفُ الليلِ في باريسَ.. قد قتلتْ مروءاتكْ /على أقدامِ مومسةٍ هناكَ.. دفنتَ ثاراتكْ/فبعتَ القدسَ.. بعتَ الله.. بعتَ رمادَ أمواتكْ
كأنَّ حرابَ إسرائيلَ لم تُجهضْ شقيقاتكْ/ولم تهدمْ منازلنا.. ولم تحرقْ مصاحفنا/ ولا راياتُها ارتفعت على أشلاءِ راياتكْ...
حتما لم يكن الجرو ككليب .
امة العرب أمة المجد ما دهاك *** واين هم ذوو النفوس الأبية
انه الواقع . . الذي .. وصفه رب العزة .
(فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً) (مريم : 59 )
* * * * *
وأن المجد تمنحه الضحايا *** وأن الخلد يصنعه الصمود
ان الواقع اليوم باختصار. . إننا . أمام غرناطة جديدة . موقعها بغداد . وغرناطة جديدة.. موقعها كابول وغرناطة جديدة موقعها القدس .. وغرناطة جديدة . .موقعها مقديشيو .
الأمة .. اليوم .. على موعد مع الدم
(فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنّاً بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاء حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا
ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ) (محمد : 4 )
(سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ) (محمد : 5 )
(وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ) (محمد : 6 )
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) (محمد : 7 ).


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.