حين يكون الخطر قريبًا.. كيف تحمي الدولة أطفالها من الاعتداءات الجنسية؟    بعد صعود حاد.. استقرار أسعار الذهب اليوم الخميس 25 ديسمبر    تحدث بعد الجرعة الثانية، اكتشاف سبب التهاب عضلة القلب النادر بعد لقاحات كورونا    تقرير أممي: حركة الشباب لا تزال تمثل أكبر تهديد للسلام في الصومال والمنطقة    شبورة تعوق الرؤية.. غلق الطريق الصحراوي بالإسكندرية من البوابات    "العدل" الأمريكية تكشف عن مليون وثيقة إضافية مرتبطة بإبستين وتبرر أسباب تأخر النشر    السياحة الفلسطينية: الاحتلال دمر خلال عدوانه على غزة 264 موقعا أثريا و4992 منشأة سياحية    كوريا الشمالية تعرض تقدما في بناء غواصة نووية وكيم يدين جهود الجنوب للحصول على التقنية    كان على وشك الزواج.. حبس ربة منزل لقتلها طليقها بشبرا الخيمة    بدون مفاجآت، ترتيب مجموعات كأس أمم إفريقيا 2025 بعد الجولة الأولى    تطعيم الجديري المائي بمراكز «فاكسيرا» في القاهرة والمحافظات    الكرملين: المفاوضات حول أوكرانيا ينبغي أن تجري خلف أبواب مغلقة    الكويت تدين الهجوم المسلح الذي استهدف أفراداً من الشرطة الباكستانية    بعد 159 عامًا في قصر العيني.. «البرلمان» ينقل جلساته للعاصمة الجديدة    مع اقتراب رأس السنة.. «الوكالة» تخطف الأضواء وركود بمحلات وسط البلد    60 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات بمحافظات الصعيد.. الخميس 25 ديسمبر 2025    وزير الثقافة يلتقي محافظ الأقصر لبحث تكثيف التعاون    بطولة أحمد رمزي.. تفاصيل مسلسل «فخر الدلتا» المقرر عرضه في رمضان 2026    بعد غياب أكثر من 4 سنوات.. ماجدة زكي تعود للدراما ب «رأس الأفعى»    سقوط نواب بارزين وصعود وجوه جديدة.. أطول ماراثون برلماني يقترب من خط النهاية    إعلام فلسطيني: قوات الاحتلال تطلق النار على مناطق بخان يونس ومدينة غزة    إصابة 4 أشخاص في حادث تصادم سيارة ملاكي وربع نقل بقنا    ضربة قوية لداعش.. القبض على طه الزعبي وعناصر تابعين له بريف دمشق    براءة المدعي عليه لانتفاء أركان الجريمة.. حيثيات رفض دعوى عفاف شعيب ضد محمد سامي    بعد تصريح مدبولي: "لا أعباء جديدة حتى نهاية برنامج صندوق النقد الدولي".. كيف طمأنت الحكومة المواطنين؟    اليوم، البنك المركزي يحدد أسعار الفائدة الجديدة    كارم محمود: لم أجد صحفيا مهنيا تورط يوما في انتهاكات أثناء تغطية العزاءات    الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال عنصر من «حزب الله» في جنوب لبنان    عاجل- طقس الخميس، الهيئة العامة للأرصاد الجوية: ظاهرتان تؤثران على طقس الخميس في جميع أنحاء مصر    بالصور .. محافظ الجيزة يزور الكنيسة الكاثوليكية لتهنئة الأقباط بعيد الميلاد المجيد    أخبار × 24 ساعة.. رئيس الوزراء: انتهاء برنامج مصر مع صندوق النقد الدولي بعد عام    التعليم وتغير قيم الإنجاب لدى المرأة.. رسالة دكتوراه بآداب السويس    بالأسماء، أحكام الإدارية العليا في 49 طعنا على نتائج ال 30 دائرة الملغاة بانتخابات النواب    ترتيب أمم إفريقيا - رباعي عربي في الصدارة عقب الجولة الأولى    خبير مروري لتليفزيون اليوم السابع: تغليظ عقوبات المرور يعالج سلوكيات خطرة    محافظ الدقهلية يتفقد موقع انفجار أنبوبة بوتاجاز بعقار المنصورة    لم تحدث منذ 70 عاما، محمد علي خير يكشف "قنبلة مدبولي" للمصريين في 2026    الكاميرون تفتتح مشوارها الإفريقي بانتصار صعب على الجابون    دوري أبطال آسيا 2.. عماد النحاس يسقط بخماسية رفقه الزوراء أمام النصر بمشاركة رونالدو    كأس الأمم الأفريقية 2025.. الكاميرون تهزم الجابون بهدف "إيونج"    صاحب فيديو صناديق الاقتراع المفتوحة بعد خسارته: لم أستغل التريند وسأكرر التجربة    العالمي فيديريكو مارتيلو: الموسيقى توحد الشعوب ومصر وطني الثاني    صفاء أبو السعود: 22 دولة شاركت في حملة مانحي الأمل ومصر تلعب دور عظيم    سكرتير بني سويف يتابع أعمال تطوير مسجد السيدة حورية للحفاظ على هويته التاريخية    تحت عنوان: ديسمبر الحزين 2025.. الوسط الفني يتشح بسواد الفقدان    ما حكم حشو الأسنان بالذهب؟.. الإفتاء توضح    موعد مباريات اليوم الخميس 25 ديسمبر 2025| إنفوجراف    اليوم.. أولى جلسات محاكمة المتهمين في قضية السباح يوسف    محافظ القليوبية: توريد الأجهزة الطبية لمستشفى طوخ المركزي تمهيدا للتشغيل التجريبى    محافظ الدقهلية ورئيس جامعة المنصورة يتفقدان أعمال التطوير بمكتبة مصر العامة    يلا شوت بث مباشر.. مشاهدة الكاميرون × الجابون Twitter بث مباشر دون "تشفير أو اشتراك" | كأس الأمم الإفريقية    وسرحوهن سراحا جميلا.. صور مضيئة للتعامل مع النساء في ضوء الإسلام    إقبال كثيف للمصريين بالخارج على التصويت بانتخابات النواب والفئة العمرية "31–50" عامًا تتصدر    صحة الفيوم تطلق مبادرة "صوت المريض" لدعم مرضى الكلى    محافظ البحيرة تتفقد القافلة الطبية المجانية بقرية الجنبيهي بحوش عيسى    حسام بدراوي يهاجم إماما في المسجد بسبب معلومات مغلوطة عن الحمل    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 24-12-2025 في محافظة الأقصر    فاضل 56 يومًا.. أول أيام شهر رمضان 1447 هجريًا يوافق 19 فبراير 2026 ميلاديًا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تبا لأنظمة فقد ت الرحمة والحياء..!!
نشر في الشعب يوم 24 - 02 - 2007


بقلم عبد الرحمن عبد الوهاب
[email protected]



أي واقع تعيس!!! وفي أي عصر نعيش . ؟
حينما وصف الله تعالى أنظمة الاستبداد .. أفاد ربنا عز وجل أنها أنظمة لا ترحم . وأنها أيضا فاقده للحياء ..
قال تعالى عن الملوك .. وهو ما ينسحب على ملوكا ورؤساء . في مراحل .. الجملكة . التي تتحول الأنظمة من الجمهوري الى الملكي ..(قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ) (النمل : 34 )
ونلاحظ . يفعلون . أي ان الأمر مثال التفعيل كون (يفعلون ) مضارع .. أي ان الفساد وجعل الناس اذلة أمور قيد التفعيل والسريان على الواقع الاجتماعي ولن تتوقف . إلا بهمة الأنبياء والمصلحين والثوار ..
لقد كرم الله بني آدم .. كرمه بالفعل ..
(وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً) (الإسراء : 70 )
ولكن يأبى الظالمين إلا إذلالا . لبني آدم..
فقط ما عليك الا ان تمر على أقسام الشرطة ومنتجعات غوانتنامو في مصر .
وما نحن بصدده .. لقد ذكر الله تعالى .. في سورة الكهف .. أن هناك أنماط لانواع الاستبداد الساري .. على سطح الكون . والذي يفتقد الحياء والرحمة ..
فهناك .. ملك يأخذ كل سفينة غصبا .. وماذا كان نوع السفينة ؟ ولمن تتبع ملكيتها .. أنها لمساكين يعملون في البحر .
وهنا تلاحظ في كلمة( غصبا) . وتلاحظ (مساكين) .. (يعملون في البحر) . وهنا . تلاحظ . أن أهداف .. الحاكم المستبد .. لا يعتد . بحال المسكين . وهاهم جنوده يجهرون . بالميكرفون بكل غلظة . من على سطح مراكب الشرطة النيلية التابعة للاستبداد ..
(على جنب يا صاحب المركب) نريد خمسة ألاف جنية ضرائب وإلا ستسجن . ,.
فالحاكم . يريد السفينة .. وقد تكون أهداف المستبد .. أنه يريد خشبا ليستعمله في بناء قصر . أو ما خلافة . أنه منزوع الرحمة منزوع الحياء .
ولقد كان . واقع الاستبداد .. يطارد أيضا الفئة المؤمنة من الشباب . كمثل الذين فروا الى الكهف النائي في ازمنة الاستبداد . ذلك لأنه أمن الدولة يطاردهم.. ليسومهم سوء العذاب .. لأسباب .. تتلخص
في كون مشكلتهم . أنهم لن يدعو مبارك .. أو بوش إلها من دون الله لقد قالوا اذا شططا .
(وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَهاً لَقَدْ قُلْنَا إِذاً شَطَطاً) (الكهف : 14 )
نعم .. قد يكون الاستبداد .. موقعه الطبيعي . على ارض اليابسة . حيث حركة الناس ..كما يجري السياق العام . إلا إن أولئك الذين في البحر . ليسوا أيضا بمنأى عن الظلم .. انه .. حتما واقعين تحت الظلم ..
بل انني اعتقد انه ولو كان في بطن امة . ليس بمنأى عن الاستبداد .. كمن . يسقطوا الجنين من بطن امة في حالات القبض على المطلوبين كما حدث لزوجة أحد زملائنا الصحفيين . . فأجهضوا زوجته .. أو من جهة أخرى تعاني الام من سوء التغذية فينعكس سلبا على صحة الجنين . فيخرج الى الدنيا مشوها .
الاستبداد .. هو مشكلة الأمم . وكلن القرآن معالجة للاستبداد في استمرار ثورة القرآن على الظلم والفساد . كما قال مصطفى السباعي . ولكن عندنا .. كما قال الشيخ محمد كشك .. انه مصر بها تسعة أعشار الظلم . وعشر يجوب الارض . ثم اذا جاء المساء فيأتي ليبيت عندنا .
الظلم والاستبداد عديم الحياء .. كما هو في حالة عم حامد وعائلته . الذين وقع عليهم ظلم عبر ثلاث أنظمة . وليس كونه بعيدا هناك .. هناك.. أي شخص من هو بمنأى عنه . أن يطال الجميع .. حتى لو كانوا مساكين في البحر . بعيد على سطح مركب .
نعم هو النيل . شراب الصابرين . واللعنة على آل فرعون والكافرين . حمل تقرير متلفز على 90 دقيقة بقناة المحور .. مأساة .
عم حماد مواطن . مصري . عاش . منذ 1965 الى 2007 على ظهر مركب . أنجب ابنائه السبعة على ظهر القارب . معه زوجة صابرة محتسبة بالسليقة . أي انها . لم تتلق دروسا في الإيمان على شيوخ .. أو سمعت حديث ديني بالتلفاز .. ليبرمج ذاكرتها والبنية العقدية لها . فهي مؤمنة بالسليقة والفطرة . تصلي أفراد العائلة على ظهر المركب .
رأينا في هذه الزوجة مثالا للصبر على البلاء . والخدمة على تربية الأبناء و البنات .
حياتهم . كانت فقرا وجوعا . تمر عليهم الايام يتضورون جوعا . وعلى مرمي البصر .. في عمارات تجاور النيل . يموت الوحوش .. من أبناء الديناصورات من أمراض التخمة .
ان هذا التقرير . يعد بصقة على هذا النظام وما سلف من أنظمة ..فهي أنظمة لا تعرف الله .. ولا تتقي الله في شعوبها .. ولا تتفقد أحوال الرعية . بل تزداد بطشا وظلما واجراما ..
انه نظام لا يكرم اليتيم . ولا يحض على طعام المسكين .
ثلاثة انظمة مرت على عم حامد واحدا تلو الأخر.. وهاهو في البحر . ل42 عاما . ولم ينتشله أحد من ماء النيل .. إلا أخيرا.. من أهل الخير .
عم حامد والذي أصبح بفعل كبر السن .. لا يستطيع أن يحدف بمركبه .. فتتولى بناته . المهمة . يبكي الرجل .. من عيونة المتورمة .. التي اصبح غير قادر لأن أن يبصر بها . فتقول زوجته له مواسية له .( أصبر ياراجل . نحن أفضل من غيرنا ..) أيها السادة . ان هذا لهو المجد .. مجد العقيدة والإيمان .

عيون العم حامد .. تورمت من كثرة الدموع .. رأينا فيها صبر الرجال كصبر أيوب . الذي ابتلي بأنظمة مستبدة . فلقد عاصر الرجل . نظام عبد الناصر والسادات . وحسني مبارك ..
وكان طيلة العهود على القارب . ليس له مسكن على اليابسة في مصر كلها .
ان يضيع رجل . على الساحة بهذا الشكل يفيد . أنها أنظمة لا تستحي . وفاقدة للشرف والمروءة والحياء ناهيك عن التقوى .. ..وكل ما اصطلح عليه من مكارم الأخلاق .. ولا يمد احد يدا الا بعد ان بث التقرير على قناة المحور .
ترى كيف سيكون حاله إذا لم تحمله الأقدار الى الشاشة ؟
لنفجع بهذا النوع من المأساة ..
وكان الغريب .. ان كل الايادى التي تدافعت اليه بالمساعدة .. كانت من الخارج فقط أما اولئك الغيلان جمع غول ومصاصي الدماء . لم يلتفتوا ولن يلتفتوا . انهم في وادي آخر . شاليهات شرم الشيح .,, و قصور مارينا .
قال الامام علي .. من حمل المؤن نال السؤدد .. أي نال المجد ..
فليس للحكومة في مواقف المجد واصدار ولا إيراد .. انها أنظمة العار . أنظمة رجال الأعمال .. وسرقة المليارات وتهريبها الى الخارج .. بينما يكون الشعب على هذه الشاكلة تعيش المأساة . ليكون بطلا مأساويا tragic hero .. كما قال ارسطو ...
لقد قال الامام علي .. ما جاع جائع الا من تخمة غني .. فلقد وضع الله في أموال الأغنياء بمثابة كرشا ساديا جشعا مجرما ولا نهاية .؟
هذا يأتيه رزقه ورزق أولادة من الماء .
لم يمد يدا. ولم يسرق . لكنه عاش شريفا . كريما بمثله .. وبمبادئه .
كانت بنتاه التي اظهرتهما الشاشة على قناة المحور . رمزا للعفاف . والفضيلة . وعليهم سيماء الحياء والصلاح.

ربما كانت طبيعة سلوكياتهن . انهم استقوا الحياء ومكارم الأخلاق من أبيهم وأمهم .. فهم لم يتلقو ا تعليما من مدارس . او من تليفزيون . ولم يروا هالة شو أو فتيات الليل أو دعارة شو .
عم حماد . عاش .. شريفا . وصان شرف بيته وبيت بناته بالرغم من الحاجة والعوز والفقر والجوع .. فكان أفضل بكثير . من الديناصورات من طبقات عليا بالمجتمع تخرجوا من الجامعة الأمريكية.. ونطقوا الفرنسية والانجليزية . كالذين أتت بهم هالة .. في برنامجها.. هالة شو ..
لقد ضاقت بهم مصر كلها .. فليس هناك الا سطح الماء ..
كانت الآية الكريمة . التي تقول .. {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ }الروم41
كنت أعتبر بالأمس ان الفساد .. لن يلحق بالإنسان على الماء وانما بالكائنات البحرية .. وإفساد البيئة ..فقط..
ولكن ما . ان قال عم حماد ان الحكومة تريد منه 5000 جنية كضرائب . وتتساقط دموعه .. أفادني ان فساد الحكومة( لا يعتق .. ) لا يرحم من ضعفاء البحر .
عرفت معنى الآية . الكريمة وربطتها بسورة أهل الكهف أعلاه . ومساكين البحر . و الملك الذي يأخذ كل سفينة غصبا . و صياح الشرطة يناديه .. ( على جنب يا صاحب المركب .. )
وعرفت . الى أي مدى تكون أنظمة الاستبداد بلا حياء . بمعنى . أن النظام بالفعل وصل إليهم وعرف مكانهم .. وبالتأكيد أطلع على مأساتهم . ولكنه لا ليمد لهم يد العون .. ولكن ليزيد من مأساتهم . ويسحقهم . ويمتص دمائهم . فلعنة الله على الظالمين .
إن النظام لا ينسحب عليه صفة الفساد .. ولكن صفة مصاصو الدماء .. blood suckers ذالك الذي يغرس أنيابه في رقاب ضحاياه .. فيمتص دمائها ولا يلقيها الا جثة هامدة ..
إنهم يعيشون .. على ظهر المركب البسيط . صيفا وشتاء .. ولمدة .. 42 عاما ..
فاين كانت الدولة بأنظمتها المتعاقبة . من هذه المأساة .. أين رئيسها .. ووزراءها . وحقوق الإنسان . واين رجال الخير في مصر . يعيشون بلا سقف يقيهم المطر .. في الشتاء ولا حر الصيف . نعلم أن هناك أهل خير . ولكن . لمً لم ينتشلونهم قبل التقرير .
ان 42 عاما من الشقاء شيء كثير ..,
كانت أمنية بناته البسيطات . ان يتم أنتشالهم الى اليابسة .
فجاء التقرير لينتشلهم .. من قبل أناس أغراب ., ولم يكن للدولة الظالمة .والنظام العاري .. أن يعوضهم .
بل كانت قضيتهم . أن يمتصوا دمه بخمسة ألاف جنية . ومن أين سيأتي بهم هذا المسكين .
نعم خمسة ألاف جنية تحتاجها بالفعل الدولة .,حتى يركب مبارك مرسيدس سوداء ليمضى بها الى شرم الشيخ . أو ليشتري بها عشاء عالي الدسم لأولمرت . أو يزوج ابنه جمال . في حفل مهيب .. أو يعمل من خشب المركب عروسة في ألسجون لتعذيب السجناء . أو يشتري .. حبال للمشانق من انجلترا ليشنق الشعب . حيث ان حبال المشانق الانجليزية بالامس .. تشنق على نحو جيد .. في كل من المحاكم العسكرية وأمن الدولة .
لا بارك الله في هذا النظام . بكل أعضائه من أعلى الهرم السياسي الى أدناه .
قد يظن هذا النظام .. إن الله غافلا في سماءه .. بل . ان الله عليم خبير ..
وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ{42} مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء{43} وَأَنذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُواْ رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُّجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُواْ أَقْسَمْتُم مِّن قَبْلُ مَا لَكُم مِّن زَوَالٍ{44} وَسَكَنتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الأَمْثَالَ{45} وَقَدْ مَكَرُواْ مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ{46} فَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ{47} يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُواْ للّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ{48} وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُّقَرَّنِينَ فِي الأَصْفَادِ{49} سَرَابِيلُهُم مِّن قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمْ النَّارُ{50} لِيَجْزِي اللّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ إِنَّ اللّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ{51} هَذَا بَلاَغٌ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُواْ بِهِ وَلِيَعْلَمُواْ أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ{52}
ان الله عزيز ذو انتقام .
رحم الله حكاما كانوا أتقياء .. كانوا يحملون الدقيق على ظهورهم إلى الفقراء . رحم الله حكاما . كانوا يحملون الزاد . إلى الضعفاء .. رحم الله عمر بن الخطاب .. وهو يتفقد أحوال الرعية . كيلا يضيع .. الرعية تحت النعال .. ولعنة الله على أنظمة كانوا مثالا لمصاصي الدماء .. ويسرقون المليارات .. كما جاء في التوراة . كانت خطة فرعون السياسية . أضرب انهب اقتل اقسم الغنيمة .. لعنة الله على أنظمة لا تعرف الرحمة .. و ما عرفت الرحمة .. في سجونها ..و ما عرفت الرحمة . على اليابسة . بل امتد ظلمهم الى البحر
إنها أنظمة لا تعرف الخير .. ولا تعرف سبله .
أنظمة .. كما قال الشاعر ..
تميم بطرق اللؤم أهدى من القطا ****واذا سلكت سبل المكارم ضلت .
انها أنظمة بطرق الظلم أهدى من القطا وهو طائر .. يعرف مكانه جيدا .. واذا سلكت .. سبل العدل . والرحمة . فهي قد ضلت .
ماذا يريدون .. من عم . حامد .. 5000 جنية . من أجل ماذا .. ؟ ليتزوج جمال مبارك . ليضاف الألف الخمس إلى أرصدة الديناصورات من اللصوص . وتحول الى الخارج .
من اجل ماذا . يريدون خشب لبناء فيلا .. لصاحبة الصون والعفاف .. زوجة ابن الرئيس..
انها انظمة لا يمكن أن تدوم . مستحيل بل من رابع المستحيلات . وستثبت لكم الايام صدق مقالتي . حزين أنا لأن الرجل لم يخرج ثائرا على هذا النظام . في كبريات شوارع القاهرة ليهتف بكل ألم ومعاناة السنين .. فليسقط النظام .
تبا لهذه الأنظمة العاهرة الداعرة ..
تبا لأنظمة لا تستحي . .!!!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.