«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ارحل أيها الديكتاتور فالشعب ينتحر..!!
نشر في الشعب يوم 18 - 11 - 2006


بقلم عبد الرحمن عبد الوهاب ..
[email protected]


في عصور الطغيان تنتحر الامم .. أخلاقيا .. ومعنويا .. ومبادئيا .. .. ومصر انتحرت أخلاقيا الاسبوع الماضي .. حينما صرخت الفضيلة .. انقذوني .. كان نقاب الاخوات المسلمات المحصنات الفاضلات .. يرتفع صراخهن في فضاء القاهرة . .. من اجرام أبناء .. ملأ فرعون . الذي يعتبر.,. أعراض نساء مصر .شيئا مستباح .. .. من شباب جيل مبارك .. العاري من القيم والمجرد من الفضيلة .. من عبدة الشيطان ..الذي .. زرع فيهم مبادي .. العهر والتفسخ .. ولم يربى يوما ً .. على فضيلة .. أو تقوى او ورع أو أخلاق ..

انما الامم الاخلاق ما بقيت *** فاذا ذهبت أخلاقهم ذهبوا
وفي عصر مصر مبارك .. لقد ذهبوا .. وبلغوا .. شأوا بعيدا في الذهاب .. انها محصلات .. لواقع يتمثل في منظومة وواقع تراكمي من الفساد والاستبداد ..واقع كان فيه الاسلاميين والدعاة الى الله . كائنات غير مرغوب فيها .. فليموتوا تحت التعذيب .. أو ينقلوا . الى معتقلات وادي النطرون .. وسجن الوادي الجديد.. ليموتوا موت الكلاب . بينما المومسات .. وأبناء اللصوص .. يسترخون . على شاطيء شرم الشيخ ..حيث الرمال الذهبية . . والبحر اللازوردي .. والسماء الصافية ..
الشرفاء لا مكان لهم .. والضعفاء ,المساكين . لا مكان لهم .. انه واقع دعاري . عاري .. متدعر ..
الشرفاء كما قال عزيز صدقي .. ان هناك عائلات من أشراف مصر .. ينزلون . الى الشوارع .. يبحثون عما يأكلونه في صناديق القمامة ..
هاهو الواقع .. في تلك . الفيلا .. العامرة .. لأحد الوحوش .. من اللصوص الرأسماليين الجدد .. الذين .. أصبحوا ذو كيان على الساحة .. يقف في الفيلا ..يراقب جاره الفقير الذي يأتي حينما تخف الارجل .. من الشارع .. يأتي ذلك الجار .. الذي يعتد ببقايا .كرامة ..وبقايا ماء وجه .. وعند .. صندوق القمامة .. وبعدما .. تغلق .. الانوار .. امام الفيلا.. يراقبه بالكاميرا .. فيحتال .. ان يخرج .. فجأة .. ليفتعل .. انه يريد شيئا من سيارته .. انه .. يريد أن يرى .. انكسار ذلك المعتد ببقايا الكرامة .. فلم يجد سوي بقايا .. دمعات .. في زمن .. الحثالات واللا أخلاق . هكذا انتحرت .. مصر .. داخل الفيلا . وهي تتغامز .. أمام الكاميرا بالداخل.. وهكذا يموت .. المعتد ببقايا كرامة . تلك هي مصر .. سادية من الفساد .. لأولئك الفئة الجديدة .. من هؤلاء اصحاب الكروش .. والاستبداد . .يسرقون ..في حالات الغنى والفقر .. أما الشرفاء .. فحسبهم صناديق القمامة ..

..مصر .. تطرد ..آنسة كابتن طيار . من عملها .ذلك لأنها لبست .. الحجاب ..
وترفض . المذيعات المحجبات .. وترفض أعمال الفنانات المحجبات ... أكل هذا بسبب قطعة قماش على الرأس .. ؟
مصر لم تنتحر .. فقط .. في وسط القاهرة الاسبوع الماضي .. ولكنها انتحرت منذ ان حاربت الله ورسوله ..
ولله في هؤلاء الطغاة .. نقمة .. لم تبلغ مداها بعد .. النظام حارب الفقير .. لا مكان له ..أنه down trodden
انه مداس بالنعال . . وتناسوا قول الرسول :- هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم‏.‏ رواه البخاري عن مصعب بن سعد بن أبي وقاص قال رأى سعد أن له فضلا على من دونه من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره النبي صلى الله عليه وسلم،
وأخرجه أحمد عن سعد بلفظ قال قلت يا رسول الله الرجل يكون حامية القوم أيكون سهمه وسهم غيره سواء قال ثكلتك أمك ابن أم سعد وهل ترزقون وتنصرون إلا بضعفائكم،
ورواه أبو نعيم عن سعد وهل تنصرون إلا بضعفائكم بدعوتهم وإخلاصهم،
ورواه النسائي وغيره عن سعد أنه ظن أن له فضلا على من دونه من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم إنما ينصر الله هذه الأمة بضعيفها بدعائهم وصلاتهم وإخلاصهم‏.‏
إلا انني .. لا حظت أن هناك إصرار على تدمير وسحق الفقير و الضعيف .. وكأنه لابد .. ألا يبقوا فيها ..
أولئك الفقراء .. فكيف .. يعقل هذا وفي , أي شريعة . هذا .؟. لقد باعوا . محلات عمر افندي .وكل المصانع التي ,, يعيش منها أصحاب الدخل المحدود .. أو الفقراء .. ذلك لأنه يكتسي . منه الفقراء .. حتى انتهت المؤامرة على العربجية .. ذوي العربات الكارو . . وهذا لا يمكن .. ان تعيش الحياة .. بدون .. فقراء ..سواء .. عربجية . أو غير عربجية .. هذا ناموس الكون .. هناك غني وفقير .. وكان لابد .. للغني .. ان يقيل عثرة الضعيف .. لا أن يدوسه او يقتله .. .. كما يحدث الان .. كان الأولى بالنظام . أن يقيل عثرة الضعيف .. وأن يحمي المسكين .. لا أن يضطره الى الانتحار .. كما حدث على كوبري فيصل .. فلقد قال .. عمر بن الخطاب .. لو تعثرت بعير بالعراق لسألني الله .. عنها . لم لم أمهد لها الطريق .. فكيف بالله . .. بساكني المقابر . كيف بفتاه تنتحر .. لأنها .. لم تجد حذاء .. ان المعادلة اليوم في مصر .. لامقام فيها ..إلا لفقير يكابد فقرا .,, أو غني بدل نعمة الله كفرا ..
كما قال .. الامام علي .. اضرب ببصرك .. حيثما شئت من الناس .. هل ترى إلا فقيرا .. يكابد .. فقرا او غني بدل نعمة الله كفرا ..
لقد قال الامام .. علي . ان من قوام الدنيا . غني لا يبخل بمعروفة ..
وقال في مقام آخر .. إذا بخل الغني بمعروفه .. باع الفقير دينه بدنياه . . نحن لا نطالب النظام بمعروفه ..
فقط .. فليدع الفقير .. يعيش .. الذي يحاول .. فقط ان يعيش حياة شريفة وكريمة وهذا لن يحدث . .. في ظل .. اولئك الديناصورات ..
وقال في مقام آخر .. ما جاع جائع إلا من تخمة غني .. فلقد وضع .. الله في اموال الاغنياء حقوق للفقراء ..
وقال الامام علي في مقام .. آخر .. والله لولا ما أخذ الله على العلماء ألا يقروا على تخمة ظالم وسغب مظلوم.. لألقيت حبلها على غاربها .. ولسقيت آخرها بكأس أولها ..
منظومة القيم في مصر .. خلال مدة حكم هذا النظام اختلت . . ولابد أن تعتدل الموازيين . .
أصبح هناك ديناصورات .. على الواقع الاجتماعي .. ليهدد ,, احدهم . اولئك الفقراء . الذين . يريدون .. فقط .. مجرد ان يعيشوا .. فيقول .. له .. مهددا . انا ديناصور.. وأنت نملة .. فأبعد واترك .. الساحة .. وابحث عن نشاط .. آخر لتأكل عيش من خلالة .. فلو . داس احد الديناصورات .. نملة بجوارة .. فحتما ستضيع معالمها .. ولن تعرف ..فيما بعد عما اذا كانت نملة.. ذكر .. أوكانت انثى ..جراء التهشم والتدمير ..
هذا هو الواقع .. ايها السادة .. تضيع فيه المعالم . . للبشر .. كأنها نمل .. لن تعرف صفاتها . أنوثة . كانت أم ذكورة .. بالله عليكم .. ايعقل هذا .. !!؟
ولا يعرفوا . ان الله تعالى .قد اهلك .. قارون .. {فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ المُنتَصِرِينَ }القصص81
حسبنا توفيق عبد الحي .. حسبنا . . من قتلوا . . ضحايا الديناصورات . من فقراء الشعب .. أكلهم سمك البحر الاحمر ..
أما أخلاقيا واعلاميا ..
حسبنا ..هالة سرحان وايناس الدغيدي ونوال سعداوي .. الح .. وفتح .. الاجواء .. انترنتيا .. وأعلاميا .. على نفايات الغرب .. ودعاريته.. ولا من حراسة للفضيلة . واخلاقنا وميرثنا الحضاري .. أوديننا .. وثوابتنا .. كما تفعل بعض الدول .
.. بعدما .. طورد .. الدعاة .. وديست كرامة القضاة . وهتك عرض الكلمة في مقر الصحافة ...هكذاحتما لابد أن يكون .. الحال .أجل . .عندما يحكم الطغاة .. أن يعربد الشيطان بخيله ورجله .. في وسط القاهرة .. وكل شيء مباح ..
وكما قال ايخيلوس ,, "سحقا لمن سبقوني .. فقد قالوا كلماتي كلها"
.
اللهم إلا كلام .. السماء .. فهو .. ذلك . الذي لم تقله . البشرية .. ولن تقله .. سواء امس والغد .والى أن يرث الله الارض ومن عليها .. (قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً) (الإسراء : 88 )

أما في مضمار .. ايخلوس وابداعات البشر .. .لقد تناول .. عبد الرحمن الكواكبي . الاستبداد .. وتناول سيد قطب .. في قصيدته هبل ..الشكل المتغير للاستبداد .. من أصنام البشر ..
كما قال عمرو بن مرة الجهني ..
آمنت بالله ربا .. واني لآلهة الحجارة أول تارك ..
ولكنها كما قال سيد ..
ان صنمية هبل .. بعدما اندثرت ,, على أيدي الأباه . عادت لنا اليوم في شكل الطغاة .
وما زال .. الحر الابي.. الذي رفض تلك الصنمية .. يدخل السجن الرهيب ,, ويشاهد أقسى رواية . . راجع القصيدة . ولكن .. كان لابد .. أن نقف .. عن معالجة ,, الانبياء للواقع الكوني .. حيث انهم اصحاب التحولات الضخمة في الوجود الكوني .. كما قال المحللون .. انه ثمة تساؤل يجب أن يطرح ..!!
كيف تحدى إبراهيم الخليل مشاعر قومه .. وأهانهم في آلهتهم .. وداس تلك الآلهة .. بقدمية .. قائلا .. أف لكم
ولما تعبدون .. هذا وهو أعزل من أي قوة .. سواء قوة السلاح والمال ..
كيف وقف .. موسى الكريم .. الشريد الطريد .. أمام هذا الرمز .. من الطغيان .. صاحب ملك مصر .. والانهار تجري من تحته .. قائلا .. له .. امح هذا الفيلم من ذاكرتك .. وانك لست الها .. بل انت الضال المضل ..
ومحمد اليتيم .... الذي لا يملك شيء من عرض الدنيا.. يقف .. امام .. رموز الكفر الاقليمي والعالمي . الكفر الاقليمي متمثلا في صناديد قريش .. وكسر وقيصر عالميا .قائلا له اسلم تسلم .
قال المحللون . . ان أولئك الأنبياء .. حينما كانوا يدعون .. جبابرة الارض وطغاة الارض .. ويدخلون دائرة التحدي .. كانوا مدفوعين بقوة لا تقاوم .. ويخاطبونهم باسم الله .. الذي يثقون .. به أكثر من ثقتهم بأنفسهم ..
فينتصرون .. او يقتلون .. وهم في كلا الحالتين .. كانوا عظماء ..
تكلم الشهيد سيد قطب .. عن هذه النقطة ..
أن الفئة المؤمنة في اصحاب الاخدود . . رفضوا الطغيان .. وفضلوا الموت حرقا . عن الحياة تحت الطغيان .. وكم ستفقد هذا الاحساس الرائع والمعنى الجميل . .. حينما .. يسيطر .. الطغاة .. على الارواح .. بعد سيطرتهم على الاجساد ..
فكان هذا المثال الرائع في التضحية . والمجد في السماء ودنيا الناس .. في نظرة الاجيال المتعاقبة ..
ولقد سبق في هذا المضمار .. ابراهيم عليه السلام .. قال الاطغاة .. قولتهم المعهوده . في كل زمان .. (قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ) (الأنبياء : 68 ) فأنجاه الله ......(فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ فَأَنجَاهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) (العنكبوت : 24 )
. . ويحي .. الذي صدع بكلمة الله وان كانت التكلفة ذبحا ..
فإبراهيم القي في النار .. و انتهت حياة يحي بالذبح .. ونشر زكريا ..
انه الإيمان .. ولا قيمة في الدنيا .. تعدل الايمان . . ومنزلة الله في الوجدان .
انها المعادلة القديمة .. التي ساقها . احد السلف .. الموت في حياتكم مقهورين . والحياة في موتكم قاهرين .. نعم الميتة القتل دفاعا عن الحق ..
قال المفكرين ..
انه .. إذا ازداد الظلم والطغيان يغضب الله المالك القهار ..
وعندما .. يعلو .. رأس فرعون .. يولد موسى لخفض رأس فرعون في كل زمان ..
وهنا اشارة ضمنية . الى دور المصلحين .. أو العلماء ألذين هم ورثة الانبياء .. في القيام .. بخفض رأس فرعون من بعد الانبياء .. عليهم السلام ..
ولكن علماؤنا لم يرثوا الثورة .. على الطغيان من الانبياء .. وأكتفى معظمهم .. بجمع الثروة .
وحادوا عن ركب الثوار .. ثوار الله في الأرض .. (الانبياء )
فكيف يعتدل الميزان .. وكيف .. ستستقيم موازين الأرض ..
بعد التقاعس .. عن أداء الدور .. ورفع الراية .. والجهر بكلمة الحق في وجه الطغيان ..
الا انه لا بأس .. فليبوءوا .. بعار .. تقاعسهم .. فإن تخلف .. أولئك العلماء .. عن دورهم في خفض رأس فرعون ..
لا مناص .. أن يتلقف الراية . آخرون .. من أولئك .. الذين أشد حباً لله ..
{وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً لِّلّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ }البقرة165
وهناك . حتما .,. من يقيضهم .. الله تعالى .. لأداء الدور .. المناط بهم .. وعلى أكمل وجه ..
{ فَإِن يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلاء فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْماً لَّيْسُواْ بِهَا بِكَافِرِينَ }الأنعام89
لاحظ .. قوله تعالى .. وكلنا .. بها ..
هناك .. أقوام .من المستحيل .. ان يتقاعسوا .. عن ميادين البطولة ,و المجد ..
لأنها .. خلقت وجبلت .. على المجد .. في إعلاء كلمة الله في الارض .. والاضطلاع بمهام الامر والنهي في الكون .. ألأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ..
ولا يمكن .. ان تستكين . ما دام في الأرض .. ظلم أو طغيان ..
إذهب الى مبارك انه طغى !!
كان لابد لنا أن نقف .. على ما حدث بوسط القاهرة .. اذا انه مؤشر ومنعطف .. له ما وراءه .. وله حتما ما سيستتبعه .. وكان لابد أن نأخذ .. رؤية .. المحللين .. في هذا الصدد .. كما أشار د ابراهيم السائح .. ان النظام .. قد سقطت شرعيه في وسط القاهرة.. ولكن ترى ما الذي أدى الى انهيار المنظومة الاخلاقية .. في مجتمع .. عرف عنه المروءة والاخلاق .. وميراث حضاري .. والالتزام الديني بالفطرة . ماالذي أدى الى تلك الانتكاسة غير العادية .. بأن تظهر .. بكل عهرها .. ولم تضع أي اعتبارات لقيم وأخلاق ..
الفساد واللا أخلاق .. ومسالك (الانحلال) ثمة علاقة وطيدة .. بينهما .. وآصرة لا تنفصم ..
فلقد قال تعالى عن فرعون .. وهو الرمز .. للطغيان ..أنه كان زعيم المفسدين .. وكان مشروعه تذبيح الذكور واستحياء الإناث ..
(إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ) (القصص : 4 )
ولنتخيل .. انه كان لا يبقى على ذكر .. ناهيك , عن استحياء الاناث .. في مجتمع بلا ذكور .. فيفسد قوام الحياة .. وطبيعة الاشياء ..
بل وتنقلب الموازين .. رأسا على عقب.. ولنتخيل مدى الانقلاب في المعايير .. الفرعونية .. التي .. أعتبرت ان موسى الكليم .. رمزا .. للفساد وأن فرعون .. ملك تجلبب بالضياء ونزل من كبد السماء ..
أنظر ماذا قال .. الملأ .
(وَقَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِ فِرْعَونَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ) (الأعراف : 127 )
انه أجرام .. بلا .. ورع .. أو تقوى .. او خوف من السماء .. وهنا تلاحظ.. سنقتل .. أبناءهم .. ونستحي نساءهم .. وانا فوقهم قاهرون .. انه .. لا يخاف السماء . .اجرام بلا فرامل ..
إلا أن في وضعنا مع النظام الحالي نعم انه يذبح .. الذكور في أمن الدولة .. ولكنه انتهى الى التحرش بالنساء .. لقد فاقت الآليات الاستبدادية المعاصرة آليات فرعون .. فكان الحال .. يذبحون أبناءهم .. ويتحرشون بنسائهم ..
انها العلاقة الوطيدة . والاصرة الكبرى .. بين الفساد واللا أخلاق .. (الانحلال)
فلقد قال .. الكاتب النمساوي الساخر .. كارل كراوس " ان الفساد أسوأ من الدعارة فأن الأخيرة خطيرة على الأخلاقيات والأفراد .. أما الأولى .. فهي تفسد الاخلاق و الوطن برمته ..
Corruption is worse than prostitution. The latter might endanger the morals of an individual, the former invariably endangers the morals of the entire country. - Karl Kraus

وتفيد التحليلات التاريخية .
. في حال مرت دولة ما بتلك الأوضاع أي انه اذا تناهى نظام في الاجرام والفساد .. فاعلم انه .. لا محالة من سقوطه وهذا السقوط .. سيكون مدويا . . ولك أن تطمئن .. وتضع في بطنك .. بطيخة صيفي ..
.. انه قد آن أوان .. سقوطه . المدوي , وخاصة .. ان النظام في مصر .. قد استوجب موجبات غضب الله .. وحاز على درجات الرسوب بجدارة في ميادين .. الايمان .. وحراسة العقيدة .. بل كان محاربا لله ورسوله .. في معظم الاحيان ان لم يكن كلها ..نعم لقد انتهى هذا النظام منذ زمن بعيد .. وأن دابة الأرض .. أكلت منسأته ولم تبقى منها شيئا .. ولما يخر عن قريب .. سيعلم أهل مصر .. انهم لو كانوا .. يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين .. مع فارق التشبيه .. بين نبي كريم وطاغية عنيد ..
انا يا أخي في مصر أرسف في السلاسل والقيود
بالنار يحكمني الطغاة وبالمشانق والحديد
والغل غل الظالمين مضى يطوق كل جيد
لم نرتضى هذا الهوان بنا ولسنا بالعبيد
لأنه لم يبقي هناك من بقية .. من سعة الحلم الإلهي .. ولم يعد لهم في حلم الله نصيب ..
فلقد قال تعالى . (وَمَن يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى) (طه : 81 )
فهذا النظام. أقصى وعذب كل من ينادى بالإصلاح وشرد الدعاة في أقاصي الارض وكأن لسان حاله كما قال قوم لوط . (وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُواْ أَخْرِجُوهُم مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ) (الأعراف : 82 ). وليس بعيدا عن الساحة .. حتى المدرسين الملتزمين .. أقصاهم .. من المدارس .. وخلت الساحة .. لعبدة الشيطان .. ليعربد الشيطان مؤخرا في وسط القاهرة .... ان هذا النظام في رقبته دماء شعب وإعراض شعب .. نظام قتل تحت التعذيب .. في لا ظوغلي بأمن الدولة . كل من قال لا إله إلا الله .. ورمى .. من قال الله اكبر .. في معتقل وادي النطرون وسجن الوادي الجديد .. كي يموت كما تموت الكلاب ..
عفوا أيها السادة .. ان كل شيء على ساحة الكون .. تحت رصد السماء .. فالله تعالى لا يعذب عنه مثقال ذرة في السماء .. او الأرض ..( عَالِمِ الْغَيْبِ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ }سبأ3
كل شيء .. تحت الرصد الإلهي ..
فلكم خرج من دوائر الشرطة وأمن الدولة .. الى السماء .. صرخات دم جبار .. لا يثأر له .. ضاع تحت النعال .. ودفن سرا .. وكم صدرت صرخات مظلومين .. تصعد الى السماء تسأل الجبار فيم قتلوني .. ؟ وصرخات أخرى يرتج لها عرش الرحمن فيم عذبوني . ؟..
وصرخات .. اخرى فيم شردوا أسرتي .. وضاع ابنائي .. الذين لا معيل لهم .. انها .. مقدمات السقوط..
كانت صرخات .. تصعد الى السماء .. تجأر الى الله أن انتصف لنا من الظالمين . وخذ لنا بحقنا .. من الطغاة ومن مافيا الاجرام .. فكم أعراض انتهكت .. وكم من دماء سالت .. تنادى يا جبار الارض والسماء .. انتقم من الطغاة . . مقر الصحافة . الذي يعبر عن مجد الكلمة .. انتهك فيه عرض الكلمة ..
ولم ينته الاجرام عند هذا الحد .. بل .. كان .. ما صدر في هدم المساحد .. والتي نوه عنها الاستاذ فهمي هويدى . في مقال له .. انه بالفعل قد هدمت مساجد بالمدارس .. للدرجة التي قامت مجموعة طالبات . بجمع مال
لبناء المسجد الذي هدم .. فرفضوا .. دولة تعتقل وتعذب لصالح أميركا . . ان هؤلاء .. ليسوا بمؤتمنين على هذا الشعب ..
لقد .. اقترف هذا النظام . من الجرائم .. ما ترتج له السماء .. وما يغضب له عرش الرحمن ..
للدرجة التي نادى فيه الدكتورحلمي القاعود .. التوحش الامنى الى أين ..ويوميا تحمل الصحف .. انباء التعذيب والقتل ,, تحت التعذيب .. حقا .. الى اين ؟
انه .. يحث الخطى سريعا . .الى نهايته ..
وحينما تستعصي مثل هذه الاشكاليات على البشر في سبل المعالجات .. وعدم انتصاف المظلوم ..
والذي انتهى الوضع .. بأن يداس قضاة مصر بالنعال .. كما حدث ليحي القزاز .. كان الطبيعي .. ان يرفع المظلوم . قضيته .. بكافة أطرافها الى الله تعالى .. الى من لا يظلم .. ومن يأخذ للمظلوم حقه .. هو من الارض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه .. {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ }الزمر67
فيرفع الله دعوات المظلومين فوق الغمام ..ويقول الرحمن .. لصرخات المظلومين .. وعزتي وجلالي .. لأنصرنك ولو بعد حين . فكيف . اذا اقسم الجبار .. بنفسه .
انتهت ايها السادة .. كما قال سيد قطب .. لكل طاغية نهاية ولكل مخلوق أجل ..
السقوط . لهذا النظام . قادم لا محالة .. انها سنة الله في الكون .. والدروس المستفادة من التاريخ .. وعلوم الثورات . (فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُواْ بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ) (الأعراف : 165 )
(أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا) (محمد : 10 )
أنا متيقن منها .. كتيقني من حال شارون اليوم .. الذي على فراش الموت و يطلب الموت ولا يأتيه . انا متيقن .. من نهاية هذا النظام .. وستكون نهايته . مدوية . .سيتعجب لها البشر .. في كل الدنيا .. لأن دماء شعب .. وأعراض شعب .. ليست لمم .. أو صغائرمن ذنوب .. فلولا البهائم الرتع .. والاطفال الرضع .. لجعل عاليها سافلها .
وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ{42} مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء{43} وَأَنذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُواْ رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُّجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُواْ أَقْسَمْتُم مِّن قَبْلُ مَا لَكُم مِّن زَوَالٍ{44} وَسَكَنتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الأَمْثَالَ{45} وَقَدْ مَكَرُواْ مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ{46} فَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ{47)
ان هذا النظام لم يترك جريمة .. ترتج لها السماء .. إلا وكان لها منها نصيب .. حتى انتهت الى بيوت الله في الأرض .. هدم بعضها . والحجة المزعومة .. انها بدون ترخيص .. بل انتهت الى .. الى كلمة الله أكبر .. والأذان .. ولا أعرف فيما تغضبة .. وتوجعه .. فكانت المؤامرة على توحيد الاذان . .. انتهت جرائمه .. الى التآمر على فلسطين تطبيعا .. والتآمر على العراق بالمشاركة . في أقتراف ابادة شعب .. واغتصاب أمة .. .. والنوم ازاء صرخات نساء وابادة البوسنة ..
هكذا لعنة الطغاة والاستبداد .. الذين . يرفضون .. ان يتركوا الساحة .. إلا بعد أن تترك الشعوب ضريبة حريتها .. لعنة الطغاة .. التي لا علاج .. الا العصيان والانتفاض والتضحية ..
وللحرية الحمراء باب بكل يد مضرجة يدق
بأي حق .. تقتلون .. الشعوب .. بأي حق يستبيحون .. اعراض الشعوب .. هل .. تجري في دم هؤلاء من أمن الدولة والشرطة...دماء الالهة .. لتتميز بقدسيتها عن دماء البشر لا والله . .. بل ان بشر ممن خلق .. أن قيمة التفاضل بين العباد .. هي التقوى لا غير ذلك .. (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) (الحجرات : 13 )
انه نظام هالك لا محالة .. انها مسألة زمن . . وقريب جدا .. اكثر مما يتصور المحللين .
ولنا ,, في تاريخ الامم الذي مرت بتجارب مماثلة مع الطغيان والاستباد .. البينة .... لقد وضع الشعب الفرنسي رؤوس الاستبداد .. تحت المقصلة .. وما هي منهم ببعيد ..
..
وياليت .. القضية ستنتهي .. على الظالم بموته .. بل هي اللعنة المتتابعة.. {وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُم مِّنَ الْمَقْبُوحِينَ }القصص42 ومع ذلك لن ينتهي الامر ..فما زال هناك يوما .. تشخص فيه الابصار ..
ياليت كان الموت .. نهاية الطغيان .. فهناك حساب عسير لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها .. {وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً }الكهف49
فتاة مصرية انتحرت لأنها .. لا تمتلك ثمن حذاء .. تمشي به في الشارع.. بدلا من حذائها الممزق .. الذي كانت تستحي .. منه بحياء العذراء . . التي في مقتبل العمر .. أخذت من ابيها بدون علمه . قيمة الحذاء .. واشترته .. فكانت الطامة الكبرى .. أن ثارغضب أبيها .. فذهبت وانتحرت .. بإلقاء نفسها من اعلى البيت .. من يصون .. حياء المتعففين والمتعففات من الشعب .... الذين لا يسألون الناس الحافا .. أنتحرت .. في ظل هذا الغلاء . الفاحش .. وضيق ذات اليد لأبيها . بينما أبناء المجرمين .. واللصوص يأكلون المن والسلوى .. ولم يكتفى النظام بذلك . بل ترك .. كلابه من ابناء الطبقة العليا .. على الشعب لينتهكوا عرض بنات الشعب من الفقراء .. المستضعفين . لأن أعراض الشعب لا تساوي .. شيئا عند أبناء الاصنام .. ما زال المساكين من الشعب من مرضى السرطان .. يبحثون عن ثمن علاج الكيماوي .. ومرضى الفشل الكلوي ، يبحثون عن غسيل .. وانتهى .. وانتهى الشعب .. الى الانتحار .. كما حدث .. تحت الشمس .. على كوبري فيصل في ذلك العامل البسيط .. .. فمن لم يمت تعذيبا .. مات منتحرا ..
عندما . ازداد طغيان بني أميه .. قالها الامام .. على .. يا بني أميه .. ان لكل حق طالب ولكل دم ثائر .. والثائر .. في دمنا هو الطالب بحق نفسه .. وهو الله .. الذي لا يعجزه من طلب ولا فلته من هرب .
ألا وانه اليوم الطالب .. بحق الإسلاميين .. الذين .. قتلوا . في هذا العهد .. سيقتص لهم الجبار .. أيما قصاص هو الله .. وهو المنتقم الجبار ..
فهناك ما زال فرعون .. يعرض على النار .. غدوا وعشيا .. {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ }غافر46
النظام .. منتهي الصلاحية و الشرعية منذ زمن بعيد .. وبقي .. ان تستيقظ الشعوب .. لما هو آت فهناك .. تبعات .. جديدة . على المصلحين .
من ضخ دماء .. جديدة .. في أجهزة الدولة الحساسة .. من الاتقياء .. حيث سيستوجب الامر .,. استئصال الغرغرينا المتفشية .. والسرطان المتشعب .. من مافيا الاجرام على الساحة .. بالدولة ..
إذ ان الله تعالى .. لم يستثني (جنود) فرعون من الوزر والجرم ..(إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ (وَجُنُودَهُمَا) كَانُوا خَاطِئِينَ }القصص8
ايها السادة . هانحن .. بالتأكيد قادمين . على مرحلة . جديدة . ..
سيخرج .. فيها .. من السجون .. ابناء الشعب من الذكور .. من تحت سكين فرعون ..
ستطير فراشات زاهية . . في مصر .. سيطلق .. الشعب .. أبناءه الصغار .,. في الساحات .. والباحات .. يهزجون .. بالأناشيد .. سيصدح الأذان بكلمة اكبر بعدما اراد فرعون .. ان يجتثها ..
فرحل هو.. وبقى كلمة الحق الممجد ..( الله أكبر ) تعلو .. في سماء مصر ..
سيخرج الشعب غدا بأطفال صغار.. كالكتاكيت ..الخارجين من الاقفاص . . لا يخافون .. عليهم من سكين . لفرعون . . أو يخطفون خلسة .. منهم ..ستلد غدا .. نساء مصر .. بدون مخابرات ينقلن . انباء من تأخرت عليها الدورة الشهرية ,ومن أنجبت ذكرا .. تمهيدا .. للذبح .. تحت سكين فرعون ..
مصر .. قادمة على حقبة من الزمن .. تضمد فيها .. الجراح .. لن تخاف نساء مصر .. على أطفالهن الذكور
بعد الغد القادم لا محالة ..
أما الطغاة وجنودهم . . فسيرحلون .. بعيدا .. بعيدا ... سيسارعون . في . الهروب .. عبر طائرات تقلهم .. الى .. زوايا المجهول والنسيان . و الى مزبلة التاريخ .. ألا بعدا .. لعاد كما بعدت ثمود .
انه درس التاريخ . فلا الطغيان بقى .. ولا كلمة الحق زالت ..
أيها الطغيان .. حذار من غضبة الشعوب .. فإذا هبت الريح لن تبقي على شيء ..
تقول مصر بكل فيها . حذار .. حذار .. من ناري وغضبي ..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.