تكليفات رئاسية حاسمة للحكومة ورسائل قوية للمصريين    توافد أطباء الأسنان للإدلاء بأصواتهم في انتخابات النقابة الفرعية بالقليوبية    تمريض الإسكندرية تعقد مؤتمرها الطلابي الأول    كيلو البلطي ب64 جنيها.. أسعار الأسماك والمأكولات البحرية بسوق العبور الجمعة    بلومبرج: ثروة إيلون ماسك تتجاوز مارك زوكربيرج ب 23 مليار دولار    طلاب هندسة الجامعة الألمانية بالعاصمة الإدارية يزورون العلمين الجديدة    ملفات ساخنة على طاولة مباحثات بلينكن في الصين.. المنافسة الاقتصادية "الأبرز".. وواشنطن تهدد بكين بورقة تايوان    مشهد مروع لاعتقال الشرطة الأمريكية أستاذة اقتصاد بجامعة إيموري بسبب غزة (فيديو)    أمريكا تعد حزمة مساعدات عسكرية جديدة بمليارات الدولارات إلى أوكرانيا    فرنسا: قوة التدخل السريع الأوروبية سترى النور العام المقبل    اليونان:لا يمكننا إرسال منظومات إس-300 إس أو باتريوت إلى أوكرانيا    اليوم، مد فترة تشغيل المترو ساعة لتشجيع النادي الأهلي    تحرير 1410 مخالفات ملصق إلكتروني ورفع 43 سيارة ودراجة نارية متروكة    حبس 3 أشخاص كونوا تشكيلا عصابيا تخصص في تجارة المخدرات    بدلا من بيعه، الشركة الصينية المالكة ل تيك توك ترضخ للضغوط الأمريكية    مايا مرسي تشيد بالمسلسل الإذاعي "يوميات صفصف" لصفاء أبو السعود    فحوصات يجب إجراؤها عقب ولادة الطفل حفاظا على صحته    ضمان حياة كريمة تليق بالمواطن.. 7 أهداف ضمن الحوار الوطني    رمضان صبحي: الأهلي والزمالك الأقرب دائما للفوز بلقب الدوري    مواعيد مباريات اليوم الجمعة 26 أبريل 2024.. الأهلي ضد مازيمبي    رمضان صبحي: نفتقد عبد الله السعيد في بيراميدز..وأتمنى له التوفيق مع الزمالك    مصطفى عسل يتأهل لنهائي بطولة الجونة للاسكواش    كارثة كبيرة.. نجم الزمالك السابق يعلق على قضية خالد بو طيب    خبير: أمطار غزيرة على منابع النيل فى المنطقة الإستوائية    خزنوا الميه.. إعلان ب قطع المياه ل12 ساعة عن هذه المناطق    حصول 4 معاهد أزهرية على الاعتماد والجودة رسمياً بالإسكندرية    بدون إصابات.. إنهيار أجزاء من عقار بحي الخليفة    حزب الله ينشر ملخص عملياته ضد الجيش الإسرائيلي يوم الخميس    القناة الأولى تبرز انطلاق مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير في دورته العاشرة    فضل قراءة سورة الكهف ووقت تلاوتها وسر «اللاءات العشر»    تؤجج باستمرار التوترات الإقليمية.. هجوم قاس من الصين على الولايات المتحدة    منها «عدم الإفراط في الكافيين».. 3 نصائح لتقليل تأثير التوقيت الصيفي على صحتك    اكتشاف فيروس إنفلونزا الطيور في 20% من عينات الألبان في الولايات المتحدة    توقعات الأبراج اليوم الجمعة 26 أبريل 2024.. «الحوت» يحصل علي مكافأة وأخبار جيدة ل«الجدي»    استقرار أسعار الدولار اليوم الجمعة 26 أبريل 2024    واعظ بالأزهر: الإسلام دعا إلى صلة الأرحام والتواصل مع الآخرين بالحسنى    أماكن الاحتفال بعيد شم النسيم 2024    اعرف الآن".. التوقيت الصيفي وعدد ساعات اليوم    «إكسترا نيوز» ترصد جهود جهاز تنمية المشروعات بمناسبة احتفالات عيد تحرير سيناء    فضل أدعية الرزق: رحلة الاعتماد على الله وتحقيق السعادة المادية والروحية    التوقيت الصيفي في مصر.. اعرف مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 26 - 4 - 2024    لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟    أدعية السفر: مفتاح الراحة والسلامة في رحلتك    أبناء أشرف عبدالغفور الثلاثة يوجهون رسالة لوالدهم في تكريمه    الزمالك يزف بشرى سارة لجمهوره بشأن المبارة القادمة    حركة القطارات| 45 دقيقة تأخير بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الجمعة 26 أبريل 2024    «جريمة عابرة للحدود».. نص تحقيقات النيابة مع المتهم بقتل طفل شبرا الخيمة    «الإفتاء» تعلن موعد صلاة الفجر بعد تغيير التوقيت الصيفي    جدعنة أهالي «المنيا» تنقذ «محمود» من خسارة شقى عمره: 8 سنين تعب    هيئة الغذاء والدواء بالمملكة: إلزام منتجات سعودية بهذا الاسم    أحمد كشك: اشتغلت 12 سنة في المسرح قبل شهرتي دراميًّا    تشرفت بالمشاركة .. كريم فهمي يروج لفيلم السرب    سيد معوض يكشف عن مفاجأة في تشكيل الأهلي أمام مازيمبي    سلمى أبوضيف: «أعلى نسبة مشاهدة» نقطة تحول بالنسبة لي (فيديو)    عاجل - تطورات جديدة في بلاغ اتهام بيكا وشاكوش بالتحريض على الفسق والفجور (فيديو)    عاجل - محمد موسى يهاجم "الموسيقيين" بسبب بيكا وشاكوش (فيديو)    تامر حسني باحتفالية مجلس القبائل: شرف عظيم لي إحياء حفل عيد تحرير سيناء    مسجل خطر يطلق النار على 4 أشخاص في جلسة صلح على قطعة أرض ب أسيوط    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مرتزقة الفكر يعلنون الحرب على الله..!!
نشر في الشعب يوم 21 - 04 - 2007


بقلم عبد الرحمن عبد الوهاب
[email protected]



اللهم إنا نعوذ برضاك من سخطك ، وبمعافاتك من عقوبتك . ونعوذ بك منك لا نحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك
اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد ، وإليك نسعى ونحفد نرجو رحمتك ونخشى عذابك إن عذابك بالكافرين ملحق اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ونثني عليك الخير ولا نكفرك ونؤمن بك ونخضع لك ونخلع من يكفرك .
سبحان ذي العزة والجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة.. تعاليت ربنا علوا كبيرا عما يصفون ..!!


نعم أيها السادة .. إنها المهزلة الكبرى على الساحة الفكرية .!!
أجل .كان التصور العام ...أن الكلمة أمانة .. وقد تعلمنا في المعالجات الفكرية حينما نريد أن تتكلم عن الله تعالى
.. هنا فقط ينتهي .. كل آليات الهزل . ونستشعر الرهبة والخوف . . أن تسجد مفرداتنا .. على أرض الورقة .كما خضعت جباهنا سجوداً .. وان نستشعر الخضوع والرهبة والتقديس .. بل ونراجع الكلمة ألف مرة . ونتحسس المفردات وظلال المفردات . بل ووقع المفردات . وأن يقف الكاتب المسلم . موقف العبد تجاه الرب . وموقف الذليل تجاه العزيز . وموقف الضعيف تجاه الكبير..لا مجال أمام الله إلا أن تسجد الجباه والجمجمة وما يدورداخل الجمجمة من فكر أن يسجد سواء خواطر. أوبنات افكار أوالكلمات . فالله تعالى .. يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور.. ولا يخفى عليه خافيه . أمام الله .. نستشعر.. بضآلة حجمنا ..أمام خالقنا . ولابد أن يكون هناك نوع من غاية التأدب . وغاية الحذر . وغاية التأدب هو السجود ..عند الله على الورقة تسجد المفردات ..

معالجات الفكر الاسلامي .أن تنتهي الى الذروة في مجال التعظيم والتقديس أمام هذا المقام العالي الرفيع لله رب العالمين .
أما اليوم .. ها نحن نتساءل .. !!
ما هذه البشرية . والى أي قاع كان السقوط .؟ ما هذا التخبط . وسوء الأدب إلى المقام الإلهي الكريم . تعالى ربنا عما يصفون !!. ماهذه البشرية التائهة الضائعة والمتفلتة من أي قيود .. حتى انتهت إلى مقام الله تعالى في ُعلاه بسوء الأدب .. ؟!
أسفل من هذا ..أعتقد ما وصلت البشرية من قاع ، في يوم من أيامها التعسة.. .
ما هذه البشرية التي كانت .. جرائدها وصحفها آليات للشيطان ومرتزقة فكر.. بحيث تخطت .. وارتكبت بحماقتها وسوء أدبها .. الى مقام الله من عنت له الوجوه ..
(وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً) (طه : 111 )
ما هذا الإسفاف ..فصارت نخبة الفكر المعاصر ,وأشباه المثقفين .. ثلة من شرار الناس . رمى الشيطان بهم مراميه وضرب بهم في تيهه.. انه الجحود الكالح . في زمن الفوضى العقليه .. والانكسار واختفاء الورع .. وعدم الوقوف أزاء رب الأرض والسماء موقف المتهيب ..نعم في أزمنة الانكسار والفوضى .. يتطاول الأقزام وتشرئب الحشرات بأعناقها وتخرج إفرازاتها .. وتقضي حاجتها الفكرية في عقول القراء.. على الملأ .. قال احد المحللين في شكل تحدي : اتحدي أن يذكر اسم عالم في هذه الحقبة نهى طاغية عن منكر أو جابهه بكلمة الحق ..
أما إلهنا من خضعت له الرقاب . فثمة تطاول وسوء أدب ..ما أسوأ ان تعيش في هكذا واقع ..
هذا النوع من الإجرام الأدبي والفكري .. إلى مقام الله تعالى .. الله تعالى . من خضعت له رقابنا . وخشعت له نفوسنا
إلهنا .. الذي ما وفيناه حق عبادته .. وإن ضحينا بالغالي والنفيس .. بل وإن نحرت رقابنا فداءً له ما وفيناه ..وكان ذلك بمثابة القليل من القربان فداءً لوجهه الكريم ..
ماذا يعني .. هذا .. ؟
وإلام يريدون .. وعلى أي من الأسس الفكرية انطلقوا .. ؟
والله تعالى .. كم له من أيادي بيضاء عليهم وعلى غيرهم . حتى من حاربوه .. فشمسه تشرق على كل بر وفاجر .. ..
وهواءه يستنشقه كل أولئك الأقزام . ولكنهم .. قابلو كرمه ومجده العميم ..جحوداً ونكرانا .. وإجراما فكريا وسوء أدب .. ( إن اللّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ) (البقرة : 243 )
لقد قال الإمام .. علي : لا تكونن زرب اللسان على من أنطقك . وبلاغة قولك على من سددك .
وقال أيضا أقل ما يلزمكم به الله . ألا تستعينوا بنعمه على معاصيه ..
فما أجرأ القوم على سيدهم ومولاهم . أعطاهم الله . لسانا وشفتين . (أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ) (البلد : 8 ) (وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ) (البلد : 9 )وعقلا .. وصوتا .. وان تجمعوا كلمتين الى جوار بعضهم البعض .. اعتبره الأوغاد شعرا .فجعلوا .. هذا سبيلا.. لمحاربة.. الله .. فالله يقر بعض النعم .. فإذا أساءوا استخدامها نزعها الله ...منهم ويعقبهم نفاقا في قلوبهم . .
ومن واقع الحال ..إن أسوأ شيئا يعالجه الإنسان .. أن ينتزع الله منه عقله . فيهيم على وجه في الطرقات ....ويقضي حاجته في الميادين العامة على مرأي من الناس .
أيها السادة ..
من يشأ الرحمن يخفض بقدره ****وليس لمن لم يرفع الله رافع ..
(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ) (الحج : 18 )
.. تعالى ذي العزة والجبروت .. تعالى من له المجد المطلق .. تعالى . إلهنا .. في سماءه وتعالى في أرضه .. وله المجد الشامخ المؤثل.. له المجد المطلق .. ومنه وبه يتكرم والى مقامه الرفيع ينتهي ..
لا نحصى ثناء عليه .. أيقال على إلهنا .. هذا ..؟
نريد تفسيرا لما يحدث على الساحة .. وتحليلا لهذا الإجرام الفكري ..
ابعد أن لمظنا القرآن الجرأة على جبابرة الأرض .. وطغاة الأرض .. وكان أسمى أمانينا إعلاء كلمة الله في الأرض ..
ثم يأتي من يسيء إلى مقامه العظيم .. و يقول .. أنه عبد مأمور .. أو أنه .. عسكري مرور في شارع زكريا أحمد .. أو فلاح يزغط البط ..
(مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) (الحج : 74 )
(وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) (الزمر : 67 )
إلهنا . من أعطيناه صفقة السجود .. والحب والولاء ..بأن نعفر وجوهنا في الترب له إيماناً ولاءً .. يقال عليه هذا .. ؟
فهل لنا حبيبا سواه ..
وأيم الله ما لنا إلهاً سواه .. إلهاً وحبيبا وهاديا ونصيرا .. (وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِياً وَنَصِيراً) (الفرقان : 31 )
ويحها من بشرية كانت عار على آدم . ويحها من بشرية كانت لعنة على بني الإنسان ..
ويحها من بشرية .. وصلت إلى القاع .. وما زالت تحفر ..
قال تعالى:
(وَلَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِندَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ) (الأنبياء : 19 )
يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ أي: وصفوا بأنهم عنده, أي: بقربه في السماوات, ومَن عنده. وصفوا بأنهم لا يستكبرون, لا يتكبرون عن العبادة, ولا يستحسرون, أي: لا يحسرون, ولا يتعبون, ولا يكلون, ولا يملون من العبادة. يسبحون الليل والنهار, أي: وقتهم كله, لا يَفْتُرُون, أي: لا يتعبون.
هذا جنس الملائكة, وهذه وظائفهم وأعمالهم.
ورد في حديث أيضا أن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: أطت السماء وحق لها أن تئط، ما فيها موضع أربع أصابع إلا وملك قائم, أو راكع, أو ساجد أي: ليس فيها فراغ ولا موضع أصابع, بل كل السماوات مشغولة بالملائكة الذين خلقوا, ما بين راكع وساجد, وقائم, وقاعد, وعابد. وصفوا بأن منهم ملائكة سجودا منذ أن خلقوا إلى أن تقوم الساعة! وهم سجود أو ركوع, وأنه إذا كان يوم القيامة يقولون: يا ربنا! سبحانك! ما عبدناك حق عبادتك, إلا أننا لم نشرك بك شيئا, ما عبدناك حق عبادتك! لأنهم عرفوا عظمة الرب تعالى, وعرفوا منته على خلقه, واعترفوا بأنه أهل أن يعبد, وأهل أن يركع له ويسجد، فهكذا كان اعترافهم...
هذا ما كان من عبادة الملائكة الكرام . فماذا ..على الساحة . لبعض بني البشر في أرضه .. وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله .. .
ونعود الى ما هو قائم على الساحة .. ما هذا الفكر الداعر الذي تجرد من خلق وفضيلة .. فضرب مثلا للجحود .. منقطع النظير ..
أين تلك الكلمة في سياقات الفكروالابداع .الكلمة.. التي كانت قلاع يعتصم بها النبل البشري ...أين هو في مجلة إبداع .. والتي وصلت الى النهاية من القاع .. والوادي السحيق :
(وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاء فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ) (الحج : 31 )
اعتبارات الكلمة في الفكر الإسلامي .. أن ليس كل كلام يقال . أو أي عبارات تطلق ..
ولا أي شيء ممكن أن يقال عنه فكراً..
(مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) (ق : 18 )
وعليه سنخوض في هذا المقال . حول الفكر والإبداع . من خلال التصور الإسلامي ..
:عن ابي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله، لا يلقي لها بالا، يرفع الله بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله، لا يلقي لها بالا، يهوي بها في جهنم....صحيح البخاري
الكلمة شيئا مهما في حياة الأمم . الكلمة لها حيثيات ضخم قي مجال النهوض .. وأيضا لها من أبعاد في مقام الانتكاس من جهة أحرى..
وأولى الأوليات .. للكاتب المسلم والمفكر المسلم .. وان يعلى كلمة الله في الأرض .. أن يعظم . من مقام الله . (ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ) (الحج : 30 )
إلا أنهم . ما اجتنبوا الرجس . ولا قول الزور .
(ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ) (الحج : 32 )
إن مقامات المجد .. تتلخص في إعلاء كلمة الله في الأرض .. وتعظيم من خضعت له الرقاب ..
أيها السادة . منذ 1400 وقد أضاء الصبح لذي عينين . وهيهات أن يطفئوا نور الله بأفواههم .. هيهات .. وبالفعل قد أختلف سياق اليوم عما كان الإبداع بالأمس .. فبالأمس..كان هناك.. زحام الخيول .. وحوافر خيل .. وسنابك جياد .. وضراب سيوف .. وقرآن يتلى .. وصهيل خيل .
.أجل وساحات الوغى في العالم كانت تشهد .. رايات تعانق السماء . وصيحات الله أكبر تدوي في فضاء العالم .. ولا إله الا الله .. محمد رسول الله .. مخطوطة على اللواء تضيء مجداً في الأفق البعيد ..
أما اليوم فماذا من الشعراء يبقى اذا استقالوا من الكبرياء ..
ليتحولوا اليوم .. إلى مهرجين للأنظمة .. باعوا القلم وشرف الكلمة .. وأساءوا إلى مقام رب الأرض والسماء ..
بالأمس قال نزار .. ما تورطت يوما في مدح ذكور القبيلة .. ولست أدين لهم بالولاء ..
ولكنه نزار خاضها خمسين عاما في مدح النساء ..
ولكننا نختلف !! فنحن أجل ما تورطنا .. في مدح ذكور القبيلة .,. ولم ندن لهم يوما ً بالولاء .. ولكننا تلقفنا .. ثورة .. و عزة وسيوفا من الأنبياء .
حاشى لله .. أن لغيره نركع .. حاشى لله .. أن نرضى .. بهذا الإجرام الفكري .. ولكننا .. و أيم الله .. لنخوضها حربا فكرية ما بقيت السماء والأرض .. طالما . لم يقيموا عليهم حد الردة ..
(قبحك الله يا أثرم .. لقد ظهر الحق .. فكنت فيه ضئيلا أمرك خفيا صوتك .. حتى إذا نعر الباطل سطعت نجوم قرن الماعز ).. هكذا تظهر أسماء الرعاع والصعاليك .. في أزمنة الانكسار . وتتحول الحياة إلى مستنقع وبيء .. ففي المستنقعات تتكاثر الحشرات . وفي الرطوبة .. تتكاثر الميكروبات ..
هانحن بعد أن كنا نتوسد سدة الحكم في العالم . كأمة عظيمة مترامية الأطراف .. نتحول إلى سكنى الدور الأرضي في سياق الحضارات .. بعد ارتقاء القمم .. وإلقاء النظرة على العالم من شرفات المجد من قصر الحمراء في غرناطة ..
نتحول إلى سكنى الدور الأرضي في إحدى عمارات الغرب .. هكذا بعد أن تحول العالم الى قرية أمريكية .. بعد أن كنا نربط بكل سيد من أسياد الغرب في فسطاطنا وخيامنا . ونشد عليه وثاقة .. ونضرب عنقه .. بعد أن كانت حياتنا خيول تزحف .. وصهيل المجد يرتفع.. وتكبيرة ثوار تقتحم بالإيمان والعزم حصون الغرب والشرق .. تحولنا إلى هذا الكائن المدجن . بعد أن كان يكتب في مجلة الجهاد .. أصبح يكتب في المجلات النسائية .. واستبدل طلقات الرصاص بأقلام روج النساء الحمراء .يروجها ويبيعها لنساء بني تغلب. وعليه العوض ومنه العوض..
سكنانا في الطابق الأرضي في سياق الحضارات كما هي العادة في سكنى الدور الأرضي .. معضلة كبرى . ليس في قبيل قفز اللصوص
على شرفتنا الواطئة .. كما جاء في قصيدة .. شرفة ليلي مراد ..في مجلة إبداع .. أو ضجيج إعلامي ساقط .. فالأمر أكبر من هذا بكثير ..
وهو أن الدور الأرضي .. كان عالي التعقيد في السباكة . فيجعل الساحة .. بالصالون الفكري .. طافحا بمجاري سكان الأدوار العليا . لتنزل فضلاتها علينا قبل ان تتحلل .. لنتحول في صالوننا الفكري إلى ساحة غامرة طافحة بالمجاري
فكيف نعالج هذا الواقع البائس .. بعد ان كانت الأرض كلها للإسلام مسجدا وطهورا .. تحولت إلى مرتع للنجس الفكري ..
فكيف نتوضأ ونقيم الصلاة . !!؟
في ميدان الشعر .. قالوا بدئ الشعر بملك .. وانتهى بملك .. بدء بإمرئ القيس وانتهى بأبي فراس .
في ميدان الشعر .. قالوا للإمام علي . أي الناس أشعر ..
فقال .. أن القوم لم يجروا في حلبة تعرف الغاية عند قصبتها فإن كان ولابد .. فالملك الضليل ..
شعراءنا .. (وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ) (الشعراء : 224 ) (أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ) (الشعراء : 225 )
(وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ) (الشعراء : 226 )
(إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيراً وَانتَصَرُوا مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ) (الشعراء : 227 )
لقد قال أحد السلف : من ذا يحد سنان الغضب لله قتل أشداء الباطل .
قال المحللون .. إن هذا الغاضب لله .. يحارب المبطلين بأمضى سلاح يملكه .. سواء أكان سيفا أو لسانا أو قلما .
فمن واجه الباطل بقلب مخلص ويقين ثابت .. أمده الله بالعون . وقوض الباطل من الأساس ..,
وقديما قالوا : إن للحق سلاحا لا تراه العيون وبهذا السلاح عاشت أسماء . أهل الحق بالتقديس والإكبار وستعيش الى آخر يوم .. وذهبت أسماء أعدائهم وحصونهم مع الريح . وإن ذكرت فبالاحتقار والازدراء .
قال تعالى (وانتصروا من بعد ما ظلموا ). (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ)
. ما أسوأ أن يُظلم الإنسان في عقيدته ويُساء إلى ربه ..الهنا الذي كان أحب إلينا من أنفسنا واولادنا بل والوجود .بأسره يساء اليه على هذا النحو ... والله ما بالينا أن نقتل في سبيله ..
قال تعالى: (قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ) (التوبة : 24 )
كما قال الامام علي..نعم الميتة القتل في سبيل الله ..
. فقد قال المصطفى لا يؤمن أحدكم . ويقول "ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يعود فى الكفر كما يكره أن يقذف فى النار"
قال تعالى
(وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً لِّلّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ) (البقرة : 165 )
وايم الله لن نقايض على حب الله بأي قضايا .. في الوجود بأسره .. مهما كبرت ومهما صغرت .. هو الله (فحسب) غايتنا من هذا الوجود .
* * * * * * * * * * * * * * * * * * * ** * *
عيب كبير .. على مصر . أن يحدث هذا بها هذا النوع من السفالة و الإسفاف . .. ونتساءل أين الأزهر . ورجال الفكر والعلماء الربانيين . أين رجال العقيدة .. من هذا السقوط .. المدوي فكريا . لينالوا من المقام الإلهي العظيم .
{يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ }التوبة32
وهذا الإباء الرباني .. لا طاقة للكفر به.. لكل الأساليب الملتوية والساقطة بإطفاء نور الله ..
نعلم أن أمريكا . شنت وتشن حاليات ما يعرف بحرب الأفكار ..war of ideas وقال المحللين الغربيين ان هذه الحرب ستغير وجه الإسلام .. ونعلم أن هناك مرتزقة .. وخونة .. ولكننا والله .. ما كنا نتصور أن يكون ثمة عهر فكري على هذا النحو .. وضد من ؟ ضد المقام الإلهي العظيم ..
نعلم أيضا .. أن في الآليات الفكرية .. والنخبة . أن هناك . كما قال كارل ماركس .. أن الأفكار السائدة في كل عصر هي دوما ما تكون أفكر الطبقة الحاكمة
The ruling ideas of each age have ever been the ideas of its ruling class. "--Karl Marx
.. وإذا حللنا نظرية ماركس .. سنضع العديد من القائمين على الدولة في دائرة الاتهام ولن نستثني منهم أحدا..ابتداء من حسني مبارك ووزير ثقافته ..انتهاء الى نخبة المتعهرين فكريا ممن يدّعون الفكر والثقافة .. من مهرجي النظام .
وإذا وضعنا قول ماركس جانبا ترى ما هي ..تلك التصورات .. التي .. وصل بهذه الذهنية .. إلى هذا الوضع المزري ..
نعلم أن الساحة قد تتحول إلى مستنقع في أزمنة الانكسار ..
وان كل صاحب مذهب .. هدام يلقي بدلوه .. وليس هناك .. من إقامة حدود .. على تلك الإساءات ..
ففرج فودة بالأمس . وصف كلب . له .. أنه كان أقرب إليه من حبل الوريد .. وسحب صفة من صفات المتعالي الجبار ..
تقدس أسمة وسما مقامة . على كلبه الخاص .. كان الأزهر .. يغط في نوم عميق أو تناوم ..
حاولت أن أجد تحليلا .. لفكر . صاحب القصيدة . التي وصف .. فيها الله تعالى بأنه عبد مأمور ..
أو عسكري مرور .. أو فلاح يزغط البط .
عجبا فالليالي مثقلات يلدن كل عجيبة .
ما هذه المنهجية .. methodology.. التي أرتكز عليها . ولا حظنا انه في عقيدة الشنتو .. وهي التي يعتنقها أهل اليابان .. أن الشعب هناك يعبد .. الآباء من البشر ..خاصة من ماتوا.. وليس عجبا في تلك الديار ومن ثم .. أن تجد شنتويا .. وهو يضع صورة لأبيه أو أمه وهو يزغط بطاً وعليه الذباب .. راكعا أمام صورته .. كما أراد صاحبنا .. يصدر إلينا تصوره العقدي . المريض .. .. بل هو أبيك .. وأمك .. يا هذا إذا صح التعبير . نعم إلا إلهنا .. يا أيها الأقزام ..
(وَيْلَكُمْ لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِباً فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى) (طه : 61 )
نعم.... انهم يفترون على الله الكذب . وقد خاب من أفترى.. ناهيك عن العذاب..
ليس إلهنا العظيم ومن خضعت له رقابنا ..كهذا أيها السادة . معاذ الله .. كبرت كلمة .. تخرج من أفواههم .. إن يقولون إلا كذبا .
الهنا ليس كمثله شيء..وتعالى علوا كبيرا ..
تعالى ربنا علوا كبيرا .. ليس كمثله شيءوهو السميع البصير(فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجاً يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ) (الشورى : 11 )
يا للرجالأما لله منتصفمن الطغاة ؟أماللدين منتقم؟
ماذا أبقيتم لنا .. حتى إلهنا ..تسيئون إليه . ما هذا العهر الذي لم يسبق له مثيل..؟ لقد سبق حسن حنفي وقال عن إلهنا ديكتاتور..فكان موقف الأزهر .. لين العريكة .. وساقط الهمة .. وسبق فرج فودة .. وهاهي مجلة اداع .. المصرية ..
من وزراة ثقافتكم .. ألا بعدا لعاد كما بعدت ثمود ..
التقيت يوما بشاب هندوسي ذو ثقافة .. كانت ثمة حوار ..بيني وبينه حول عقيدته .. وكيف .. انه لهزاوية في بيته كمعبد به صنم صغير ..
وكيف يشعل قطعة قطن بالزيت تقديسا للصنم .. ويحرق بخورا طيب الرائحة . كطقوس قبل ان يدخل في سياق صلاته .. كنت مندهشا .. فأبيه عالم معروف في علم البكتريولجي ..والمطهرات التي تقضي عليها . disinfectants..اسمه( بانديا ). ذو شهرة عالمية يعمل ابيه لصالح شركة عالمية .. في سويسرا . كان الشاب يعبد صنما أنثى اسمها Amba ..
فسألته هل يشبه صنمه فينوس Venus او افروديت .. Aphrodite.. آلهة الحب عند الإغريق والرومان . ومن ثم الطرح .. بدأ يأخذ مني تسفيه صنمه .. كمدخل للحديث الى الإسلام .فقلت له .. هل صنمك يعاني من آلام الحيض الدورة الشهرية..كأنثى..؟ menses painوهنا كان التحول انتفض الشاب ثائرا غاضبا .. انتفخت أوداجه واحمرت عيناه .. وانتقل الى السب والشتم .. وارتفاع الصوت.. وثورة هائجة من الغضب . كان سيدخل في سياق الضرب والركل واللكم ..هكذا أيها السادة كانت غضبة من يعبد الصنم .!!. يثور ويغضب من أجل حجر منحوت .. فيغضب ويتحول الى أسد هائج . من اجل صنم . والله لم يرضاها الهندوسي على صنمه ..فهلا غضبت تلك الامة .. لله رب العالين . وهو اله الحق .. أن أمتنا فقدت مروءتها و تحولت إلى سياقات الديوثية . والتنبلة . ولم يعد لله فيهم حاجة .. ولله فيهم نقمة لم تبلغ مداها بعد..فأبسط الأمور الأخلاقية قبل الإيمانية أيها السادة . أن يغضب الإنسان لدينة وربه . فإن لم يغضب الإنسان لربه . فلأي شيء يغضب . !!وإن لم يثور من أجل ربه فلأي شيء يثور . هكذا واقعنا اليوم .. أن يثور القوم . من أجل البطن وارتفاع سعر رغيف الخبز .. ولا يثور من أجل إلهه ومولاه ..انه لواقع مؤلم ..عندما ُيفتقد الإحساس .. وهذا مجمل ما يريده الطغاة .. * * * * * * * * * * * ** * *الفكر الحر . دوما تبتني عليه الأمم .. وفي التصور الإسلامي . لابد أن يكون مبنياً على التقوى .. ما الذي يجعل ..الواحدي . وهو يشرح ديوان المتنبي ومن ثم يتعرض لقصيدة .( ما أنصف القوم ضبة . ) وهي قصيدة بلغ فيها المتنبي القاع من الهجاء . فيقول الواحدي . أعوذ بالله من خط لا يزلف إليه . أي لا يقربه من الله .. يستعيذ بالله أن يكتب كلاما لا يقربه من الله .. أو ابن سينا .. وهو يكتب أروع مؤلفاته .. في الطب .. والذي ظل يدرس في أوربا لقرون . تقول كتب التراث .. أنه أي ابن سينا حينما كان يصادف مشكلة . كان يقيم الليل عبادة . حتى يفتح الله عليه . تلك حضارتنا .. تقوم على مرضاة الله . يقول .. الشاعر البريطاني بليك .. إن الإنسان الذي لا يسافر به عقله وأفكاره إلى السماء .. ليس فنانا..“The man who never in his mind and thoughts travel'd to heaven is no artist.” William Blake (English visionary Mystic, Poet, Painter and Engraver. 1757-1827)ووليم بليك ..له العديد من الاراء .التي تفيد انه كان لديه حس ايماني ..وتنتكس الأمم .. بالفكر المريض .. على نحو . قصيدة مجلة إبداع .. لهذا قالوا . السلحفاة بأفكارها تظل سلحفاة . ومن جهة أخرى . قالوا أن عظمة الإنسان تكمن في قوة فكره ..لينتهوا أخيرا لهذا الوضع المتردي .. أن قال (ما ثيو أرنولد) . ان ملوك الفكر الحديث يعانون من داء البكم . The kings of modern thought are dumb. Author: Matthew Arnoldإلا انهم اليوم وعلى هذا النحو ليس وحده الصمم . فهم يعانون . الصمم والبكم . والعمى . (وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ) (الأعراف : 179 )(وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لاَ يَسْمَعُ إِلاَّ دُعَاء وَنِدَاء صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ) (البقرة : 171 )(وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ مَن يَشَإِ اللّهُ يُضْلِلْهُ وَمَن يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ) (الأنعام : 39 )وان قالوا ان الأفكار هي جذور الإبداع .. ،حاولنا . أن نستوعب ماهية هذا النوع من الإسفاف . الذي قال عنه دكتور حلمي القاعود ..
ان الواقع الفكري المعاصر (كيان هلامى يتكون من أشتات فكرية وأخلاط ثقافية ، تشيع فى حياتنا الراهنة ، وتملؤها زيفاً وتدليساً وتضليلاً ، وتصنع مفارقات غريبة ، تصبّ فى حالة الفساد التى تضرب بجذورها فى أعماق المجتمع المقهور البائس ، الذى تكالبت عليه الأكلة ، بعد أن تحول إلى قصعة مستباحة ، يردها كل وارد وشارد !
هزيمة الوطن الداخلية في شتى المجالات بدءاً من السياسة حتى كرة القدم ، مروراً بقضايا التعليم والتصنيع والزراعة والإدارة وغيرها ، أتاحت الفرصة للطابور الخامس ، كى يلعب أدواره غير المقدسة فى استباحة الأمة وثقافتها وفكرها وعقيدتها ، فى سياق ملفوف بالتدليس والتضليل والصلافة وانتفاخ الذات ، وتمثيل دور الشهداء والأبطال !انتهى
وعليه قالوا إن الأفكار الحمقاء المزينة بحسن الصياغة كمثل الحمقى الذين يحسنون لبس الثياب . ولذلك قالوا فقط إن الحكماء ممن يمتلكون الأفكار .. يكون العالم مرهونا بهم .
Only the wise possess ideas; the greater part of mankind are possessed by them. "
--Samuel Taylor Coleridge لذلك كان تصور لا اله إلا الله .. بمثابة شعارا .. عالميا .. يحمل الثورة والتمرد . على كل آليات الأصنام والطغيان . انه القول . الرائع على مر التاريخ والأزمان . (اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى) (طه : 24 )فترتفع البشرية .. من انتكاستها وترتقي قمم المجد .. انه الارتقاء بالذهن البشري . من العكوف على صنم أو عبادة حجر أو بشر كما كان بالأمس .. ولن يجرؤ .. كائنا من كان . أن يقول .. كلمة فرعون . التي قيلت بالأمس . (مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي) (القصص : 38 ) طالما هناك .. مبدأ لا إله إلا الله .. انه شعار لا اله إلا الله .. الذي يسحب البساط من تحت أقدام فرعون .. ويكسر الحصار عن الذهن البشري .. فيحطم الأصنام . حتى تلك التي قال عنها الغرب .., IDOLS OF THINKING..اصنام الفكر..أنه مبدأ بشعل الجذوة المدفونة تحت الرماد .. ضد كل أنواع الطغيان .. ويجتث كل أنواع الأصنام من قواعدها..لذلك كانت .. لا اله الا الله .. محاربة من قبل الطغيان وأعداء الله والحرية .
قالوا ان الفكرة التي ليست خطرة . غير جديرة بأن يطلق عليها فكرة .
An idea that is not dangerous is unworthy of being called an idea. "--Don Marquis فما بالنا بهذا المبدأ الإلهي العظيم .. الذي كان شعار النبوات .
(وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ) (الأنبياء : 25 )
انها البشرية التي ما زالت ترواح مكانها . أمام فرعون والمؤتفكات ..والخاطئة(وجاء فرعون ومن قبله) أتباعه وفي قراءة بفتح القاف وسكون الباء أي من تقدمه من الأمم الكافرة (والمؤتفكات) أهلها وهي قرى قوم لوط (بالخاطئة) بالفعلات ذات الخط(فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رَّابِيَةً{10}الحاقة فعصت كل أمة منهم رسول ربهم الذي أرسله إليهم, فأخذهم الله أخذة بالغة في الشدة..وفي السياق المعاصر . وما نشرته الجزيرة في برنامج وراء الشمس . وكيف .. يغتصب الرجال ..كانت روعة المجد الإلهي الذي جمع السياق . بين فرعون ..ومن قبله .. والمؤتفكات .. في أفعالهم الشائنة .. هذا الربط الدقيق بين القضايا . وحصرية السياق .. لا يسعنا إلا السجود .. (فَمَا لَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ) (الانشقاق : 20 ) (وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لَا يَسْجُدُونَ) (الانشقاق : 21 ) أجل إلهنا بك آمنا ،ولك سجدنا . انها البشرية . التي ما زالت . في صراع .. الحق والباطل .فكانت معالجة إبراهيم أبي الأنبياء والثوار . سواء بسواء .. (إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَاذَا تَعْبُدُونَ{85} أَئِفْكاً آلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ{86} فَمَا ظَنُّكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ{87} فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ{88} فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ{89} فَتَوَلَّوْا عَنْهُ مُدْبِرِينَ{90} فَرَاغَ إِلَى آلِهَتِهِمْ فَقَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ{91} مَا لَكُمْ لَا تَنطِقُونَ{92} فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْباً بِالْيَمِينِ{93} فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَزِفُّونَ{94} قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ{95} وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ{96} قَالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْيَاناً فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ{97} فَأَرَادُوا بِهِ كَيْداً فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَسْفَلِينَ{98} الصافاتلتدرك .. أن الغلبة دوما لجند الله .. وأن النصرة قد سبقت لعباد الله المرسلين .. وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ{171} إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ{172} وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ{173}انه الحق ..ولا شيء غير الحق (قُلْ جَاء الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ) (سبأ : 49 ) * * * * * * * * * *مما لاشك فيه إن الدين الإسلامي .. كان مصدرا هاما للارتقاء بالذهن البشري . كانت لا اله إلا الله .. تلك .. الالية الكبرى . في صناعة امة الإسلام . حينما حققت أبعاد العبودية الحقة لله .. فارتقت سلم المجد .. وسادت على الأمم قاطبة . بل وتظل لا اله الا الله .. بمثابة اللغز الأساسي في التمكين.. ومتى حققوا يعبدونني لا يشركون بي شيئا .. انتهت معضلتهم (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) (النور : 55 )قال( جون فنسنت )كلاما رائعا في هذا السياق .. إن الأفكار تعد عناصرًا ترتفع بالحضارة .. إنها تخلق الثورات .. هناك ديناميتا ..في فكرة واحدة أكثر من العديد من القنابل ..
"Ideas are the factors that lift civilization. They create revolutions. There is more dynamite in an idea than in many bombs. "--John H. Vincent
إلى أبعاد .. من الفكر والإبداع الراقي في بناء الكيانات الحضارية ... على المستوى العالمي .. على أسس من الحق واليقين ..من أبعاد الحق المحض ..فكان هناك المعمار الإسلامي . وكان هناك الثراء الادبي والفكري ..الذي كانت ثلثي مخطوطات العالم الاسلامي . مسروقة في مخازن ومتحف اوربا . جراء عمليات السطو المسلح والاستعمار الذي تم بالأمس على يابسة المجد الإسلامي.. فإذا كانت أسس الفكر الغربي.. بنيت على الشك ..كما قال( رينية ديكارت) .. أنا أشك، أذن أنا أفكر.. وأنا أفكر اذن أنا موجود .. (I doubt, therefore I think; I think therefore I am)” Rene Descartes (French Mathematician, Philosopher and Scientist, 1596-1650)إلا ان الفكر الإسلامي .. يبتدئ على اليقين . وكانت قضية إبراهيم عليه السلام .. في الوصول على أسس من المنطق .. وتفعيل الذهن ..والفكر الرصين . وليست إرهاصات فلاسفة . قابلة . للصح والخطأ .. أو رؤية ضبابية التصور .. فالله تعالى نور وليس ضباب . تعالى الله علوا كبيرا. من هنا . كان التصور الحضاري للإسلام يحمل بصمة النور . فالله تعالى نور السماوات والأرض . (اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (النور : 35 )وكل ما نزل من عند الله فهو نور . فالقرآن نور:(يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُوراً مُّبِيناً) (النساء : 174 )(يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ) (المائدة : 15 )(فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (الأعراف : 157 )التوراة فيها هدى و نور(إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ) (المائدة : 44 )والانجيل كان هدى ونور(وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِعَيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ) (المائدة : 46 )ولما كان الانسان على مفترق بين الحق والباطل . والظلمات والنور .. كان الله ولي الذين أمنوا يخرجهم من الظلمات الى النور . وكان الذين كفروا .. على الجهة الاخرى . أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور الى الظلمات . (اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) (البقرة : 257 )وكان مما علمنا المصطفى من الدعاء . اللهم اجعل في قلبي نورا وفي لساني نورا ، وفي سمعي نورا ،وفي بصري نورا ،ومن فوقي نورا ،ومن تحتي نورا ،وعن يميني نورا وعن شمالي نورا ومن أمامي نورا ومن خلفي نورا واجعل في نفسي نورا وأعظم لي نورا وعظم لي نورا واجعل لي نورا اللهم أعطني نورا واجعل في عصبي نورا وفي لحمي نورا وفي دمي نورا وفي شعري نورا وفي بشري نورا ) انظر جميع هذه الألفاظ في البخاري 11/116 برقم 6316 ومسلم 1/526،529،530برقم 763وجاء أيضا (اللهم اجعل لي نورا في قبري.. ونورا في عظامي ) (وزدني نورا وزدني نورا وزدني نورا ) وهب لي نورا على نور)ذكره ابن حجر في فتح الباري وعزاه إلى ابن أبي عاصم قي كتاب الدعاء، انظر الفتح 11/118ولهذا كانت مسيرة المفكر الإسلامي .. رسالة النور على بسيطة الكون . وليس ما يزعم أعداء الإسلام . أننا ظلاميون . بل العكس هو الصحيح . الفكر الإسلامي ..يبدأ على أسس ومنطلقات.كبرى..ينتمي الى فضاءات أرحب .. وأعمق واشمل ..انه يحمل بصمته النورانية . في مواجهة الظلام . وكان أخشى ما يخشاه أبناء الظلام أن توقد شمعه .. انه الإعجاز المتكرر.. انه الإيمان (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) (فصلت : 53 )والآية واضحة .. حتى يتبين لهم أنه الحق . وحينما تناول القرآن الكريم قضية الفكر ... تناولها من أبعاد الارتقاء.. بالعقل البشري .. إن القضية .. ضخمة .. وليست باطلا..معاذ الله .. في مضمار الفكر إسلاميا . لقد كانت الآيات باهرة{الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ }آل عمران191يقول التفسير. (ويتفكرون في خلق السماوات والأرض) ليستدلوا به على قدرة صانعهما يقولون (ربنا ما خلقت هذا) الخلق الذي نراه (باطلاً) حال ، عبثاً بل دليلاً على كمال قدرتك (سبحانك) تنزيها لك عن العبث (فقنا عذاب النار)ففي الآية أعلاه .. نلاحظ . ويتفكرون في خلق السماوات والأرض .. ويرتبط في السياق تسبيحا وتمجيدا وتعظيما ..بالكلمة (سبحانك) هذا هو الفكر المبني على أسس من اليقين ووضوح الرؤية .. لذلك قال تعالى: { إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ }فاطر28جاء في تفسيرها :.[ إنما يخشى اللهَ ويتقي عقابه بطاعته واجتناب معصيته العلماءُ به سبحانه, وبصفاته, وبشرعه, وقدرته على كل شيء, ويتدبرون ما فيها من عظات وعبر. إن الله عزيز قويٌّ لا يغالَب, غفور يثيب أهل الطاعة, ويعفو عنهم.]الفكر . في العادة .. مرتبط .. بكيانات الأمم فلقد قالوا إن الإنسان .. في وضعه الحياتي .. ناتج عن تصوراته وكيانه الفكري .. وان كنت. أنا اعتبره .. كيانه العقدي ..في مجال الفكر الإسلامي لقد أقسم الله تعالى بالقلم . (ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ) (القلم : 1 )قال محمود الزبيري سجل مكانك يا قلم من ها هنا تبعث الامم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( أول ما خلق الله القلم ثم خلق النون و هي الدواة و ذلك قوله تعالى : ( ن و القلم ) ثم قال له : اكتب ، قال : و ما أكتب ؟ قال : ما كان و ما هو كائن إلى يوم القيامة من عمل أو أجر أو رزق أو أثر ، فجرى القلم بما هو كائن إلى يوم القيامة _ قال _ ثم خُتم على فَمُ القلم فلم ينطق و لا ينطق إلى يوم القيامة ، ثم خلق العقل فقال الجبار : ما خلقت خلقا أعجب منك و عزتي و جلالي لأكملّنك فيمن أحببت و لأنقصنك فيمن أبغضت )) قال : ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( أكملُ الناس عقلا أطوعهم لله و أعملهم بطاعته (( .ويتضح من الحديث الشريف أعلاه . ان القلم ,هو ترجمان العقل . وبه تنهض الأمم .. وبه تنتكس الى مهاوي الهلكة والضياع .من جهة أخري إذا أسيء استعماله .. يرتبط في السياق العقل .فالقلم ترجمان العقل .. ,وان أكمل الناس ,, عقلا . ليسو أولئك . من أعلنوا الحرب على الله .. بل كما قال المصطفى . أطوعهم لله وأعملهم بطاعته . بالأمس قال جبران خليل جبران القلم صولجان ولكن ما أقل الملوك بين الكتاب . قالوا عن الأقلام انها أعظم شأنا من السيوف ..
The pen is mightier than the sword.: Benjamin Franklin
وكانت الأقلام .. تودي بأصحابها إلى المهالك إذ أنها .. نظرا لما تحمله من شرف وأمانة الكلمة وعنف الثوار من الكتاب.وما تحمله من قضايا .. يتعرض نتاجها من اسطر وكلمات.. للتشريح والتحليل والاستنتاجات من قبل الطغيان .. والتيتكون نهايات أصحابها .. جد مؤلمة ليس هذا في بلدان المشرق كما حدث لسيد قطب أو ممدوح إسماعيل المسجون حالياً . أو غيرهم . فشهداء القلم كثر ومن هنا تكتسب أقلامهم سمة المجد والخلود . بل في بلاد الغرب . يوما ما .. كان نتاج الأقلام . فخا . لاصطياد الكتاب . وشنقهم . يقول ماركوس فابيوس : إذا أعطيتني ستة أسطر كتبت من أكثر الناس شرفاً لوجدت فيها مايؤدي به إلى حبل المشنقة .
If you give me six lines written by the hand of the most honest of men, I will find something in them which will hang him.
Author: (Marcus Fabius Quintilian)Source: De Institutione Oratoria (I, 5)
وقالوا أيضا . تحت الملوك تظل للأقلام المزية عن السيوف ..
So far had the pen, under the king, the superiority over the sword
Author: Louis de Rouvroy duc de St. Simon
ولا نستثني أن القلم قد استخدم لآليات أخرى ونأى عن قضيته الكبرى . في ظل ظروف الطغيان والاستبداد .. لهذا قال وردزورث . لقد أصبح القلم بوقا للنظام . إلا ان القلم كان له مقاماً عظيماً في سياق الدعوة إلى الله .. والثورات على الظلم والطغيان وتحريك العالم من على الورق.. فكان أيضا مرتبطا بأحس القول .. (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) (فصلت : 33 ) وعليه فلقد كانت الدعوة إلى الله . هي بمثابة المطلق في حسن القول الذي يستوي فيه مداد العلماء بدم الشهداء..
فلقد قالو أن عظمة الإنسان في قدرته على الفكر . وقالوا بدون قوة الكلمات من المستحيل أن تعرف الرجال .
Without knowing the force of words, it is impossible to know men.--Confucius
وعليه ان وضع الأمة الإسلامية بالأمس . كان ناتج عن تصورات عقدية وفكرية .. حملتها إلى سيادة الأمم ..والفكر غير ناتج عن تعلم .. واستيعاب للدور الحضاري .. ورسالته الأساسية في الحياة .. التي خلق لها . لذلك قال( كونفوشيوس)..الفكر بدون تعلم أمر من الخطورة بمكان . thought without learning is perilous.” Confucius (China's most famous teacher, philosopher, and political theorist, 551-479وقال ..( آرثر كوستلر) إن الإبداع ناجم عن عملية من التعلم .
Creativity is a type of learning process... Arthur Koestler:
ولذلك كان التصور في المضمار الإسلامي .. ان الأمر كما قال الرسول .. خيركم من تعلم القرآن وعلمه ..
ذلك لأن القرآن ..آلية التميز والمجد والثورة .
إن الإبداع في التصور الإسلامي لا يتم على أسس من الخواء الفكري .. بل على ارض ثابتة من العقيدة والإيمان .. ذلك أن تغيير العالم . يتم بداية بناء على الفكر ..كما قال( نورمان فنسنت) .." غير أفكارك .. وبالتالي ستغير العالم ..
Change your thoughts, and you will change the world” Norman Vincent Peale بالتالي .. تحول العالم بالأمس .. على أسس من القرآن ...فكان مصدر أساسيا لفكر الصحابة الكرام . لابد أن يكون الإيمان مبنيا على أسس من العقيدة السليمة .. التي لا تتزعزع. أمام العواصف والأعاصير .. أما ففي مضمار الإبداع والشعر العربي . دخل . والد الفرزدق مع ابنه على الإمام علي كرم الله وجهه فقال للإمام :هذا ابني رويته الشعر وكلام العرب .. فال الإمام . لو رويته القرآن لكان خيرا له .. فقال الفرزدق .. ما زالت كلمة الإمام قيدا في رجلي ما فككته حتى حفظت القرآن .. سأل معاوية صحار العبدي ..ما البلاغة عندكم .. قال الإيجاز . فسأله معاوية .. قال أن تجيب فلا تبطيء وأن تقول فلا تخطيء . قال عمران ابن حطان . أن أول خطبة خطبتها . عند زياد .وأعجب بها الناس، فشهدها عمي .. فسمعت رجلا يقول لآخر عني : هذا الرجل أخطب العرب لو كان في خطبته شيئا من القرآن .. القرآن .. كتاب المجد .. استبعدوه من على الساحة إرضاء لجورج بوش .. وصارت الإساءة الأدب إلى الله ديدن الأقزام ودين يشب عليه الصغير ويهرم عليه الكبير في الوسط الفكري في زمننا الراهن..هكذا الساحة .. أصبحت عامرة بمن لا خلاق لهم . أجل فبطن الأرض خير من ظهرها .. أن انتهى بنا الأمر إلى هذا الحال . أيها السادة. إن الإبداع . في التصور الإسلامي . يرتكز على تصورات .. معرفة العبد . ربه .. وتمجيد الله تعالى . إلا ان الأمر انتهى .. بالوضع الثقافي .. على الساحة . إلى هذا النوع من الإسفاف .. وقلة الحياء ..
وأن الذين يحادون الله ورسوله . كانوا في الأذلين . {إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ فِي الأَذَلِّينَ }المجادلة20
جاء في تفسيرها . إن الذين يخالفون أمر الله ورسوله، أولئك من جملة الأذلاء المغلوبين المهانين في الدنيا والآخرة.فما بالنا بمن أعلنوها حرباً على الله ..لذا كان الأمر .. من الأبعاد الشرعية .يتطلب إقامة الحد عليهم ..ذلك الحد الذي عطل .. وهو حد الله سائل شيوخ الأزهر عنه يوم لا ينفع مال ولا بنون ..
جاء في التفسير الميسر: إنما جزاء الذين يحاربون الله, ويبارزونه بالعداوة, ويعتدون على أحكامه, وعلى أحكام رسوله, ويفسدون في الأرض بقتل الأنفس, وسلب الأموال, أن يُقَتَّلوا, أو يُصَلَّبوا مع القتل (والصلب: أن يُشَدَّ الجاني على خشبة) أو تُقْطَع يدُ المحارب اليمنى ورجله اليسرى, فإن لم يَتُبْ تُقطعْ يدُه اليسرى ورجلُه اليمنى, أو يُنفَوا إلى بلد غير بلدهم, ويُحبسوا في سجن ذلك البلد حتى تَظهر توبتُهم. وهذا الجزاء الذي أعدَّه الله للمحاربين هو ذلّ في الدنيا, ولهم في الآخرة عذاب شديد إن لم يتوبوا.
(إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ) (المائدة : 33 )
لا أن تكون الساحة .. موئلا للئام .. وساحة للزندقة والنفاق .. أما للأزهر وورثة الانبياء.. إن كان هناك ،، أن يقولوا كلمتهم إنصافا لمقام الله العظيم .. وإعلاءً لكلمة الله في الأرض..وتعظيما لشأنه .. فيما يجري على الساحة الآن في هذا السقوط الفكري الذي لم يأت به متزندقة الأولين والآخرين ..أجل .. أن الجريمة . ليست عابرة على الساحة الفكرية ..بل هي المهزلة الكبرى والجريمة العظمى . على الساحة الفكرية . بالفعل لقد نسوا إننا على استعداد للموت في سبيل ( الله )..أجل فليستوعبوها جيدا . وليضعوها ما بين الام الجافية والام الحنون في مخهم .. وليعيدوا دراستها مراراً وتكرارً.. اننا لن نقبل .. ما حيينا إهانة.. ليس بقصيدة . بل .. ولا مجرد كلمة ولا مجرد.حرف واحد يساء به على من أرتفع مقامه وعز شأنه ..( الله عز وجل) . هذا أمر وطننا أنفسنا عليه وانتهينا منه ، من زمن بعيد جدا.. من زمن مصعب ابن عمير وحمزة ابن عبد المطلب ..وخباب بن الأرت وكل قوافل الشهداء والعظماء في الإسلام .. أجل ويمثل الموت في سبيل الله لنا غاية الشرف وأحلى الأمنيات ان ننضم يوما إلى هذه القافلة . أجل بالفعل ربما فات على القوم هذا الأمر..إذن فليعيدوا ترتيب أوراقهم . ان الامر يتوجب أن تقام فيه حدود الله .. على من حاربوا الله ...على هذا النحو .. .ولهذا نطالب الازهر . أن يقول كلمته ..فإن لم يقولوها .. لا أنطقهم الله . !!أجل : نساجلها العداوة ما بقينا ****وإن متنا نورثها البنينفي نهاية المطاف .. ماذا عساي , أن أقول . لاشيء.. اللهم إلا تباً لأزمنة وأنظمة يحيض فيها الرجال ..وانتقل الحيض الى علماء السوء.. ومازالت الشعوب تراجع نفسها ...وتتردد وتراجع نفسها ألف مرة .. أن تغضب يوماً لله .. او أن تلقى بحذائها في وجه كاتب القصيدة ورئيس تحرير المجلة..علام تخافون .. وماذا قد أبقوا لكم ..؟! خشية ماذا ؟..انه خشية شيء بسيط ولكنه فائق الروعة اسمه الموت في سبيل الله . !!
فلا نامت أعين الجبناء..؟!!
(رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً لِّلْمُجْرِمِينَ) (القصص : 17 )

وهل تنجب.؟. فوجدت الشاب بعد ان كان ذاك الشاب حملاً وديعا .. هادئا .. فالحوار كان يأخذ مجراه الطبيعي العقلي والمنطقي .. إلا انه استشعر . إنني استخف بصنمه .من كلمتى آلام الحيض


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.