أكدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أنها تنظر بخطورة بالغة واستهجان شديد للحملة التي تشنها الأجهزة الأمنية التي تخضع لإمرة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، ضد عائلات قادة "حماس" الشهداء والأسرى والمطاردين. وقالت حركة المقاومة الإسلامية في بيان صادر عنها بهذا الشأن "ها هي الإقطاعيات الأمنية التي يديرها محمود عباس من خلال أدوات قمعه المتمثلة بالأجهزة الأمنية المشهود لها بالتنكيل والإرهاب؛ تواصل حملاتها الاستئصالية ضد حركة المقاومة الإسلامية حماس في الضفة الغربيةالمحتلة، منتقلة من مرحلة لأخرى، ومحطمة في سبيل حربها على الحركة؛ كافة الأعراف والقواعد النضالية والوطنية التي اصطلح شعبنا عليها في نسيجه الثوري الذي بناه عبر عقود من النضال والتضحيات والمقاومة". وتابع البيان "فبعد استهداف عناصر حماس بالرصاص وقتل عدد منهم كالسلعوس ورداد وجرح آخرين، وبعد عمليات الاختطاف التي ما زالت أجهزة عباس تمارسها على قدم وساق بما يتخلل ذلك من إجراءات ترويع وتنكيل وتعذيب وإذلال، وبعد إغلاق المؤسسات الوطنية وإحراقها وتدميرها، ومحاربة الناس بلقمة عيشهم بذريعة الانتماء لحماس، وبعد ممارسة سياسة الإقصاء الوظيفي في الوزارات المختلفة؛ لجأت الأجهزة الأمنية الفلسطينية إلى سياسة استهداف عائلات وبيوت قادة حماس الشهداء والأسرى والمطاردين". وأشارت "حماس" إلى أنه في مدينة نابلس اقتحمت الأجهزة الأمنية ظهر الجمعة (19/10) "بطريقة همجية قذرة، منزل الشيخ سعيد بلال رحمه الله، أحد أبرز الدعاة والمصلحين وقادة الحركة الإسلامية الراحلين، ومنعت نساء البيت وزوجات الأسرى من التستر ولبس الحجاب، واعتقلت نجليه بكر وعمر وحفيده سعيد، علماً بأنّ بقية أبنائه هم من الأسرى المحكومين بالأحكام العالية والمؤبدات في سجون الاحتلال". وأضاف البيان "كما أقدمت الأجهزة الأمنية الفلسطينية مساء الخميس على اقتحام منزل الشهيد القائد جمال سليم، وعاثت فيه خراباّ وفساداً، وتعاملت بهمجية وقسوة مع أهل البيت، قبل أن تنسحب من المنزل بعد اعتقالها لصهر الشهيد و زوج ابنته الشاب محمد سليم حمدي". ولفتت "حماس" الانتباه إلى أنّ ذلك يأتي استمراراً للحملات السابقة، التي تم فيها حرق منزل رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني الدكتور عزيز دويك، ومداهمة منازل النائب حسن يوسف والشيخ جمال الطويل، والأستاذ عدنان عصفور، والشيخ عبد الله ياسين، واختطاف أنس نجل النائب حسني البوريني، وملاحقة عائلة المطارد عمر أبو جابر في طولكرم. وإزاء ذلك؛ أكدت حركة "حماس" أنّ "التدني الأخلاقي الجديد والمتمثل باقتحام البيوت على زوجات الأسرى والشهداء دون أخذ الإذن ومنعهن من التستر ولبس الحجاب لن نسكت عليه، وسنتعامل مع مقترفيه على أنهم عملاء ولصوص وجنائيين يجب أن ينالوا عقابهم يوماً ما". وحذّر البيان من أنّ "توسيع الحملة العدوانية من قبل الإقطاعيات الأمنية لتشمل بيوت وأسر الشهداء والأسرى والمطاردين؛ هي خطوة جنونية غير محسوبة، وهي تجاوز لكافة الخطوط الحمراء، وتنكّر لكافة الأعراف والمفاهيم النضالية لشعبنا الفلسطيني". ودعت "حماس" كافة أبناء شعبنا الفلسطيني و"مؤسساته القانونية والوطنية وفصائله السياسية، للوقوف إلى جانب عائلات الشهداء والأسرى والمطاردين لكف أذى الأجهزة الأمنية عنهم". ودعت "حماس" أيضاً رئيس السلطة محمود عباس "للجم عناصر الأجهزة الأمنية ووقف جرائمها ضد المواطنين وأسر الشهداء والأسرى والمطاردين في الضفة الغربية"، وقالت "نحمِّله المسؤولية الكاملة عن تبعات تلك الاعتداءات باعتباره المسؤول المباشر عن هذه الأجهزة المنفلتة".