استهجن مشير المصري- المتحدث باسم كتلة حركة حماس في المجلس التشريعي- تصريحات الرئيس الفلسطيني محمود عباس، والتي اتهم فيها حركة حماس بإيواء تنظيم القاعدة والسماح له بالوجود داخل قطاع غزة، نافيًا أي وجودٍ لتنظيم القاعدة داخل القطاع. ووصف المصري هذه التصريحات بالسخيفة واعتبرها استقواءً واضحًا بالقوى الدولية على حماس وهي اصطفاف واضح بجانب العدو الصهيوني وأمريكا لمحاربة إرادة الشعب الفلسطيني، والذي تُعبِّر عنه حركة حماس المنتخبة من قِبل الشعب في انتخاباتٍ حرةٍ ونزيهة. وقال المصري – بحسب موقع إخوان أون لاين -إن عباس قد حرق كل السفن وقطع كل الخيوط بينه وبين شعبه وأصبح يُحرض على سكان غزة بهدف إبادتهم حتى يخلو له الانفراد ببيع ما تبقَّى من القضية الفلسطينية فقد أصبح عباس مهندس مشروع الانبطاح والانهزام. وأكد أنه قد بات واضحًا أن جوهر النزاع والخلاف الآن هو بين فريقٍ وطني يتبنَّى مشروع البناء والمقاومة وبين فريقٍ صهيوني أمريكي يُطبِّق الأجندة الخارجية. الاحتلال الصهيوني يفشل في كسر الصمود الفلسطيني ويسمح بدخول الخضار إلى غزة ودعا المصري عباس للعودة إلى حضن شعبه والعودة إلى رُشده بدلاً من الانزلاقِ إلى هذا المستنقع الرذيل والارتماء في أحضان الصهاينة والأمريكان. وأضاف أنَّ كلَّ هذه المواقف الغريبة التي يُروِّج لها عباس وزمرته هي محاولة لتشويه صورة حركة حماس ولكننا نؤكد أن هذه المحاولة لن تصل لأهدافها، وأن المستقبل سيكون شاهدًا على ذلك بإذن الله تعالى؛ لأن مَن يستمد شرعيته من شعبه ليس كمَن يستمد شرعيته من أعداء شعبه. من ناحية أخرى علق المجلس التشريعي الفلسطيني جلسة كانت مقررة اليوم الأربعاء بعد أن قاطعها نواب حركة حماس. وكانت الحركة قد أعلنت أنها سوف تقاطع جلسة المجلس التي دعا عباس لعقدها اليوم في قطاع غزة والضفة الغربية. وقال الدكتور صلاح البردويل- المتحدث باسم كتلة التغيير والإصلاح البرلمانية التابعة لحماس إن الدعوةَ غير قانونية معتبرًا إياها تدخلاً سافرًا في شئون التشريعي مضيفا أن تلك الدعوة تنطوي على خطرٍ كبيرٍ على الشرعية الفلسطينية. وكان عباس قد أصدر مرسومًا رئاسيًّا يدعو فيه المجلس التشريعي إلى عقد جلسةٍ له اليوم لبدء دورةٍ برلمانيةٍ جديدة يجري خلالها انتخابات لهيئة رئاسة المجلس بالاقتراع المباشر في إطار الخطوات الأخيرة التي تتخذها السلطة الفلسطينية مدفوعةً بالتيار الانقلابي داخل فتح. من جانبه انتقد رئيس الحكومة الفلسطينية إسماعيل هنية محاولات عباس ضرب فرص الحوار الداخلي الفلسطيني بإتاحة الفرصة أمام تدخل الخارج في الشأن الفلسطيني. وقال- في لقاءٍ مع عددٍ من أساتذة الجامعات الفلسطينية بغزة أمس-: إن الرهان على الاحتلال والإدارة الأمريكية خاسر ومضيعة للوقت. وأضاف أن حل الأزمة الحالية لا يمكن أن يتم فرضه بأية وسيلة ضغط، مشيرًا إلى ضرورة أن يكون الحوار بدون أي شروطٍ مسبقةٍ، وعليه أن يعالج جوهر الأزمة وأسبابها الحقيقية، وألا يكون مع الشخصيات المتورطة في الفلتان وفي تأزيم الساحة الفلسطينية سواء كانت قواتٍ دولية أو حصارًا أو استخدام العنف والقوة. في هذه الأثناء وأمام صمود الشعب الفلسطيني بقيادة حركة حماس في غزة أعلن المتحدث باسم مكتب تنسيق الأنشطة الصهيونية في الأراضي الفلسطينية شادي ياسين عن سماح الاحتلال الصهيوني اليوم بتزويد القطاع المحاصر بالمنتجات الغذائية الطازجة للمرة الأولى منذ سيطرة حماس على القطاع في منتصف يونيو الماضي . ومن المفترض أن تنقل هذه المنتجات بشاحنات محملة ب300 طن من الفاكهة والخضار خلال النهار عبر معبر صوفا. وأكد ياسين أن الوضع الإنساني في قطاع غزة مستقر مع وجود احتياطي غذائي يكفي لمدة شهر. وأشار إلى أن التزويد بالأدوية والمنتجات الضرورية الأولية مثل الأرز والسكر والزيت والحليب التي تسلمها المنظمات الإسلامية الدولية لم يتوقف منذ شهر. في المقابل جمدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) مشاريعها للبناء في القطاع، بسبب نقص المواد الأساسية. يذكر أن السلطات الصهيونية تغلق جميع نقاط العبور من وإلى قطاع غزة منذ أن فرضت حماس سيطرتها على القطاع في منتصف الشهر الماضي. وفيما تستعر الأزمات السياسية داخليا، ما زال أكثر من ستة آلاف فلسطيني عالقين على الجانب المصري من معبر رفح منذ أكثر من شهر، بانتظار السماح لهم بدخول القطاع. ولم تشهد أزمة هؤلاء أي انفراج رغم الحديث عن موافقة السلطة الفلسطينية على عرض مصري صهيوني للسماح للعالقين بالدخول إلى القطاع عبر معبر كرم أبو سالم الذي تسيطر عليه دولة الاحتلال بدلا من معبر رفح المسيطر عليه من طرف المصريين والصهاينة.