ارتفاع ضحايا الاقتتال بين فتح وحماس إلى ثمانية وعشرين قتيلا وسبعين جريحا أعلنت سرايا القدس - الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي- صباح اليوم مسئوليتَها عن إطلاق صاروخَين من طراز "قدس" متوسط المدى على مغتصبة سديروت جنوب الكيان ردًّا على الانتهاكات الصهيونية بحق الفلسطينيين. ويأتي القصف بعد يوم واحد من إصابة 3 صهاينة وتدمير مصنع في مغتصبة سديروت بعد سقوط صاروخ أطلقته سرايا القدس على المغتصبة ضمن عمليات القصف المستمرة من جانب المقاومة على المغتصبات والمواقع العسكرية الواقعة جنوب الكيان. وعلى نفس السياق أشارت الأنباء إلى أن انفجارًا وقع في إحدى الحافلات الصهيونية شرق رام الله في الضفة الغربية دون أن تتضح أسباب ذلك. وقال شهود عيان – بحسب الجزيرة - إن الانفجار وقع في حافلة كانت تقلُّ بعض المغتصبين الصهاينة إلى مغتصبة بيرئيل مؤكدين أنه كان هائلاً. يأتي هذا بينما قتل ما يقرب من 28 فلسطينياً فيما أصيب نحو سبعين آخرين في المواجهات التي دارت بين حركتي فتح وحماس في غزة أمس ليتجاوز عدد ضحايا الاقتتال منذ اندلاعه السبت الماضي 40 قتيلا. وأصدر رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية بيانا دعا فيه إلى ضبط النفس واستئناف المفاوضات بين حماس وفتح متهما الأخيرة بأنها لا تؤمن "بالمشاركة السياسية". في المقابل أعلنت حركة فتح في بيان تعليق مشاركتها في حكومة الوحدة الوطنية وسط استمرار الاقتتال الداخلي بين مسلحيها ومسلحي حركة حماس في قطاع غزة. وقال البيان الذي جاء خلال اجتماع طارئ للجنة المركزية لفتح أن اللجنة ستظل في حالة اجتماع دائم لمتابعة "الموقف الخطير" فيما اتهم البيان ما وصفه بالتيار المتطرف داخل حماس والذي يسعى إلى الانقلاب على حكومة الوحدة الوطنية وإلغاء اتفاق مكة . واعتبر رئيس كتلة فتح في المجلس التشريعي عزام الأحمد – بحسب الجزيرة - أن المشروع الوطني مهدد مضيفا أن حركته تريد أن ترى ما إن كانت هناك جدوى للشراكة في الحكومة والتشريعي وأشكال العمل الوطني الأخرى. وقد وصفت حركة حماس قرار اللجنة المركزية لفتح بأنه محاولةٌ للابتزاز وممارسة الضغوط على حماس مشيرةً إلى أن تلك المحاولات مرفوضة ولا قيمة لها. وقال سامي أبو زهري- القيادي بالحركة - إنه إذا كانت حركة فتح معنية بوقف الاشتباكات فالطريق أمامها واضح وهو لجْم التيار الانقلابي العميل والخائن فيها لا سيما أن مَن يرتكب هذه الجرائم في شوارع غزة هم أفرادٌ من الأجهزة الأمنية تتبع رئيس السلطة والقائد العام لحركة فتح محمود عباس. وأضاف أن بإمكان رئيس السلطة أن يتخذ القرارات المناسبة وإلزام التيار الانقلابي بهذا القرار إن كان معنيًّا فعلاً بوقف الاقتتال في غزة مشيرًا إلى أن كل المؤشرات تؤكد أن حركة فتح غير معنية بالتهدئة كما شدَّد على أن الواضح حاليًا هو فقدان حركة فتح قدرتها على السيطرة على التيار الانقلابي. من جهته حذر وزير الإعلام الفلسطيني مصطفى البرغوثي- في تصريحات له من بروكسل - من انهيار حكومة الوحدة الفلسطينية التي وصفها بأنها ملاذ الفلسطينيين الأخير. وقال البرغوثي إن هناك أطراف تريد أن تعبث بالساحة الفلسطينية وتستخدمها في صراعات إقليمية داعيا الفلسطينيين إلى صد هذه المحاولات. ووقعت الاشتباكات بين مسلحي حماس وفتح في بلدة بيت لاهيا شمال القطاع وخان يونس جنوبه إضافة إلى مدينة غزة. وسقط 10 قتلى في بيت لاهيا قرب موقع أمني و11 في أحياء من مدينة غزة وقتيلان من أفراد الأمن في خان يونس ونحو أربعين جريحا بينما قتل اثنان من الأمن الوطني والقوة التنفيذية في اشتباكات وسط القطاع. في هذا السياق اتهم نبيل شعث مستشار الرئيس الفلسطيني محمود عباس عناصر من كتائب القسام باقتحام منزله في بيت لاهيا شمال قطاع غزة ونهبه ومن ثم إحراقه. وفي مؤشر على احتمال نقل المواجهة إلى الضفة الغربية قالت حركة فتح – بحسب وكالة أسوشيتد برس - إن مقاتليها جرحوا أربعة من ناشطي حماس في مدينة نابلس. جاء ذلك بعدما هاجم أفراد من حرس الرئاسة مكاتب محطة تلفزيون تابعة لحماس في رام الله وصادروا معدات واعتقلوا ثلاثة من العاملين فيها. وفي محاولة لاستغلال الأوضاع في الأراضي المحتلة دعا رئيس الوزراء الصهيوني إيهود أولمرت إلى نشر قوات دولية على حدود القطاع لمنع وصول إمدادات لمن أسماهم بالمتطرفين . وقال بيان صادر عن مكتب أولمرت إنه بعد أيام من تجدد الاشتباكات بين فتح وحماس دعا أولمرت إلى نشر قوة دولية على طول ممر "فيلادلفيا" بين قطاع غزة والحدود المصرية لمنع تهريب الأسلحة. واعتبر أولمرت خلال لقاء مع وزير خارجية هولندا ماكسيم فريهانت أن سيطرة حماس على كامل قطاع غزة ستكون لها "تبعات إقليمية" مضيفا أن الكيان الصهيوني لا يريد التدخل في المواجهات بين حماس وفتح. ودعا أيضا إلى تحرك عربي في أسرع وقت ممكن لكي يتغير الوضع في قطاع غزة مشددا على أن سياسة استهداف الناشطين الفلسطينيين ستتواصل. وفي القاهرة دعت مصر إلى وقف الاقتتال الفلسطيني الذي أوقع نحو أربعين قتيلا منذ الخميس الماضي. واتهم وزير الخارجية أحمد أبو الغيط "أيادي خفية" بالوقوف وراءه. وقال أبو الغيط في مؤتمر صحفي مع نظيره الأردني عبد الإله الخطيب أمس الثلاثاء بعد اجتماع الرئيس المصري حسني مبارك مع ملك الأردن عبد الله الثاني بالقاهرة إنه إذا كانت هناك أياد خفية وهو الأمر الذي نعترف به فعلى الفلسطينيين أن ينضجوا وأن يعوا أنهم يضيعون كل ما بذلوه من جهد ونضال على مدى ستين عاما من عمر هذه القضية. وأكد أن هناك جهودا مصرية متصلة لوقف الاقتتال معربا عن أسفه لوجود فلسطينيين كثيرين يفضلون المصالح الضيقة في مواجهة مصالح الأمة. من جانبه دعا الوزير الأردني إلى وقف الاشتباكات وأبدى خلال لقاء لاحق مع المبعوث الأوروبي إلى الشرق الأوسط مارك أوتي قلقه من الاقتتال داعيا إلى عدم تضييع الوقت لإعادة بناء السلام. وفي نيويورك دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى وقف فوري لأعمال العنف وحث على دعم رئيس السلطة محمود عباس في مساعيه لاستعادة الأمن. وقالت ميشال مونتا المتحدثة باسم الأممالمتحدة في بيان إن الأمين العام دعا إلى وقف فوري لأعمال العنف بين الفلسطينيين ومن بينها الهجمات على السلطة الفلسطينية وعلى مؤسساتها ويدعو كل الأطراف إلى تقديم أقصى الدعم لجهود الرئيس الفلسطيني محمود عباس لإقرار الأمن والقانون. وفي بروكسل أبدت مفوضة الاتحاد الأوروبي للعلاقات الخارجية بينيتا فيريرو فالدنر قلقها الشديد من تصاعد الاقتتال الفلسطيني واحتمال تحوله إلى حرب أهلية. وقالت فالدنر إنها ناقشت مع البرغوثي سبل استجابة الاتحاد بشكل أسرع لمتطلبات حكومة الوحدة لكنها قالت إن حظر المساعدة المباشرة للميزانية لا يزال ساريا. ورحب البرغوثي من جانبه بدعم الاتحاد الأوروبي وقال إن ما يحدث اليوم فيما يخص القتال هو انعكاس لحالة اليأس والفقر وفقدان الأمل. وأشار إلى أن هدف الفلسطينيين هو إقناع الاتحاد الأوروبي بوقف الحصار المفروض عليهم والتعامل مباشرة مع السلطة الفلسطينية. وفي سياق تطورات الوضع أمس الثلاثاء فقد أعلنت متحدثة باسم جيش الاحتلال الصهيوني أن ثلاثة صهاينة أصيبوا بجروح صباح اليوم في مغتصبة سديروت جنوبي الكيان الصهيوني إثر انفجار صاروخ أطلق من قبل حركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة والتي أعلنت مسؤوليتها عن الهجوم. وفي المقابل فقد شن الطيران الحربي الصهيوني غارات على قطاع غزة مستهدفا خصوصا مواقع لحركة المقاومة الإسلامية "حماس". وكان مسلحون فلسطينيون قد أطلقوا صباح أمس قذيفة "آر.بي.جي" على منزل رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية حيث تسبب في إحداث أضرار مادية بطابقه العلوي غير أنه لم يوقع إصابات بشرية. واتهم فوزي برهوم المتحدث باسم حماس حركة فتح بإطلاق القذيفة في محاولة لاغتيال هنية وتعهدت حماس بمعاقبة الجناة. وقال برهوم إن مسلحي فتح أطلقوا قذيفة ار.بي.جي على بيت رئيس الوزراء. وقد دخلت القذيفة لبيت وانفجرت في الداخل والحمد الله لا يوجد اصابات مؤكدا أن هنية كان داخل المنزل وقت وقوع الهجوم. وتابع أن هذه محاولة اغتيال لرئيس الوزراء واستهداف واضح لشخصه. وتعد هذه هي المرة الثانية التي يتعرض فيها هنية لهجوم بعد أن أطلقت النيران على مكتبه أمس الاثنين مما أدى إلى توقف اجتماع وزاري ولكن لم يصب أحد. كما قام مسلحون مجهولون أيضا بقصف مكاتب تابعة للرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي يتزعم حركة فتح في الوقت الذي يتصاعد فيه الاقتتال الداخلي الذي أسفر عن سقوط 20 قتيلا على الأقل خلال أربعة أيام من تجدده. وقال ضابط بالحرس الرئاسي إن عدة قذائف مورتر سقطت على مجمع الرئيس في مدينة غزة في وقت مبكر من صباح اليوم ولم يصب أحد. وبحسب "روتيرز" فإن الهجومين لم يسفرا عن أية إصابات في صفوف الفلسطينيين. من جانبه أعلن الجناح العسكري لحركة حماس المنطقة الوسطى في قطاع غزة "منطقة أمنية مغلقة" حيث حذرت كتائب عز الدين القسام مقاتلي فتح في إعلان بمحطة إذاعية قائلة " ابقوا في البيوت وستكونون امنين" في محاولة للحيلولة دون إرسال الفصيل المنافس لتعزيزات إلى أماكن الاشتباكات. وهددت الكتائب باقتحام مقار أمنية تسيطر عليها حركة فتح في مدينة غزة إلا إذا أجلت عنها على الفور. وفي بيان أذاعته محطة إذاعية تابعة لحماس ذكرت الكتائب أن المنشات هي مقار الاستخبارات العسكرية والحرس الرئاسي والأمن الوطني والأمن الوقائي. كما اتهم مساعد هنية خصوم الحركة بمحاولة الإطاحة بحكومة الوحدة الفلسطينية التي شكلها هنية في مارس مع أعضاء من حركة فتح . وأضاف أن أطرافا معينة تتعاون مع أطراف معادية للشعب الفلسطيني تحاول إسقاط حكومة الوحدة بالقوة. يأتي هذا بينما قال متحدث باسم حركة فتح إن فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس ستقرر خلال ساعات ما إذا كان يجب عليها الانسحاب من حكومة الوحدة الفلسطينية التي تشكلت قبل ثلاثة شهور مع حماس. وكان قد قتل 20 فلسطينيا على الأقل منذ اندلاع أحدث جولة من الاقتتال الداخلي يوم السبت الماضي فيما وصل عدد قتلى الاقتتال منذ وصول حركة حماس للحكم منذ ثمانية عشر شهرا إلى 630 فلسطينيا . وفي أعمال عنف أخرى خطف مسلحون عضوا في الجناح العسكري لحماس ثم قتلوه. وقالت كتائب عز الدين القسام إن فتح قتلت الرجل بالرصاص وهو من أقارب عبد العزيز الرنتيسي أحد زعماء حماس الذي اغتيل في غارة جوية صهيونية استهدفت سيارته عام 2004 . واتهمت حماس حركة فتح أيضا بخطف طبيب وهددوا باغتيال زعماء في فتح إذا قتل الطبيب. كما اقتحم حرس الرئاسة الفلسطيني مكاتب محطة تلفزيوني "الأقصى" التابعة لحركة حماس في مدينة رام الله بالضفة الغربية وصادروا معدات. وفي رد فعل على ذلك اتهمت حماس ما اسمته بالتيار "المتصهين" في حركة فتح بالوقوف وراء تلك الاشتباكات. وقال عبد اللطيف القانوع- المتحدث باسم حماس شمالي غزة - إن لهذه الفئة التي تعمل على تنفيذ الأجندة الصهيونية برنامجًا مشبوهًا ومنظمًا، يستهدف المساجد والأئمة والعلماء والوعاظ وعناصر المقاومة ورموز الشرعية الفلسطينية والقوة التنفيذية التابعة لوزارة الداخلية. وأضافت الحركة - في بيان لها- أن هذه الفئة الباغية التي ما إن نطفأ نارًا حتى تقوم بإشعال نار أخرى، وهي لا زالت تخطط وتدبِّر بليل جرائمها وفقًا لأجندة رسمت لها، فلا تنظيم يحكمها، ولا أخلاق تلجمها، وإن تُركت فلن ينعم أي مواطن بالأمن والأمان؛ لذلك يجب أن تنتهي هذه الظاهرة. ودعت الحركة الوفد الأمني المصري بعد أن اتضحت الصورة أمامه إلى أن يكشف الحقيقة أمام الرأي العام ويوضح حقيقة تلك الفئة التي تريد أن تجرَّ الشارع الفلسطيني إلى حمَّام دم. وقد سادت ولليوم الرابع على التوالي أجواء التوتر فيما بين الحركيتين حيث سمع إطلاق النار حتى الساعات الأولى من الصباح. كما لم تنحصر – بحسب الجزيرة - الاشتباكات في منطقة واحدة ولكنها تتركز أساسا في محيط الجامعة الإسلامية ومنطقة الشيخ رضوان. وقد تمركز المسلحون فوق المباني يوجهون قذائف "آر.بي.جي" نحو منازل مسؤولين شمال غربي المدينة. وعلى صعيد التحركات السياسية لتهدئة الأوضاع فقد دعا رئيس الوفد الأمني المصري اللواء برهان حماد قادة فتح وحماس إلى عقد لقاء عاجل اليوم في مقر الوفد الأمني المصري للاتفاق على وقف نهائي لإطلاق النار ووقف القتال وسحب المسلحين من الشوارع فورا. وناشد اللواء حماد الجهات المتناحرة في اتصال هاتفي مع تلفزيون فلسطين إلى الوقف الفوري للاقتتال الذي راح ضحيته عشرات الأبرياء مضيفا حرام أن يكون أبناء الشعب الفلسطيني العظيم الذي قدم التضحيات بهذه القسوة. وهدد حماد بأن يدعو إلى مظاهرات عارمة في الشوارع يشارك فيها مع جميع أبناء الشعب الفلسطيني الذين يرفضون الاقتتال والتناحر بين الأشقاء.