اعرف عدوك , كما قالت الأقوال المأثورة ,هكذا بدا موسفيان حديثه أمس عن كتابه الصادر أخيراً، إنها نصيحة جيدة يجب أخذها في الاعتبار عند تذكر تاريخ الولاياتالمتحدةالأمريكية في التعامل مع طهران وعند الوقوف عند برنامج إيران النووي. ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" هذا التصريح الذي جاء في مؤتمر لسيد حسين موسيفيان عن كتابه الأخير بعنوان مذكرات في ( الأزمة النووية الإيرانية ) الثلاثاء الماضي في معهد بروكنجز, ويذكر ان موسيفيان هو المتحدث النووي السابق لإيران وعضو في فريق المفوضية الإيرانية النووية في الفترة من 2003-2005 وتم اعتقاله لاحقا بتهمة التجسس من قبل حكومة محمود احمدي نجاد , ويعد موسيفيان الآن باحث في جامعة برينستون في برنامج العلوم والأمن العالمي. وأعرب ان اغلب القادة الإيرانيين وعلي رأسهم علي الخميني القائد الأعلى لا يثقون بنوايا الولاياتالمتحدةالأمريكية, وأكد ان الخميني يعتقد ان الحقيقة الاساسية لسياسة الولاياتالمتحدةالأمريكية تهدف لتغيير النظام منذ فترة الثماني سنوات الاخيرة من حكومة الرئيس الأمريكي جورج بوش ,لكن القليل من الامريكين هم من ادركو ان بوش الابن كان هو الأسبق في محاولات الأمريكية للسيطرة علي الحكومة الايرانية وصرح في حديثه ,انه منذ وقوع حدث الانقلاب العسكري في 1953 الذي اطاح بحكومة رئيس الوزراء محمود مصدق المنتخبة ,ادي الي وقوع البلاد لمدة 25 عاما من الحكم الاستبدادي تحت سيطرة الشاه محمد بهلوي. ويذكر ان هذا الانقلاب يرجع الي عملية مشتركة سرية تديرها وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ومثيلاتها البريطانية داخل الولاياتالمتحدة M16,وادت الإطاحة بالنظام الي نهاية النظام الموالي للشيوعية , وهذا جعل الايرانيين يفكرون في فرض مزيد من السيطرة علي موراد البلاد الذاتية ,وفي مقدمتها النفط, وهذا ادي لمزيد من اختناق الحركات القومية الوليدة واعادة الاعتماد علي الغرب. واضاف موسافياني امس عبر لقاءه الهاتفي ان انقلاب 1953 غير مجري الديموقراطية في ايران وعاشت البلاد بعده في عصر الديكتاتورية , ولكن لا يغيب اليوم عن عقول الايرانيين انحياز واشنطن عام 1980 مع صدام حسين في العراق بعد غزو ايران .مضيفا ان ما يقرب من 300000 ايراني قتلو وجرحو في فترة الثمان سنوات من الحرب التي تلت ذلك ,وتركت السياسات الامريكية في المنطقة اثر عميق لا ينسي في قلوب عائلات الذين قتلو وجرحوا . واكد في تصريحاته للجريدة ان ما تفعله أمريكا الآن في سياستها مع ايران لم ينتج من فراغ ,فهي لم تنسي ابدا الاستيلاء علي سفارتها في طهران في نوفمبر 1979 من قبل طلاب مسلمين وفدائيين مسلحيين وتم احتجاز 52 امريكي كرهينة لمدة 444 يوم , وظل ذلك الحدث كرمز دائم لهم يعبر عن الطبيعة الراديكالية في النظام الذي يقوده ويوجهه اية الله روح الله خوميني . وعاد مستفيضا , انع رغم اعتبار الأمريكيين الاستيلاء علي سفارتهم في طهران ضربة مباشرة موجهة ضد الولاياتالمتحدة خلال الحكم الإيراني وخطوة ذكية وجريئة وخطيرة من قبل الخوميني والملالي للتخلص من زملائهم الإيرانيون المنفيون الذين سيطرو علي الحكومة الإيرانية بعد ثورة 1979. واضاف في مناقشته عن كتابه المنشور مؤخرا ,انه هناك نقطة من التاريخ يتذكرها الإيرانيون بينما تغيب عن عقول الأمريكيين وهذا ما حدث في عام 1976,حيث وقع الرئيس جيرالد فورد توجيها مباشرا مع حكومة الشاه في طهران لشراء وتشغيل منشاة إعادة المعالجة التي بنتها الولاياتالمتحدةالأمريكية لتسهيل استخراج البوليتينيوم من استخدام وقود المفاعل النووي كجزء من صفقة تعامل تقدر ببلايين الدولارات لشراء محطات الطاقة النووية الأمريكية, وبعد عام 1979 قررت حكومة الثورة الخومينية الوقوف ضد العديد من محطات الطاقة ومنشات التخصيب وقفت بالفعل محطة بوشهار للطاقة النووية عام 1979 والتي بدات في عام 1975 بمساعدة ألمانية ولكنها عادت للتشغيل مع الروس في عام 1995 بالرغم من اعتراض الولاياتالمتحدةالأمريكية . ووفقا لتصريحات موسافيان في معهد بروكنجز ( انه في هذا الوقت والذي تقع فيه ايران تحت سيطرة الخوميني تسعي لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الوقود)وذكر السبب ان فرنسا اوقفت اتفاقية تخصيب اليورانيوم من قبل وبموجب هذه الخطة قامت ايران بدفع مبلغ 1.2 بيليون دولار لتسهيل اقامة منشاة مشتركة داخل فرنسا ,لكن ضغط الولاياتالمتحدة لانهاء المشروع المشترك عمل علي تاخير تشغيل المسائل الفنية في محطة بوشهار . وفي ظل هذه الخلفية , اعتبرت هذه العوامل علي الجانب الإيراني والصراع الدائر حول البرنامج النووي الإيراني هي أداة اللعب مع الولاياتالمتحدةالأمريكية . وأعرب موسافيان في سياق مناقشة كتابه ان الإيرانيين بشكل عام يضمنون حقهم بموجب معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية لتخصيب اليورانيوم قائلا ( انه بغض النظر عن من يحكم إيران ... لن يستطيع احد تقديم تنازلات عن حقوق الإيرانيين في تخصيب اليورانيوم ) . وأضاف موسيفيان في نهاية حواره بشان العقوبات التي تهدد بها الولاياتالمتحدة ( انه واثق بنسبة 100% انه بفرض ان اتجهت الولاياتالمتحدةالأمريكية بفرض العقوبات , لن يقوم الإيرانيون بتغيير سياستهم النووية, وعندما اقول السياسة النووية اقصد القضية الاساسية وهي , الحقوق المنصوص عليها في معاهدة حظر الانتشار النووي , هذه هي القضية الجوهرية , وايران لن تتخلي عنها ) . الموقع غير مسئول قانونا عن التعليقات المنشورة