اعتبرت صحيفة الغارديان البريطانية أن منطقة اليورو الموحدة كارثة محققة لم يكن ينبغي اطلاقها أبدا فقد بالغت طبقة النخبة الاوروبية في تصرفاتها واجراءاتها الاقتصادية والسياسية لتحجز الأوروبيين بقيود وخيمة دون وجود تفويض ديمقراطي أو مساءلة. وقالت الصحيفة إن موعد دفع ثمن الاخطاء التي ارتكبها ساسة أوروبا حان الآن وانهيار منطقة اليورو لن يكون جميلا لكنه سيكون محتما وستعود نتائجه المأساوية على الاوروبيين جميعهم ولاسيما مع غياب السلطة السياسية الموحدة. وأضافت الصحيفة.. أن أحدا لا يعرف ما سيحدث فعلى الرغم من المماطلة والأخذ والرد طلبت اسبانيا أخيرا مساعدات مالية لإنقاذ نظامها المصرفي المتعثر في حين يراقب الجميع ما سيحدث في انتخابات اليونان المزمع إجراوءها الاسبوع المقبل والتي ستكشف عن مصير البلاد داخل الاتحاد الاوروبي او خارجه. وقالت الصحيفة: إن الوضع في اوروبا متقلب بشكل خطير وستوافق المانيا بشكل كامل على اتحاد مصرفي اوروبي قبل نهاية حزيران الجاري تشترك فيه جميع دول منطقة اليورو لضمان الودائع المصرفية ووضع وسائل مشتركة لتأمين جميع المصارف ومنح مؤسسات الاتحاد الأوروبي هامشاً أكبر للتعامل مع الأزمة الاقتصادية الحالية. وأوضحت الصحيفة أن أحد اثار الأزمة المالية هي أن الأوروبيين اصبحوا على دراية كاملة بالترابط الذي يجمع دول القارة وما حدث في اليونان واسبانيا وايرلندا وفرنسا يؤثر على الجميع شاؤوا ذلك أم أبوا وعليهم التعايش مع هذا الوضع. ولفتت الصحيفة الى ان ازمة اوروبا أثرت حتى على البلدان خارج منطقة اليورو بما في ذلك بريطانيا التي ستكون تكاليف انهيار اليورو رهيبة بالنسبة لها ويتجلى ذلك بوضوح في تحذيرات وزير المالية البريطانى جورج أوزبورن اليوم من أن أزمة منطقة اليورو قد تتسبب بقتل جهود بلاده لتحقيق التعافى الاقتصادى. وقالت الصحيفة: إن الفوائد على سندات الدين الإسبانية والإيطالية طويلة الأمد ما زالت تشهد تراجعا بطيئا لا يطمئن المستثمرين فيما يحذر محللون اقتصاديون من ان الوقت ينفد والأزمة منتشرة في المصارف الإسبانية كما ان اليونان يمكن أن تخرج من منطقة اليورو. واضافت الصحيفة.. ان العجز عن التوصل إلى قرار أوروبي موحد لمعالجة الأزمة يولد قلقا واسعا في المصارف العالمية حيث انخفض حجم القروض المتبادلة في الربع الأخير من العام الماضي بأسرع وتيرة منذ عام 2008. ولا تزال الانقسامات السياسية والاقتصادية تتجسد بشكل واضح في الواقع الأوروبي فالاقتصادات الأوروبية أيضا انقسمت إلى فريقين فريق يتمتع بقوة مالية واقتصادية وعلى رأسه ألمانيا أما الفريق الآخر فيعاني مشكلات الديون وتباطوء النمو وارتفاع معدلات البطالة وغيرها من المشكلات الموقع غير مسئول قانونا عن التعليقات المنشورة