بقلم: عمر عبد الهادي عقدت القمة العربية الدورية في الرياض، هذه القمة التي رفضت الرياض في البداية عقدها علي اراضيها وطالبت بعقدها في شرم الشيخ، ثم وبقدرة قادر ابدت عشقها لهذه القمة، واعلنت قبولها لاستقبال قادة العرب في العاصمة السعودية. ملفات عديدة ستوضع فوق طاولة القمة جميعها تحمل عناوين كبيرة وخطيرة، اولها وربما اهمها اعادة طرح مبادرة الصلح الصادرة عن قمة بيروت 2002 التي كان قد اطلقها ولي العهد حينئذ اي الملك السعودي عبد الله، اطلق في البداية عليها مبادرة الامير عبد الله، ثم سميت مبادرة قمة بيروت بعد اضافة بند جديد وتصويت عربي عليها، البند الجديد جاء بالحاح من سورية فطالب بالعودة والتعويض للاجئين (وقيل باعتماد حل متفق عليه بين الاطراف) اما التصويت فجاء بالاجماع ثم خرجت المبادرة علي اثره الي العالم باسم الدول العربية جميعها. ومن المعلوم ان اسرائيل لم تعر اهتماما للمبادرة ورد عليها شارون باحتلال مناطق (ا) حسب تقسيمات اوسلو مباشرة بعد اليوم الثاني لصدورها، كما تجاهلتها امريكا ولم تعلق عليها. اذن العرب يريدون الصلح والتطبيع الكامل مع اسرائيل ان هي انسحبت الي حدود الرابع من حزيران 1967 وان سمحت باقامة دولة فلسطينية فوق الاراضي الفلسطينية المحررة التي خضعت للاحتلال في العام 1967 وان هي وافقت علي حل مرض لمسألة اللاجئين. هذه احلام الضعفاء يسمح الاقوياء الآن بالتعبير عنها وبمناقشتها معهم لتقديم الاوهام وليس الحلول لهم في الظروف الحالية الصعبة والخطيرة التي تواجه العرب وخاصة في فلسطين والعراق ولبنان واماكن اخري ليس آخرها السودان والصومال. ولنا ان نتساءل: ما الذي يدعو اسرائيل وامريكا الي الموافقه علي بحث مبادرة بيروت (بعد الرفض)؟ ما الذي يدعو كوندوليزا رايس الي الاعلان بانها لا تسعي الي اي تعديل في نصوص المبادرة (بعد التجاهل)؟ ما الذي يدعو اولمرت للقول بانه لا يمانع في بحث مبادرة بيروت مع القادة العرب (بعد الاستهزاء بها)؟ لماذا وافقت السعودية علي التئام القمة العربية فيها (بعد التمنع)؟ ما الذي طرأ علي ميزان القوي بين الدول العربية واسرائيل (بعد مرور اكثر من خمس سنوات علي اطلاق المبادرة)؟ خاصة وان انتصار المقاومة في لبنان وصمود المقاومة في كل من العراق وفلسطين تحسب لصالح الشعوب وليس لصالح الانظمة. ما الذي يدعو رايس للاجتماع وللمرة الثانية خلال اقل من شهرين مع مدراء الاستخبارات للدول العربية المعتدلة الاربع؟ ان التساؤلات لا تنتهي لان العجز العربي الرسمي لا ينتهي واشعر بان مصيبة جديدة كبري تدبر لنا اقصد للعرب وللمسلمين، مصيبة كبري ستلقيها امريكا واسرائيل بوجوهنا، ليس اقلها قصف ايران بالنووي في وقت ننعم فيه بالعسل الامريكي ذو النكهة الاسرائيلية، وننعم بالمناقشات المستفيضة لمبادرات السلام. ان امريكا واسرائيل جربا زراعة الاوهام في الحقول العربية وطابت لهما النتائج والآن يكرران الزراعة في دول ادمنت حصاد المآسي، اما برغبتها واما بعد ايقاعها في الفخ المحكم، فالمهم ان يبقي رأس الحاكم سالما.